1471 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة عبد الله الديني
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———–
1471 – وقال الإمام النسائي رحمه الله: أخبرنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد قال حدثنا شعبة عن أبي بشر قال سمعت حسان بن بلال عن رجل من أسلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
أنهم كانوا يصلون مع نبي الله صلى الله عليه وسلم المغرب ثم يرجعون إلى أهاليهم إلى أقصى المدينة يرمون ويبصرون مواقع سهامهم.
هذا حديث صحيح.
………………….
وصحح الحديث الشيخ الألباني في صحيح النسائي (520) والاثيوبي قي ” ذخيرة العقبى ”
سبق ذكر أحاديث المواقيت من الصحيح المسند برقم 208، 209، 1309
قال الشيخ الاثيوبي: والمعنى أنه – صلى الله عليه وسلم – كان يُبَكِّر بصلاة المغرب، فكان الصحابة الذين يصلون معه يرجعون إلى أقصى المدينة عند أهليهم، وهم يرمون بسهامهم، وينظرون إلى أماكن وقوعها، لشدة الضوء.
جاءت أحاديث بمعنى حديث الباب؛ ففي الصحيحين من حديث رافع بن خَدِيج رضي الله عنه، قال: “كنا نصلي المغرب مع النبي – صلى الله عليه وسلم -، فينصرف أحدنا، وإنه ليبصر مواقع نَبْله”، ولأبي داود من حديث أنس رضي الله عنه بسند صحيح، قال: “كنا نصلي المغرب، مع النبي – صلى الله عليه وسلم -، ثم نرمي، فَيَرَى أحدُنا موضع نبله”.
وروى أحمد في مسنده من طريق علي بن بلال، عن ناس من الأنصار، قالوا: “كنا نصلي مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – المغرب، ثم نرجع، فنترامى حتى نأتي ديارنا، فما يخفى علينا مواقع سهامنا”. قال الحافظ: إسناده حسن.
وللشيخين من حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: “كنا نصلي مع النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا توارت بالحجاب”، ولفظ مسلم “إذا غربت الشمس، وتوارت بالحجاب”.
والحديث فيه: إباحة الرمي بالنبل والسهام لتعلم وسائل الحرب، فقد ورد الترغيب في تعلمه، أخرج مسلم وغيره من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، يقول، وهو على المنبر: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60]: ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي”، وأخرج أحمد، وأصحاب السنن من حديثه أيضًا، قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “وارموا، واركبوا، وأن ترموا خير من أن تركبوا”. والله تعالى أعلم.
” ذخيرة العقبى ” (7/ 17)