1465 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة عبد الله الديني
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———
الصحيح المسند
1465 – قال الإمام أحمد رحمه الله: ثنا عفان ثنا خالد يعني الواسطي قال ثنا عمرو بن يحيي الأنصاري عن زياد بن أبي زياد مولى بني مخزوم عن خادم للنبي صلى الله عليه و سلم رجل أو امرأة صلى الله عليه وسلم قال كان النبي صلى الله عليه و سلم مما يقول للخادم ألك حاجة قال حتى كان ذات يوم فقال يا رسول الله حاجتي قال وما حاجتك قال حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة قال ومن دلك على هذا قال ربي قال أما لا فأعني بكثرة السجود.
هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح.
………………………………….
صححه الالباني في الصحيحة (2102) وقال: و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
وذكر هذا الحديث الشيخ مقبل نفسه في كتابه ” الشفاعة ” وذكر رواية أخرى: في “أسْد الغابة” (ج5 ص180): وروى شيبان عن جرير عن عبد الملك بن عمير عن مصعب الأسلمي قال: انطلق غلام لنا فأتى النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم فقال: أسألك أن تجعلني ممن تشفع له يوم القيامة. فقال: ((من علّمك أو أمرك أو دلّك؟)) فقال: ما أمرني إلاّ نفسي قال: ((إنّي أشفع لك)) ثمّ ردّه فقال: ((أعنّي على نفسك بكثرة السّجود)).
رواه وهب بن جرير عن أبيه فقال: عن أبي مصعب. أخرجه أبونعيم وأبوموسى. اهـ
الحديث ذكره الحافظ في “الإصابة” من رواية البغوي والطبراني بنحو ما هنا، ثم قال: وأخرجه البزار عن طالوت بن عباد عن جرير، فقال: عن عبد الملك، كان بالمدينة غلام يكنى أبا مصعب، فذكر الحديث مطولاً، وقال: لا نعلمه إلا من هذا الوجه، قال العسكري: وهو مرسل.
قال الحافظ: رواية البزار ظاهرة الإرسال، لكن فيها أبومصعب، وأما رواية غيره فالوصل فيها ظاهر، لكن عبد الملك كان يدلس. اهـ
وقال الهيثمي (ج10 ص369): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
قال أبوعبد الرحمن (الشيخ مقبل): قوله (رجاله رجال الصحيح) لا يلزم أن يكون الحديث صحيحًا، لا سيما والحديث من طريق عبد الملك بن عمير، وكان يدلس كما أفاده الحافظ، لكن الحديث يعتبر شاهدًا لما قبله فلا يضره أن عبد الملك لم يصرح بالسماع. انتهى من كتاب الشفاعة.
قال الصنعاني:
(كان مما يقول للخادم) أي خادمه أي كان من جملة خطابه له سؤاله هل له حاجة إلطاف بالخادم ففي الكلام حذف بقرينة السياق وما موصولة صفة لمحذوف ويقول صلتها والعائد محذوف أي يقوله، وقوله: (ألك حاجةٌ) مقول القول وفيه بيان لطف طباعه وكرم أخلاقه. ” التنوير ” (8/ 487)
لما سأل هذا الخادم النبي صلى الله عليه وسلم أن ينال شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم أرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى كثرة عبادة الصلاة لأنها أدعى إلى حصول المطلوب، كما أرشد كذلك الأعمى عندما توسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم.
وفيه أن الصحابة لما كانوا يتوسلون بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم أو يطلبون منه حاجة يأتونه وهو حي ويسألونه، لا يجلسون في بيوتهم ويطلبون الحاجات منه؛ كما دل ذلك حديث عمر في الاستسقاء كما جاء عند البخاري من حديث عن أنس: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب. فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون.
وجاء أيضا فضل كثرة السجود، و أنها من اسباب دخول الجنة عند مسلم عن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة أو قال قلت بأحب الأعمال إلى الله فسكت ثم سألته فسكت ثم سألته الثالثة فقال سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال * عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة قال معدان: ثم لقيت أبا الدرداء فسألته فقال لي: مثل ما قال لي ثوبان.
وأنها سبب لمرافقة النبي صلى الله عليه وسلم كما رواه مسلم أيضا عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال * كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي: سل فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة قال أو غير ذلك قلت: هو ذاك قال فأعني على نفسك بكثرة السجود.
قال النووي: فيه الحث على كثرة السجود والترغيب والمراد به السجود في الصلاة.
وفيه دليل لمن يقول تكثير السجود أفضل من إطالة القيام وقد تقدمت المسألة والخلاف فيها في الباب الذي قبل هذا وسبب الحث عليه ما سبق في الحديث الماضي أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وهو موافق لقول الله تعالى (واسجد واقترب) ولأن السجود غاية التواضع والعبودية لله تعالى وفيه تمكين أعز أعضاء الإنسان وأعلاها وهو وجهه من التراب الذي يداس ويمتهن والله أعلم