1461 التعليق على الصحيح المسند
جمع عبد الله الديني
بالتعاون مع مجموعات 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———–
1461 – قال الإمام أبو داود رحمه الله: حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن سليمان عن أبي صالح عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل كيف تقول في الصلاة قال أتشهد وأقول اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ فقال النبي صلى الله عليه وسلم حولها ندندن.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وإبهام الصحابي لا يضر، لأن الصحابة كلهم عدول.
الحديث أخرجه ابن ماجه رحمه الله (ج1 ص295) فقال: حدثنا يوسف بن موسى القطان ثنا جرير عن الاعمش عن أبي صالح عن ابي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل: … فذكر الحديث.
………………………………
ذكر الدارقطني الحديث في ” العلل ” (10/ 152): وذكر الاختلافات ورجح هذه الرواية، قال: والصَّحِيحُ عَنِ الأَعمَشِ قَولُ مَن رَواهُ، عَنِ الأَعمَشِ، عَن أَبِي صالِحٍ، عَن رَجُلٍ مِن أَصحابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم.
كذلك روى الحديث: أبو داود من حديث جابر (793): حدثنا يحيى بن حبيب حدثنا خالد بن الحارث حدثنا محمد بن عجلان عن عبيد الله بن مقسم عن جابر ذكر قصة معاذ قال وقال – يعنى النبى -صلى الله عليه وسلم- للفتى – «كيف تصنع يا ابن أخى إذا صليت». قال أقرأ بفاتحة الكتاب وأسأل الله الجنة وأعوذ به من النار وإنى لا أدرى ما دندنتك ولا دندنة معاذ. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إنى ومعاذ حول هاتين». أو نحو هذا. صححه الألباني.
وبوب عليه الإمام أبو داود: باب تخفيف الصلاة، وذكر قصة معاذ عندما أطال الصلاة كما رواه جَابِرٍ، قَالَ: كَانَ مُعَاذٌ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَؤُمُّنَا – قَالَ مَرَّةً: ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُصَلِّي بِقَوْمِهِ – فَأَخَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً الصَّلَاةَ – وَقَالَ مَرَّةً: الْعِشَاءَ – فَصَلَّى مُعَاذٌ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ جَاءَ يَؤُمُّ قَوْمَهُ فَقَرَأَ الْبَقَرَةَ فَاعْتَزَلَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَصَلَّى، فَقِيلَ: نَافَقْتَ يَا فُلَانُ، فَقَالَ: مَا نَافَقْتُ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ مُعَاذًا يُصَلِّي مَعَكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَؤُمُّنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنَّمَا نَحْنُ أَصْحَابُ نَوَاضِحَ وَنَعْمَلُ بِأَيْدِينَا، وَإِنَّهُ جَاءَ يَؤُمُّنَا فَقَرَأَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ، فَقَالَ: ” يَا مُعَاذُ أَفَتَّانٌ أَنْتَ، أَفَتَّانٌ أَنْتَ؟ اقْرَا بِكَذَا، اقْرَا بِكَذَا – قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى – “، فَذَكَرْنَا لِعَمْرٍو، فَقَالَ: أُرَاهُ قَدْ ذَكَرَهُ.
فوائد الحديث:
• التخفيف في الصلاة كما بوب عليه ابوداود ودلت عليه الاحاديث الاخرى.
• اختيار جوامع الدعاء، وبوب عليه ابن ماجه: باب الجوامع من الدعاء. ابن حبان في صحيحه: ذكر الأمر للمرء أن يسأل ربه جل وعلا جوامع الخير ويتعوذ به من جوامع الشر.
• بوب ابن خزيمة في صحيحه: باب مسألة الله الجنة بعد التشهد وقبل التسليم والاستعاذة بالله من النار.
• وكذلك بوب ابن خزيمة: باب إباحة ائتمام المصلي فريضة بالمصلي نافلة ضد قول من زعم من العراقيين أنه غير جائز أن يأتم المصلي فريضة بالمصلي نافلة.
- قال السندي: قوله: دندنتك، بفتحات، ما عدا النون الأولى وسكونها: أي: مسألتك الخفية، وكلامك الخفي، والدندنة: أن يتكلم الرجل بكلامِ تسمع نغمته ولا تفهمه، وضمير “حولها” للجنة، أي: حول تحصيلها، أو للنار، أي: حوله التعوذ منها، أولهما بتأويل كل واحدة، ويؤيده “حول هاتين” في رواية [قلنا (محققو المسند): هي رواية أبي داود من حديث جابر (793)]. أو لمسألته، أي: حول مسألتك أو مقالتك، والمقصود تسليته بأن مرجع كلامنا وكلامك واحد، والله تعالى أعلم.
قال ابن رجب: (ولا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ) يشير إلى كثرة دعائهما واجتهادهما في المسئلة (جامع العلوم)
• بوب البيهقي في ” جزء القراءة خلف الامام “: بَابُ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ الْمَامُومَ يَقْرَأُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ إِذِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَ الْفَتَى الَّذِي صَلَّى خَلْفَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَيْفَ تَصْنَعُ؟ فَأَخْبَرَهُ بِأَنَّهُ يَقْرَأُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَلَمْ يُنْكِرْهُ عَلَيْهِ وَلَمْ يَفْصِلْ عَلَيْهِ الْحَالَ.
• كَوْنُ الْعِبَادَةِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، لَا يُنَافِي أَنْ يَطْلُبَ مَعَهَا ثَوَابًا، وَلَا أَنْ يَدْفَعَ عَذَابًا.