: 1453 التعليق على الصحيح المسند
جمعه عبدالله والديني
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——”–
1453 – قال الإمام أحمد رحمه الله: ثنا علي بن عبد الله ثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة عن الأحنف بن قيس عن الأسود بن سريع أن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال صلى الله عليه وسلم أربعة يوم القيامة رجل أصم لا يسمع شيئا ورجل أحمق ورجل هرم ورجل مات في فترة فأما الأصم فيقول رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئا وأما الأحمق فيقول رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر وأما الهرم فيقول ربي لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئا وأما الذي مات في الفترة فيقول رب ما أتاني لك رسول فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه فيرسل إليهم ان أدخلوا النار قال فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما قال.
ثنا علي ثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن أحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة صلى الله عليه وسلم مثل هذا غير انه قال في آخره فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما ومن لم يدخلها يسحب إليها.
هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح.
…………………………….
سبق الحديث في الصحيح المسند (24)
وحسنه محققو المسند (28/ 228) وقالوا: وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، قتادة: وهو ابن دعامة السدوسي مدلس وقد عنعن، ثم إن سماعه من الأحنف بن قيس مستبعد، لأنه ولد في البصرة سنة (60هـ) على أحد الأقوال، وتوفي الأحنف سنة (67هـ) على أصح الأقوال.
وصحح الحديث الألباني في الصحيحة 1434.
أهل الفترة ومن في حكمهم
من صفات الله سبحانه وتعالى التي قررها في كتابه، وأكد عليها في آيات كثيرة صفة العدل، فالله عز وجل حرَّم الظلم على نفسه، وحرَّمه على عباده، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً} (النساء:40)
ويوم القيامة يتجلى هذا العدل الإلهي في أجلى صوره وأبهى حلله، ومن تلك الصور التي يتجلى فيها عدل الله سبحانه معاملته لأولئك الذين ماتوا ولمّا تبلغهم دعوة الرسل، سواء ماتوا قبل بعثة الرسل وهم المسمون ” أهل الفترة “، أو حال دون معرفتهم بدعوة الرسل عيب خَلْقيٌ، كالصمم والجنون، فهؤلاء لا يدخلهم الله الجنة لقصور أعمالهم عن دخولها، ولا يدخلهم النار لعدم قيام الحجة عليهم، بل يختبرهم سبحانه يوم القيامة فيأمرهم بدخول النار فمن أطاع كانت عليه برداً وسلاماً، وأدخل الجنة، ومن عصى سحب إليها، والدليل على ما ذكرنا ما رواه الإمام أحمد عن الأسود بن سريع رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أربعة يحتجون يوم القيامة، رجلٌ أصم لا يسمع شيئا، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة، فأما الأصم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئا، وأما الأحمق فيقول: ربِّ لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر، وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئا، وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب ما أتاني لك رسول، فيأخذ مواثيقهم ليطيعُنَّه فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، .. فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم برداً وسلاماً) وفي رواية: (فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما ومن لم يدخلها يسحب إليها).
فهذا هو حال من مات ولما تبلغه دعوة الإسلام، يختبر في الآخرة، كما اختبر غيره في الدنيا، فمن امتثل وأطاع كان من أهل الجنة، ومن أبى وعصى كان من أهل النار، جزاء وفاقاً، وليس أمام الإنسان عند تأمل هذا الحكم الإلهي إلا أن يسلم بعظيم حكمته سبحانه، ويقرَّ بكمال عدله، فلم يظلم سبحانه هؤلاء فيدخلهم النار، لكونهم معذورين بعدم قيام الحجة عليهم، ولم يدخلهم الجنة لكون الجنة لا تدخلها إلا نفس مؤمنة، فجعل سبحانه الآخرة في حقهم دار ابتلاء، لينجو من يطيعه، ويهلك من يعصيه، نسأل المولى عز وجل أن يحيينا على الإسلام وأن يميتنا على الإسلام، حتى نلقاه وهو راضٍ عنا، والحمد لله رب العالمين.
(موسوعة البحوث والمقالات العلمية – جمع علي بن نايف الشحود)
@ سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:
عن الكافر الذي وصله الاسلام مشوها على غير حقيقته
ومات هل يكون من اصحاب الفترة؟
الجواب: نعم الذي لم تبلغه الدعوة ولا بلغه الاسلام
على حقيقته و مات على هذا يكون من اصحاب الفترة،
ماقامت عليه الحجة، ويكون من اهل الفترة اذا ماكان عنده احد يسأله، اما انسان بلغه الاسلام مشوها وعنده
ناس يستطيع يسالهم هذا ليس معذورا، لانه هو المفرط
اما انسان ماعنده احد يسأله او يشرح له الامر فهذا يعذر.
[تفريغ صوتي]
….
ذكر العلامة الشنقيطي في كتابه [دفع إيهام الاضطراب (10) / (184) – (185).]
بعد المناقشة و اطال في ذلك و ترجح لديه
والذي يظهر رجحانه بالدليل هو الجمع بين الأدلة؛ لأن الجمع واجب إذا أمكن بلا خلاف. ووجه الجمع بين هذه الأدلة هو عذرهم بالفترة، وامتحانهم يوم القيامة بالأمر باقتحام نار؛ فمن اقتحمها دخل الجنة؛ وهو الذي كان يصدق الرسل لو جاءته في الدنيا. ومن امتنع عذب بالنار؛ وهو الذي كان يكذب الرسل لو جاءته في الدنيا؛ لأن الله يعلم ما كانوا عاملين لو جاءتهم الرسل.
وبهذا الجمع تتفق الأدلة: فيكون أهل الفترة معذورين، وقوم منهم من أهل النار بعد الامتحان، وقوم منهم من أهل الجنة بعده أيضا.
ويحمل كل واحد من القولين على بعض منهم علم الله مصيرهم وأعلم به نبيه صلى الله عليه وسلم فيزول التعارض”