145 فتح الاحد الصمد شرح الصحيح المسند
مشاركة عبدالله الديني
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
الصحيح المسند
145_ قال الإمام أحمد رحمه الله ج5ص346: حدثنا علي بن الحسن أنا الحسين ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان جالسا على حراء ومعه أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فتحرك الجبل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أثبت حراء فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد
………………………….
وسيأتي في الصحيح المسند برقم 1293 في مسند أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اهدأ فما عليك الا نبي أو صديق أو شهيد.
فزاد هنا علي وطلحة والزبير.
وزاد مسلم سعد بن أبي وقاص من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً (اسكن حراء فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد، وعليه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص.
وأخرج البخاري رقم (3686): عَن أنَسِ بن مَالِكٍ س قَالَ: صَعِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى أُحُدٍ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، فَرَجَفَ بِهِمْ فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ وقَالَ: «اثْبُتْ أُحُدُ؛ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدَانِ».
وكان الأمر كذلك فعمر قتله أبو لؤلؤة المجوسي، وعثمان قتل مظلومًا، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنهما شهيدان، ومع أنه لم يثبت أنهم تركوا الصلاة على أحد من هؤلاء الأصناف، ولا دفنوهم بغير غسل، ولا دفنوهم في دمائهم، بل كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجرون على هؤلاء الشهداء، عدا شهداء معركة الكفار، ما يجري على غيرهم من الأموات؛ فيغسلونهم، ويكفنونهم، ويصلون عليهم.
-قال صاحب تحفة الأحوذي: قال النووي في هذا الحديث معجزات لرسول الله صلى الله عليه و سلم منها إخباره أن هؤلاء شهداء وماتوا كلهم غير النبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر شهداء.
فإن عمر وعثمان وعليا وطلحة والزبير قتلوا ظلما شهداء فقتل الثلاثة مشهور وقتل الزبير بوادي السباع بقرب البصرة منصرفا تاركا للقتال وكذلك طلحة اعتزل الناس تاركا للقتال فأصابه سهم فقتله وقد ثبت أن من قتل ظلما فهو شهيد والمراد شهداء في أحكام الآخرة وعظم ثواب الشهداء وأما في الدنيا فيغسلون ويصلى عليهم.
وفيه بيان فضيلة هؤلاء وفيه إثبات التمييز في الحجارة وجواز التزكية والثناء على الإنسان في وجهه إذا لم يخف عليه فتنة بإعجاب ونحوه انتهى
تنبيه: إثبات الشهادة لا يعني نفي الصديقية، فقد تجمع لشخص درجة الصديقية والشهادة.
قال النووي / في “المجموع” (5/ 219): واعلم أن الشهداء ثلاثة أقسام أحدها: شهيد في حكم الدنيا؛ وهو ترك الغسل والصلاة، وفي حكم الآخرة بمعنى أن له ثوابًا خاصًّا وهم أحياء عند ربهم يرزقون، وهذا هو الذي بسبب من أسباب قتال الكفار قبل انقضاء الحرب، والثاني: شهيد في الأخرى دون الدنيا؛ وهو المبطون، والمطعون، والغريق، وأشباههم، والثالث: شهيد في الدنيا دون الأخرى، وهو المقتول في حرب الكفار وقد غَلَّ من الغنيمة، أو قتل مدبرًا، أو قاتل رياء ونحوه، فله حكم الشهداء في الدنيا دون الآخرة، والدليل للقسم الثاني: أن عمر، وعثمان، وعليًّا غسلوا، وَصُلِّي عليهم بالاتفاق، واتفقوا على أنهم شهداء، والله أعلم.
قال الحافظ في الفتح 7/ 38: صعد أحدا هو الجبل المعروف بالمدينة ووقع في رواية لمسلم ولأبي يعلى من وجه اخر عن سعيد حراء والأول أصح ولولا اتحاد المخرج لجوزت تعدد القصة ثم ظهر لي ان الاختلاف فيه من سعيد فإني وجدته في مسند الحارث بن أبي أسامة عن روح بن عبادة عن سعيد فقال فيه أحدا أو حراء بالشك وقد أخرجه احمد من حديث بريدة بلفظ حراء وإسناده صحيح وأخرجه أبو يعلى من حديث سهل بن سعد بلفظ أحد وإسناده صحيح فقوي احتمال تعدد القصة وتقدم في أواخر الوقف من حديث عثمان أيضا نحوه وفيه حراء وأخرج مسلم من حديث أبي هريرة ما يؤيد تعدد القصة فذكر انه كان على حراء ومعه المذكورون هنا وزاد معهم غيرهم والله اعلم
قال الاثيوبي في شرح النسائي:
والحاصل أن أكثر الرواة رووه بلفظ “أحد”، وبعضهم رواه بلفظ “حراء”، وأما بلفظ “ثَبِير” ففي هذه الرواية فقط، وفي إسنادها يحيى بن أبي الحجّاج، وقد تقدّم أنه ليّن الحديث، فلا يقبل ما خالف فيه الحفّاظ، بل هي شاذّة منكرة. انتهى
وتعقب الألباني ابن حجر في بعض الطرق، لكن أكد تعدد القصة وراجع الصحيحة 875، حيث جمع روايات الحديث.
فائدة: يحمل التحرك على الحقيقة، قال ابن حجر: قوله اثبت وقع في مناقب عمر فضربه برجله وقال اثبت بلفظ الأمر من الثبات وهو الاستقرار واحد منادى ونداؤه … وحمله على الحقيقة أولى.