145 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———-
مسند أحمد
13101 حدثنا محمد بن الحسن الواسطي وهو المزني قال حدثني مصعب بن سليم عن أنس بن مالك قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم تمر فجعل يقسمه بمكتل واحد، وأنا رسوله به حتى فرغ منه. قال: فجعل يأكل وهو مقع أكلا ذريعا، فعرفت في أكله الجوع.
قلت سيف: … على شرط الذيل على الصحيح المسند (قسم الزيادات على الصحيحين)
فالحديث في صحيح مسلم 2044 وفي مسند أحمد زيادة
تنبيه: وقع في كتب السفاريني في غذاء الألباب تصحيف فقال (فرأيته يأكل متكئا) والصواب (مقعيا) كما في صحيح مسلم وكذلك عند مسلم رواية بلفظ (محتفز) وعزاها الألباني في الإرواء لمسلم لكن صحفت في الإرواء بلفظ (محتضر) والصواب (محتفز)
——–
قال النووي على مسلم:
وفيه أنس رضي الله عنه (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مقعيا يأكل تمرا) وفي الرواية الأخرى أتي بتمر فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقسمه وهو محتفز يأكل منه أكلا ذريعا وفي رواية أكلا حثيثا
قوله (مقعيا) أي جالسا على أليتيه ناصبا ساقيه ومحتفز هو بالزاي أي مستعجل مستوفز غير متمكن في جلوسه وهو بمعنى قوله (مقعيا) وهو أيضا معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر في صحيح البخارى وغيره (لاآكل متكئا) على ما فسره الإمام الخطابي فإنه قال: المتكئ هنا المتمكن في جلوسه من التربع وشبهه المعتمد على الوطاء تحته. قال: وكل من استوى قاعدا على وطاء فهو متكئ ومعناه: لاآكل أكل من يريد الاستكثار من الطعام ويقعد له متمكنا بل أقعد مستوفزا وآكل قليلا
وقوله: (أكلا ذريعا) (وحثيثا) هما بمعنى أي مستعجلا صلى الله عليه وسلم لاستيفازه لشغل آخر فأسرع في الأكل وكان استعجاله ليقضي حاجته منه ويرد الجوعة ثم يذهب في ذلك الشغل
ومنه قوله سبحانه وتعالى: (يطلبه
حثيثا ([الأعراف: 54]. وراجع شرح السنة للبغوي
وقوله (فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقسمه) أي يفرقه على من يراه أهلا لذلك وهذا التمر كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرع بتفريقه صلى الله عليه وسلم فلهذا كان يأكل منه والله أعلم انتهى.
قوله: (وهو محتفز) أي: مستعجل متسوفز غير متمكن، والرجل يتحفز في جلوسه كأنه يثور إلى القيام. وقوله: مقع،
فالإقعاء: أن يجلس على وركيه، وهو الاحتفاز أيضا.
وجزم بن الجوزي في تفسير الاتكاء بأنه الميل على أحد الشقين ولم يلتفت لانكار الخطابي ذلك وحكى ابن الأثير في النهاية أن من فسر الاتكاء بالميل على أحد الشقين تأوله على مذهب الطب بأنه لا ينحدر في مجاري الطعام سهلا ولا يسيغه هنيئا وربما تأذى به. انتهى من الفتح (9/ 541).
قال القاضي عياض: وإنكار الخطابى أن يكون تفسير الحديث: الاتكاء على الجانب، وهو تأويل أكثر الناس، وعلته عندهم وجهان:
أحدهما: أنه من شيم أهل الكبر والترفه.
والثانى: يخشى ضرره لأجل ضغط مجارى الطعام بضغط الجانب والأضلاع بالاتكاء.
[إكمال المعلم بفوائد مسلم / 6/ 527]
قال الالباني: قد ذكروا ما ذكرت لكم آنفًا أن قوله عليه السلام: (لا آكل متكئًا) إنما المقصود به التربع، لكنّي حيث ما مررتُ بهذا اللفظ الاتكاء لا أجده إلا أنه يعني الجلوس مائلاً ومتكئًا على أحدِ شقّيه. فتاوى جده.
[صفة الجلوس للأكل]
فالمستحب في صفة الجلوس للأكل أن يكون جاثيا على ركبتيه وظهور قدميه أو ينصب الرجل اليمني ويجلس على اليسرى. انتهى من الفتح (9/ 542).
فوائد الحديث:
ـ استحباب أكل التمر.
ـوإنما استعجل لئلا يضيع الزمان في الأكل؛ وعلى أن أهل علم الأبدان يرون أن العجلة في الأكل أجود لتجميع الطعام فيهضم دفعة. قاله ابن هبيرة في الافصاح [5/ 402]
ـ (لا آكل متكئًا) لا يعني أنه لا يجوز وإنما يعني: أنّني لا آكل متكئًا تنزهًا، أي لا يليق بي أن آكل متكئًا؛ لأن الاتكاء إنما هي حاجة كما قلنا للاستراحة، فإذا جاء وقت الطعام فيظل يأكل وهو متكئ فهذه سمة المتكبّرين، فقوله (لا آكل متكئًا) حضٌّ على أن يتنزه المسلم أن يأكل في هذه الكيفية. قاله الالباني [فتاوى جده]
ـ: “قبول الهدية سنة مستحبة تصل المودة وتوجب الألفة.