1448 التعليق على الصحيح المسند
جمع حسين البلوشي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———
1448 – عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «لَيْسَ بَيْنِى وَبَيْنَهُ نَبِىٌّ – يَعْنِى عِيسَى – وَإِنَّهُ نَازِلٌ (1) فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ رَجُلٌ مَرْبُوعٌ (2) إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ (3) بَيْنَ مُمَصَّرَتَيْنِ (4) كَأَنَّ رَاسَهُ يَقْطُرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ (5) فَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الإِسْلاَمِ فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ (6) وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِى زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا إِلاَّ الإِسْلاَمَ (7) وَيُهْلِكُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ (8) فَيَمْكُثُ فِى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً (9) ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّى عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ (10)»
——
(1) … أي من السماء لأنه رفع حيا وسينزل في آخر الزمان , وقد نقل الإجماع على نزوله:
أحمد بن حنبل , ابن بطة العكبري , ابن أبي زيد القيرواني , ابن أبي زمنين , وابن الحداد , وأبو القاسم الأصبهاني , وابن عبد البر , وأبو الحسن الأشعري وغيرهم راجع الأجوبة المفيدة في مسائل العقيدة في نزول عيسى عليه السلام.
# ليس المراد بأن عيسى عليه السلام ينزل بشرع جديد أو ينسخ شرعنا بل ينزل يحكم بشرعنا فهذا لا ينافي أن نبينا هو آخر الأنبياء؛ لأن نزول عيسى ليس مبعوثاً ولا نازلاً بشريعة جديدة، وإنما حاكماً بشريعة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.
#أنكر نزول عيسى عليه السلام بعض المعتزلة والجهمية ومن وافقهم
#.ذهب ابن العطار والألوسي وابن باز والراجحي إلى كفر منكر نزول عيسى عليه السلام بعد البيان.
#لنزول عيسى عليه السلام حكم:
-الرد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوه وصلبوه
-والرد على النصارى في زعمهم أنه ابن الله وأنه ثالث ثلاثة وإلخ.
-أنه مخلوق من التراب فلابد أن ينزل قرب أجله حتى يدفن في الأرض.
(2) … يعني: ربعة من الرجال، فليس بالطويل ولا بالقصير، أي: أنه كنبينا محمد عليه الصلاة والسلام، فوصفه أنه ليس بالطويل البائن ولا بالقصير، وإنما هو ربعة من الرجال، فكذلك عيسى عليه الصلاة والسلام مربوع ليس بالطويل ولا بالقصير.
(3) يعني: أن لونه بياض مشرب بحمرة.
(4) يقول البغوي رحمه الله في شرح السنة: والممصرة من الثياب: التي فيها صفرة اهـ
وفي النهاية الممصرة من الثياب التي فيها صفرة خفيفة اهـ
قال صاحب العون: أي ينزل عيسى عليه السلام بين ثوبين فيهما صفرة خفيفة اهـ.
(5) يقول الشيخ عبد المحسن العباد: يعني: يكاد يقطر بدون بلل؛ وذلك لنظافته ووضاءته عليه الصلاة والسلام (شرح سنن أبي داود)
قال صاحب العون: كناية عن النظافة والنضارة اهـ.
(6) يدق الصليب:
قال ابن الملك الصليب في اصطلاح النصارى خشبة مثلثة يدعون أن عيسى عليه الصلاة و السلام صلب على خشبة مثلثة على تلك الصورة وقد يكون فيه صورة المسيح اهـ
أَيْ يَكْسِرهُ بِحَيْثُ لَا يَبْقَى مِنْ جِنْس الصَّلِيب شَيْء
قال في شرح السنة وغيره: أي فيبطل النصرانية ويحكم بالملة الحنيفية
ويذبح الخنزير:
قال السندي: أَيْ يُحَرِّم أَكْله أَوْ يَقْتُلهُ بِحَيْثُ لَا يُوجَد فِي الْأَرْض لِيَاكُلهُ أَحَد وَالْحَاصِل أَنَّهُ يُبْطِل دِين النَّصَارَى.
يضع الجزية: اختلف أهل العلم فيه إلى أقوال:
1_ قال الخطابي أي يكره أهل الكتاب على الإسلام فلا يقبل منهم الجزية بل الإسلام أو القتل.
2_ وقال القاضي عياض أو أراد بوضع الجزية تقريرها على الكفار بلا محاباة فيكثر المال بسببه وتعقبه النووي بأن صوابه أن عيسى لا يقبل غير الإسلام
ويؤيده ما في رواية أحمد وتكون الدعوة واحدة قاله صاحب العون.
# بقي إشكال ذكرنا أن عيسى عليه السلام ينزل بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم فكيف يضع الجزية والجواب:
قال النووي فليس بإسقاط الجزية نسخ لما تقرر بشريعتنا لأنه مقيد بأنها تستمر إلى نزوله فتوضع
فنبينا محمد بين غاية استمرارها فلا نسخ لشريعته بل هو عمل بما بينه كذا في مرقاة الصعود
(7) قال الشيخ عبد المحسن العباد:
وليس معنى ذلك أن الكفر قد انتهى من الأرض، وأن الكفار قد هلكوا، لا بل الكفار موجودون، ولهذا من آمن عند طلوع الشمس من مغربها فلا ينفعه إيمانه، وهذا يعني أن الكفار موجودون، ولكن معنى ذلك أن الغلبة والعزة والقوة ستكون للإسلام، وأما أولئك فمقهورون مغلوبون، وليس معنى ذلك أن الأرض قد خلت من كل كافر وأنه لم يبق إلا الإسلام، فالهلاك ليس هلاك للأبدان، ولكن المقصود به القضاء على سلطة الكفر وقدرته وولايته، فتكون الولاية والقدرة لأهل الإسلام، ويكون الكفار مغمورين، ولهذا جاء في الأحاديث أنه إذا طلعت الشمس من مغربها لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً، وكذلك كما هو معلوم أن الساعة لا تقوم إلا على شرار الناس الذين لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً، ولا يقال فيهم: الله، وأما المسلمون فينتهون قبل ذلك بخروج الريح اللينة التي تقبض روح كل مسلم ومسلمة، ولا يبقى إلا شرار الخلق الذين تقوم عليهم الساعة
(8) يقتله ويقضي عليه، فيتولى مسيح الهداية عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام بنفسه قتل مسيح الضلالة الدجال.
(9) وورد في بعض الأحاديث يمكث سبع سنين.
قال الحافظ عماد الدين بن كثير ويشكل بما في رواية مسلم من حديث عبد الله بن عمرو أنه يمكث في الأرض سبع سنين قال اللهم إلا أن تحمل هذه السبع على مدة إقامته بعد نزوله فيكون ذلك مضافا لمكثه بها قبل رفعه إلى السماء فعمره إذ ذاك ثلاث وثلاثون سنة بالمشهور انتهى
(10) أي: أنه رفع إلى السماء فهو حي، ثم ينزل ويبقى تلك المدة، ثم يموت ويصلي عليه المسلمون صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.