1446 – التعليق على الصحيح المسند
مجموعة الديني
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———-
الصحيح المسند 1446
الإمام محمد بن حبان رحمه الله كما في افحسان: أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا مسلم بن أبي مسلم الجرمي قال: حدثنا مخلد بن حسين عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: لا يقولن أحدكم: زرعت ولكن ليقل: حرثت) قال أبو هريرة: ألم تسمع إلى قول الله تبارك وتعالى: {أفرأيتم ما تحرثون * أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون}.
……………………….
وصححه الألباني في الصحيحة 2801 وقال:
و قد يخطر في البال أن الحديث مخالف
لأحاديث صحيحة منها قوله صلى الله عليه وسلم: ” ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع
زرعا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة “. أخرجه الشيخان
و غيرهما كما في ” الصحيحة ” (رقم 7). قال الحافظ في ” الفتح ” (5/ 4):
” فيه جواز نسبة الزرع إلى الآدمي، و قد ورد في المنع منه حديث غير قوي أخرجه
ابن أبي حاتم .. ” فذكره. و أقول: قد عرفت أن الحديث قوي فلابد حينئذ من
التوفيق بينه و بين حديث الصحيحين بوجه من وجوه التوفيق المعروفة، كأن يحمل
حديث الترجمة على أن النهي فيه للكراهة كما قالوا في التوفيق بين أحاديث النهي
عن تسمية العنب كرما و بين أحاديث أخرى جاء فيها كقوله صلى الله عليه وسلم: ”
الخمر من هاتين الشجرتين: الكرمة و النخلة “. رواه مسلم (6/ 89) و كحديث
النهي عن بيع الكرم بالزبيب (” انظر ” فتح الباري ” 4/ 385 – 386). أو يقدم حديث الترجمة أنه حاظر، و الحاظر مقدم على المبيح. و الله سبحانه و تعالى أعلم.
قال المعلمي في ” التنكيل ” (2/ 712): 244 – مسلم بن أبي مسلم. في (تاريخ بغداد) 13/ 385 من طريق «الحسن بن الوضاح المؤدب حدثنا مسلم بن أبي مسلم الحرفي (؟) حدثنا أبو إسحاق الفزاري … »
قال الأستاذ ص 72: «مسلم بن أبي مسلم عبد الرحمن الجرمي وثقه الخطيب الفزاري … » قال الأستاذ ص 72: «مسلم بن آبى عبد الرحمن الجرمي وثقة الخطيب لكن في (اللسان) أنه ربما يخطئ، وقال البيهقي غير قوي. وقال أبو الفتح الأزدي: حدث بأحاديث لا يتابع عليها».
أقول: ذكره ابن حبان في (الثقات): «مسلم بن أبي مسلم الجرمي سكن بغداد يروي عن يزيد بن هارون ومخلد بن الحسين ثنا عنه الحسن بن سفيان وأبو يعلى، ربما أخطأ، مات سنة أربعين ومائتين». وقد قدمنا في ترجمة ابن حبان أن توثيقه، لمن قد عرفه من أثبت التوثيق، وقوله «ربما أخطأ» لا ينافي التوثيق، وإنما يظهر اثر ذلك إذا خالف من هو أثبت منه، فآما أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي، فليس في نفسه كل ما حدث به، وإنما شرطه أن لا يتفرد بالمناكير عن المشاهير فيكثر، والظاهر أن الأزدي إنما عني الحديث الذي ذكره البيهقي وهو ما رواه مسلم هذا عن مخلد بن الحسين عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا: لا يقل أحدكم زرعته، ولكن ليقل حرثته، قال أبو هريرة: ألم تسمع إلى قول الله «أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ. أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ) (الواقعة:64)». وهذا الحديث أخرجه ابن جرير في تفسير سورة الواقعة عن أحمد بن الوليد القرشي عن مسلم وفي (اللسان) أن البيهقي أخرجه في (شعب الأيمان) من وجهين «عنه» وقال إن مسلما غير قوي. ولعل ابن حبان إنما أشار بقوله «ربما أخطأ» إلى هذا الحديث حمله
على أن الصواب موقوف وأخطأ مسلم في رفعه، ومسلم مكثر في التفسير كما يعلم من (تفسير ابن جرير) فإن ترجح خطؤه في هذا الحديث الواحد لم يضره ذلك إن شاء الله. وابن حبان والخطيب أعرف بالفن ودقائقه من البيهقي. انتهى
قال سيف وصاحبه: يقصد المعلمي تضعيف الحديث لأن الراجح وقفه على مجاهد
فأخرجه البيهقي 6/ 138 من طريق … سفيان، عن ليث، عن مجاهد قال: “لا تقل: زرعت، ولكن قل: حرثت إن الله هو الزارع”.
وقال: “هذا من قول مجاهد، وَقَدْ رُوِيَ فِيهِ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ غَيْرُ قَوِيٍّ.”.
راجع لسان الميزان: (8/ 56)
تنبيه: وقع في تاريخ بغداد الحرقي فوضع عليها المعلمي استفهام.
تنبيه آخر: نقل المعلمي عن ابن حجر قال في اللسان أن البيهقي قال في مسلم بن أبي مسلم غير قوي.
وبمراجعة اللسان تبين أن ابن حجر نقل أن البيهقي أخرجه من وجهين فذكر الحديث وقال: إنه غير قوي.
قال ابن حجر: وليس في إسناده من ينظر فيه غير مسلم هذا. انتهى
فتبين أن المقصود غير قوي الحديث. وهذا ما عناه البيهقي انظر في نقلنا لكلامه.