1442 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة رامي و مجموعة عبد الحميد البلوشي و خميس العميمي.
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
—————
(1442 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( زينوا القرآن بأصواتكم )
——————
ورد عند أحمد بحديث برقم 18516 قال رحمه الله تعالى:
حدثنا عفان، حدثنا محمد بن طلحة، عن طلحة بن مصرف، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ” من منح منحة ورق، أو منحة لبن، أو هدى زقاقا فهو كعتاق نسمة. ومن قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير فهو كعتاق نسمة ”
قال: وكان يأتي ناحية الصف إلى ناحيته، يسوي صدورهم، ومناكبهم يقول: ” لا تختلفوا، فتختلف قلوبكم ”
قال: وكان يقول: ” إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول ”
وكان يقول: ” زينوا القرآن بأصواتكم ” .
قال محققو المسند: ( حديث صحيح).
وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة بلفظ “زينوا القرآن بأصواتكم ، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا “.
و أورد في السلسلة الضعيفة لفظة “زينوا أصواتكم بالقرآن” وذكر بأنه منكر مقلوب.
قال ابن بطال رحمه الله تعالى :
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(الذى يقرأ القرآن وهو به ماهر مع السفرة الكرام البررة، والذى يقرأ القرآن وهو يشتد عليه فله أجران) . وتأويل قوله: (أجران) والله أعلم
تفسيره حديث ابن مسعود: (من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات)
فيضاعف الأجر لمن يشتد عليه حفظ القرآن فيعطى بكل حرف عشرون حسنة، ولأجر الماهر أضعاف هذا إلى ما لا يعلم مقداره؛ لأنه مساو للسفرة الكرام البررة، وهم الملائكة)
ولم يسند البخارى قوله (صلى الله عليه وسلم) : (زينوا القرآن بأصواتكم) ورواه شعبة ومنصور، عن طلحة بن مصرف، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب، عن النبى (صلى الله عليه وسلم) .
وقوله: (زينوا القرآن بأصواتكم) تفسير قوله (صلى الله عليه وسلم) : (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) لأن تزيينه بالصوت لا يكون إلا بصوت يطرب سامعيه ويلتذون بسماعه وهو التغنى الذى أشار إليه النبى، وهو الجهر الذى قيل فى الحديث، يجهر به بتحسين الصوت الملين للقلوب من القسوة إلى الخشوع، وهذا التزيين الذى أمر به (صلى الله عليه وسلم) أمته. وإلى هذا أشار أبو عبيد فقال: مجمل الأحاديث التى جاءت فى حسن الصوت بالقرآن، إنما هو من طريق التخزين والتخويف والتشويق، وقال: إنما نهى أيوب شعبة أن يحدث بقوله (صلى الله عليه وسلم) : (زينوا القرآن بأصواتكم) لئلا يتأول الناس فيه الرخصة من رسول الله فى هذه الألحان المبتدعة. وفسر أبو سليمان الخطابى الحديث بتفسير آخر، قال: معنى قوله (صلى الله عليه وسلم) : (زينوا القرآن بأصواتكم) أى زينوا أصواتكم بالقرآن على مذهبهم فى قلب الكلام، وهو كثير فى كلامهم، يقال: عرضت الناقة على الحوض: أى عرضت الحوض على الناقة، وإنما تأولنا الحديث على هذا المعنى؛ لأنه لا يجوز على القرآن وهو كلام الخالق أن يزينه صوت مخلوق. وقال شعبة: نهانى أيوب أن أحدث بهذا الحديث. وهكذا رواه سهيل بن أبى صالح، عن أبيه، عن أبى هريرة، عن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: (زينوا أصواتكم بالقرآن) والمعنى: أشغلوا أصواتكم بالقرآن، والهجوا بقراءته، واتخذوا شعارا. ولم يرد تطريب الصوت به والتزيين له، إذ ليس ذلك فى وسع كل أحد، لعل من الناس من يريد التزيين له، فيفضى ذلك به إلى التهجين، والقول الأول هو الذى عليه الفقهاء، وعليه تدل الآثار، وما اعتل به الخطابى من أن كلام الله لا يجوز أن يزينه صوت مخلوق، فقد نقضه بقوله: (وليس التزيين فى وسع كل أحد، لعل من الناس من يريد التزيين فيقع فى التهجين) فقد نفى عنه التزيين وأثبت له التهجين، وهذا خلف من القول.
ولو كان المعنى زينوا أصواتكم بالقرآن كما زعم هذا القائل؛ لدخل فى الخطاب من كان قبيح الصوت وحسنه، ولم يكن للحسن الصوت فضل على غيره؛ ولا عرف للحديث معنى، ولما ثبت أن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال لأبى موسى الأشعرى، حين سمع قراءته وحسن صوته: (لقد أوتى هذا مزمارا من مزامير آل داود) . وثبت أن عقبة بن عامر كان حسن الصوت بالقرآن، فقال له عمر ابن الخطاب: اقرأ سورة كذا، فقرأها عليه، فبكى عمر وقال: ما كنت أظن أنها نزلت. فدل ذلك أن التزيين للقرآن إنما هو تحسين الصوت به ليعظم موقعه من القلوب، وتستميل مواعظه النفوس، ولا ينكر أن يكون القرآن يزين صوت من أدمن قراءته، وآثره على حديث الناس، غير أن جلالة موقعه من القلوب، والتذاذ السامعين به لا يكون إلا مع تحسين الصوت به. انتهى
شرح صحيح البخاري
وذكر ابن كثير رحمه الله تعالى
إنما فهموا من التغني بالقرآن إنما هو:
تحسين الصوت به وتحزينه، كما قاله الأئمة -رحمهم الله.
ويدل على ذلك أيضا ما رواه أبو داود ، حيث قال: ثنا عثمان ابن أبى شيبة، ثنا جرير، عن الأعمش، عن طلحة، عن عبد الرحمن ابن عوسجة، عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: “زينوا القرآن بأصواتكم”.
وأخرجه النسائى وأبن ماجة من حديث شعبة عن طلحة.
وهذا اسناد جيد, وقد وثق النسائي وابن حبان عبد الرحمن بن عوسجة هذا, ونقل الأزدى عن يحيى بن سعيد القطان أنه قال: سألت عنه بالمدية فلم أرهم يحمدونه.
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال: نهاني أيوب أن أحدث بهذا الحديث “زينوا القرآن بأصواتكم”.
قال أبو عبيد: وانما كره أيوب فيما نرى أن يتأول الناس بهذا الحديث الرخصة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فى الألحان المبتدعة، فلهذا نهاه أن يحدث به.
“قلت”: ثم إن شعبة -رحمه الله- روى الحديث متوكلا على الله كما روي له، ولو ترك كل حديث يتأوله مبطل، لترك من السنة شيء كثير، بل قد تطرقوا إلى تأويل آيات كثيرة من القرآن، وحملوها على غير محاملها الشرعية المرادة، وبالله المستعان وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والمراد من تحسين الصوت بالقرآن تطريبه وتحزينه والتخشع به، كما رواه الحافظ الكبير بقي بن مخلد -رحمه الله- حيث قال: ثنا أحمد ابن إبراهيم،
[ ثنا يحيى بن سعيد الأموي، ثنا طلحة بن يحيى بن طلحة، عن أبى بردة بن أبى موسى]
، عن أبيه، قال: قال لى رسول الله -صلى الله عليه وسلم ذات يوم: “يا أبا موسى، لو رأيتنى وأنا أستمع قراءتك البارحة” , قلت: أما والله لو علمت آنك تسمع قراءتى، لحبرتها لك تحبيرا.
ورواه مسلم من حديث طلحة به. وزاد: “لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود”. وسيأتى هذا فى بابه حيث يذكره البخارى.
والغرض أن أبا موسى قال: لو أعلم أنك تسمعه لحبرته لك تحبيرا, فدل على جواز تعاطى ذلك وتكلفه .
وفى “الصحيحين ” عن جبير بن مطعم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم يقرأ فى المغرب بالطور، فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قراءة منه.
وفي بعض ألفاظه: فلما سمعته قرأ: {أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون}
خلت أن فؤادي قد انصدع.
وكان جبير لما سمع هذا بعد مشركا على دين قومه, وإنما كان قدم فى فداء الأساري بعد بدر، وناهيك بمن تؤثر قراءته في المشرك المصر على الكفر، فكان هذا سبب هدايته، ولهذا كان أحسن القراءات ما كان عن خشوع من القلب.
كما قال أبو عبيد : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن ليث، عن طاوس قال: أحسن الناس صوتا بالقرآن أخشاهم لله.
[ وحدثنا قبيصة، عن سفيان، عن ابن جريج، عن ابن طاوس, عن أبيه قال: أحسن الناس صوتا بالقرآن أخشاهم لله] .
وحدثنا قبيصة، عن سفيان، عن ابن جريج، عن ابن طاوس عن أبيه، وعن الحسن بن مسلم، عن طاوس قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحسن صوتا بالقرآن؟ فقال: “الذى إذا سمعته رأيته يخشى الله”.
وقد روي هذا متصلا من وجه آخر.
فقال ابن ماجة : حدثنا بشر بن معاذ الضرير، ثنا عبد الله بن جعفر المدينى، ثنا ابراهيم بن اسماعيل، عن مجمع، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: “ان من أحسن الناس صوتا بالقرآن، الذى إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله”.
ولكن عبد الله بن جعفر هذا -وهو والد على بن المدينى- وشيخه ضعيفان، والله أعلم.
والغرض أن المطلوب شرعا، إنما هو التحسين بالصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه، والخشوع والخضوع والإنقياد للطاعة.
فأما الأصوات بالنغمات المحدثة، المركبة على الأوزان، والأوضاع الملهية والقانون الموسيقائى، فالقرآن ينزه عن هذا ويجل ويعظم أن يسلك فى أدائه هذا المذهب.
انتهى من فضائل القرآن .
و ذكر الألباني رحمه الله تعالى في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم :
(أبو داود وأحمد بسند صحيح)
وكان صلى الله عليه وسلم – كما أمره الله تعالى – يرتل القرآن ترتيلا لا هذا ولا عجلة بل قراءة (مفسرة حرفا حرفا)
(مسلم ومالك) حتى (كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها)
(أبو داود والترمذي وصححه) وكان يقول: (يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها)
(البخاري وأبو داود) و (كان يمد قراءته (عند حروف المد) فيمد بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم) . ونضيد (البخاري) وأمثالها وكان يقف على رؤوس الآي كما سبق بيانه
(البخاري ومسلم) و (كان – أحيانا – يرجع صوته كما فعل يوم فتح مكة وهو على ناقته يقرأ سورة الفتح (: 48: 29)
[ قراءة لينة]
وقد حكى عبد الله ابن مغفل ترجيعه هكذا (آآ آ)
وكان يأمر بتحسين الصوت بالقرآن فيقول:
(البخاري تعليقا) (زينوا القرآن بأصواتكم
[ فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا]
(صحيح) ويقول: (إن من أحسن الناس صوتا بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله)
وكان يأمر بالتغني بالقرآن فيقول:
(الدارمي وأحمد بسند صحيح) (تعلموا كتاب الله وتعاهدوه واقتنوه وتغنوا به فوالذي نفسي بيده لهو أشد من المخاض في العقل)
(أبو داود وصححه الحاكم ووافقه الذهبي) ويقول: (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) (البخاري ومسلم) ويقول: (ما أذن الله لشيء ما أذن (وفي لفظ: كأذنه) لنبي
[ حسن الصوت (وفي لفظ: حسن الترنم) ]
يتغنى بالقرآن
[ يجهر به]
وقال لأبي موسى الأشعري رضي الله عنهـ:
(البخاري ومسلم) (لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود)
[ فقال أبو موسى: لو علمت مكانك لحبرت لك – يريد تحسين الصوت – تحبيرا] .
وقال العباد حفظه الله تعالى :
قوله: (زينوا القرآن بأصواتكم)
ذكر الخطابي أن الحديث قد يكون مقلوبا، وقال: إنه جاء في رواية: (زينوا أصواتكم بالقرآن) ويبدو -والله أعلم- أنه ليس هناك قلب، وأن المقصود بالقرآن القراءة، يعني: زينوا القراءة بأصواتكم وليس المقصود به القرآن؛ لأن لفظ القرآن يطلق ويراد به معنيان: أحدهما: القرآن الذي هو كلام الله عز وجل والذي هو غير مخلوق، ومنه قول الله عز وجل: {ق والقرآن المجيد} [ ق:1]
وقوله سبحانه: {الرحمن * علم القرآن}
[ الرحمن:1 – 2]
فإن المقصود به المقروء المتلو الذي هو كلام الله سبحانه وتعالى.
الثاني: القراءة، كما في قوله تعالى: {وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا}
[ الإسراء:78]
يعني: قراءة الفجر، وكذلك قوله في سورة القيامة: {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}
[ القيامة:16 – 18]
يعني: اتبع قراءته، وقد ذكر ذلك شارح الطحاوية وقال: إن القرآن يأتي ويراد به القراءة ويأتي ويراد به المقروء، وذكر هذا الحديث: (زينوا القرآن بأصواتكم) يعني: زينوا القراءة بأصواتكم.
وعلى هذا فيكون المقصود بالقرآن هنا القراءة التي هي فعل العبد والتي هي مخلوقة؛ لأن القرآن فيه ملفوظ ولفظ وفيه قراءة ومقروء، وتلاوة ومتلو، فالتلاوة والقراءة هي فعل العبد وهي مخلوقة، وأما القرآن الذي هو كلام الله عز وجل الذي هو المقروء المسموع المكتوب في المصاحف فهو غير مخلوق.
إذا: معنى الحديث هنا: (زينوا القرآن بأصواتكم) أي: زينوا القراءة بأصواتكم أو حسنوا القراءة بأصواتكم، فهنا أمر بالتحسين والتزيين الذي هو فعل العبد.
والحديث يدل على ما ترجم له المصنف، وهو ترتيل القراءة؛ لأن الترتيل هو من التحسين أو هو من التزيين.
شرح سنن أبي داود
وفي حاشية السندي على سنن النسائي
زينوا القرآن بأصواتكم أي بتحسين أصواتكم عند القراءة فإن الكلام الحسن يزيد حسنا وزينة بالصوت الحسن وهذا مشاهد . باختصار
ومما يعين على تحسين الصوت بقراءة القرآن حلق التلاوة
قال ابن عثيمين رحمه الله في فضل التلاوة و الإجتماع عليها :
وقوله صلى الله عليه وسلم يتلون كتاب الله تلاوة كتاب الله عز وجل تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 – تلاوة اللفظ .
2 – تلاوة المعنى .
3 – تلاوة العمل .
أما تلاوة اللفظ فمعروف يقرأ هذا وهذا وهذا وهي على نوعين:
1 – أن يقرأ القارئ صفحة أو صفحتين ثم يتابع الباقون يقرءون نفس ما قرأ وهذا غالبا يكون في التعليم.
2 – أن يقرأ القارئ صفحة أو صفحتين ثم يقرأ الثاني بعده صفحة أو صفحتين غير ما قرأهما الأول وهلم جرا.
فإن قال قائل هذا النوع الثاني يفوت فيه ثواب بعضهم لأن ما قرأه هذا غير ما قرأه ذاك فيقال لا يفوته شيء لأن المستمع كالقارئ له ثوابه ودليل ذلك قول الله تبارك وتعالى في سورة يونس في قصة موسى صلى الله عليه وسلم حين دعا على آل فرعون {ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم}
القائل هو موسى كما في أول الآية {وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا الأليم}
فقال الله تعالى {قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون}
الداعي واحد لكن قال العلماء إن هارون كان يستمع ويؤمن على دعائه فكان الدعاء لهما جميعا.
أما التلاوة المعنوية فأن يتدارس هؤلاء القوم كلام الله عز وجل ويتفهموا معناه وقد كان السلف الصالح لا يقرءون عشر آيات حتى يتفهموها وما فيها من العلم والعمل.
أما القسم الثالث من التلاوة فهي تلاوة العمل وهذه هي المقصود الأعظم للقرآن الكريم كما قال تعالى {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آيتاه وليتذكر أولو الألباب}
العمل بما جاء في القرآن وذلك بتصديق ما أخبر الله به والقيام بما أمر به والبعد عما نهى عنه هذه التلاوة العملية لكتاب الله عز وجل يقول صلى الله عليه وسلم إلا نزلت عليهم السكينة السكينة شيء يقذفه الله عز وجل في القلب فيطمئن ويوقن ويستقر ولا يكون عنده قلق ولا شك ولا ارتياب هو ذاته مطمئن وهذه من أكبر نعم الله على العبد أن ينزل السكينة في قلبه بحيث يكون مطمئنا غير قلق ولا شاك راضيا بقضاء الله وقدره مع الله عز وجل في قضائه وقدره إن أصابته ضراء صبر وانتظر الأجر من الله وإن أصابته سراء شكر وحمد الله على ذلك مطمئن مستقر مستريح هذه السكينة نعمة عظيمة نسأل الله أن ينزل في قلوبنا وقلوبكم السكينة وقد قال الله تعالى {هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم}
فهي من أسباب زيادة الإيمان وغشيتهم الرحمة يعني غطتهم والغشيان بمعنى الغطاء كما قال تعالى {والليل إذا يغشى}
يعني يغطي الأرض بظلامه ، غشيتهم الرحمة أي رحمة الله عز وجل فتغشاهم وتحيط بهم وتكون لهم بمنزلة الغطاء الشامل لكل ما يحتاجون إليه من رحمة الله عز وجل وحفتهم الملائكة أحاطت بهم يستمعون الذكر ويكونون شهداء عليهم وذكرهم الله فيمن عنده يذكرهم الله تعالى في الملأ الأعلى وهذا كقوله تعالى في الحديث القدسي من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه وهذا الحديث يدل على فضيلة الاجتماع على كتاب الله عز وجل والله الموفق.
شرح رياض الصالحين
وراجع الصحيح المسند 1271 .