1435 التعليق على الصحيح المسند
جمعه عبدربه
بالتعاون مع مجموعات السلام 1،2،3 والاستفادة والمدارسة
إشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——-
1435 – قال الإمام أبو يعلى رحمه الله: حدثنا مصعب بن عبد الله قال: حدثني ابن أبي حازم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ رأى في المنام كأن بني الحكم ينزون على منبره وينزلون فأصبح كالمتغيط وقال: مالي رأيت بني الحكم ينزون على منبري نزو القردة؟
قال: فما رئي رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ مستجمعا ضاحكا بعد ذلك حتى مات ـ صلى الله عليه و سلم.
هذا حديث حسن.
—–
الحديث صححه الألباني في الصحيحة برقم 3940
وأعله بن الجوزي في العلل المتناهية بانفراد العلاء بن عبد الرحمن به.
وفي التهذيب ذكر الحافظ أن الخليلي قال: “مدنى، مختلف فيه لأنه ينفرد بأحاديث لا يتابع عليها، لحديثه (إذا كان النصف من شعبان فلا تصوموا) و قد أخرج له مسلم من حديث المشاهير دون الشواذ”.
وقال أبوحاتم “أنكر من حديثه أشياء”.
وفيه علة هامة جداً، وهي أنه مروي من طريق أبي هريرة. فكيف يقبل على نفسه أن يكون مساعداً لمروان في حكم المدينة ونائبا عنه في حال غيابه، وهو يعلم عنه هذا الكلام وعن أسرته، ويلازمه طيلة إمرته على المدينة؟ فهذا اتهام لأبي هريرة رضي الله عنه. ولذلك فإن الذي ألصق هذا الخبر بأبي هريرة يريد الطعن بأبي هريرة وببني مروان معاً
قلت سيف: لكن سيأتي أحاديث في لعن الحكم، وكون أبوهريرة ليقيم العدل في ولايته التي ولي عليها، ليس فيه مطعن عليه.
أما ما ورد (أنهم الشجرة الملعونة في القرآن
فالحديث فيه موضوع
ذكره الالباني في الضعيفة برقم 1080 وفيه
أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى قوم من بني فلان يتبخترون في مشيهم، فعرف الغضب في وجهه، ثم قرأ: ” والشجرة الملعونة في القرآن “، فقيل له:
أي الشجر هـي يا رسول الله حتى نجتثها؟ فقال: فذكره.
وايضا رواية
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني فلان ينزون على منبره نزوالقرود، فساءه ذلك فما استجمع ضاحكا حتى مات، قال: وأنزل الله في ذلك ” وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة ” الآية “.
قال الالباني يعد تخريجه هذين الحديثين
ولهذا اختار ابن جرير أن المراد بذلك ليلة الإسراء، وأن الشجرة الملعونة هـي شجرة الزقوم، قال: لإجماع الحجة من أهـل التأويل على ذلك، أي في الرؤيا والشجرة.
هـذا حال هـذين الحديثين في الضعف بل البطلان، ومع ذلك، فإننا لا نزال نرى بعض الشيعة في العصر الحاضر يروون مثل هـذه الأحاديث، ويحتجون بها على تكفير معاوية رضي الله عنه مثل المعلق على كتاب ” أصول الكافي ” للكليني المتعبد لغير الله، المسمى بعبد الحسين المظفر، فإنه كتب؛ بل سود صفحتين كاملتين في لعن معاوية وتكفيره، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بموته على غير السنة، وأنه أمر بقتله، ساق (ص 23 – 24) في تأييد ذلك ما شاء له هـواه من الآثار الموضوعة والأحاديث الباطلة، منها هـذان الحديثان الباطلان، ولذلك بادرت إلى بيان حالهما نصحا لناس، وغالب الظن أن عبد الحسين هـذا لا يعلم حال إسنادهـما، ولئن علم فما يمنعه ذلك من الاحتجاج بهما مع بطلانهما لأن الغاية عند أمثاله تبرر الوسيلة، والغاية لعن معاوية وتكفيره ولو بالاعتماد على الأحاديث الموضوعة، والشيعة قد عرفوا بذلك منذ زمن بعيد كما بينه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتبه.
بوب الوادعي في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين
باب الجرح
وايضا تطرأ عليه صلى الله عليه وسلم الاعراض البشرية
والرؤيا السيئة يخبر بها لمصلحة
وفتنة بني الحكم
وذكر في الباب احاديث
عن عبد الله بن الزبير وهو مستند إلى الكعبة وهو يقول: ورب هذه الكعبة لقد لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم فلانا وما ولد من صلبه.
وفي رواية عن عبد الله بن الزبير، يقول وهو مستند إلى الكعبة: ورب هذا البيت، لقد لعن الله الحكم وما ولد على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم.
وأما زيادة: (أنهم شر الملوك) فليست في الحديث
عن عبد الله بن عمرو قال صلى الله عليه وسلم كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه و سلم وقد ذهب عمرو بن العاصي يلبس ثيابه ليلحقني فقال ونحن عنده ليدخلن عليكم رجل لعين فوالله ما زلت وجلا أتشوف داخلا وخارجا حتى دخل فلان يعني الحكم.
وأما ما روى الترمذي وغيرُه: أن النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أُري في منامه بني أمية يَنْزون على مِنبره نَزْوَ القِرَدَة، فشقَّ ذلك عليه، فأَنزل اللَّهُ تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [القدر: 1]، إلى قوله: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر: 3] مَلَكَها بنو أمية بعدَ ذلك، قال: فحسبناها، فوجدناها ألفَ شهر، لا تزيدُ يومًا، ولا تنقص يومًا. فقال القاضي أبو بكر بن العربي في “قبسه”: وهذا لا يصح
قال الشوكاني في فتح القدير 4/ 325
فلما فتح الله مكة نزل قوله تعالى: {لَّقَدْ صَدَقَ الله رَسُولَهُ الرؤيا بالحق} [الفتح: 27] وقد تعقب هذا بأن هذه الآية مكية، والرؤيا المذكورة كانت بالمدينة، وقيل: إن هذه الرؤيا المذكورة في هذه الآية هي أنه رأى بني مروان ينزون على منبره نزو القردة فساءه ذلك، فقيل: إنما هي الدنيا أعطوها فسرّي عنه، وفيه ضعف، فإنه لا فتنة للناس في هذه الرؤيا إلاّ أن يراد بالناس رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده، ويراد بالفتنة ما حصل من المساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يحمل على أنه قد كان أخبر الناس بها فافتتنوا، وقيل: إن الله سبحانه أراه في المنام مصارع قريش حتى قال: «والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم»
وذكر السيوطي في تاريخ الخلفاء باب أحاديث منذرة بخلافة بني أمية ولكنها ضعيفة ص 18 قال الترمذي: حدثنا محمد بن غيلان حدثنا أبو داود الطياليسي حدثنا القاسم ابن الفضل المدني عن يوسف بن سعد قال: قام رجل إلى الحسن بن علي بعد ما بايع معاوية فقال: سودت وجوه المؤمنين فقال: لا تؤنبني رحمك الله فإن النبي صلى الله عليه و سلم رأى بني أمية على منبره فساءه ذلك فنزلت: {إنا أعطيناك الكوثر} و نزلت: {إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر} يملكها بعدك بنو أمية يا محمد قال القاسم: فعددنا فإذا هي ألف شهر لا تزيد و لا تنقص قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث القاسم و هو ثقة و لكن شيخه مجهول و أخرج هذا الحديث الحاكم في مستدركه و ابن جرير في تفسيره قال الحافظ أبو الحجاج المزي: و هو حديث منكر و كذا قال ابن كثير و قال ابن جرير في تفسيره: حدثت عن محمد بن الحسن ابن زبالة حدثت عن عبد المهيمن بن عباس بن سهل حدثني أبي عند جدي قال: رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم بني الحكم ابن أبي العاص ينزون على منبره نزو القردة فساءه ذلك فلما استجمع ضاحكا حتى مات و أنزل الله في ذلك: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} إسناده ضعيف لكن له شواهد من حديث عبد الله بن عمر و يعلي بن مرة و الحسين بن علي و غيرهم و قد أوردتها بطرقها في كتاب التفسير و المسند و أشرت إليها في كتاب أسباب النزول
وعن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أُريت بني مروان يتعاورون منبري فساءني ذلك، ورأيت بني العباس يتعاورون منبري فسرني ذلك”.
: رواه الطبراني (2|96) وفيه يزيد بن ربيعة وهو متروك.
وعجبا لاستكثار الناس ولاية بني أمية، وأول من عقد لهم الولاية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإنه ولي يوم الفتح عتاب بن أسيد ابن ابي العيص بن أمية مكة- حرم الله وخير بلاده- وهو فتى السن قد أبقل أو لم يبقل. واستكتب معاوية بن أبي سفيان أمينا على وحيه. ثم ولي أبو بكر يزيد بن أبي سفيان- أخاه- الشام. ومازالوا بعد ذلك يتوقلون في سبيل المجد، ويترقون في درج العز، تى أنهتهم الأيام، إلى منازل الكرام
قال الذهبي في تاريخ الاسلام 1/ 429
الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي أبو مروان، وكان له من الولد عشرون ذكراً وثمان بنات، أسلم يوم الفتح وقدم المدينة فكان فيما قيل يفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم فطرده وسبه وأرسله إلى بطن وج فلم يزل طريداً إلى أن ولي عثمان، فأدخله المدينة ووصل رحمه وأعطاه مائة ألف درهم، لأنه كان عم عثمان بن عفان، وقيل إنما نفاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف لأنه كان يحكيه في مشيته وبعض حركاته.
وقد رويت أحاديث منكرة في لعنه لا يجوز الأحتجاج بها، وليس له في الجملة خصوص الصحبة بل عمومها
قلت سيف: لعن من تولى منهم ولم يهتم بدماء المسلمين من أحل دنياه لا يعني تعميم ذلك. فيستثنى من كانت سيرته حسنه كنا سيأتي في النقل عن التويجري
وسبق أن لعنه جاء من حديث عبدالله بن الزبير وهو في الصحيح المسند 572. ومن حديث عبدالله بن عمرو وهو في الصحيح المسند 780. ومن حديث عائشة في قصة خطبة مروان وقال: إن أمير المؤمنين معاوية بظا له أن يولي ابنه يويد وهي سنة أبي بكر وعمر فقال: عبدالرحمن بن أبي بكر بل هي هرقلية واختبأ في بيت عائشة فقال مروان هذا الذي نزل فيه (والذي قال لوالديه أف لكما … ) قالت عائشة: ما نزلت إلا براءتي. ولكن أباك لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وانت مضض من أبيك) فلعل عائشة فهمت أن اللعنة تسري على صلبه وأخذه ابن الزبير منها.
المهم سيأتي كلام التويجري في أن هذا إنما يشمل من اتخذ الولايات لأطماعه ولو على حساب دماء المسلمين.
والبخاري لم يذكر الحكم في الصحابة. وابن أبي حاتم لما ترجم له نقل عن أبيه أنه أسلم يوم الفتح وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم فطرده من المدينة فنزل الطائف حتى قبض في خلافة عثمان.
ونص آخرون على صحبته. واستدل من قال أنه ليس له صحبة بأنه مشكوك في صدق إسلامه وترجم الهيثمي على حديث ابن الزبير في لعنه؛ باب في المنافقين.
ومما يدل على الفتن في عام الستين استعاذة ابي هريرة ان تدركه سنة الستين فقيل له: ما سنة الستين؟ قال إمرة الغلمان.
وذكر التويجري الفاظه في اتحاف الجماعة
وحديث أخرجه أحمد 3/ 494: أن عبسا الغفاري قال: يا طاعون خذني إليك. فقال له عليم: لم تقول هذا؟ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يتمنى أحدكم الموت فإنه عند انقطاع عمله لا يرد فيستعتب. فقال: إني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: بادروا بالموت ستا: إمرة السفهاء وكثرة الشرط، وبيع الحكم واستخفاف بالدم، وقطيعة الرحم، ونشئا يتخذون القرآن مزامير يقدمونه يغنيهم وإن كان أقل منهم فقها.
وسبق في الصحيح المسند 897 قول عمر لعبدالرحمن بن عوف ألم نجد فيما أنزل الله علينا جاهدوا كما جاهدتم اول مرة. قال: بلى. قال: فإنا لا نجدها. قال: أسقطت فيما أسقط من القرآن. قال: أتخشى أن يرجع الناس كفارا. قال: ما شاء الله. قال لئن رجع الناس كفارا ليكونن بني فلان. في رواية (ليكونن امراؤهم بني أمية ووزراؤهم بني المغيرة)
وفي حديث أنس رضي الله عنه قيل يا رسول الله متى نترك الامر بالمعروف والنهي عن المكر قال اذا ظهر فيكم ما ظهر في الأمم قبلكك. قلنا وما ظهر في الامم قبلنا؟ قال: الملك في صغاركم والفاحشة في كباركم والعلم في رذالتكم
ومما ورد في أن أمر الأمة قائم إلى اثنى عشر خليفة عن جابر بن سمرة مرفوعا (لا يزال هذا الدين قائما حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم تجتمع عليه الأمة فسمعت كلاما من النبي صلى الله عليه وسلم لم أفهمه فقلت لأبي ما يقول: قال: كلهم من قريش) متفق عليه.
فهذا أن بعض خلفاء أمية دخل عليهم الذم من جهه لكن كان الدين قائما في عهدهم
وبوب التويجري قي اتحاف الجماعة فيما جاء من الفتن والملاحم:
ما جاء في بني أمية وما في زمانهم من الفتن:
عن حذيفة ليكونن بعد عثمان اثنا عشر ملكا من بني أمية. قيل له: خلفاء؟ قال: بل ملوك.
وعن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم – يهلك أمتي هذا الحي من قريش. قالوا: فما تأمرنا قال: لو أن الناس اعتزلوهم. رواه احمد والشيخان
وعن ابي هريرة قال قال رسول الله صلّى الله عليه هلكة امتي على يدي غلمة من قريش. فقال مروان: لعنة الله عليهم غلمة. فقال ابوهريرة رضي الله عنه: لو شئت أن اقول: بني فلان وبني فلان: لفعلت؛ فكنت أخرج مع جدي الى بني مروان حين ملكوا بالشام فاذا رآهم غلمانا قال لنا: عسى هؤلاء ان يكونوا منهم؟ قلنا: أنت أعلم. رواه البخاري
والمقصود بعضهم لا كلهم يعني من يحصل على يديه الفساد حيث يقتتلون على الملك او يسيؤون رعاية من تحت ايديهم ومنهم من يكون أمير على مدينة. انتهى كلامه
وذكر بعض الأحاديث السابقة التي سقناها وكذلك ذكر ثلاثة أحاديث شككت في صحتها فتركتها.