1432 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة عبد الله الديني
بالتعاون مع مجموعات السلام 1،2،3 والاستفادة والمدارسة –
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——–
1432 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة)
————————–
قال الألباني في “السلسلة الصحيحة” (960):
رواه النسائي (2/ 62) و الترمذي (3/ 19) و ابن ماجه (2802) و الدارمي
(2/ 205) و ابن بشران في ” الأمالي ” (18/ 7 / 2) و أبو نعيم في
” الحلية ” (8/ 264 – 265) و البيهقي (9/ 164) و البغوي في ” شرح السنة ”
(3/ 141 / 1) كلهم من طريق محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن
أبي هريرة مرفوعا، و قال الترمذي: ” هذا حديث حسن غريب صحيح “، و قال
أبو نعيم: ” ثابت مشهور من حديث القعقاع عن أبي صالح “.
قلت: و رجاله كلهم ثقات إلا أن محمد بن عجلان في حفظه شيء من الضعف و قد قال
فيه الذهبي: ” إنه متوسط في الحفظ “. فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى و قد
صحح له جماعة منهم ابن حبان، فقد أخرج له أحاديث جمة منها هذا الحديث برقم (1613)
قال الصنعاني رحمه الله: يحتمل أنه أريد قرصة البعوض ونحوها والحكمة في ذلك أنه لما أقدم باذلا لروحه هون الله عليه ألم القتل.
[التنوير شرح الجامع الصغير 6/ 558]
قوله (من مس القتل) وفي رواية ألم القتل (من مس القرصة) وفي رواية ألم القرصة وهي بفتح القاف وسكون الراء هي المرة من القرص قال في القاموس القرص أخذك لحم إنسان بأصبعيك حتى تؤلمه ولسع البراغيث
تحفة الاحوذي 5\ 253
قال ابن القيم في اغاثة اللهفان 2\ 194:
ومن المعلوم: أن الخلق كلهم يموتون وغاية هذا المؤمن أن يستشهد في الله وتلك أشرف الموتات وأسهلها فإنه لا يجد الشهيد من الألم إلا مثل ألم القرصة فليس في قتل الشهيد مصيبة زائدة على ما هو معتاد لبني آدم فمن عد مصيبة هذا القتل أعظم من مصيبة الموت على الفراش فهو جاهل بل موت الشهيد من أيسر الميتات وأفضلها وأعلاها ولكن الفار يظن أنه بفراره يطول عمره فيتمتع بالعيش وقد أكذب الله سبحانه هذا الظن حيث يقول: قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا
فأخبر الله أن الفرار من الموت بالشهادة لا ينفع فلا فائدة فيه وأنه لو نفع لم ينفع إلا قليلا إذ لابد له من الموت فيفوته بهذا القليل ما هو خير منه وأنفع من حياة الشهيد عند ربه
ثم قال: قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا فأخبر سبحانه أن العبد لا يعصمه أحد من الله إن أراد به سوءا غير الموت الذي فر منه فإنه فر من الموت لما كان يسوءه فأخبر الله سبحانه أنه لو أراد به سوءا غيره لم يعصمه أحد من الله وأنه قد يفر مما يسوءه من القتل في سبيل الله فيقع فيما يسوءه مما هو أعظم منه وإذا كان هذا في مصيبة النفس فالأمر هكذا في مصيبة المال والعرض والبدن فإن من بخل بماله أن ينفقه في سبيل الله تعالى وإعلاء كلمته سلبه الله إياه أو قيض له إنفاقه فيما لا ينفعه دنيا ولا أخرى بل فيما يعود عليه بمضرته عاجلا وآجلا وإن حبسه وادخره منعه التمتع به ونقله إلى غيره فيكون له مهنؤه وعلى مخلفه وزره وكذلك من رفه بدنه وعرضه وآثر راحته على التعب لله وفي سبيله أتعبه الله سبحانه أضعاف ذلك في غير سبيله ومرضاته وهذا أمر يعرفه الناس بالتجارب.