143 فتح الاحد الصمد شرح الصحيح المسند
مشاركة عبدالله المشجري وعبدالملك وأحمد بن علي وناجي الصيعري وعلي الكربي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
الصحيح المسند
(143) – قال الإمام البخاري رحمه الله في “الأدب المفرد” (ص (275)): حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا الفزاري وأبو معاوية، قالا: أخبرنا قنان بن عبد الله النهمي، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «أفشوا السلام تسلموا، والأشرة شر». قال أبو معاوية: والأشر: العبث.
هذا حديث حسنٌ.
ــــــــ
*أولًا: دراسة الحديث روايةً:*
* حسنه الشيخ الألباني في صحيح الأدب المفرد برقم 608.
* الحديث في السلسلة الصحيحة برقم (1493) بلفظ: “أفشوا الس?م تسلموا”، وقال الشيخ الألباني في تخريجه: ” زاد البخاري وأحمد وأبو يعلى وأبو نعيم: ” وا?شرة شر “.
* وحسنه صاحب أنيس الساري: 476 (1/ 691)
* أخرجه أحمد في مسنده برقم 18530 وقال محققو المسند: “إسناده حسن من أجل قنان بن عبد الله النهمي- نسبة إلى نهم: بطن من هـمدان – فقد روى عنه جمع، وروى له البخاري في “ا?دب المفرد”، وذكره ابن حبان في “الثقات” 7/ 344، ووثقه ابن معين، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن عدي في “الكامل” 6/ 2075: عزيز الحديث، ليس يتبين على ما مقدار ماله من ضعف، وسيرد قول يحيي بن آدم فيه عقب الحديث بعده، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن عوسجة، فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري في “ا?دب المفرد”، وهـو ثقة.
وأخرجه البخاري في “ا?دب المفرد” (787) و (1266)، وأبو يعلى (1687)، وابن حبان (491)، وأبو الشيخ في “طبقات المحدثين بأصبهان” (197)، وأبو نعيم في “تاريخ أصبهان” 1/ 277 من طريق أبي معاوية، بهذا ا?سناد، وقرن البخاري بأبي معاوية مروان بن معاوية الفزاري، وزاد قول أبي معاوية: وا?شرة: العبث، ووقعت عند أبي يعلى: كثرة العبث، وفي مطبوع أبي الشيخ: كثرة العتب، وعند أبي نعيم: كثرة اللعب. ولم يذكر ابن حبان لفظ: “وا?شرة شر”.
وأخرجه البخاري في “ا?دب المفرد” (477) (979)، وأبو يعلى في “معجم الشيوخ” (299)، والعقيلي في “الضعفاء الكبير” 3/ 489 (في ترجمة قنان)، والقضاعي في “مسند الشهاب” (718)، والبيهقي في “شعب ا?يمان” (8757) من طرق عن قنان، به. قال العقيلي: والمتن معروف بغير هـذا ا?سناد في إفشاء الس?م بأسانيد جيدة.
وأورده الهيثمي في “المجمع” 8/ 29 ونسبه ?حمد وأبي يعلى، وقال: ورجاله ثقات.
وانظر (18644).
وقد سلف ا?مر بإفشاء الس?م من حديث ابن عمرو برقم (6587).
قال السندي: قوله: “وا?شرة”: هـكذا في النسخ، والظاهـر: وا?شر، ب? تاء، وهـو البطر والتكبر الذي يؤدي إلى ترك الس?م، ويمكن أن يجعل للمرة من ا?شر، أي: القليل من ا?شر شر، فكيف الكثير؟! فتستقيم التاء، والله تعالى أعلم.”
* قال الارناؤوط في تخريج صحيح ابن حبان لحديث البراء بن عازب بلفظ “أفشوا الس?م تسلموا”: ” إسناده حسن، قنان بن عبد الله وثقه ابن معين والمؤلف 7/ 344، وقال النسائي: ليس بالقوي، ونسبته النهمي إلى نهم: بطن من هـمدان، ضبطها السمعاني بكسر النون، وضبطها الحافظ ابن حجر بفتحها، وتحرفت في “الثقات” إلى التميمي، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه أحمد 4/ 286، والبخاري في “ا?دب المفرد” “787”، وأبو يعلى “1687”، وأبو نعيم في “أخباب أصبهان” 1/ 277من طريق أبي معاوية، بهذا ا?سناد، بزيادة: “وا?شرة شر”.
وأخرجه البخاري في “ا?دب المفرد” “979” عن مسدد، عن عبد الواحد، عن قنان، به.
وأورده الهيثمي في “المجمع” 8/ 29، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله ثقات، وقال البوصيري: رواه ابن منيع بإسناد صحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 624 عن علي بن مسهر، عن الشيباني، وأحمد 4/ 299 عن يحيى بن آدم، عن سفيان، ك?هـما عن أشعث بن أبي الشعثاء المحاربي، عن معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء بن عازب قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإفشاء الس?م”.
* حسّن الحديث محقق مسند أبي يعلى (1687).
*دراسة الحديث درايةً:*
* بوب البخاري في الأدب المفرد على هذا الحديث: باب الغناء واللهو.
* بوب ابن حبان في صحيحه باب ذكر إثبات الس?مة في إفشاء الس?م بين المسلمين.
* جاء في صحيح البخاري 6235 – حدثنا قتيبة، حدثنا جرير، عن الشيبانى، عن أشعث بن أبى الشعثاء، عن معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء بن عازب – رضى الله عنهما – قال: أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسبع: بعيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ونصر الضعيف، وعون المظلوم، وإفشاء الس?م، وإبرار المقسم، ونهى عن الشرب فى الفضة، ونهانا عن تختم الذهـب، وعن ركوب المياثر، وعن لبس الحرير، والديباج، والقسى، وا?ستبرق.
* أخرج مسلم في صحيحه 54 عن أبي هـريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «? تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، و? تؤمنوا حتى تحابوا، أو? أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا الس?م بينكم».
* جاء في الصحيحة عدة أحاديث في إفشاء السلام
* 569 – ” يا أيها الناس! أفشوا الس?م و أطعموا الطعام و صلوا ا?رحام و صلوا بالليل و الناس نيام تدخلو الجنة بس?م “.
* 571 – ” اعبدوا الرحمن و أطعموا الطعام و أفشوا الس?م تدخلوا الجنة بس?م “.
* 1466 – ” أطعموا الطعام، و أفشوا الس?م، تورثوا الجنان “.
* 1493 – ” أفشوا الس?م تسلموا “.
* 1501 – ” أفشوا الس?م و أطعموا الطعام و كونوا إخوانا كما أمركم الله “.
* قال الشيخ الألباني في الإرواء (777) – (حديث: ” أفشوا الس?م ” (ص 180): صحيح متواتر.
وقد جاء من حديث أبى هـريرة , والزبير , وابنه عبد الله , وعبد الله بن س?م , وعبد الله بن عمرو , والبراء بن عازب , وعبد الله بن عمر , وجابر بن عبد الله , وأبى الدرداء , وعبد الله بن عباس , وعبد الله بن مسعود.
* مسألة: أفشوا الس?م بينكم.
اختيار الشيخ الألباني رحمه الله: عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (إن الس?م اسم من أسماء الله تعالى وضعه في ا?رض فافشوا الس?م بينكم))
فإذا عرفت هـذا فينبغي أن تعلم أن إفشاء الس?م المأمور به دائرته واسعة جدا ضيقها بعض الناس جه? بالسنة أو تهاونا في العمل بها.
فمن ذلك الس?م على المصلى فإن كثيرا من الناس يظنون أنه غير مشروع وهـو السنة.
الصحيحة (310/ 1)
* ينظر التعليق على الصحيح المسند 1024 عن عمران بن الحصين رضي الله عنهما، أنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: الس?م عليكم، فرد عليه، ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (عشر)
[يعني عشر حسنات]
ثم جاء آخر، فقال: الس?م عليكم ورحمة الله، فرد عليه فجلس، فقال: (عشرون) ثم جاء آخر، فقال: الس?م عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه فجلس، فقال: (ث?ثون). رواه أبو داود (5195) والترمذي (2689)، وقال: حديث حسن
* وجاء في الصحيح المسند 1414 – قال ا?مام البخاري رحمه الله في ا?دب المفرد: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني محمد بن جعفر بن بن أبي كثير عن يعقوب بن زيد التيمي عن سعيد المقبري عن أبي هـريرة: أن رج? مر على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهـو في مجلس فقال الس?م عليكم فقال عشر حسنات فمر رجل آخر فقال الس?م عليكم ورحمة الله فقال عشرون حسنة فمر رجل آخر فقال الس?م عليكم ورحمة الله وبركاته فقال ث?ثون حسنة فقام رجل من المجلس ولم يسلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أوشك ما نسي صاحبكم إذا جاء أحدكم المجلس فليسلم فإن بدا له أن يجلس فليجلس وإذا قام فليسلم ما ا?ولى بأحق من ا?خرة.
هـذا حديث صحيح.
* وموضوع الس?م تكلمنا فيه، وفيه تلخيص لبحث أحكام الس?م للشيخ عبد الس?م برجس رحمه الله تعالى، تحت التعليق على الصحيح المسند برقم (1403) من حديث أبي هـريرة رضي الله عنه
الصحيح المسند:1403 – قال ا?مام أبو داود رحمه الله: حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني حدثنا ابن وهـب قال أخبرني معاوية بن صالح عن أبي موسى عن أبي مريم عن أبي هـريرة قال
إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه أيضا.
* قال النووي رحمه الله في شرح مسلم: ” وأما قوله أفشوا الس?م بينكم فهو بقطع الهمزة المفتوحة وفيه الحث العظيم على إفشاء الس?م وبذله للمسلمين كلهم من عرفت ومن لم تعرف كما تقدم في الحديث ا?خر والس?م أول أسباب التآلف ومفتاح استج?ب المودة وفي إفشائه تمكن ألفة المسلمين بعضهم لبعض وإظهار شعارهـم المميز لهم من غيرهـم من أهـل الملل مع ما فيه من رياضة النفس ولزوم التواضع وإعظام حرمات المسلمين وقد ذكر البخاري رحمه الله في صحيحه عن عمار بن ياسر رضي الله عنه أنه قال ث?ث من جمعهن فقد جمع ا?يمان ا?نصاف من نفسك وبذل الس?م للعالم وا?نفاق من ا?قتار وروى غير البخاري هـذا الك?م مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبذل الس?م للعالم والس?م على من عرفت ومن لم تعرف وإفشاء الس?م كلها بمعنى واحد وفيها لطيفة أخرى وهـي أنها تتضمن رفع التقاطع والتهاجر والشحناء وفساد ذات البين التي هـي الحالقة وأن س?مه لله ? يتبع فيه هـواه و? يخص أصحابه وأحبابه به والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب “.
* قال ابن حجر في فتح الباري في شرح باب إفشاء الس?م: ” وا?فشاء ا?ظهار والمراد نشر الس?م بين الناس ليحيوا سنته وأخرج البخاري في ا?دب المفرد بسند صحيح عن بن عمر إذا سلمت فأسمع فإنها تحية من عند الله”.
* قال الإتيوبي في شرح النسائي ((143) / (19)): “واستدل با?مر بإفشاء الس?م أنه ? يكفي الس?م سرا، بل يشترط الجهر، وأقله أن يسمع في ا?بتداء، وفي الجواب.
قال النووي -رحمه الله-: وأقله أن يرفع صوته بحيث يسمع المسلم عليه، فإن لم يسمعه لم يكن آتيا بالسنة، ويستحب أن يرفع صوته بقدر ما يتحقق أنه سمعه، فإن شك استظهر، ويستثنى من رفع الصوت بالس?م ما إذا دخل على مكان، فيه أيقاظ، ونيام، فالستة فيه ما ثبت في “صحيح مسلم” عن المقداد – رضي الله عنه -، قال: “كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يجيء من الليل، فيسلم تسليما، ? يوقظ نائما، ويسمع اليقظان”.
و? تكفي ا?شارة باليد ونحوه، وقد أخرج النسائي في “عمل اليوم والليلة” بسند جيد، عن جابر – رضي الله عنه -، رفعه: “? تسلموا تسليم اليهود، فإن تسليمهم بالرؤوس وا?كف”.
ويستثنى من ذلك حالة الص?ة، فقد وردت أحاديث جيدة أنه – صلى الله عليه وسلم – رد الس?م، وهـو يصلي إشارة، منهاة حديث أبي سعيد – رضي الله عنه -: “أن رج? سلم على النبي – صلى الله عليه وسلم -، وهـو يصلي، فرد عليه إشارة”. ومن حديث ابن مسعود نحوه.
وكذا من كان بعيدا، بحيث ? يسمع التسليم يجوز الس?م عليه إشارة، ويتلفظ مع ذلك بالس?م. وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء، قال: يكره الس?م باليد، و? يكره بالرأس.
ونقل النووي، عن المتولي أنه قال: يكره إذا لقي جماعة أن يخص بعضهم بالس?م، ?ن القصد بمشروعية الس?م تحصيل ا?لفة، وفي التخصيص إيحاش لغير من خص بالس?م انتهى.
قال الجامع عفا الله تعالى: ويدل لما قاله المتولي ما أخرجه البخاري في “ا?دب المفرد” بسند صحيح عن ابن مسعود – رضي الله عنه – أنه مر رجل، فقال: الس?م عليك يا أبا عبدالرحمن، فرد عليه، ثم قال: “إنه سيأتي على الناس زمان يكون الس?م فيه للمعرفة”، وأخرجه الطحاوي، والطبراني، والبيهقي في “الشعب” من وجه آخر عن ابن مسعود مرفوعا، ولفظه: “إن من أشراط الساعة أن يمر الرجل بالمسجد، ? يصلي فيه، وأن ? يسلم إ? على من يعرفه”، ولفظ الطحاوي: “إن من أشراط الساعة الس?م للمعرفة”.”
مسألة ملحقة: مسألة اتخاذ المسجد طريقا:
قال ابن خزيمة في صحيحه:
1326 – نا يوسف بن موسى، وأحمد بن عثمان بن حكيم الأودي قال: حدثنا الحسن بن بشر قال يوسف: ابن المسيب البجلي، وقالا: قال: ثنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبيه قال: لقي عبد الله رجل، فقال: السلام عليك يا ابن مسعود، فقال عبد الله: صدق الله ورسوله، سمعت رسول الله عليه السلام، وهو يقول: «إن من أشراط الساعة أن يمر الرجل في المسجد لا يصلي فيه ركعتين، وأن لا يسلم الرجل إلا على من يعرف، وأن يبرد الصبي الشيخ» قال أحمد بن عثمان: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[التعليق] 1326 – قال الألباني: إسناده ضعيف لكن له أو لغالبه طرق أخرى فانظر الضعيفة 1530 والصحيحة 647 – 649
صحيح ابن خزيمة (2/ 283)
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تتخذوا المساجد طرقا، إلا لذكر أو صلاة) رواه الطبراني في ” المعجم الكبير ” (12/ 314)، وفي ” المعجم الأوسط ” (1/ 14).
قال الشيخ الألباني رحمه الله: ” هذا سند حسن. رجاله كلهم ثقات ” انتهى.
” السلسلة الصحيحة ” (1001).
وقال ” الثمر المستطاب ” (صـ 724):
” هذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات ” انتهى.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: إن من أشراط الساعة أن يمر المار بمسجد فلا يركع فيه ركعتين.
وقيل للحسن البصري: أما تكره أن يمر الرجل في المسجد فلا يصلي فيه؟ قال: بلى.
انظر: “المصنف” لعبد الرزاق (3/ 154 – 158).
بَوَّب البخاري رحمه الله في ” صحيحه ” بقوله: ” باب المرور في المسجد “، وذكر فيه حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ مَرَّ فِي شَيْءٍ مِنْ مَسَاجِدِنَا أَوْ أَسْوَاقِنَا بِنَبْلٍ فَلْيَاخُذْ عَلَى نِصَالِهَا لَا يَعْقِرْ بِكَفِّهِ مُسْلِمًا).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
” (باب المرور في المسجد) أي: جوازه، وهو مستنبط من حديث الباب من جهة الأولوية ” انتهى من ” فتح الباري ” (1/ 547).
فهذا الحديث يدل على جواز المرور في المسجد، ويُحْمَل أنه لعذر أو حاجة.
وقال ابن الهمام رحمه الله:
” لا يجوز أن يتخذه [يعني: المسجد] طريقا بغير عذر , فإن كان بعذر لا بأس ” انتهى من
” فتح القدير ” (1/ 422).
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله:
” أما أنه (لا يتخذ طريقًا) فقد كره بعض العلماء المرور فيه إلا لحاجة، إذا وَجَد مندوحة عنه ” انتهى من ” تفسير القرآن العظيم ” (6/ 64).
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
عن دخول النصراني أو اليهودي في المسجد بإذن المسلم , أو بغير إذنه أو يتخذه طريقا. فهل يجوز؟
فأجاب:
“ليس للمسلم أن يتخذ المسجد طريقا , فكيف إذا اتخذه الكافر طريقا , فإن هذا يمنع بلا ريب. وأما إذا كان دخله ذمي لمصلحة , فهذا فيه قولان للعلماء ” انتهى باختصار من ” الفتاوى الكبرى ” (2/ 80).
وقال الشيخ الألباني رحمه الله:
” ينبغي أن يحمل [يعني: جواز المرور في المسجد] على الحاجة والندرة، بحيث لا يؤدي إلى استطراق المسجد المنهي عنه كما سبق ” انتهى من ” الثمر المستطاب ” (ص/727).
—-
قوله: (والأشرة شر)
بوب عليه البخاري في الأدب المفرد: باب الغناء واللهو
ثم أورد قول أبي معاوية: قال أبو معاوية: والأشرة: العبث
أورده الشيخ مقبل في الجامع الصحيح في باب فضل السلام، وباب ذم البطر
وتكلمنا عن السلام وآدابه وأحكامه في الصحيح المسند 1414
وكذلك في كتاب الإيمان من صحيح البخاري بَابٌ: إِفْشَاءُ السَّلاَمِ مِنَ الإِسْلاَمِ
الأحاديث الواردة في ذم (البطر)
1 – * (عن أبي عبد الرحمن الفهري- رضي الله عنه- قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا، فسرنا في يوم قائظ شديد الحر، فنزلنا تحت ظل شجرة …
الحديث وفيه «فقال: أسرج لي الفرس، فأخرج سرجا دفتاه من ليف، ليس فيه أشر ولا بطر، فركب وركبنا وساق الحديث) * «1».
2 – * (عن محمد- وهو ابن زياد-، قال:
سمعت أبا هريرة، ورأى رجلا يجر إزاره، فجعل يضرب الأرض برجله، وهو أمير على البحرين، وهو يقول: جاء الأمير، جاء الأمير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن الله لا ينظر إلى من يجر إزاره بطرا») *.
3 – * (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا») *».
4 – * (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أحمي عليه في نار جهنم …. الحديث وفيه:
«الخيل ثلاثة: فهي لرجل أجر، ولرجل ستر، ولرجل وزر. فأما التي هي له أجر، فالرجل يتخذها في سبيل الله ويعدها له، فلا تغيب شيئا في بطونها إلا كتب الله له أجرا، ولو رعاها في مرج، ما أكلت من شيء إلا كتب الله له بها أجرا، ولو سقاها من نهر كان له بكل قطرة تغيبها في بطونها أجر، ولو استنت شرفا أو شرفين كتب له بكل خطوة تخطوها أجر. وأما الذي هي له ستر فالرجل يتخذها تكرما وتجملا ولا ينسى حق ظهورها وبطونها في عسرها ويسرها. وأما الذي عليه وزر فالذي يتخذها أشرا وبطرا وبذخا ورياء الناس، فذاك الذي هي عليه وزر … الحديث) * «4».
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في ذم (البطر)
1 – * (عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال في قوله تعالى: ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس (الأنفال/ 47): يعني المشركين الذين قاتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر) *.
2 – * 430/ 553 (حسن موقوف) عن الهيثم بن مالك الطائي قال: سمعت النعمان بن بشير يقول على المنبر قال: ” إن للشيطان مصالياً وفخوخاً، وإن مصالي الشيطان وفخوخه: البطر بأنعم الله، والفخر بعطاء الله، والكبرياء على عباد الله، واتباع الهوى في غير ذات الله”.
صحيح الأدب المفرد
3 – * (عن قتادة- رضي الله عنه- في الآية ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا، قال كان مشركوا قريش الذين قاتلوا نبي الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر خرجوا ولهم بغي وفخر) *.
4 – * (عن مجاهد- رضي الله عنه- في قوله تعالى: ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا (الأنفال/ 47) قال: أبو جهل وأصحابه يوم بدر) * «2».
5 – * (قال ابن كثير- رحمه الله-: يقول الله تعالى معرضا بأهل مكة في قوله تعالى: وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها (القصص/ 58) أي طغت وأشرت وكفرت نعمة الله فيما أنعم به عليهم من الأرزاق، كما قال في الآية الأخرى: وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان إلى قوله تعالى فأخذهم العذاب وهم ظالمون (النحل/ 112 – 113)، ولهذا قال تعالى:
فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا، أي دثرت ديارهم فلا ترى إلا مساكنهم، وقوله تعالى:
وكنا نحن الوارثين (القصص/ 58) أي رجعت خرابا ليس فيها أحد) *
6 – في السلسلة الصحيحة 680 – ” سيصيب أمتي داء الأمم، فقالوا: يا رسول الله و ما داء الأمم؟ قال: الأشر و البطر و التكاثر و التناجش في الدنيا و التباغض و التحاسد حتى يكون البغي “.
من مضار (البطر)
انظر مضار صفة ((الكبر والعجب))
نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (9/ 4071)
من مضار (الكبر والعجب)
(1) طريق موصل إلى غضب الله وسخطه.
(2) دليل سفول النفس وانحطاطها.
(3) يورث البعد عن الله والبعد عن الناس.
(4) الشعور بالعزلة وضيق النفس وقلقها.
(5) اشمئزاز الناس منه وتفرقهم من حوله.
(6) استحقاق العذاب في النار.
(7) هلاك النفس وذهاب البركة من العمر.
(8) الكبر من الأسباب التي تبعد المتكبر عن طاعة الله عز وجل.
(9) جزاء المتكبر الطرد من رحمة الله.
(10) المتكبرون يصرفهم الله عز وجل عن آياته فتعمى بصائرهم ولا يرون الحق.
أما مضار العجب فكثيرة منها:
(11) العجب يؤدي إلى الكبر وكفى به آفة.
(12) العجب يؤدي إلى نسيان الذنوب وإرجاء التوبة.
(13) العجب يؤدي إلى التقليل من الطاعات والتقصير فيها.
(14) أكثر سعي المعجب بنفسه المدل بها سعي ضائع وغير مشكور.
(15) العجب يؤدي إلى الغرور والتعالي على الناس مما يجعلهم يكرهونه.
(16) العجب بالرأي يؤدي إلى الإصرار على الخطأ والبعد عن الإفادة من مشورة المخلصين والعلماء الناصحين.
(17) المعجب بنفسه يلقي بها إلى الهلاك ويحرمها من رضوان الله ومن ثم رضا الناس
نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (11/ 5380)