143 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——-
الآحاد والمثاني:
2269 – حَدَّثَنَا الْحَوْطِيُّ، ثنا أَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْإِيمَانُ يَمَانٍ»
2270 – حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، نا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، نا أَبُو حَمْزَةَ الْعَنْسِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، وَشَبِيبٍ الْكَلَاعِيِّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْإِيمَانُ يَمَانٍ»
2282 – حَدَّثَنَا الْحَوْطِيُّ، نا أَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ الرِّجَالِ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، وَالْإِيمَانُ يَمَانٍ إِلَى لَخْمٍ وَجُذَامَ وَعَامِلَةَ وَمَاكُولُ حِمْيَرَ خَيْرٌ مِنْ آكِلِهَا وَأَكْثَرُ الْقَبَائِلِ فِي الْجَنَّةِ مَذْحِجُ»
2283 حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، نا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، نا أَبُو حَمْزَةَ الْعَنْسِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، وَرَاشِدِ بْنِ سَعِيدٍ، وَشَبِيبٍ الْكَلَاعِيِّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ
قلت سيف: على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند
أخرجه أحمد
19446 – حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ يَوْمًا خَيْلًا وَعِنْدَهُ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَنَا أَفْرَسُ بِالْخَيْلِ مِنْكَ “، فَقَالَ عُيَيْنَةُ: وَأَنَا أَفْرَسُ بِالرِّجَالِ مِنْكَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” وَكَيْفَ ذَاكَ؟ ” قَالَ: خَيْرُ الرِّجَالِ رِجَالٌ يَحْمِلُونَ سُيُوفَهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ جَاعِلِينَ رِمَاحَهُمْ عَلَى مَنَاسِجِ خُيُولِهِمْ، لَابِسُو الْبُرُودِ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” كَذَبْتَ بَلْ خَيْرُ الرِّجَالِ رِجَالُ أَهْلِ الْيَمَنِ، وَالْإِيمَانُ يَمَانٍ إِلَى لَخْمٍ وَجُذَامَ وَعَامِلَةَ، وَمَاكُولُ حِمْيَرَ خَيْرٌ مِنْ آكِلِهَا، وَحَضْرَمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ، وَقَبِيلَةٌ خَيْرٌ مِنْ قَبِيلَةٍ، وَقَبِيلَةٌ شَرٌّ مِنْ قَبِيلَةٍ، وَاللهِ مَا أُبَالِي أَنْ يَهْلِكَ الْحَارِثَانِ كِلَاهُمَا، لَعَنَ اللهُ الْمُلُوكَ الْأَرْبَعَةَ: جَمْداً، وَمِخْوَساً، وَمِشْرَحاً، وَأَبْضَعَةَ، وَأُخْتَهُمُ الْعَمَرَّدَةَ ” ثُمَّ قَالَ: ” أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ أَلْعَنَ قُرَيْشًا مَرَّتَيْنِ، فَلَعَنْتُهُمْ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ، مَرَّتَيْنِ فَصَلَّيْتُ عَلَيْهِمْ مَرَّتَيْنِ ” ثُمَّ قَالَ: ” عُصَيَّةُ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ، غَيْرَ قَيْسٍ وَجَعْدَةَ وَعُصَيَّةَ ” ثُمَّ قَالَ:
لَأَسْلَمُ وَغِفَارُ وَمُزَيْنَةُ وَأَخْلَاطُهُمْ مِنْ جُهَيْنَةَ خَيْرٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ وَتَمِيمٍ وَغَطَفَانَ وَهَوَازِنَ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ” ثُمَّ قَالَ: ” شَرُّ قَبِيلَتَيْنِ فِي الْعَرَبِ نَجْرَانُ، وَبَنُو تَغْلِبَ، وَأَكْثَرُ الْقَبَائِلِ فِي الْجَنَّةِ مَذْحِجٌ.
وقلنا في تخريجنا لمسند أحمد:
ذكروا عن عبدالرحمن بن عائذ أنه يرسل كثيرا، وقيل أنه لقي عليا فيبعد لقيه عمرو بن عبسه إضافة لاستغراب الحاكم للحديث.
وله طريق أخرى من طريق أبي حمزة عن عبدالرحمن بن جبير وراشد بن سعد وشبيب الكلاعي عن عمرو بن عنبسة نحوه مرفوعاً.
وهذا روي بألفاظ مختصرة ومطولة، ولا يتحمل ابوحمزة الحمصي الجمع بين الرجال خاصة فيهم شبيب مجهول ولم تميز روايته عن روايتهم ثم راجع الآحاد والمثاني ذكر أنه روي بهذا الإسناد (الإيمان يمان) ومرة نحوه لكن ليس فيه اللعن إنما بلفظ عن عبد الرحمن بن عائذ عن عمرو بن عبسه (خير الرجال رجال من أهل اليمن والإيمان يمان إلى لخم وجذام وعاملة ومأكول حمير خير من آكلها، وأكثر القبائل في الجنة مذحج) ثم ذكره عن جبير بن نفير عن عمرو بن عبسه عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه انتهى
فإن كان لابد من قبول الحديث فنقبل لفظ ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني
——-
قال النووي على مسلم (ج (2) / (33)): ثم إنه صلى الله عليه وسلم وصفهم بما يقضي بكمال إيمانهم ورتب عليه الإيمان يمان فكان ذلك إشارة للإيمان إلى من أتاه من أهل اليمن لا إلى مكة والمدينة ولا مانع من إجراء الكلام على ظاهره وحمله على أهل اليمن حقيقة لأن من اتصف بشيء وقوي قيامه به وتأكد اطلاعه منه ينسب ذلك الشيء إليه إشعارا بتميزه به وكمال حاله فيه وهكذا كان حال أهل اليمن حينئذ في الإيمان وحال الوافدين منه في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي أعقاب موته كأويس القرني وأبي مسلم الخولاني رضي الله عنهما وشبههما ممن سلم قلبه وقوي إيمانه فكانت نسبة الإيمان إليهم لذلك إشعارا بكمال إيمانهم من غير أن يكون في ذلك نفي له عن غيرهم فلا منافاة بينه وبين قوله صلى الله عليه وسلم الإيمان في أهل الحجاز ثم المراد بذلك الموجودون منهم حينئذ لا كل أهل اليمن في كل زمان فإن اللفظ لا يقتضيه هذا هو الحق في ذلك ونشكر الله تعالى على هدايتنا له والله أعلم.
وقال البخاري رحمه الله: ” سُمِّيَتْ الْيَمَنَ لِأَنَّهَا عَنْ يَمِينِ الْكَعْبَةِ وَالشَّامَ لِأَنَّهَا عَنْ يَسَارِ الْكَعْبَةِ ”
قوله ((والإيمان يمان)) قيل: إنما قال ذلك لأن الإيمان بدأ من مكة وهي تهامة، وتهامة من أرض اليمن، ولهذا يقال: الكعبة يمانية.
وقيل: إنه قال هذا القول وهو بتبوك، ومكة والمدينة يومئذ بينه وبين اليمين فأشار إلى ناحية اليمين وهو يريد مكة. شرح المشكاة للطيبي.
قوله: (“الإيمان يمان”) أثنى على أهل اليمن؛ لإسراعهم إلى الإيمان وحسن قبولهم إياه. وقد قبلوا البشرى حين لم يقبلها بنو تميم، وجعله يمانيا؛ لظهوره من اليمن، ولذلك قيل الركن اليماني، يراد: الركن الذي يلي اليمن، مثل قوله:
وسهيل إذا استقل يماني.
وفي رواية أخرى: “أتاكم أهل اليمن ألين قلوبا وأرق أفئدة” يريد بلين القلوب: سرعة خلوص الإيمان في قلوبهم. ويقال: الفؤاد غشاء القلب، حبته وسويداؤه فإذا رق الغشاء أسرع نفوذ الشيء إلى ما وراءه. التوضيح شرح الجامع الصحيح
قال ابن حجر في الفتح (ج (6) / (532)): وأن المراد تفضيل أهل اليمن على غيرهم من أهل المشرق والسبب في ذلك إذعانهم إلى الإيمان من غير كبير مشقة على المسلمين بخلاف أهل المشرق وغيرهم.
ومن اتصف بشيء وقوي قيامه به نسب إليه إشعارا بكمال حاله فيه ولا يلزم من ذلك نفي الإيمان عن غيرهم وفي ألفاظه أيضا ما يقتضي أنه أراد به أقواما بأعيانهم فأشار إلى من جاء منهم لا إلى بلد معين لقوله في بعض طرقه في الصحيح (أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوبا وأرق أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية ورأس الكفر قبل المشرق) ولا مانع من إجراء الكلام على ظاهره وحمل أهل اليمن على حقيقته ثم المراد بذلك الموجود منهم حينئذ لا كل أهل اليمن في كل زمان فإن اللفظ لا يقتضيه.
اذن الايمان يمان هو ما قاله الصنعاني: (الايمان يمان) أي منسوب إلى أهل اليمن لإذعانهم إلى الإيمان من غير كلفة. انتهى التيسير
شرح الجامع الصغير
والمقصود بأهل اليمن في هذا الحديث أهل الإيمان والصلاح والتقوى من أهل اليمن؛ ومن قال إنما عنى بذلك أهل مكة والمدينة، أو عنى بذلك أهل البيت، فقوله مخالف لظاهر الحديث، كما يدل عليه قوله (أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ)، (جَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ) والواجب الأخذ بالظاهر، ولا يجوز العدول عنه إلا ببينة ظاهرة.
قلت سيف: تنبيهات:
تنبيه 1 – الأحاديث الواردة في أويس القرني لا تصح ضعفها البخاري والعقيلي بل نقل البخاري أن شخصية أويس غير معروفة.
تنبيه 2 – ورد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبا الإيمان يمان والحكمة يمانية والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل والسكينة والوقار في أهل الغنم “. متفق عليه.
وراجع السلسلة الصحيحة رقم الحديث: 773
وورد في سنن أبي داود
5213 – ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا جَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قَدْ جَاءَكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ، وَهُمْ أَوَّلُ مَنْ جَاءَ بِالْمُصَافَحَةِ)
وقلنا في تخريجنا:
قال الألباني: صحيح إلا أن قوله وهم أول مدرج فيه من قول أنس
وكذلك بين محققو المسند أن رواية عفان تبين أن قول اول من جاء بالمصافحة من قول أنس، وعند عفان زيادة (جاءكم أهل اليمن هم أرق منكم قلوبا) وفي رواية يحيى بن أيوب التي فيها تصريح حميد بالسماع من أنس (أرق قلوبا على الإسلام منكم)
واختار البخاري ومسلم حديث أبي هريرة (أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين أفئدة الإيمان يمان … ) ومسلم اختار حديث ابن مسعود؛ إشار النبي صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن فقال: ألا إن الإيمان ها هنا … ) وذكر مسلم كذلك حديث جابر وفيه ( …. والإيمان في أهل الحجاز)
وورد عند أحمد 4/ 84 من حديث جبير بن مطعم في أهل اليمن ( …. هم خيار من في الأرض …. قال: ولا نحن يا رسول الله فسكت قال: ولا نحن يا رسول فقال في الثالثة كلمة ضعيفة: إلا أنتم) وهو في الصحيح المسند 261 وراجع تعليقنا على الصحيح المسند.
وراجع الصحيحة 3437