1427 التعليق على الصحيح المسند
مشاركة مجموعة رامي ومحمد بن يحيى :
بالتعاون مع مجموعات السلام 1،2،3 والاستفادة والمدارسة –
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
_-_-_-_-
الصحيح المسند
1427- قال الإمام الترمذي رحمه الله : حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر أحمد بن عبد الله الهمداني ومحمود بن غيلان قالا حدثنا سعيد بن عامر عن محمد بن أبي عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم والكمأة من المن وماؤها شفاء للعين.
_-_-_-
روى أحمد في مسنده
1625 – حدثنا معتمر بن سليمان، قال: سمعت عبد الملك بن عمير، عن عمرو بن حريث، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ” الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين ”
قال محققو مسند أحمد
إسناده صحيح على شرط الشيخين. …والكمأة: هي فطر من الفصيلة الكمئية وهي أرضية تنتفخ حاملات أبواغها، فتجتنى وتؤكل مطبوخة.
وقوله:”من المن”، قال السندي: أي: من المن الذي أنزل الله تعالى على بني إسرائيل كما في رواية مسلم، قال ابن العربي: فأفاد أن المن لم يكن طعاما واحدا كما يقوله المفسرون، وإنما كان أنواعا، ومنه: الكمأة، وقيل: أراد أنه يخرج من الأرض بلا مؤونة زرع كالمن كان ينزل من السماء، ويؤيده أنها من السلوى. وانظر”فتح الباري” 10/163-164.
و قال محققو المسند في موضع آخر
وقوله: “الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين”: له شاهد من حديث سعيد بن زيد عند البخاري (5708) ، ومسلم (2049) ، وقد سلف برقم (1625) .
وآخر من حديث بريدة الأسلمي، سيرد 5/346، وإسناده صحيح.
وقوله: “والعجوة من الجنة”: له شاهد من حديث بريدة الأسلمي، سيرد 5/346، وإسناده صحيح.
وآخر من حديث رافع بن عمرو المزني، سيرد 3/426، 5/31، وإسناده قوي.
وقوله: “وهي شفاء من السم”: له شاهد من حديث عائشة عند مسلم (2048) (156) ، وسيرد 6/77، ولفظه عند مسلم: “إن في عجوة العالية شفاء -أو إنها ترياق- أول البكرة”.
وورد حديث عند الترمذي
4569 – وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – «أن ناسا من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قالوا لرسول الله – صلى الله عليه وسلم: الكمأة جدري الأرض؟ فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: ” الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين، والعجوة من الجنة، وهي شفاء من السم “. قال أبو هريرة: فأخذت ثلاثة أكمؤ أو خمسا أو سبعا فعصرتهن، وجعلت ماءهن في قارورة، وكحلت به جارية لي عمشاء، فبرأت» . رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن.
….( الكمأة) : بفتح فسكون (جدري الأرض؟) : بضم جيم وفتح دال وكسر راء وتشديد ياء. وفي القاموس: الجدري بضم الجيم وفتحها القروح في البدن تنفط وتقيح، وفي النهاية: شبه الكمأة بالجدري وهو الحب الذي يظهر في جسد الصبي لظهورها من بطن الأرض، كما يظهر الجدري من بطن الجلد (فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: الكمأة من المن) أي مما من الله تعالى به على عباده، وقيل: شبهها بالمن، وهو العسل الحلو الذي نزل من السماء صفوا بلا علاج، وكذلك الكمأة لا مؤنة فيها ببذر وسقي اهـ.
والأظهر هو الثاني لما في رواية الكمأة من المن والمن من الجنة. قال الطيبي: كأنهم لما ذموها وجعلوها من الفضلات التي تتضمن المضرة وتدفعها الأرض إلى ظاهرها، كما تدفع الطبيعة الفضلات بالجدري قابله – صلى الله عليه وسلم – بالمدح أي: ليست من الفضلات، بل هي من فضل الله، ومنة على عباده، وليست مما تتضمن المضرة، بل هي شفاء للناس كالمن النازل. (وماؤها شفاء للعين) في شرح مسلم للنووي قيل: هو نفس الماء مجردا، وقيل: مخلوطا بدواء، وقيل: إن كان لتبريد ما في العين من حرارة فماؤها مجرد إشفاء، وإن كان من غير ذلك فمركبة مع غيره، والصحيح، بل الصواب أن ماءها مجرد إشفاء للعين مطلقا، وقد رأيت أنا وغيري في زماننا من ذهب بصره فكحل عينه بماء الكمأة مجردا فشفي وعاد إليه بصره، وهو الشيخ العدل الأمين الكمال الدمشقي صاحب رواية الحديث، وكان استعماله الماء الكمأة اعتقادا بالحديث وتبركا به.
والعجوة : وهي نوع من التمر ففي
القاموس: العجوة بالحجاز التمر المحشي وتمر بالمدينة (من الجنة) أي من ثمارها الموجودة فيها، أو المأخوذة عنها باعتبار أصل مادتها بغرز نواها على أيدي من أراده الله. (وهي شفاء من السم) بتثليث السين والفتح أشهر لغة والضم أكثر استعمالا. قال الطيبي: وأما قوله العجوة من الجنة فواقع على سبيل الاستطراد، يعني بالنسبة إلى الجواب عن سؤال الأصحاب، وإلا فالمناسبة بينهما ظاهرة، وكذا ملاءمتهما للباب على ما لا يخفى على أولي الألباب.
(قال أبو هريرة – رضي الله عنه: فأخذت ثلاثة أكمؤ) : بفتح فسكون فضم ميم فهمز أي ثلاثة أشخص منها (أو خمسا أو سبعا) : شك من الراوي (فعصرتهن) أي في وعاء (وجعلت ماءهن في قارورة، وكحلت به جارية لي عمشاء) تأنيث الأعمش من العمش محركة، وهو ضعف في الرؤية مع سيلان الماء في أكثر الأوقات، ذكره في القاموس. (فبرأت) . بفتح الراء وتكسر أي شفيت (رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن) . أراد الحديث بكماله، وإلا فجملة الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين صحيح، رواه أحمد والشيخان والترمذي عن سعيد بن زيد، وكذا أحمد والنسائي وابن ماجه عن أبي سعيد وجابر، وأبو نعيم في الطب عن ابن عباس وعن عائشة، وفي رواية لأبي نعيم عن أبي سعيد: «الكمأة من المن والمن من الجنة وماؤها شفاء للعين» ، وفي رواية له، عن بريدة: «العجوة من فاكهة الجنة» . وروى أحمد والترمذي، وابن ماجه عن أبي هريرة، وكذا أحمد والنسائي وابن ماجه عن أبي سعيد وجابر بلفظ: العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم، والكمأة من المن وماؤها شفاء للعين.
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المفاتيح
قال ابن حجر في الفتح
وقد أخرج النسائي من حديث جابر رفعه العجوة من الجنة وهي شفاء من السم وهذا يوافق رواية بن أبي مليكة والترياق بكسر المثناة وقد تضم وقد تبدل المثناة دالا أو طاء بالإهمال فيهما وهو دواء مركب معروف يعالج به المسموم فأطلق على العجوة اسم الترياق تشبيها لها به .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى
كمأة: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين» ، أخرجاه في «الصحيحين» (أخرجه البخاري في الطب، ومسلم في الأشربة) .
قال ابن الأعرابي: جمع، واحده كمء، وهذا خلاف قياس العربية، فإن ما بينه وبين واحده التاء، فالواحد منه بالتاء، وإذا حذفت كان للجمع. وهل هو جمع، أو اسم جمع؟ على قولين مشهورين، قالوا: ولم يخرج عن هذا إلا حرفان:
كمأة وكمء، وجبأة وجبء، وقال غير ابن الأعرابي: بل هي على القياس: الكمأة للواحد، والكمء للكثير، وقال غيرهما: الكمأة تكون واحدا وجمعا.
واحتج أصحاب القول الأول بأنهم قد جمعوا كمئا على أكمؤ، قال الشاعر:
ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا … ولقد نهيتك عن بنات الأوبر
وهذا يدل على أن «كمء» مفرد، «وكمأة» جمع.
والكمأة تكون في الأرض من غير أن تزرع، وسميت كمأة لاستتارها، ومنه كمأ الشهادة: إذا سترها وأخفاها، والكمأة مخفية تحت الأرض لا ورق لها، ولا ساق، ومادتها من جوهر أرضي بخاري محتقن في الأرض نحو سطحها يحتقن ببرد الشتاء، وتنميه أمطار الربيع، فيتولد ويندفع نحو سطح الأرض متجسدا، ولذلك يقال لها: جدرت الأرض، تشبيها بالجدري في صورته ومادته، لأن مادته رطوبة دموية، فتندفع عند سن الترعرع في الغالب، وفي ابتداء استيلاء الحرارة، ونماء القوة.
وهي مما يوجد في الربيع، ويؤكل نيئا ومطبوخا، وتسميها العرب: نبات الرعد لأنها تكثر بكثرته، وتنفطر عنها الأرض، وهي من أطعمة أهل البوادي، وتكثر بأرض العرب، وأجودها ما كانت أرضها رملية قليلة الماء.
وهي أصناف: منها صنف قتال يضرب لونه إلى الحمرة يحدث الاختناق.
وهي باردة رطبة في الدرجة الثالثة، رديئة للمعدة، بطيئة الهضم، وإذا أدمنت، أورثت القولنج والسكتة والفالج، ووجع المعدة، وعسر البول، والرطبة أقل ضررا من اليابسة، ومن أكلها فليدفنها في الطين الرطب، ويسلقها بالماء والملح والصعتر، ويأكلها بالزيت والتوابل الحارة، لأن جوهرها أرضي غليظ، وغذاؤها رديء، لكن فيها جوهر مائي لطيف يدل على خفتها، والاكتحال بها نافع من ظلمة البصر والرمد الحار، وقد اعترف فضلاء الأطباء بأن ماءها يجلو العين، وممن ذكره المسيحي، وصاحب القانون وغيرهما.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «الكمأة من المن» ، فيه قولان:
أحدهما: أن المن الذي أنزل على بني إسرائيل لم يكن هذا الحلو فقط، بل أشياء كثيرة من الله عليهم بها من النبات الذي يوجد عفوا من غير صنعة ولا علاج ولا حرث، فإن المن مصدر بمعنى المفعول، أي «ممنون» به، فكل ما رزقه الله العبد عفوا بغير كسب منه ولا علاج، من محض، وإن كانت سائر نعمه منا منه على عبده، فخص منها مالا كسب له فيه، ولا صنع باسم المن، فإنه من بلا واسطة العبد، وجعل سبحانه قوتهم بالتيه الكمأة، وهي تقوم مقام الخبز، وجعل أدمهم السلوى، وهو يقوم مقام اللحم، وجعل حلواهم الطل الذي ينزل على الأشجار يقوم لهم مقام الحلوى، فكمل عيشهم.
وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم: «الكمأة من المن الذي أنزله الله على بني إسرائيل» فجعلها من جملته، وفردا من أفراده، والترنجبين الذي يسقط على الأشجار نوع من المن، ثم غلب استعمال المن عليه عرفا حادثا.
والقول الثاني: أنه شبه الكمأة بالمن المنزل من السماء، لأنه يجمع من غير تعب ولا كلفة ولا زرع بزر ولا سقي.
فإن قلت: فإن كان هذا شأن الكمأة، فما بال هذا الضرر فيها، ومن أين أتاها ذلك؟ فاعلم أن الله سبحانه أتقن كل شيء صنعه، وأحسن كل شيء خلقه، فهو عند مبدأ خلقه بريء من الآفات والعلل، تام المنفعة لما هيىء وخلق له، وإنما تعرض له الآفات بعد ذلك بأمور أخر من مجاورة، أو امتزاج واختلاط، أو أسباب أخر تقتضي فساده، فلو ترك على خلقته الأصلية من غير تعلق أسباب الفساد به، لم يفسد.
ومن له معرفة بأحوال العالم ومبدئه يعرف أن جميع الفساد في جوه ونباته وحيوانه، وأحوال أهله حادث بعد خلقه بأسباب اقتضت حدوثه، ولم تزل أعمال بني آدم ومخالفتهم للرسل تحدث لهم من الفساد العام والخاص ما يجلب عليهم من الآلام، والأمراض، والأسقام، والطواعين، والقحوط، والجدوب، وسلب بركات الأرض، وثمارها، ونباتها، وسلب منافعها، أو نقصانها أمورا متتابعة يتلو بعضها بعضا، فإن لم يتسع علمك لهذا فاكتف بقوله تعالى: “ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس” ، ونزل هذه الآية على أحوال العالم، وطابق بين الواقع وبينها، وأنت ترى كيف تحدث الآفات والعلل كل وقت في الثمار والزرع والحيوان، وكيف يحدث من تلك الآفات آفات أخر متلازمة، بعضها آخذ برقاب بعض، وكلما أحدث الناس ظلما وفجورا، أحدث لهم ربهم تبارك وتعالى من الآفات والعلل في أغذيتهم وفواكههم، وأهويتهم ومياههم، وأبدانهم وخلقهم، وصورهم وأشكالهم وأخلاقهم من النقص والآفات، ما هو موجب أعمالهم وظلمهم وفجورهم.
ولقد كانت الحبوب من الحنطة وغيرها أكبر مما هي اليوم، كما كانت البركة فيها أعظم. وقد روى الإمام أحمد بإسناده: أنه وجد في خزائن بعض بني أمية صرة فيها حنطة أمثال نوى التمر مكتوب عليها: هذا كان ينبت أيام العدل. وهذه القصة، ذكرها في «مسنده» على أثر حديث رواه.
وأكثر هذه الأمراض والآفات العامة بقية عذاب عذبت به الأمم السالفة، ثم بقيت منها بقية مرصدة لمن بقيت عليه بقية من أعمالهم، حكما قسطا، وقضاء عدلا، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا بقوله في الطاعون: «إنه بقية رجز أو عذاب أرسل على بني إسرائيل» .
وكذلك سلط الله سبحانه وتعالى الريح على قوم سبع ليال وثمانية أيام، ثم أبقى في العالم منها بقية في تلك الأيام، وفي نظيرها عظة وعبرة.
وقد جعل الله سبحانه أعمال البر والفاجر مقتضيات لآثارها في هذا العالم اقتضاء لابد منه، فجعل منع الإحسان والزكاة والصدقة سببا لمنع الغيث من السماء، والقحط والجدب، وجعل ظلم المساكين، والبخس في المكاييل والموازين، وتعدي القوي على الضعيف سببا لجور الملوك والولاة الذين لا يرحمون إن استرحموا، ولا يعطفون إن استعطفوا، وهم في الحقيقة أعمال الرعايا ظهرت في صورولاتهم، فإن الله سبحانه بحكمته وعدله يظهر للناس أعمالهم في قوالب وصور تناسبها، فتارة بقحط وجدب، وتارة بعدو، وتارة بولاة جائرين، وتارة بأمراض عامة، وتارة بهموم وآلام وغموم تحضرها نفوسهم لا ينفكون عنها، وتارة بمنع بركات السماء والأرض عنهم، وتارة بتسليط الشياطين عليهم توزهم إلى أسباب العذاب أزا، لتحق عليهم الكلمة، وليصير كل منهم إلى ما خلق له، والعاقل يسير بصيرته بين أقطار العالم، فيشاهده، وينظر مواقع عدل الله وحكمته، وحينئذ يتبين له أن الرسل وأتباعهم خاصة على سبيل النجاة، وسائر الخلق على سبيل الهلاك سائرون، وإلى دار البوار صائرون، والله بالغ أمره، لا معقب لحكمه، ولا راد لأمره، وبالله التوفيق:
وقوله صلى الله عليه وسلم في الكمأة «وماؤها شفاء للعين» فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: أن ماءها يخلط في الأدوية التي يعالج بها العين، لا أنه يستعمل وحده، ذكره أبو عبيد.
الثاني: أنه يستعمل بحتا بعد شيها، واستقطار مائها، لأن النار تلطفه وتنضجه، وتذيب فضلاته ورطوبته المؤذية، وتبقي المنافع.
الثالث: أن المراد بمائها الماء الذي يحدث به من المطر، وهو أول قطر ينزل إلى الأرض، فتكون الإضافة إضافة اقتران، لا إضافة جزء، ذكره ابن الجوزي، وهو أبعد الوجوه وأضعفها.
وقيل: إن استعمال ماؤها لتبريد ما في العين، فماؤها مجردا شفاء، وإن كان لغير ذلك، فمركب مع غيره.
وقال الغافقي: ماء الكمأة أصلح الأدوية للعين إذا عجن به الإثمد واكتحل به، ويقوي أجفانها، ويزيد الروح الباصرة قوة وحدة، ويدفع عنها نزول النوازل.
كباث: في «الصحيحين» : من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال:
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نجني الكباث، فقال: «عليكم بالأسود منه، فإنه أطيبه» .
الطب النبوي لابن القيم
وذكر ابن كثير في تفسيره عند تفسير
قوله تعالى: وأنزلنا عليكم المن
اختلفت عبارات المفسرين في المن ما هو؟ فقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: كان المن ينزل عليهم على الأشجار، فيغدون إليه، فيأكلون منه ما شاؤوا. وقال مجاهد: المن: صمغة، وقال عكرمة: المن: شيء أنزله الله عليهم مثل الطل شبه الرب الغليظ، وقال السدي، قالوا: يا موسى، كيف لنا بما هاهنا، أي الطعام؟
فأنزل الله عليهم المن، فكان يسقط على شجرة الزنجبيل، وقال قتادة: كان المن ينزل عليهم في محلهم سقوط الثلج أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل، يسقط عليهم من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، يأخذ الرجل منهم قدر ما يكفيه يومه ذلك، فإذا تعدى ذلك فسد ولم يبق، حتى كان يوم سادسه يوم جمعته أخذ ما يكفيه ليوم سادسه ويوم سابعه لأنه كان يوم عيد لا يشخص فيه لأمر معيشته ولا يطلبه لشيء، وهذا كله في البرية. وقال الربيع بن أنس: المن شراب كان ينزل عليهم مثل العسل فيمزجونه بالماء ثم يشربونه…..
قلت سيف : تتمات : سبق ان ذكرنا في شرحنا لمسلم حقيقة السحر وشبه من قال أنه لا حقيقة له : فمما قلنا : الحديث بلفظ ( من تصبح سبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر)
نقل النووي عن المازري؛ أن للسحر حقيقة خلافا لمن يقول أنه خيالات باطلة لا حقائق لها، بدلالة القرآن حيث جعل مما يتعلم وأنه يفرق بين المرء وزوجه، وكذلك هذا الحديث مصرح بإثباته.
قلت :وبوب البيهقي؛ باب من قال السحر له حقيقة، واستدل بهذا الحديث وحديث( من تصبح سبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر). وقد ألف الشيخ مقبل رسالة بعنوان ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر؛ وفيها الرد على من ضعف الحديث، ممن يريد تقديم دين تقبله عقول الغرب الإفرنج؛ زعم، وذكر عن ابن القيم أنه قال :حديث لا يختلفون في صحته وأخرجه صاحبا الصحيح ولم يتعقبهم أحد. انتهى
وقد خالف في ذلك المعتزلة؛ قالوا :ليس هناك تأثير حقيقي بل هو خيالي. وقال بقولهم بعض الفقهاء وراجع الحاوي الكبير 13/93،والمغني 12/299، وراجع كذلك كلام القرطبي في تقرير هذه المسألة وتفنيد شبههم.
ثم نقلنا بعض هذه الشبه والرد عليها فراجعه