1422 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة فيصل الشامسي وفيصل البلوشي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1،2،3، والاستفادة والمدارسة.
—————
الصحيح المسند 1422 – قال الإمام الترمذي رحمه الله: حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو خالد الأحمر عن ابن عجلان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وقاه الله شر ما بين لحييه وشر ما بين رجليه دخل الجنة.
قال أبو عيسى أبو حازم الذي روى عن أبي هريرة اسمه سلمان مولى عزة الأشجعية وهو كوفي.
قال أبو عبدالرحمن: هذا حديث حسن.
————
ذكر الألباني الحديث في السلسلة الصحيحة 510، وذكر له شواهد
وسيأتي في التعليق حديث عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ) أخرجه البخاري 6807
وراجع فتح الباري لحديث سهل 6807
حيث بين ابن حجر أوجه المفارقات والاتفاقات في الأسانيد
…………………………………….
-معاصي اللسان تحتاج إلى جهاد:
قال الإمام ابن القيم – رحمه الله -:
ولهذا كان الصبر عن معاصي اللسان والفرج من أصعب أنواع الصبر لشدة الداعي إليهما وسهولتهما.
فإن معاصي اللسان فاكهة الإنسان،
كالنميمة
والغيبة
والكذب
والمراء
والثناء على النفس تعريضا
وتصريحا وحكاية كلام الناس
والطعن على من يبغضه
ومدح من يحبه
ونحو ذلك، فتتفق قوة الداعي وتيسر حركة اللسان، فيضعف الصبر
ولهذا قال – صلى الله عليه وسلم – لمعاذ: “أمسك عليك لسانك. فقال: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟! ”
ولا سيّما إذا صارت المعاصي اللسانية معتادة للعبد، فإنه يعزّ عليه الصبر عنها.
ولهذا تجد الرجل يقوم الليل ويصوم النهار ويتوّرع من استناده إلى وسادة حرير لحظة واحدة، ويطلق لسانه في الغيبة والنميمة، والتفكّه في أعراض الخلق، والقول على الله ما لا يعلم!
[(عدة الصابرين صـ126 – 127)]
…………………………………
وهذا شرح ابن حجر رحمه الله في كتابه فتح الباري شرح صحيح البخاري ..
لحديث 6807 عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ
الشرح:
قوله (من يضمن) بفتح أوله وسكون الضاد المعجمة والجزم من الضمان بمعنى الوفاء بترك المعصية فأطلق الضمان وأراد لازمه وهو أداء الحق الذي عليه، فالمعنى من أدى
الحق الذي على لسانه من النطق بما يجب عليه أو الصمت عما لا يعنيه وأدى الحق الذي على فرجه من وضعه في الحلال وكفه عن الحرام.
قوله (لحييه) بفتح اللام وسكون المهملة والتثنية هما العظمان في جانبي الفم والمراد بما بينهما اللسان وما يتأتى به النطق، وبما بين الرجلين الفرج.
وقال الداودي المراد بما بين اللحيين الفم، قال: فيتناول الأقوال والأكل والشرب وسائر ما يتأتى بالفم من الفعل، قال: ومن تحفظ من ذلك أمن من الشر كله لأنه لم يبق إلا السمع
والبصر، كذا قال وخفي عليه أنه بقي البطش باليدين، وإنما محمل الحديث على أن النطق باللسان أصل في حصول كل مطلوب فإذا لم ينطق به إلا في خير سلم.
وقال ابن بطال: دل الحديث على أن أعظم البلاء على المرء في الدنيا لسانه وفرجه، فمن وقى شرهما وقى أعظم الشر.
قوله (أضمن له) بالجزم جواب الشرط.
………………………………….
– ورد في صحيح البخاري برقم 6478 – ومسلم 2988 عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم»
*قال: ابن عبد البر فيما نقله عنه الزرقاني4/402ـ403:
الكلمة الأولى: هي التي يقولها عند سلطان جائر، زاد ابن بطال: بالبغي أو بالسعي على المسلم، فتكون سببا لهلاكه وإن لم يرج القائل ذلك، لكنها ربما أدت إليه، فيكتب على القائل إثمها، والكلمة التي يرفع بها الدرجات،
ويكتب بها الرضوان: هي التي يدفع بها عن المسلم مظلمة، أو يفرج بها عنه كربة، أوينصر بها مظلوما.
وقال غيره: الأولى هي الكلمة عند ذي سلطان يرضيه بها فيما يسخط الله، قال ابن التين: هذا هو الغالب، وربما كانت عند غير السلطان ممن يتأتى منه ذلك. ونقل عن ابن وهب: أن المراد بها التلفظ بالسوء والفحش مالم يرد بذلك الحجة لأمر الله في الدين.
وقال عياض: يحتمل أن تكون الكلمة من الخنا والرفث، وأن يكون في التعريض بالمسلم بكبيرة أومجون، أو استخفاف بحق النبوة والشريعة، وإن لم يعتقد ذلك.
وقال النووي: فيه حث على حفط اللسان، فينبغي لمن أراد أن ينطق أن يتدبر ما يقول قبل أن ينطق، أن يتدبر ما يقول قبل أن ينطق، فإن ظهرة فيه مصلحة تكلم، وإلا أمسك.
وقال بعضهم: عليك بالتأمل والتدبر في كل قول وفعل، فقد يكون في جزع وسخط، فتظنه تضرعا وابتهالا، وقد يكون في رياء محض، وتحسبه حمدا وشكرا، أو دعوة للناس إلى الخير، فتعد المعاصي طاعات، وتحسب الثواب العظيم في موضع العقوبات، فتكون في غرور وشنيع، وغفلة قبيحة مغضبة للجبار، موقعة في النار، وبئس القرار.
[جريمة الزنى]
قال ابن القيم:
فصل
جريمة الزنى
ولما كانت مفسدة الزنى من أعظم المفاسد وهي منافية لمصلحة نظام العالم في حفظ الأنساب، وحماية الفروج، وصيانة الحرمات، وتوقي ما يوقع أعظم العداوة والبغضاء بين الناس، من إفساد كل منهم امرأة صاحبه وبنته وأخته وأمه، وفي ذلك خراب العالم، كانت تلي مفسدة القتل في الكبر، ولهذا قرنها الله سبحانه بها في كتابه، ورسوله – صلى الله عليه وسلم – في سنته كما تقدم.
قال الإمام أحمد: ولا أعلم بعد قتل النفس شيئا أعظم من الزنى.
وقد أكد سبحانه حرمته بقوله: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما – يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا – إلا من تاب} [سورة الفرقان: 68 – 70].
فقرن الزنى بالشرك وقتل النفس، وجعل جزاء ذلك الخلود في العذاب المضاعف، ما لم يرفع العبد موجب ذلك بالتوبة والإيمان والعمل الصالح، وقد قال تعالى: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا} [سورة الإسراء: 32].
فأخبر عن فحشه في نفسه، وهو القبيح الذي قد تناهى قبحه حتى استقر فحشه في العقول حتى عند كثير من الحيوان، كما ذكر البخاري في صحيحه عن عمرو بن ميمون الأودي قال: رأيت في الجاهلية قردا زنى بقردة، فاجتمع القرود عليهما فرجموهما حتى ماتا].
ثم أخبر عن غايته بأنه ” ساء سبيلا ” فإنه سبيل هلكة وبوار وافتقار في الدنيا، وعذاب وخزي ونكال في الآخرة.
ولما كان نكاح أزواج الآباء من أقبحه خصه بمزيد ذم، فقال: {إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا} [سورة النساء: 22].
وعلق سبحانه فلاح العبد على حفظ فرجه منه، فلا سبيل إلى الفلاح بدونه، فقال: {قد أفلح المؤمنون – الذين هم في صلاتهم خاشعون – والذين هم عن اللغو معرضون – والذين هم للزكاة فاعلون – والذين هم لفروجهم حافظون – إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين} إلى قوله: {فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} [سورة المؤمنون: 1 – 7].
وهذا يتضمن ثلاثة أمور: أن من لم يحفظ فرجه لم يكن من المفلحين، وأنه من الملومين، ومن العادين، ففاته الفلاح، واستحق اسم العدوان، ووقع في اللوم، فمقاساة ألم الشهوة ومعاناتها أيسر من بعض ذلك.
ونظير هذا أنه ذم الإنسان، وأنه خلق هلوعا لا يصبر على سراء ولا ضراء،
بل إذا مسه الخير منع وبخل، وإذا مسه الشر جزع، إلا من استثناه بعد ذلك من الناجين من خلقه، فذكر منهم: {والذين هم لفروجهم حافظون – إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين – فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} [سورة المعارج: 29 – 31].
فأمر الله تعالى نبيه أن يأمر المؤمنين بغض أبصارهم، وحفظ فروجهم، وأن يعلمهم أنه مشاهد لأعمالهم، مطلع عليها، {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور} [سورة غافر: 19].
ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر جعل الأمر بغضه مقدما على حفظ الفرج، فإن الحوادث مبدؤها من البصر، كما أن معظم النار من مستصغر الشرر، فتكون نظرة، ثم تكون خطرة، ثم خطوة، ثم خطيئة.
ولهذا قيل: من حفظ هذه الأربعة أحرز دينه: اللحظات، والخطرات، واللفظات، والخطوات.
فينبغي للعبد أن يكون بواب نفسه على هذه الأبواب الأربعة، ويلازم الرباط على ثغورها، فمنها يدخل عليه العدو، فيجوس خلال الديار ويتبر ما علا تتبيرا.
*قال ابن القيم ((والزنا يجمع خلال الشر كلها من قلة الدين، وذهاب الورع، وفساد المروءه، وقلة الغيره، فلا تجد زاني معه ورع ولا وفاء بعهد ولا صدق في حديث ولا محافظة على صديق ولا غيره تامة على اهله، ومن صفاتة الغدر والكذب والخيانة وقلة الحياء وعدم المراقبة وعدم الأنفه للحرم وذهاب الغيره من القلب من شعبة وموجباته
من العواقب:-
– يفراقة الطيب الذي يتصف به أهل العفاف
– يتصفون بالخبيثين ولقد حرم الله الجنة على الخبيثين وجعلها للطيبين.
———
وراجع 44 – عون الصمد شرح الذيل على الصحيح المسند جمع نورس الهاشمي
مسند أحمد 8526 – حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لكل بني آدم حظ –
– من الزنا، فالعينان تزنيان وزناهما النظر، واليدان تزنيان وزناهما البطش، والرجلان تزنيان وزناهما المشي، والفم يزني وزناه القبل، والقلب يهوى ويتمنى، والفرج يصدق ذلك، أو يكذبه»
الحديث في مسلم ولم يذكر:
والفم يزني وزناه القبل.
قلت سيف: هو على شرط الذيل على الصحيح (القسم الثالث – قسم الزيادات اللفظية -)
وراجع تعليقنا على الصحيح المسند 829.
من حديث ابن مسعود.
الأحاديث الواردة في (حفظ الفرج) معنى اخترنا منها هذه الأحاديث من نضرة النعيم:
– (عن أبي أمامة- رضي الله عنه- أنّ فتى من قريش أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله ائذن لي في الزّنى. ….. فقال: «أتحبّه لأمّك؟» قال: لا والله! جعلني الله فداءك. ….. . قال: فوضع يده عليه وقال: «اللهمّ اغفر ذنبه وطهّر قلبه وحصّن فرجه» …… أخرجه أحمد في المسند (5/ 257). قال الألباني في السلسلة الصحيحة إسناده صحيح الصفحة أو الرقم: 1/ 712
و هو في الصحيح المسند 500
– (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: ما رأيت شيئا أشبه باللّمم ممّا قال أبو هريرة إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ الله كتب على ابن آدم حظّه من الزّنى ….. والفرج يصدّق ذلك أو يكذّبه») أخرجه البخاري (6243)، مسلم (2657).
– (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ….. وسئل عن أكثر ما يدخل النّاس النّار. فقال: «الفم والفرج») أخرجه أحمد (2/ 472، 2/ 291).وقال الألباني في صحيح الترغيب حسن الصفحة أو الرقم: 2642
قلت (سيف): في يزيد بن عبدالرحمن قال ابن حجر: مقبول.
– (عن معاوية بن حيدة- رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله، عوراتنا: ما نأتي منها وما نذر؟ قال: «احفظ عورتك إلّا من زوجتك، أو ….. قلت: فإذا كان أحدنا خاليّا؟ قال: «الله أحقّ أن يستحيي منه النّاس») أخرجه أبو داود (4017) قال الألباني في صحيح الترمذي حسن الصفحة أو الرقم: 2794
قلت (سيف): ذكره البخاري تعليقاً جازما به: وقال بهز بن حكيم عن أبيه عن جده
– (عن جابر- رضي الله عنه- قال: كان عبد الله بن أبيّ ابن سلول يقول لجارية له: اذهبي فابغينا شيئا. فأنزل الله- عزّ وجلّ: وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ …. (النور/ 33)») أخرجه (2) مسلم (3029)
– (عن علقمة- رضي الله عنه- قال: كنت أمشي مع عبد الله بمنى. فلقيه عثمان. فقام معه يحدّثه. فقال له عثمان: يا أبا عبد الرّحمن! ألا نزوّجك جارية شابّة. …. فقال عبد الله: لئن قلت ذاك، لقد قال لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «يا معشر الشّباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوّج. …. وأحصن للفرج. ….. ) أخرجه البخاري (1905)، مسلم (1400). واللفظ له.