1421 التعليق على الصحيح المسند
ألقاه سيف بن دورة الكعبي
جمع مجموعة عبدالله الديني
بالتعاون مع مجموعات السلام 1،2،3 والمدارسة والاستفادة.
بإشراف سيف بن دورة الكعبي
—————
1421 – قال الإمام الترمذي رحمه الله: حدثنا محمود بن غيلان حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة
رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل من أذهبت حبيبتيه فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون الجنة.
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح.
قال أبو عبدالرحمن: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
………………………………..
ورواه البخاري في” صحيحه ” (5653) من حديث انس بن مالك رضي الله عنه “إِنَّ اللَّهَ قَالَ إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ”. يُرِيدُ عَيْنَيْه. وبوب عليه باب فضل من ذهب بصره.
قال الحافظ في ” الفتح ” (10/ 116): والمراد بالحبيبتين المحبوبتان لأنهما أحب أعضاء الإنسان إليه، لما يحصل له بفقدهما من الأسف على فوات رؤية ما يريد رؤيته من خير فيسر به، أو شر فيجتنبه.
قال المناوي ” فيض القدير ” (4/ 639): سماهما بذلك لأن العالم عالمان عالم الغيب وعالم الشهادة وكل منهما محبوب، ومدرك الأول البصيرة ومدرك الثاني البصر، واشتق الحبيب من حبة القلب وهي سويداؤه نظير سواد العين قال أبو الطيب: يود أن سواد الليل دام له * يزيد فيه سواد القلب والبصر ولأن السرور يكنى عنه بقرة العين لما يشاهد المحبوب ويكنى عن الحزن بسخونتها للمفارقة عنه.
وقال الحافظ: قوله (فصبر): والمراد أنه يصبر مستحضرا ما وعد الله به الصابر من الثواب، لا أن يصبر مجردا عن ذلك، لأن الأعمال بالنيات، وابتلاء الله عبده في الدنيا ليس من سخطه عليه بل إما لدفع مكروه أو لكفارة ذنوب أو لرفع منزلة، فإذا تلقى ذلك بالرضا تم له المراد وإلا يصير كما جاء في حديث سلمان “أن مرض المؤمن يجعله الله له كفارة ومستعتبا، وإن مرض الفاجر كالبعير عقله أهله ثم أرسلوه فلا يدري لم عقل ولم أرسل” أخرجه البخاري في “الأدب المفرد” موقوفا.
قوله: “عوضته منهما الجنة” وهذا أعظم العوض، لأن الالتذاذ بالبصر يفنى بفناء الدنيا والالتذاذ بالجنة باق ببقائها، وهو شامل لكل من وقع له ذلك بالشرط المذكور.
وحسن الألباني لفظة ” كريمتيه ” في الصحيحة (2010) ” عن العرباض بن سارية عن النبي صلى الله عليه و سلم ـ يعني عن ربه ـ قال:
(إذا سلبت من عبدي كريميته ـ وهو بهما ضنين ـ لم أرض له ثوابا دون الجنة إذا حمدني عليهما)
قال الملا علي القاري في “مرقاة المفاتيح ” (2/ 397): وكل شيء يكرم عليك فهو كريمك وكريمتك