142 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2؛3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——–
مسند احمد
19286 حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة وحجاج قال حدثني شعبة عن قتادة عن النضر بن أنس عن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن هذه الحشوش محتضرة فإذا دخل أحدكم فليقل: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث.
قلت سيف: على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند
وانزلناه على شرط المتمم للخلاف
رجح الترمذي الإضطراب أما البخاري فقال: لعل قتادة سمع منهما جميعا ولم يقض فيه بشئ. واعله ابوزرعة في العلل 13
ورجح الدارقُطني 2520 قول شعبة يعني أنه محفوظ.
——
[الحشوش مواطن الشياطين]
أبو عبيد الخبث والخبائث -، قال: الخبث يعم الشر، والخبائث الشياطين. وقال أبو سليمان الخطابى: أصحاب الحديث يروونه: الخبث، ساكنة الباء، وإنما هو الخبث، مضموم الباء، جمع خبائث، والخبائث جمع خبيثة، استعاذ بالله من مردة الجن ذكورهم وإناثهم، فأما الخبث، ساكن الباء، فهو مصدر خبث الشاء يخبث خبثا، وقد جعل اسما.
قال ابن الأعرابى: وأصل الخبث فى كلام العرب المكروه، فإن كان من الكلام فهو الشتم، وإن كان من الملل فهو الكفر، وإن كان من الطعام فهو الحرام، وإن كان من الشراب فهو الضار. وقال الحسن: إن هذه الحشوش محتضرة، فإذا دخل أحدكم فليقل: اللهم إنى أعوذ بك من الرجس، والنجس، الخبيث، المخبث، الشيطان الرجيم -. شرح صحيح البخاري (ج (1) / (234) – (235)) لابن بطال.
الخبث: جمع خبيث، والخبائث: جمع خبيثة، والمقصود بذلك: التعوذ بالله من شياطين الجن الذكران والإناث؛ لأن (الخبث) ترجع للذكور، و (الخبائث) ترجع للإناث.
فالاستعاذة بالله عز وجل عند دخول الخلاء تكون بهذا اللفظ الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. شرح سَنَن ابي دَاوُدَ للعباد.
بوب ابن خزيمة في صحيحه [باب الاستعاذة من الشيطان الرجيم عند دخول المتوضأ]
قال الطيبي:
قوله: ((إن هذه الحشوش)): ((يعني الكنف، ومواضع قضاء الحاجة، الواحد الحش- بالفتح- وأصله من الحش البستان؛ لأنهم كانوا كثيرا ما يتغاطون في البساتين). ((ومحتضرة)) أي يحضرها الجن والشياطين. شرح المشكاة
قال ابن بطال: فأخبر فى هذا الحديث أن الحشوش مواطن للشياطين، فلذلك أمر بالاستعاذة عند دخولها. شرح صحيح البخاري ((10) / (90)).
قال ابن عبدالبر في الاستذكار: هذه الحشوش محتضرة أي يصاب الناس فيها وقد قيل إن هذا أيضا قول الله – عز وجل – (كل شرب محتضر) القمر (28) أي يصيب منه صاحبه.
قال ابن دقيق العيد: إن هذه الحشوش محتضرة ” أي للجان والشياطين. احكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (ج (1) / (95)).
قال ابن تيمية: فعلم أن الصلاة ببقعة يحضرها الشيطان أمر محذور في الشرع واعتبر هذا المعنى في قطع الصلاة بمرور المار فقال لما سئل عن الفرق بين الكلب الأسود والأبيض والأحمر الكلب الأسود شيطان وقال: “إن عفريتا من الجن تفلت علي البارحة ليقطع علي الصلاة فأمكنني الله منه فذعته” الحديث وفي رواية: “مر علي الشيطان فتناولته فأخذته فخنقته” ونحن نقول بجميع هذه السنن ونعلل بما علل به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه يعلم ما لا نعلم وامره يتبع علمه بأبي هو وامي وحينئذ فيجب طرد هذه العلة فإن الحش مع أنه مظنة النجاسة فإن الشياطين تحضره كما قال صلى الله عليه وسلم: “أن هذه الحشوش محتضرة” وأمر عند دخولها بالتسمية والاستعاذة من الشيطان الرجيم”. شرح عمدة الفقه (ج (1) / (455))
وتندب الاستعاذة عند الشروع” أي الدخول لأن الحشوش محتضرة يحضرها الشياطين لأنهم يحبون النجاسة ووجهه ما أخرجه الجماعة من حديث أنس رضي الله تعالى عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: “اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث” وقد روى سعيد بن منصور في سننه: أنه كان صلى الله عليه وسلم يقول: “اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث” وإسناده على شرط مسلم. “والاستغفار والحمد بعد الفراغ” لأنه وقت ترك ذكر الله تعالى ومخالطة الشياطين. الروضة الندية ((1) / (32))
قال ابن دقيق العيد:: قوله ” إذا دخل ” يحتمل أن يراد به: إذا أراد الدخول. كما في قوله سبحانه {فإذا قرأت القرآن} [النحل: (98)] ويحتمل أن يراد به.
ابتداء الدخول. وذكر الله تعالى مستحب في ابتداء قضاء الحاجة. فإن كان المحل الذي تقضى فيه الحاجة غير معد لذلك – كالصحراء مثلا – جاز ذكر الله تعالى في ذلك المكان.
وإن كان معدا لذلك – كالكنف – ففي جواز الذكر فيه خلاف بين الفقهاء. فمن كرهه، فهو محتاج إلى أن يؤول قوله ” إذا دخل ” بمعنى: إذا أراد.
؛ لأن لفظة ” دخل ” أقوى في الدلالة على الكنف المبنية منها على المكان البراح؛ أو لأنه قد تبين في حديث آخر المراد، حيث قال – صلى الله عليه وسلم – ” إن هذه الحشوش محتضرة فإذا دخل أحدكم الخلاء فليقل – الحديث “.
وأما من أجاز ذكر الله تعالى في هذا المكان: فلا يحتاج إلى هذا التأويل. أحكام الأحكام (ج (1) / (94))