1412 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بإشراف ومراجعة سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3 والمدارسة، والاستفادة.
مجموعة رامي
بإشراف سيف بن دورة الكعبي
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
الصحيح المسند
1412 قال الإمام البخاري رحمه الله في الأدب المفرد: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله عن عبد العزيز بن محمد عن محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ما استكبر من أكل معه خادمه وركب الحمار بالأسواق واعتقل الشاة فحلبها.
هذا حديث حسن.
قال الألباني رحمه الله في ” السلسلة الصحيحة ” 5/ 253 حديث رقم (2218):
أخرجه البخاري في ” الأدب المفرد ” (رقم 550) و الديلمي (4/ 33) عن ابن لال معلقا كلاهما عن عبد العزيز بن عبد الله عن عبد العزيز بن محمد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قلت: و هذا إسناد حسن، رجاله رجال ” الصحيح ” غير أن محمد بن عمرو إنما أخرج له مقرونا بغيره. و أما قول المناوي في ” فيضه “: ” رمز المصنف لحسنه، و فيه عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، أورده الذهبي في ” الضعفاء “، و قال: قال أبو داود: ” ضعيف “، عن عبد العزيز بن محمد قال ابن حبان بطل الاحتجاج به “. قلت: ففيه مؤاخذتان: الأولى: أن الذي في ” ضعفاء الذهبي ”
نصه: ” ثقة مشهور، قال أبو داود: ضعيف “. زاد في نسخة: ” و قال أيضا: ثقة “. فقوله: ” ثقة مشهور ” واضح جدا أنه ثقة عنده غير ضعيف، فحذف المناوي لهذا التوثيق الصريح مما لا يخفى ما فيه. و يؤيد ما قلت أنه أورده في كتابه ” معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد ” (ص 137/ 212)، و قال: ” شيخ
البخاري، ضعفه أبو داود “.
و الأخرى: أن ما نقله عن ابن حبان إنما قاله في ” الضعفاء ” (2/ 138) في ابن زبالة، و ليس هو راوي هذا الحديث، و إنما هو (الدراوردي) و هو ثقة عند ابن حبان و غيره، فيه ضعف يسير من قبل حفظه، فحديثه لا ينزل عن مرتبة الحسن، و قد احتج به مسلم.
قيل معنى اعتقل شاته: إذا وضع رجليها بين فخذه وساقه فحلبها.
متن الحديث:
قال باحث:
قول النبي صلى الله عليه و سلم “ما استكبر من أكل معه خادمه … ”
يفهم منه أنه ضد الكبر و هو التواضع أي أنه صلى الله عليه وسلم ينفي الكبر عن من يعمل هذه الأمور فظاهر الأكل مع الخادم تبسط له و أيضا في ركوب الحمار بين الناس في الأسواق كذلك و كما هو في حلب الشاة أيضا، فظاهر هذه الأفعال للناس يورث في أنفسهم أن فاعلها متواضع.
ومن تتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وجد من الأحاديث الكثيرة على أنه صلى الله عليه وسلم كان يركب الحمار و يحلب الشاة و كان قدوة في التواضع فمن هذه الأحاديث نذكر منها:
ورد في السلسلة الصحيحة:
1977 ” اللهم بارك لأهلها فيها. يعني العنز “.
قال الألباني في ” السلسلة الصحيحة ” 4/ 625:
أخرجه بحشل في ” تاريخ واسط ” (ص 27 29 مصورة المكتب): حدثنا محمد بن داود ابن صبيح قال: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع قال: حدثنا محمد بن مهاجر عن عروة بن رويم اللخمي عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
” نزل بنا ضيف بدوي، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام بيوته، فجعل يسأله عن الناس كيف فرحهم بالإسلام؟ و كيف حدبهم على الصلاة؟ فما زال يخبره من ذلك بالذي يسره حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم نضرا، فلما انتصف النهار و حان أكل الطعام دعاني مستخفيا لا يألوا: أن ائت عائشة رضي الله
عنها فأخبرها أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ضيفا، فقالت: و الذي بعثه بالهدى و دين الحق ما أصبح في يدي شيء يأكله أحد من الناس، فردني إلى نسائه، كلهن يعتذرن بما اعتذرت به عائشة رضي الله عنها، فرأيت لون رسول الله صلى الله عليه وسلم خسف، فقال البدوي: إنا أهل البادية معانون على زماننا، لسنا بأهل
الحاضر، فإنما يكفي القبضة من التمر يشرب عليها من اللبن أو الماء، فذلك الخصب! فمرت عند ذلك عنز لنا قد احتلبت، كنا نسميها (ثمر ثمر)، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم باسمها (ثمر ثمر) فأقبلت إليه تحمحم، فأخذ برجلها باسم الله، ثم اعتقلها باسم الله، ثم مسح سرتها باسم الله، فحفلت (الأصل: فحطت) فدعاني بمحلب، فأتيته به، فحلب باسم الله، فملأه فدفعه إلى الضيف،
فشرب منه شربة ضخمة، ثم أراد أن يضعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” عل “. ثم أراد أن يضعه، فقال له: ” عل “، فكرره عليه حتى امتلأ و شرب ما شاء، ثم حلب باسم الله و ملأه و قال: أبلغ عائشة هذا، فشربت منه ما بدا لها، ثم رجعت إليه، فحلب فيه باسم الله، ثم أرسلني به إلى نسائه، كلما شرب منه رددته إليه، فحلب باسم الله فملأه، ثم قال: ادفعه إلى الضيف فدفعته إليه فقال: باسم الله، فشرب منه ما شاء الله، ثم أعطاني، فلم آل أن أضع شفتي على درج شفته، فشربت شرابا أحلى من العسل، و أطيب من المسك، ثم قال ” … ”
فذكره.
قلت: و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات من رجال ” التهذيب “.
قلت سيف بن دورة الكعبي: عروة بن رويم كثير الإرسال ثم في الشريعة للآجري 1062 أخرج هذا الحديث وفيه عن عروة بن رويم أنه ذكر له أن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نزل بنا ضيف بدوي …
وإسناده ثقات.
ونقل في تحفة التحصيل: عروة بن رويم روى عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال مرسل. انتهى كلامي
وأيضا عند البخاري و مسلم:
عن معاذ رضي الله عنه قال كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له عفير فقال يا معاذ هل تدري حق الله على عباده وما حق العباد على الله؟ قلت الله ورسوله أعلم قال فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا فقلت يا رسول الله أفلا أبشر به الناس قال لا تبشرهم فيتكلوا. (متفق عليه)
و أيضا ورد في السلسلة الصحيحة حديث (2130):
” كان يركب الحمار و يخصف النعل و يرقع القميص، و يقول: من رغب عن سنتي فليس مني “.
قلت سيف: فيه ضعيفان وكرز ذكر الشيخ الألباني مرة أن السهمي ترجم له ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، قلت: بل ذكر بكثرة العبادة ولم يذكر بطلب العلم، وهذه علامة ضعف، وشاهده من مراسيل الحسن البصري وهي أضعف المراسيل
و سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن معنى الكبر في حديث عند البخاري رحمه الله في الأدب المفرد:
” عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ عَلَيْهِ جُبَّةُ سِيجَانٍ، حَتَّى قَامَ عَلَى رَاسِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ صَاحِبَكُمْ قَدْ وَضَعَ كُلَّ فَارِسٍ أَوْ قَالَ: يُرِيدُ أَنْ يَضَعَ كُلَّ فَارِسٍ وَيَرْفَعَ كُلَّ رَاعٍ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَجَامِعِ جُبَّتِهِ فَقَالَ: «أَلَا أَرَى عَلَيْكَ لِبَاسَ مَنْ لَا يَعْقِلُ»، ثُمَّ قَالَ: ” إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ نُوحًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لِابْنِهِ: إِنِّي قَاصٌّ عَلَيْكَ الْوَصِيَّةَ، آمُرُكَ بِاثْنَتَيْنِ، وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ: آمُرُكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ، لَوْ وُضِعْنَ فِي كِفَّةٍ وَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِي كِفَّةٍ لَرَجَحَتْ بِهِنَّ، وَلَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ كُنَّ حَلْقَةً مُبْهَمَةً لَقَصَمَتْهُنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهَا صَلَاةُ كُلِّ شَيْءٍ، وَبِهَا يُرْزَقُ كُلُّ شَيْءٍ، وَأَنْهَاكَ عَنِ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ، فَقُلْتُ، أَوْ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الشِّرْكُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الْكِبْرُ؟ هُوَ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِنَا حُلَّةٌ يَلْبَسُهَا؟ قَالَ: «لَا»، قَالَ: فَهُوَ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِنَا نَعْلَانِ حَسَنَتَانِ، لَهُمَا شِرَاكَانِ حَسَنَانِ؟ قَالَ: «لَا»، قَالَ: فَهُوَ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِنَا دَابَّةٌ يَرْكَبُهَا؟ قَالَ: «لَا»، قَالَ: فَهُوَ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِنَا أَصْحَابٌ يَجْلِسُونَ إِلَيْهِ؟ قَالَ:
«لَا»، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا الْكِبْرُ؟ قَالَ: «سَفَهُ الْحَقِّ، وَغَمْصُ النَّاسِ» [ص:193]
وقال الشيخ الألباني رحمه الله صحيح
قلت سيف: هو في الصحيح المسند 801
قلت سيف: وهذه تتمات:
وورد عند رواه مسلم في ((صحيحه)) (2788) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه مرفوعاً: ((يطوي الله عَزَّ وجَلَّ السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك! أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرضين بشماله .. ))
الجبروت لله وحده وقد مدح الله بهذا الاسم نفسه وأما في حق الخلق فهو مذموم فما الفرق؟.
الفرق أنه سبحانه قهر الجبابرة بجبروته وعلاهم بعظمته لا يجري عليه حكم حاكم فيجب عليه انقياده، ولا يتوجه عليه أمر آمر فيلزمه امتثاله، آمر غير مأمور، قاهر غير مقهور لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [الأنبياء: 23].
وأما الخلق فهم موصوفون بصفات النقص مقهورون مجبورون تؤذيهم البقة وتأكلهم الدودة، وتشوشهم الذبابة، أسير جوعه، وصريع شبعه ومن تكون هذه صفته كيف يليق به التكبر والتجبر؟!
وقد أنكرت الرسل على أقوامها صفة التجبر والتكبر في الأرض بغير الحق كما قال تعالى عن هود صلى الله عليه وسلم أنه قال لقومه وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ إلى أن قال إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ [الشعراء: 130 135]. ولكنهم عاندوا واتبعوا أمر جبابرتهم فهلكوا أجمعين. قال تعالى وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ [هود: 59].
وقد كان التجبر سببا للطبع على قلوبهم فلم تعرف معروفاً ولم تنكر منكراً كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ [غافر: 35].
وقد توعد الله سبحانه الجبابرة بالعذاب والنكال، توعدهم بجهنم وبئس المهاد. قال تعالى وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَاتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ [إبراهيم: 15 17].
وقال صلى الله عليه وسلم: ((يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان تبصران وأذنان تسمعان ولسان ينطق يقول: إني وكلت بثلاثة: بكل جبار عنيد وبكل من دعا مع الله إلها آخر وبالمصورين)).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين … ))
وقال تعالى: (ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون)
من أنواع الكبر ما هو كبيرة ومنه ما هو كفر،
وقد بين الشيخ صالح آل الشيخ في حديث الرجل الذي قال لصاحبه: والله لا يغفر الله لك.
فهذا يتألى فيجعل الله جل وعلا يحكم بما اختاره هو من الحكم، فيقول: والله لا يحصل لفلان كذا. تكبرا واحتقارا للآخرين فيريد أن يجعل حكم الله جل وعلا كحكمه تأليا واستبعادا أن يفعل جل وعلا ما ظنه هو، فهذا التألي و الإستبعاد نوع تحكم في الله جل وعلا وفي فعله، وهذا لا يصدر من قلب معظم لله جل وعلا. اهـ (كفاية المستزيد شرح كتاب التوحيد)
عدم الكبر من صفات الملائكة:
قال تعالى ((وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون))
أول من تكبر: هو إبليس حين أمر بالسجود لآدم فأبى واستكبر