1400 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بإشراف ومراجعة سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3 والمدارسة، والاستفادة.
مجموعة هشام السوري وعبدالله المشجري
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
الصحيح المسند
1400 قال الإمام الترمذي رحمه الله: حدثنا أبو كريب حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل إلى الجنة فقال انظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها قال فجاءها ونظر إليها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها قال فرجع إليه قال فوعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها فأمر بها فحفت بالمكاره فقال ارجع إليها فانظر إلى ما أعددت لأهلها فيها قال فرجع إليها فإذا هي قد حفت بالمكاره فرجع إليه فقال وعزتك لقد خفت أن لا يدخلها أحد قال اذهب إلى النار فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها فإذا هي يركب بعضها بعضا فرجع إليه فقال وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها فأمر بها فحفت بالشهوات فقال ارجع إليها فرجع إليها فقال وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح.
قال أبو عبدالرحمن: هذا حديث حسن.
وقال الإمام أحمد رحمه الله: ثنا محمد بن بشر ثنا محمد بن عمرو ثنا أبو سلمة عن أبي هريرة ثم ذكر أحاديث وقال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى الله عليه وسلم لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل قال انظر إليها والى ما أعددت لأهلها فيها فجاء فنظر إليها والى ما أعد الله لأهلها فيها فرجع إليه قال وعزتك لا يسمع بها أحد الا دخلها فأمر بها فحجبت بالمكاره قال ارجع إليها فانظر إليها والى ما أعددت لأهلها فيها قال فرجع إليها وإذا هي قد حجبت بالمكاره فرجع إليه وقال وعزتك قد خشيت أن لا يدخلها أحد قال اذهب إلى النار فانظر إليها والى ما أعددت لأهلها فيها فإذا هي يركب بعضها بعضا فرجع قال وعزتك لقد خشيت ان لا يسمع بها أحد فيدخلها فأمر بها فحفت بالشهوات فقال وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد الا دخلها.
هذا حديث حسن.
ورد في الصحيحين [البخاري 6487 ومسلم 2823] من حديث أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره.
وفي رواية مسلم: حفت بدل حجبت.
ورد في مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم شبه نفسه وأمته كمن أوقد نارا فجعل الفراش يتساقط فيها وهو آخذ بحجزهم …
فيبين صلى الله عليه وسلم خطر اتباع الشهوات, والانسياق وراء اللذات المحرمة
واستخدم صلى الله عليه وسلملفظ الاقتحام , الذي يعبر به عن إلقاء النفس في الهلاك من غير بصر وروية
قال تعالى {فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى} (النازعات37 41).
الجنة وما حفت به:
في سورة الرحمن وصَفَت آياتها الجنة وأنها أعدت للمتقين، وقال تعالى ((إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ)) [القمر:54 55]، وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {موضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما عليها، والغدوة والروحة في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: {أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر: قال أبوهريرة اقرءوا إن شئتم: ((فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) [السجدة:17]}. أخرجه البخاري 4779 واللفظ له، ومسلم 2724
وفي الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه: {اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة}، وفي صحيح مسلم، أنه عليه الصلاة والسلام قال: {يؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة ثم يغمس في الجنة يدخل الجنة يغمس فيها غمسة يقال: يا ابن آدم هل مر بك بؤس قط؟ هل رأيت شدة قط؟ فيقول: لا يا رب ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط} ونصوص كثيرة في وصف الجنة ووصف سرور أهلها
والوصول إليها ليس بيسير إلا على من يسره الله سبحانه وتعالى عليه، لما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( … وهل يكب الناس على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم)
ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من يضمن لي ما بين لحييهأي: اللسانوما بين فخذيهأي: الفرجأضمن له الجنة}، هذه ضمانات الله سبحانه وتعالى.
ومن الضمانات الأخرى أيضاً، وردت في الحديث الذي فيه {من يضمن لي ألا يسأل الناس شيئاً أضمن له الجنة} ضمانة العفة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أنا زعيم ببيت في الجنة في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه}، فهذه ضمانة لأصحاب حسن الخلق، وعن جابر رضي الله عنه قال: {إن أقربكم مني منزلة يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: {أكثر ما يدخل الجنة تقوى الله وحسن الخلق، وأكثر ما يدخل به العبد النار أو العباد النار الفم والفرج}
ودعى لهم في غزوة تبوك فبارك الله في الطعام وقال (اشهد أن لا اله الا الله وأني رسول الله لا يلقى الله أحد بها غير شاك بها فيحجب عن الجنة)
ولدخول الجنة لا بد من تقوى الله سبحانه وتعالى، ولا شك أن التقوى هي جعل وقاية يجعل العبد وقاية بينه وبين عذاب الله، فمن اتقى الله فقد اخترق حجاباً عظيماً إلى الجنة، يصل به إلى الجنة بإذن الله سبحانه كما تقدم ذكر بعض الآيات وكما في حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خطبهم في منى فقال: {اتقوا الله ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وحجوا بيت ربكم}، وفي رواية {وأطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنة ربكم .. } الحديث
ولدخول الجنة لا بد من تجاوز حجب:
فمنها حجاب الطهارة والصلاة ففي الحديث (من صلى البردين دخل الجنة)
ومنها قال النبي صلى الله عليه وسلم: {رغم أنف .. رغم أنف ثلاثاًمن أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ولم يدخل الجنة .. }.
ومنها حديث العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة
ومنها حديث أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما كان قبله
وغير ذلك من الحجب من صلة الأرحام وحسن الجوار وطلب العلم
والأعمال الصالحة عموما (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار)
وهذه الجنة محفوفة بالمكاره محفوفة بالأتعاب محفوفة بالابتلاء ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ)) [محمد:31]
انتهى مختصرا من شرح لبعض مشايخنا
أما النار:
فقال تعالى:
((لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا)) [يونس:26 27].
يقول ابن حجر: وهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم وبديع بلاغته في ذم الشهوات وإن مالت إليها النفوس والحض على الطاعات وإن كرهتها النفوس وشق عليها.
وإذا كانت النار محجوبة ومحفوفة بالشهوات لم يدخل النار إلا بها وإذا كانت الجنة محجوبة ومحفوفة بالمكاره لم يدخل الجنة إلا بها
قال ابن عثيمين وذكر الزنى، وحب المال الذي يدعوه للغش، والترفع على الناس كل هذا هتك للحجاب بينه وبين النار. ودواؤه ما بعدها، قال (وحفت الجنة بالمكاره) لأن الباطل محبوب للنفوس، والحق مكروه فإذا تجاوز ذلك دخل الجنة، لذا تجد الإنسان يستثقل صلاة الفجر في البرد، وأيضاً الجهاد في سبيل الله مكروه إلى النفس قال تعالى (كتب عليكم القتال وهو كره لكم …. ) ومن ألزم نفسه بالصلاة مع الجماعة فتجده بعد مدة تكون قرة عين. انتهى بمعناه
وذكر ابن عبدالبر في التمهيد 19/ 115 هذا الحديث وذكر معه حديث مجالس الذكر وفيه: ( … فيقول لهم ربنا تبارك وتعالى وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ فَيَقُولُونَ مِنْ عِنْدِ عِبَادِكَ يُسَبِّحُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ وَيَسْتَجِيرُونَكَ فَيَقُولُ وَهُوَ أَعْلَمُ وَمَا يَسْأَلُونَ فَيَقُولُونَ يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ وَهَلْ رَأَوْهَا فَيَقُولُونَ لَا فَيَقُولُ كَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا وَيَقُولُ مِمَّ يَسْتَجِيرُونَ وَهُوَ أَعْلَمُ فَيَقُولُونَ مِنَ النَّارِ فَيَقُولُ وَهَلْ رَأَوْهَا فَيَقُولُونَ لَا فَيَقُولُ كَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا ثُمَّ يَقُولُ فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا فَيَقُولُونَ أَيْ رَبِّ فِيهِمْ عَبْدُكَ الْخَطَّاءُ لَيْسَ مِنْهُمْ إِنَّمَا مَرَّ بِهِمْ فَجَلَسَ إِلَيْهِمْ فَيَقُولُ وَفُلَانٌ قَدْ غَفَرْتُ لَهُ هُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ)
وقال ابن حجر: في الفتح في باب حجبت النار بالشهوات:
فَإِنَّ الْمُرَادَ بِالْمَكَارِهِ هُنَا مَا أُمِرَ الْمُكَلَّفُ بِمُجَاهَدَةِ نَفْسِهِ فِيهِ فِعْلًا وَتَرْكًا كَالْإِتْيَانِ بِالْعِبَادَاتِ عَلَى وَجْهِهَا وَالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا وَاجْتِنَابِ الْمَنْهِيَّاتِ قَوْلًا وَفِعْلًا وَأَطْلَقَ عَلَيْهَا الْمَكَارِهَ لِمَشَقَّتِهَا عَلَى الْعَامِلِ وَصُعُوبَتِهَا عَلَيْهِ وَمَنْ جُمْلَتِهَا الصَّبْرُ عَلَى الْمُصِيبَةِ وَالتَّسْلِيمِ لِأَمْرِ اللَّهِ فِيهَا وَالْمُرَادُ بِالشَّهَوَاتِ مَا يُسْتَلَذُّ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا مِمَّا مَنَعَ الشَّرْعُ مِنْ تَعَاطِيهِ إِمَّا بِالْأَصَالَةِ وَإِمَّا لِكَوْنِ فِعْلِهِ يَسْتَلْزِمُ تَرْكَ شَيْءٍ مِنَ الْمَامُورَاتِ وَيُلْتَحَقُ بِذَلِكَ الشُّبُهَاتُ وَالْإِكْثَارُ مِمَّا أُبِيحَ خَشْيَةَ أَنْ يُوقِعَ فِي الْمُحَرَّمِ فَكَأَنَّهُ قَالَ لَا يُوصَلُ إِلَى الْجَنَّةِ إِلَّا بِارْتِكَابِ الْمَشَقَّاتِ الْمُعَبَّرِ عَنْهَا بِالْمَكْرُوهَاتِ وَلَا إِلَى النَّارِ إِلَّا بِتَعَاطِي الشَّهَوَاتِ وَهُمَا مَحْجُوبَتَانِ فَمَنْ هَتَكَ الْحِجَابَ اقْتَحَمَ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْخَبَرُ وَإِنْ كَانَ بِلَفْظِ الْخَبَرِ فَالْمُرَادُ بِهِ النَّهْيُ وَقَوْلُهُ حُفَّتْ بِالْمُهْمَلَةِ وَالْفَاءُ مِنَ الْحِفَافِ وَهُوَ مَا يُحِيطُ بِالشَّيْءِ حَتَّى لَا يُتَوَصَّلَ إِلَيْهِ إِلَّا بتخطيه.
أما من على قلبه غفلة فهو كالعصفور لا يرى الفخ إنما يرى الحبه. فكذلك هذا لا يرى الشهوات فيتقحم في النار. انتهى باختصار
ومنه قوله تعالى (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)
قال ابن رجب وذكر الأمانات السمع والبصر واللسان، والمحرمات أمانه والواجبات أمانه كالطهارة والصلاة والصيام وأداء الحقوق وذكر الحديث ثم قال: فالله سبحانه امتحن عباده بهذه المحرمات من الشهوات والشبهاتِ، وجعلَ في النَّفْسِ داعِيًا إلى حبِّها مع تمكِّنِ العبدِ منهَا وقُدرتِهِ فمن أدَّى الأمانةَ، وحفظَ حدودَ اللَّهِ ومنعَ نفسَهُ ما يُحبُّه من محارمِ اللَّهِ
كانَ عاقبتَهُ الجنةُ؛ كما قال تعالَى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَاوَى (41).
فلذلك يحتاجُ العبدُ في هذهِ الدارِ إلى مُجاهدةٍ عظيمةٍ، يُجاهدُ نفسَهُ في الله عزَّ وجلَّ كما في الحديثِ:
“المجاهدُ مَنْ جاهَدَ نفسَهُ في اللَّه عزَّ وجلَّ ”
فمنْ كانتْ نفسُه شريفةً، وهمَّتُهُ عالية لم يرض لَهَا بالمعاصِي، فإنها خيانة
ولا يَرْضَى بالخيانة إلا مَن لا نفسَ لهُ.
قال بعضُ السلفِ: رأيتُ المعاصِي نذالة، فتركتُها مروَّةً فاستحالتْ ديانةً.
وقالَ آخرُ منهُم: تركتُ الذنوبَ حياءً أربعينَ سنةً، ثم أدركنِي الورعُ.
وقالَ آخرُ: مَنْ عمِلَ في السرِّ عملاً يستحيي منهُ إذا ظَهَرَ عليه، فليس لنفسِهِ عندَهُ قدر.
قالَ بعضُهُم: ما أكرمَ العبادُ أنفسَهُم بمثلِ طاعةِ اللَّهِ، ولا أهانوها بمثلِ معاصِي اللَّه عزَ وجلَّ. فمنِ ارتكبَ المحارمَ فقد أهانَ نفسَهُ.
وفي المَثَلِ المضروبِ: أنًّ الكلبَ قالَ للأسدِ: يا سيدَ السباع، غيَر اسمِي فإنَّه قبيح.
فقال لهُ: أنتَ خائنٌ، لا يصلحُ لكَ غيرَ هذا الاسمِ.
قال: فجرّبْنِي. فأعطَاهُ شقةَ لحم، وقالَ: احفظْ لي هذهِ إلى غدٍ، وأنا أغيِّرُ اسمَكَ. فجاعَ، فأكلها
وأخطر الشهوات شبهه مضلة
وجعل الله زواجر منها القرآن …
انتهى باختصار وتصرف لا يحيل المعنى.