14 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي وسيف بن غدير
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——-‘——‘——–‘
——-‘——-‘——-‘
——-‘——-‘——-‘
قال البخاري كما في كتاب الإيمان من صحيحه:
بَابٌ: حُبُّ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الإِيمَانِ
14 – حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ»
15 – حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ح وحَدَّثَنَا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»
——-‘——–‘——–‘
فوائد الباب
1) حديث أبي هريرة أخرجه البخاري والنسائي في السنن الصغرى
2) … حديث أنس أخرجه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة
3) هذا من جوامع الكلم الذى أوتيه (صلى الله عليه وسلم) قاله أبو الزناد سراج ونقله ابن بطال في شرحه
4) قال “لأنه قد جمع فى هذه الألفاظ اليسيرة معانى كثيرة، لأن أقسام المحبة ثلاثة: محبة إجلال وعظمة كمحبة الوالد، ومحبة شفقة ورحمة كمحبة الولد، ومحبة استحسان ومشاكلة كمحبة سائر الناس، فحصر صنوف المحبة”
5) “أن من استكمل الإيمان علم أن حق الرسول وفضله آكد عليه من حق أبيه وابنه والناس أجمعين” قاله ابن بطال في شرحه. وقال في موضع آخر ” يريد لا يبلغ حقيقة الإيمان وأعلى درجاته”. وهذا فيه شق يتعلق بكمال الإيمان الواجب.
6) ذِكْرُ إِطْلَاقِ اسْمِ الْإِيمَانِ عَلَى مَنْ أَتَى بِجُزْءٍ مِنْ أَجْزَاءِ الشُّعْبَةِ الَّتِي هِيَ الْمَعْرِفَةُ قاله ابن حبان في صحيحه.
7) فيه “أن الأعمال من الإيمان لأن المحبة عمل القلب”. قاله الشيخ عبد المحسن العباد.
8) قال الله تعالى: “قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره”
9) “ومن محبته صلى الله عليه وسلم نصرة سنته والذب عن شريعته وتمني حضور حياته”. قاله القاضي عياض كما في إكمال المعلم بفوائد مسلم.
10) فيه إيماء إلى فضيلة التفكر قاله الحافظ ابن حجر في الفتح.
11) قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ: “حُبّ الإنسان نفسه طَبْعٌ وحبه غيره اختيار بتوسُّط الأسباب, وإنما أراد صلى الله عليه وسلم بقوله … حُبّ الإختيار, إذ لاسبيل إلى قلب الطّباغ وتغْييرها عمّا جُبلت عليه يقول: لاتصدق في حُبي حتى تَفْدى في طاعتي وتُوثر رضاي على هواك وإن كان فيه هلاكك”.كما في أعلام الحديث له.
12) أن للرسول صلى الله عليه وسلم حقاً لا يشركه فيه أحد من الأمة بأن يكون أحب إلى الإنسان من نفسه وأبيه وابنه وأهله وماله؛ لأنه لا نجاة لأحد من عذاب الله ولا وصول له إلى رحمته إلا بواسطته صلى الله عليه وسلم بالإيمان به ومحبته وموالاته. وأعظم النعم وأنفعها نعمة الإيمان فلا تحصل إلا به صلى الله عليه وسلم وهو أنصح وأنفع لكل أحد من نفسه وماله؛ فإنه الذي يخرج الله به من الظلمات إلى النور لا طريق إلا هو وأما نفسه وأهله فلا يغنون عنه من الله شيئاً
(مجموع الفتاوى 27/ 425، 426).
13) قوله في حديث أبي هريرة (فوالذي نفسي بيده) وعند ابن مندة في الإيمان من نفس طريق شيخ المصنف ” والذي نفس محمد بيده” دليل على جواز الحلف على الأمر المهم توكيدًا، وإن لم يكن هناك مستحلف.
قال ابن عثيمين:
والحلف بدون استحلاف لا ينبغي إلا لأسباب:
منها أهمية الموضوع.
ومنها إنكار المخاطب، لقوله تعالى “زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن”.
ومنها تشكك المخاطب كما في قوله تعالى: “ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق”. اهـ
14) قوله (لا يؤمن أحدكم) أي “لا يحصل له الإيمان الذي تبرأ به ذمته ويستحق به دخول الجنة بلا عذاب” قاله صاحب تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد
15) فيه إثبات صفة اليد لله سبحانه من غير تمثيل ولا تكييف، ومن غير تعطيل ولا تحريف.
16) قال ابن القيم في نونيته:
وهو المقدم في محبتنا على الـ … أهلين والأزواج والولدان
وعلى العباد جميعهم حتى على الـ … ـنفس التي قد ضمها الجنبان
17) أنه قد ينفى الإيمان عن شخص ولا يخرج بذلك عن الإسلام.
18) أنه إذا كان هذا شأن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم فما الظن بمحبة الله؟
19) الإشارة إلى ما يجب للوالد من التوقير والإجلال وما يجب للولد من الشفقة.
20) البدء بالأهم فالمهم. والأربعة الأخيرة نقلا عن الشيخ العلامة عبد المحسن العباد.
21) قوله (من والده) يدخل فيه الأم، وفي مرسل الحسن عند عبد الرزاق في المصنف 20321 (ووالديه).
22) قوله (والناس أجمعين) من باب عطف العام على الخاص. وتدخل فيه نفس الشخص أيضا.
23) قوله (من والده وولده) وفي رواية عند مسلم “من أهله وماله”. و” إنما هو على سبيل التمثيل فكأنه قال حتى أكون أحب إليه من أعزته” قاله الكرماني في الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري.
24) قوله (حدثنا أبو اليمان) هو الحكم بن نافع تابعه علي بن عياش كما عند النسائي.
25) قوله (أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ) هو ابن أبي حمزة تابعه موسى بن عقبة كما عند البيهقي في شعب الإيمان 1320.
26) قوله (عَنِ الأَعْرَجِ) وعند النسائي ” مما حدثه عبد الرحمن بن هرمز” هو الأعرج.
27) قوله (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) وعند النسائي مما ذكر أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه.
28) قوله (حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) تابعه زهير بن حرب كما عند مسلم 44 تابعه الحسين بن حريث كما عند النسائي 5058
29) قوله (حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ) هو إسماعيل تابعه عبد الوارث بن سعيد كما عند مسلم 44 والنسائي 5058
30) قوله (حدثنا آدم) هو ابن أبي إياس تابعه بشر بن المفضل كما عند النسائي 5057 تابعه محمد بن جعفر كما عند مسلم 44 وابن ماجه 67 تابعه يزيد – هو ابن هارون- كما عند عبد بن حميد في مسنده 1175تابعه معاذ بن معاذ كما عند ابن حبان في صحيحه 179
31) قوله (حدثنا شعبة) تابعه سعيد بن بشير كما عند الطبراني في المعجم الأوسط 8859 ومسند الشاميين 2593
32) قوله (عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ) تابعه قتادة كما عند البخاري في الإسناد الثاني تابعه طلق بن حبيب كما عند أحمد في مسنده 13152
33) قوله (عن أنس) وعند النسائي 5013 ” من طريق قتادة أنه سمع أنسا.
====
34 – قال ابن دقيق العيد في شرح الأربعين النووية ص 136:
والمراد بالحديث: بذل النفس دونه صلى الله عليه وسلم وقد كانت الصحابة رضي الله عنهم يقاتلون معه آباءهم وأبناءهم وإخوانهم، وقد قتل أبو عبيدة أباه لإيذائه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعرض أبو بكر رضي الله عنه يوم بدر لولده عبد الرحمن لعله يتمكن منه فيقتله. فمن وجد هذا منه فقد صح أن هواه تبع لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ
35 – قال ابن رجب في الفتح 1/ 49:
فعلامة تقديم محبة الرسول على محبة كل مخلوق: أنه إذا تعارض طاعة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أوامره وداع آخر يدعو إلى غيرها من هذه الأشياء المحبوبة، فإن قدم المرء طاعة الرسول وامتثال أوامره على ذلك الداعي: كان دليلا على صحة محبته للرسول وتقديمها على كل شيء، وإن قدم على طاعته وامتثال أوامره شيئا من هذه الأشياء المحبوبة طبعا: دل ذلك على عدم إتيانه بالإيمان التام الواجب عليه.
وكذلك القول في تعارض محبة الله ومحبة داعي الهوى والنفس، فإن محبة الرسول تبع لمحبة مرسله عز وجل. هذا كله في امتثال الواجبات وترك المحرمات. فإن تعارض داعي النفس ومندوبات الشريعة، فإن بلغت المحبة على تقديم المندوبات على دواعي النفس كان ذلك علامة كمال الإيمان وبلوغه إلى درجة المقربين والمحبوبين المتقربين بالنوافل بعد الفرائض، وإن لم تبلغ هذه المحبة إلى الدرجة فهي درجة المقتصدين أصحاب اليمين الذين كملت محبتهم ولم يزيدوا عليها. اهـ
36 – قال العثيمين:
وكلما ازداد استحضارا لمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم في أعماله وأخلاقه فإنه تزداد محبة الرسول.
37 – قال الراجحي في شرح سنن ابن ماجه درس 18:
معنى الحديث: أنه لا يؤمن الإيمان الكامل الواجب الذي … فإن قدم محبة المال أو الولد أو الوالد أو التجارات أو الأموال أو المساكن على محبة الله ورسوله فإنه يكون عاصياً، ولم يأت بالإيمان الواجب، ويكون إيمانه ضعيفاً، بل يكون فاسقاً، فمثلاً: من تعامل بالربا فقد قدم محبته على محبة الله ورسوله قال تعالى: فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَاتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} [التوبة:24] وهذا تهديد، ثم قال: {وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة:24]، فدل على أن هذا من الفسق ومن الخروج عن الطاعة. اهـ
==
38 – لا شك أن من علامات محبته:
النصيحة له؛ لقولهَ صلى الله عليه وسلم [الدِّينُ النَّصِيحَةُ] قُلْنَا لِمَنْ قَالَ: [لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ] رواه مسلم.
39 – في معنى حديث الباب حديث أنس:
-عن أنس بن مالك، عن النبي أنه قال: ” لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وحتى يقذف في النار أحب إليه من أن يعود في الكفر، بعد إذ نجاه الله منه، ولا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده، ووالده والناس أجمعين ”
وسيأتي في الباب التالي باب حلاوة الإيمان بنحوه
40 – قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم:
فجميع المعاصي إنما تنشأ من تقديم هوى النفوس على محبة الله ورسوله، وقد وصف الله المشركين باتباع الهوى في مواضع من كتابه، وقال تعالى: {فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله} [القصص: 50] [القصص: 50].
–
41 – فيه معنى قوله عز وجل (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم)
42 – قال ابن القيم (أن يكون أحبّ إلى العبد من نفسه لأن الأولوية أصلها الحب ونفس العبد أحبُ إليه من غيره، ومع هذا يجب أن يكون الرسول أولى به منها وأحب إليه منها) الرسالة التبوكية صـ21 فإذا قويت المحبة في قلب المؤمن وزادت، أثمر ذلك زيادةَ في الإيمان.
43 – ثمرات محبة الرسول : منها:
أ-الشعور بحلاوة الإيمان ولذة الطاعة
قال النووي رحمه الله (حلاوة الإيمان أي استلذاذ الطاعات وتحمل المشاق في الدين)
ب-مرافقته في الآخرة لحديث إنك مع من أحببت
قال الحسن البصري (أنه من أحب قوماً اتبع آثارهم، ولن تلحق بالأبرار حتى تأخذ بهديهم وتقتدي بسنتهم وتأخذ طريقهم وإن كنت مقصراً في العمل فإنما ملاك الأمر أن تكون على استقامةٍ) استنشاق نسيم الأُنس لابن رجب صـ87
44 – أسباب زيادة محبة النبي : يرتبط الحب في القلب بما يحركه من أسباب ودواعي، ومع وجود هذه الأسباب يزداد الحب ويقوى حتى يصل إلى مرتبة الكمال.
-وأهم الأسباب لزيادة حبه :
1 – معرفة خصائص النبي وصفاته ومنها:
أ- أن الله عز وجل أحبه واختاره من خلقه، فحب ما يُحب الله من لوازم محبته.
ب- كمال رأفته ورحمته بأمته قال الله عنه (حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) التوبة128، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص (أن النبي
تلا قوله تعالى في عيسى عليه السلام (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) فرفع يديه وقال “” اللهم أمتي أمتي … ) مسلم (1/ 191).
وبوّب عليه النووي بقوله (باب دعاء النبي لأمته وبكائه شفقةً عليهم).
ج- ومن صفاته: كمال نصحه لأمته وهدايته لها وإحسانه إليها لأنه دلَّ هذه الأمة على كل خير يُقربها إلى ربها وحذرها من كل شر يجلب لها الذل والخِزي في الدنيا والآخرة.
2 – ومن أسباب زيادة المحبة: تذكُرُه ومعرفة أحواله صلى الله عليه وسلم
3 – الوقوف على هديه والاشتغال بالسنة قولاً وعملاً ودعوةً:
4 – ومن أهم أسباب زيادة المحبة: كثرة الصلاة والسلام عليه . قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) الأحزاب (56)
=====
45 – علامات المحبة:
1 – امتثال أوامره واجتناب نواهيه : وهذا هو أقوى شاهد على صدق الحب وإلا تكون الدعوى كاذبةً.
قال القاضي عياض رحمه الله (فالصادق في حب النبي من تظهر علامات ذلك عليه وأولها الاقتداء به واستعمال سنته واتباع أقواله وأفعاله والتأدب بآدابه في عُسره ويسره) الشفا (2/ 571)
2 – اتباع سنته . قال تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) الأحزاب (21)
3 – التحاكم إلى شريعته في جميع شؤون الحياة. قال تعالى (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) النساء (65)
4 – الشوق إلى معرفة شريعته بطلب العلم النافع من الكتاب والسنة.
5 – محبة من أحب وعداوة من عادى، وخاصةً محبة قرابته وأزواجه وأصحابه.
6 – نصر سنته والذّب عن شريعته: قال القاضي عياض (ومن محبته نُصرة سنته والذّب عن شريعته) شرح النووي لمسلم (2/ 16)
7 – تعظيمه وتوقيره والأدب معه .
46 – ومن مظاهر محبته: كثرة تذكره وتمني رؤيته والشوق إلى لقائه: في صحيح مسلم (2178) عن أبي هريرة أن رسول الله قال “” مِن أشدّ أمتي لي حباً ناسٌ يكونون بعدي يَودُّ أحدهم لو رآني بأهله وماله “”
فمن ظهرت عليه هذه العلامات والآثار فهو المحب الصادق.
ولا يعارض تمني رؤيته وأنه من الإيمان الذي أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: والذي نفس محمد بيده! ليأتين على أحدكم يوم ولا يراني، ثم لأن يراني أحب إليه من أهله وماله معهم.
وزجر المقداد لرجل تمنى رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كذلك طلب التعرض للفتن ففي الصحيح المسند:
1139 – قال الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا يعمر بن بشر حدثنا عبد الله يعني ابن المبارك أنبأنا صفوان بن عمرو حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال جلسنا إلى المقداد بن الأسود يوما فمر به رجل فقال طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت وشهدنا ما شهدت فاستغضب فجعلت أعجب ما قال إلا خيرا ثم أقبل إليه فقال ما يحمل الرجل على أن يتمنى محضرا غيبه الله عنه لا يدري لو شهده كيف كان يكون فيه والله لقد حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوام أكبهم الله على مناخرهم في جهنم لم يجيبوه ولم يصدقوه أولا تحمدون الله إذ أخرجكم لا تعرفون إلا ربكم مصدقين لما جاء به نبيكم قد كفيتم البلاء بغيركم والله لقد بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم على أشد حال بعث عليها نبي من الأنبياء في فترة وجاهلية ما يرون أن دينا أفضل من عبادة الأوثان فجاء بفرقان فرق به بين الحق والباطل وفرق بين الوالد وولده حتى إن كان الرجل ليرى والده وولده أو أخاه كافرا وقد فتح الله قفل قلبه للإيمان يعلم أنه إن هلك دخل النار فلا تقر عينه وهو يعلم أن حبيبه في النار وأنها للتي قال عز وجل: الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين. هذا حديث صحيح. انتهى وهو في الصحيحة 2823
قال ابوزرعة الدمشقي في الفوائد المعللة: هذا حديث جليل
فمقصود حديث تمني الرؤية الحث على مجالسته والتعلم منه صلى الله عليه وسلم كما قدمنا، والتابعي إنما ظن أنه قادر على نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ وأنه لو كان عنده لقاتل عنه ونافح؛ فنهاه الصحابي عن تمني ذلك.
ومما يدل على فضل تمني الرؤية:
– لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه زلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر وليأتين على أحدكم زمان لأن يراني أحب إليه من أن يكون له مثل أهله وماله.
تخريج السيوطي: (ق د ت هـ) عن أبي هريرة. تحقيق الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 7413 في صحيح الجامع.
قال القرطبي في المفهم: معنى الحديث: إخباره صلى الله عليه وسلم، بأنه إذا فقد تغيرت الحال على أصحابه من عدم مشاهدته، وفقد عظيم فوائدها، ولما طرأ عليهم من الاختلاف والمحن، والفتن، وعلى الجملة: فساعة موته اختلفت الآراء، ونجمت الأهواء، وكاد النظام ينحل لولا أن الله تبارك وتعالى تداركه بثاني اثنين، وأهل الحل والعقد …
وورد في فضل رؤية النبي صلى الله عليه وسلم حتى للصحابة:
– ورد في حديث عائشة رضي الله عنها أنه:
– جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليْهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ فقال: يا رسولَ اللهِ إنَّكَ لأحبُّ إليَّ من نَفسي وإنَّك لأحبُّ إليَّ من أهلي ومالي وأحبُّ إليَّ من ولدي لأكونُ في البيتِ فأذكرُكَ فما أصبِرُ حتى آتيَكَ فأنظرَ إليكَ وإذا ذكرْتُ مَوتي ومَوتَكَ عرفْتُ أنَّك إذا دخلْتَ الجنةَ رُفعَتْ مع النبيِّينَ وإنِّي إذا دخلْتُ الجنةَ خشيتُ ألا أراكَ فلم يردَّ عليْهِ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليْهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ حتى نزلَ جبريلُ عليْهِ السلامُ بهذه الآيةِ: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ الآية.
صحيح أسباب النزول 80 وقال مقبل له شواهد تزيده قوة
47 – محبة الصحابة للنبي :
يُعِّبر عنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه بقوله عندما سُئل: كيف كان حبكم لرسول الله؟ قال (كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا ومن الماء البارد على الظمأ)
وهناك جملة من مواقف الصحابة تدل على حبهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم.
48 – محبة الرسول بين الاتباع والابتداع:
علمنا مما سبق أن من أهم علامات حبه إتباعه في أمره ونهيه، وأن من أهم نواقض المحبة الإبتداع بدعوى محبته ، فما الفرق بين الاتباع والإبتداع؟
1 – مفهوم الاتباع:
* اتباع الرسول هو الاقتداء به في أقواله وأفعاله على الوجه الذي جاء به
* أما مظاهر الاتباع فهي نفسها مظاهر وعلامات حبه صلى الله عليه وسلم.
2 – مفهوم الإبتداع: بدعوى محبة الرسول، وسبب الابتداع هو الغلو في رسول الله
فما هو الغلو وما هي الأمثلة عليه؟ وما هي أنواعه؟ وما هي آثار الغلو في الرسول على الاعتقاد والأعمال؟ وما هو حكم الغلو في رسول الله؟ وما هي البدع التي ظهرت بدعوى محبة الرسول؟ وما هي آثار الابتداع بوجه عام على المسلمين؟
عذه الأسئلة من أجاب على هذه عليها عرف مفهوم الإبتداع
49 – قال ابن تيمية (وقوله: إياكم والغلو في الدين، عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال) الإقتضاء (1/ 289)
انظر إلى كلام ابن تيمية في الاقتضاء (1/ 283) وكذك ابن القيم في مدارج السالكين (2/ 496)
* وأما أسباب الغلو فهي:
1 – الجهل بالدين، والقصور في فهم مقاصد الشريعة من التيسير ورفع الحرج عن المكلفين.
2 – اتباع الهوى وتحكيم العقل
3 – الاعتماد على الأحاديث الواهية والموضوعة التي وضعها الزنادقة والجهلة من الفرق الضالة.
* ومن أمثلة الغلو في الاعتقاد:
1 – الغلو في الرسل عند اليهود والنصارى.
2 – الغلو في هذه الأمة: ففي هذه الأمة من غلا في عليّ وذريته وأنهم معصومون، بل منهم من ادعى بأنه إله.
ومن هذه الأمة من غلا في الرسول والأولياء من بعده كالغلاة من الصوفية الذين قالوا بالحقيقة المحمدية وهي أن محمداً خُلق من نورٍ قبل الكون ولأجله خلق الكون، وأنه يعلم الغيب المطلق، … وهكذا.
* وأنهم يرون الرسول يقظةَ ”
2 – التوسل غير المشروع بالنبي وبجاهه: ويُدخلون في هذا التوسل الاستعانة به وطلب الحاجات منه.
—–
—–
49 – تبويبات الأئمة:
-باب وجوب محبة رسول الله أكثر من الأهل والولد، والوالد والناس أجمعين، وإطلاق عدم الإيمان على من لم يحبه هذه المحبة.
قاله النووي في شرحه لمسلم
-باب حلاوة الإيمان وحب الله سبحانه وتعالى ورسوله .
قاله البغوي في شرح السنة
-ذكر ما يدل على أن حب رسول الله من الإيمان.
قاله ابن مندة في الايمان
-الرابع عشر من شعب الإيمان وهو باب في حب النبي .
قاله البيهقي في شعب الايمان
-بيان نفي الإيمان عن الذي يحرم هذه الأخلاق المثبتة في هذا الباب وإيجاب النهي عن المنكر، ونفي الإيمان عمن لا ينكره بقلبه
قاله أبوعوانة في مستخرجه.