14) مختلف الحديث رقم: ((76))
كيف التوفيق بين حديث: أبي بكر بن عبد الله بن قيس، عن أبيه، عن النبي?- قال: «جنتان من فضة آنيتهما، وما فيهما، وجنتان من ذهـب آنيتهما، وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إ? رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن ”
أخرجه البخاري {(7444)} ومسلم {(180)}
وبين حديث أبي هـريرة، قال: قلنا: يا رسول الله، أخبرنا عن الجنة، ما بناؤهـا؟ قال:” لبنة من ذهـب، ولبنة من فضة، م?طها المسك ا?ذفر، حصباؤهـا الياقوت واللؤلؤ، وتربتها الورس والزعفران، من يدخلها يخلد ? يموت، وينعم ? يبأس، ? يبلى شبابهم، و? تخرق ثيابهم ”
-رواه أحمد وغيره وهو في الصحيح المسند {(1358)}
يعني الحديث الأول فيه أن بعض الجنان كلها ذهب وبعض الجنان كلها فضة
أما الحديث الثاني ففيه أن الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة
قال ابن حجر في الفتح:
وظاهر الأول أن الجنتين من ذهب لا فضة فيهما وبالعكس ويعارضه حديث أبي هريرة قلنا يا رسول الله حدثنا عن الجنة ما بناؤها قال لبنة من ذهب ولبنة من فضة الحديث أخرجه احمد والترمذي وصححه بن حبان وله شاهد عن بن عمر أخرجه الطبراني وسنده حسن وآخر عن أبي سعيد أخرجه البزار ولفظه خلق الله الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة الحديث ويجمع بأن الأول صفة ما في كل جنة من آنية وغيرها والثاني صفة حوائط الجنان كلها ويؤيده انه وقع عند البيهقي في البعث في حديث أبي سعيد أن الله أحاط حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة وعلى هذا فقوله آنيتهما وما فيهما بدل من قوله من ذهب ويترجح الاحتمال الثاني. اهـ
قال ابن الملقن في التوضيح لشرح الجامع الصحيح:
وذكر ابن المنذر عن أبي موسى في قوله: “جنتان من ذهب” قال: للسابقين، “وجنتان من فضة” قال: للتائبين. وفي رواية: الذهب للمقربين، والفضة لأصحاب اليمين.
قال ابن كثير في التفسير:
وقال حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه -قال حماد: ولا أعلمه إلا قد رفعه-في قوله تعالى: {ولمن خاف مقام ربه جنتان}، وفي قوله: {ومن دونهما جنتان} قال: جنتان من ذهب للمقربين، وجنتان من ورق لأصحاب اليمين. اهـ