1397 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بإشراف ومراجعة سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3 والمدارسة، والاستفادة، وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
مشاركة مجموعة رامي.
1397 قال الإمام الترمذي رحمه الله: حدثنا عباس الدوري حدثنا عبيد الله بن موسى أخبرنا شيبان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعا وإن ضرسه مثل أحد وإن مجلسه من جهنم كما بين مكة والمدينة.
هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث الأعمش.
قال أبو عبدالرحمن: هذا حديث صحيح.
قال الألباني رحمه الله: وضعف حديث (ضرس الكافر أو ناب الكافر مثل أحد وغلظ جلده مسيرة ثلاث) وقال: شاذ بلفظ: ثلاث …. ثم ذكر علل فمنها: أولا مخالفته لمن هو أوثق منه وهو فضيل بن غزوان عن أبي حازم بلفظ (ما بين منكبي الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع) أخرجه البخاري ومسلم …
ثانيا: قد صح عن أبي هريرة من طرق أن غلظ جلد الكافر أقل من ذلك بكثير، أصحها: ما رواه أبو صالح عنه مرفوعاً بلفظ:
” إن غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعاً، وان ضرسه مثل أحد، وان مجلسه من جهنم كما بين مكة والمدينة”.
أخرجة الترمذي (2580)، وابن حبان (2615)، والحاكم (4/ 545).
وقال الترمذي:
” حسن صحيح “. وقال الحاكم:
“صحيح على شرط الشيخين لما ووافقه الذهبي. وهو كما قالا.
سلسلة الأحاديث الضعيفة و الموضوعة و أثرها 6783
و في السلسلة الصحيحة ورد حديث:
1105 ” ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد و عرض جلده سبعون ذراعا و عضده مثل البيضاء و فخذه مثل ورقان و مقعده من النار ما بيني و بين الربذة “.
قال الألباني في ” السلسلة الصحيحة ” 3/ 94:
أخرجه الحاكم (4/ 595) و أحمد (2/ 328) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره. و قال الحاكم: ” صحيح الإسناد ” و وافقه الذهبي، و هو كما قالا على ضعف في ابن إسحاق. و أخرجه الترمذي (3/ 341) حدثنا علي بن حجر أخبرنا محمد
ابن عمار حدثني جدي محمد بن عمار و صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة مرفوعا به إلا أنه لم يذكر ” العضد ” و قال: ” و فخذه مثل البيضاء و مقعده من النار مسيرة ثلاث مثل الربذة ” و قال: ” حديث حسن غريب “. و هو كما قال، فإن صالحا مولى التوأمة و إن كان ضعيفا فهو مقرون بمحمد بن عمار و هو ابن سعد القرظ، روى
عنه جماعة من الثقات و وثقه ابن حبان و محمد بن عمار الآخر هو ابن حفص ابن عمر ابن سعد القرظ و هو ثقة. و قد خالفه أحمد بن حاتم الطويل فقال: حدثنا محمد بن عمار عن صالح عن أبي هريرة. أخرجه ابن بشران في ” الأمالي ” (19/ 2) عن محمد بن بشر بن مطر حدثنا أحمد بن حاتم الطويل.
قلت: ابن بشر هذا لم أعرفه و ابن حاتم الظاهري أنه السعدي قال الذهبي: ” روى عنه محمود بن حكيم المستملي حديثا منكرا عن ” الإدريسي “. و تابعه أبو صالح عن أبي هريرة بلفظ: ” إن غلظ جلد الكافر اثنان و أربعون ذراعا بذراع الجبار و ضرسه مثل أحد “. أخرجه الترمذي (3/ 342) و الحاكم (4/ 595) و قال:
” صحيح على شرط الشيخين “، و وافقه الذهبي و هو كما قالا، و قال الترمذي:
” حديث حسن غريب صحيح “. و تابعه عطاء عنه بلفظ: ” ضرس الكافر مثل ” أحد ” و فخذه مثل ” البيضاء ” و مقعده من النار ما بين ” قديد ” و ” مكة ” و كثافة جلده اثنان و أربعون ذراعا بذراع الجبار “. رواه أحمد (2/ 334 و 537) و ابن أبي عاصم في ” السنة ” (811) و أبو بكر الأنباري في ” حديثه ” (212/ 1) عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة مرفوعا.
قلت: و هذا إسناد حسن و هو على شرط البخاري إلا أن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار و هو مولى ابن عمر فيه كلام من قبل حفظه، و لهذا قال الحافظ: ” صدوق يخطىء “. و تابعه أبو حازم عنه بلفظ: ” ضرس الكافر أو ناب الكافر مثل أحد و غلظ جلده مسيرة ثلاث “. أخرجه مسلم (8/ 154). و له شاهد يرويه عباد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي عثمان عن ثوبان قال: ” سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضرس الكافر؟ فقال: مثل أحد و غلظ جلده أربعون ذراعا بذراع الجبار “. أخرجه البزار في ” مسنده ” (ص 315) و رجاله ثقات غير عباد و هو ابن منصور، فهو ضعيف لسوء حفظه و تدليسه كما سبق شرحه و بسطه في أول المجلد الثاني، فقول الحافظ عقبة: ” هو إسناد حسن “، فهو غير حسن إلا إن كان عنى أنه حسن لغيره، فمحتمل. انتهى
قلت (سيف):
خرجناه في تحقيقنا كشف الأستار 3496:
ففي علل الدارقطني س 1941 وسُئِل عَن حَدِيثِ أَبِي صالِحٍ، عَن أَبِي هُرَيرة، قال رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم: إِنّ غِلَظ جِلدِ الكافِرِ اثنَتانِ وأَربَعُون ذِراعًا وضِرسَهُ مِثلُ أُحُدٍ.
فَقال: يَروِيهِ الأَعمَشُ، واختُلِف عَنهُ فَرَفَعَهُ شَيبانُ، عَنِ الأَعمَشِ، عَن أَبِي صالِحٍ، عَن أَبِي هُرَيرةَ.
وتابَعَهُ عُبَيد بن يَعِيش، عَنِ ابنِ فُضَيلٍ، عَنِ الأَعمَشِ.
وغَيرُهُ يَروِيهِ، عَنِ ابنِ فُضَيلٍ، عَنِ الأَعمَشِ مَوقُوفًا، وهُو أَشبَهُ.
وذكر باحث أن شيبان وإن كان ثقة فإنه ليس من أصحاب الأعمش الملازمين له.
ثم كما سبق خالفه ابن فضيل فلم يرفعه على الرواية الراجحة عنه.
وعلى فرض ضبط شيبان فإن رواية (بذراع الجبار) إنما وقعت في رواية محمد بن سليمان بن الحارث وهو الباغندي عن عبيدالله بن موسى أخبرنا شيبان به وزاد (بذراع الجبار) يعني جلد الكافر اثنتان وأربعون ذراعا بذراع الجبار
وخالفه عباس الدوري فرواية الباغندي شاذة
وورد من حديث ثوبان وهو في كشف الأستار 3496 وفيه عباد بن منصور ضعيف وكان يدلس.
وورد كذلك من حديث عطاء بن يسار عن أبي هريرة وفيه عبد الرحمن بن بن عبدالله بن دينار صدوق يخطئ
وورد من طريق القتات، عن مجاهد، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” يعظم أهل النار في النار، حتى إن بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة سبع مائة عام، وإن غلظ جلده سبعون ذراعا، وإن ضرسه مثل أحد ” أخرجه أحمد
وقال محققو المسند إسناده ضعيف لضعف أبي يحيى الطويل، وهو عمران بن زيد التغلبي، وأبو يحيى القتات مختلف في الاحتجاج به على ضعف فيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، ومجاهد: هو ابن جبر المكي.
وأخرج نحوه ابن أبي شيبة 13/ 163 عن وكيع، بهذا الإسناد، إلا أن مجاهدا رواه عن ابن عباس، عن ابن عمر، به.
وأخرجه عبد بن حميد (808)، والطبراني في “الكبير” (13482)، والبيهقي في “البعث ” (625) و (627) من طرق، عن أبي يحيى الطويل، به.
وأورده الهيثمي في “المجمع” 10/ 391، وقال: رواه أحمد والطبراني في “الكبير” و”الأوسط “، وفي أسانيدهم أبو يحيى القتات، وهو ضعيف، وفيه خلاف، وبقية رجاله أوثق منه.
قلنا: بل أبو يحيى القتات أوثق من أبي يحيى الطويل.
وفي الباب عن أبي هريرة سيرد 2/ 328 بإسناد حسن، ولفظه: “ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد، وعرض جلده سبعون ذراعا، وفخذه مثل ورقان، ومقعده من النار مثل ما بيني وبين الربذة”. وورقان: على وزن قطران، جبل من جبال تهامة، وهو كأعظم ما يكون من الجبال.
وهو عند مسلم (2852) (44) بلفظ: “ضرس الكافر أو ناب الكافر مثل أحد، وغلظ جلده مسيرة ثلاث “. وفي رواية عند البخاري (6551)، ومسلم (2852) (45)، ولفظه عند مسلم: “ما بين منكبي الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع “.
=وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/ 29، ولفظه: “مقعد الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام، وكل ضرس مثل أحد، وفخذه مثل ورقان، وجلده سوى لحمه وعظامه أربعون ذراعا” وإسناده ضعيف.
وعن زيد بن أرقم موقوفا، سيرد 4/ 367، وهو في حكم المرفوع، ولفظه: “إن الرجل من أهل النار ليعظم للنار حتى يكون الضرس من أضراسه مثل أحد”.
وعن ثوبان عند البزار (3496)، ولفظه: “ضرس الكافر مثل أحد، وغلظ جلده أربعون ذراعا بذراع الجبار”. وفي إسناده عباد بن منصور الناجي، وهو ضعيف.
وعن الحارث بن أقيش عند البيهقي في “البعث ” (628)، سيرد 5/ 312 313، ولفظه عند البيهقي: “إن الرجل ليعظم للنار حتى يكون أحد زواياها”.
وعن ابن عباس موقوفا عند البيهقي في “البعث ” (629)، وهو في حكم المرفوع، ولفظه: إن بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفا، وصححه الحاكم 2/ 436، ووافقه الذهبي.
وعن عبيد بن عمير مرسلا عند نعيم بن حماد في “زوائد الزهد” لابن المبارك (305)، ولفظه: … جلد الكافر يعني غلظ جلده سبعون ذراعا، وضرسه مثل أحد، وفي سائر خلقه.
ثم نقلوا كلام ابن حجر في التوفيق بين الروايات المختلفة وسيأتي
وفي موضع آخر أخرجه أحمد:
10931 حدثنا حسن، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” ضرس الكافر مثل أحد، وفخذه مثل البيضاء، ومقعده من النار، كما بين قديد إلى مكة، وكثافة جلده اثنان وأربعون ذراعا بذراع الجبار)
وقال محققو المسند حديث صحيح بطرقه، وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار فيه كلام من جهة حفظه، وأخرج له البخاري، قال الدارقطني: وهو عند غيره ضعيف، فيعتبر به، وقال ابن عدي: وبعض ما يرويه منكر لا يتابع عليه، وهو في جملة من يكتب حديثه من الضعفاء. وسلف الحديث عن أبي النضر، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار برقم (8410)، وقد قصرنا في تخريجه هناك، ونستدرك ذلك هنا، والله ولي التوفيق.
وأخرجه ابن أبي عاصم في “السنة” (611) من طريق الحسن بن موسى، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، بهذا الإسناد.
وأخرج قصة ضرس الكافر مسلم في “صحيحه” (2851)، والترمذي (2579)، وابن حبان (7487)، وابن عدي في “الكامل” 7/ 2587، والبيهقى في “الشعب” (393)، وفي “البعث” (565) من طريق أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة، مرفوعا: “ضرس الكافر، أو ناب الكافر مثل أحد، وغلظ جلده مسيرة ثلاث”.
وأخرج قصة الضرس والفخذ الترمذي (2578)، وابن عدي 6/ 2234 من طريق محمد بن عمار وصالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة، مرفوعا: “ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد، وفخذه مثل البيضاء، ومقعده من النار مسيرة ثلاث مثل الربذة”. وإسناده حسن.
وأخرج قصة مقعده من النار الترمذي ضمن حديث (2577) من طريق أبي صالح السمان، عن أبي هريرة، مرفوعا: ” … وإن مجلسه من جهنم كما بين مكة والمدينة “. وإسناده صحيح.
وأخرج قصة الضرس وكثافة الجلد ابن أبي عاصم في “السنة” (610)، وابن حبان (7486)، والحاكم 4/ 595، والبيهقى في “الأسماء والصفات” ص342 من طريق أبي صالح السمان، عن أبي هريرة، مرفوعا: “إن غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعا بذراع الجبار، وضرسه مثل أحد”. وإسناده صحيح.
قوله: “مثل البيضاء” فاتنا في الموضع الأول تفسيره، وقد ذكر صاحب “القاموس” أن البيضاء اسم يطلق على عدة مواضع من بلاد العرب، منها موضع بحمى الربذة، والربذة: موضع قرب المدينة.
وفي البداية والنهاية:
قَالَ الْحَسَنُ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ، قَالَ: ” «مَا بَيْنَ مَنْكِبَيِ الْكَافِرِ فِي النَّارِ مَسِيرَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ لِلرَّاكِبِ الْمُسْرِعِ» “.
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَسَدٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ وَغَيْرِهِ، عَنِ ابْنِ فُضَيْلٍ، وَلَمْ يَقُلْ: رَفَعَهُ.
هكذا ذكر ابن كثير (ولم: يقل: رفعه)
لكن في مسلم 2852: … ابن فضيل عن أبيه عن أبي حازم عن أبي هريرة، يرفعه قال (ما بين منكبي الكافر في النار، مسيرة ثلاثة أيام، للراكب المسرع)
فأخطأ ابن كثير، يعني عزاه لمسلم بلفظ ولم يقل (رفعه)
وهو في مسلم بلفظ (يرفعه)
ونقل ابن رجب:
في صفة النار لابن رجب:
الباب العشرون في ذكر عظم خلق أهل النار فيها وقبح صورهم وهيئاتهم
خرج البخاري، من حديث أبي هريرة، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: “ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب السريع”.
في صحيح مسلم:
2851 حدثني سريج بن يونس حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن الحسن بن صالح عن هارون بن سعد عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرس الكافر أو ناب الكافر مثل أحد وغلظ جلده مسيرة ثلاث \ 1 \
2852 حدثنا أبو كريب وأحمد بن عمر الوكيعي قالا حدثنا بن فضيل عن أبيه عن أبي حازم عن أبي هريرة يرفعه قال: ما بين منكبي الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع ولم يذكر الوكيعي في النار.
فذكر لفظ مسلم وفيه (يرفعه)
قال أبوصالح:
في ظني لم يخطئ الحافظ ابن كثير وإنما هو نقل كلام البيهقي ووجدته في البعث والنشور للبيهقي وكأنها وقعت نسخة للبيهقي والله أعلم.
قلت سيف: ذكرر محقق البداية والنهاية طبعة الأوقاف القطرية 17/ 366 إلى عزوه إلى البعث والنشور 619 من طريق الحسن بن سفيان، وعلق محقق البعث والنشور إلى أنه وقع في مسلم (يرفعه).
وراجعت كذا طبعة لمسلم ففيها (يرفعه) فلعله كما قال أبوصالح هكذا وقعت نسخة للبيهقي.
في الزهد لابن المبارك: أنا حَاجِبُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «يُعَظَّمُ الْكَافِرُ فِي النَّارِ مَسِيرَةَ سَبْعِ لَيَالٍ، وَضِرْسُهُ مِثْلُ أُحُدٍ، وَشِفَاهُهُمْ عِنْدَ سُرُرِهِمْ سُودٌ حُبْنٌ زُرْقٌ مَقْبُوحُونَ»
أنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «ضِرْسُ الْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ، يُعَظَّمُونَ لِتَمْتَلِئَ مِنْهُمْ، وَلْيَذُوقُوا الْعَذَابَ»
أَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «ضِرْسُ الْكَافِرِ مِثْلُ أُحُدٍ، وَفَخِذُهُ مِثْلُ الْبَيْضَاءِ، وَجَنْبَاهُ مِثْلُ الْوَرَقَانِ، وَمَجْلِسُهُ مِنَ النَّارِ كَمَا بَيْنِي وَبَيْنَ الرَّبَذَةِ، وَكَثُفُ بَصَرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا، وَبَطْنُهُ مِثْلُ إِضَمٍ»
أَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بُصْرُ جِلْدِ الْكَافِرِ، يَعْنِي غِلَظَ جِلْدِهِ، سَبْعُونَ ذِرَاعًا، وَضِرْسُهُ مِثْلُ أُحُدٍ، وَفِي سَائِرِ خَلْقِهِ»
نقل الأخ عامر:
قال المباركفوري في شرح تحفة الاحوذي قوله (إن غلظ جلد الكافر) أي ذرع ثخانته (اثنتان وأربعون) وفي بعض النسخ اثنان وأربعين قيل الواو بمعنى مع (ذراعا) في القاموس الذراع بالكسر من طرف المرفق إلى طرف الإصبع الوسطى وذرع الثوب كمنع قاسه بها (وإن ضرسه مثل أحد) أي مثل مقدار جبل أحد (وإن مجلسه) أي موضع جلوسه (من جهنم) أي فيها (ما بين مكة والمدينة) أي مقدار ما بينهما من المسافة
قال النووي هذا كله لكونه أبلغ في إيلامه وهو مقدور لله تعالى يجب الإيمان به لإخبار الصادق به.
قلت سيف بن دورة: وقد ذكرنا في:
مشكل الحديث: الصحيح المسند 1397 الصحيح المسند:
1397 عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون على ذراعا، وإن ضرسه مثل أحد، وإن مجلسه من جهنم ما بين مكة والمدينة.
وورد بلفظ (بذراع الجبار) فعل تحمل على الحقيقة؟
قلت سيف بن دورة:
خرجناه في تحقيقنا اكشف الأستار 3496:
في علل الدارقطني س 1941 وسُئِل عَن حَدِيثِ أَبِي صالِحٍ، عَن أَبِي هُرَيرة، قال رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم: إِنّ غِلَظ جِلدِ الكافِرِ اثنَتانِ وأَربَعُون ذِراعًا وضِرسَهُ مِثلُ أُحُدٍ.
فَقال: يَروِيهِ الأَعمَشُ، واختُلِف عَنهُ فَرَفَعَهُ شَيبانُ، عَنِ الأَعمَشِ، عَن أَبِي صالِحٍ، عَن أَبِي هُرَيرةَ.
وتابَعَهُ عُبَيد بن يَعِيش، عَنِ ابنِ فُضَيلٍ، عَنِ الأَعمَشِ.
وغَيرُهُ يَروِيهِ، عَنِ ابنِ فُضَيلٍ، عَنِ الأَعمَشِ مَوقُوفًا، وهُو أَشبَهُ.
وذكر باحث أن شيبان وإن كان ثقة فإنه ليس من أصحاب الأعمش الملازمين له.
ثم كما سبق خالفه ابن فضيل فلم يرفعه على الرواية الراجحة عنه.
وعلى فرض ضبط شيبان فإن رواية (بذراع الجبار) إنما وقعت في رواية محمد بن سليمان بن الحارث وهو الباغندي عن عبيدالله بن موسى أخبرنا شيبان به وزاد (بذراع الجبار) يعني جلد الكافر اثنتان وأربعون ذراعا بذراع الجبار
وخالفه عباس الدوري فرواية الباغندي شاذة
وورد من حديث ثوبان وهو في كشف الأستار 3496 وفيه عباد بن منصور ضعيف وكان يدلس.
وورد كذلك من حديث عطاء بن يسار عن أبي هريرة وفيه عبد الرحمن بن بن عبدالله بن دينار صدوق يخطئ
أورد ابن منده في الرد على الجهميه: ذكر باب اثبات الاصابع وساق حديث التجلي وذكر باب فيه معنى ما تقدم وذكر حديث خلق الملائكة من نور وأثر عن عبد الله بن عمرو وفيه خلق الملائكة من نور الذراعين و الصدر ثم حديث جلد الكافر اثنان واربعون ذراع بذراع الجبار
37 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثنا أَبِي، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، ثنا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِيهَا أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رِيحَ الْجَنَّةِ لَيُضْرَبُ عَلَى أَرْبَعِينَ خَرِيفًا وَالْخَرِيفُ بَاعُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
وكذلك الحديث ذكره عبدالله بن الإمام أحمد في كتاب السنة في فصل الرد على الجهمية بلفظ (بذراع الجبار) وكذلك السنة لابن أبي عاصم، فكل من أورده في أبواب الصفات أراد إثبات الذراع بدون تحديد ولا تشبيه، كما ذكروا حديث (وضع كفه على صدري حتى وجدت برد أنامله) من غير تكييف ولا تحديد، كلامي
ونقل محققو المسند:
قوله: “بذراع الجبار”، نقل البيهقى عن بعض أهل العلم في كتابه “الأسماء والصفات” ص342: أن الجبار هاهنا لم يعن به القديم (يعني الله عز وجل) وإنما عني به رجل جبار كان يوصف بطول الذراع وعظم الجسم، ألا ترى إلى قوله: (كل جبار عنيد)، وقوله: (وما أنت عليهم بجبار)، فقوله: بذراع الجبار، أي: بذراع ذلك الجبار الموصوف بطول الذراع وعظم الجسم، ويحتمل أن يكون ذلك
ذراعا طويلا يذرع به، يعرف بذراع الجبار، على معنى التعظيم والتهويل، لا أن له ذراعا كذراع الأيدي المخلوقة.
وقال ابن حبان عقب الحديث (7486): الجبار ملك باليمن يقال له: الجبار.
وقال الحاكم 4/ 595 عن أبي بكر بن إسحاق: قوله: “بذراع الجبار”، أي: جبار من جبابرة الآدميين ممن كان في القرون الأولى، ممن كان أعظم خلقا، وأطول أعضاء، وذراعا من الناس.
ونقل صاحبنا حسين البلوشي: قال الشيخ حمود التويجري بعد ذكر عدة اقوال:
وهذه الأقوال لا دليل على شيء منها، والأولى إمرار الحديث كما جاء، وترك التكلف في بيان معنى ذراع الجبار، والله أعلم بمراد رسوله صلى الله عليه وسلم.
اتحاف الجماعة
وقال ابن الأثير في “النهاية”: “ومنه الحديث الآخر: “كثافة جلد الكافر أربعون ذراعا بذراع الجبار”: أراد به هاهنا الطويل، وقيل: الملك؛ كما يقال: بذراع الملك. قال القتيبي: وأحسبه ملكا من ملوك الأعاجم كان تام الذارع”
قال الامام ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث وهو معروف باثباته للصفات:
قال أبو محمد:
ونحن نقول: إن لهذا الحديث مخرجا حسنا، إن كان النبي صلى الله عليه وسلم أراده وهو أن يكون الجبار ههناالملك، قال الله تبارك وتعالى: {وما أنت عليهم بجبار}
2 أي: بملك مسلط، والجبابرة: الملوك.
وهذا كما يقول الناس: هو كذا وكذا ذراعا بذراع الملك.
يريدون: بالذراع الأكبر. وأحسبه ملكا من ملوك العجم، كان تام الذراع، فنسب إليه
والتويجري رحمه الله توقف في المعنى لكن اذا لم يسبقه الائمة فالقول قول ابن قتيبة والذهبي
وقال المناوي في فيض القدير (4/ 255): ((أراد به هنا مزيد الطول أو أنَّ الجبَّار اسم ملِك من اليمن أو العجم كان طويل الذراع، وقال الذهبي: ليس ذا من الصفات في شيء، وهو مثل قولك ذراع الخياط وذراع النجار)).
وفي قصَّة مرور إبراهيم عليه الصلاة والسلام وزوجه سارة بجبَّار من الجبابرة في صحيح مسلم (2371) قول إبراهيم لسارة: ((إنَّ هذا الجبَّار إن يعلم أنَّك امرأتي يغلبُني عليك، فإن سألَك فأخبريه أنَّك أختي، فإنَّك أختي في الإسلام، فإنِّي لا أعلم في الأرض مسلماً غيري وغيرك))، وفيه: ((فلمَّا دخل أرضَه رآها بعضُ أهل الجبَّار)) الحديث.
وبناء على ما تقدَّم من الكلام على هذا الحديث إسناداً ومتناً يتبيَّن أنَّ الخزعبلات في دماغ المالكي، وليست فيما صحَّ عن رسول الله .
الانتصار لأهل السنة والحديث في رد أباطيل حسن المالكي
ونقل ابن الجوزي
قال القاضي أبو يعلى المجسم نحمله على ظاهره والجبار هو الله تعالى
قلت واعجبا أذهبت العقول إلى هذا الحد أيجوز أن يقال إن ذراع الله سبحانه إثنان وأربعون مرة تبلغ جلد الكافر ويضاف الذراع إلى ذات القديم سبحانه ثم قال ليس بجارحة فإذا لم يكن جارحة كيف ينشئ اثنين وأربعين مرة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه
التنزيه انتهى ابن الجوزي
وقال أبو عمر الزاهد الجبار هاهنا الطويل يقال نخلة جبارة
قال ابن قتيبة الجبار ههنا الملك والجبابرة الملوك
ويوجد كلام اخر في القاضي ذكره ابن تيمية احيانا يوافق الاشاعرة احيانا يفوض والخ فالعمدة على كلام ابن قتيبة ومن سبق
اما ابن الجوزي فيشنع على من يثبت الصفات كعادته
وراجع كلام الشيخ صالح ال الشيخ في شرح الحموية
نقل صاحبنا سعيد الجابري:
قال الإمام الصنعاني في التنوير: (بذراع الجبار) بالجيم مشدد الموحدة قال ابن حبان: هو ملك باليمن
وقال القتيبي: أحسبه ملكا من ملوك الأعاجم كان تام الذراع,
وقال البيهقي: أراد بلفظ الجبار التهويل ويحتمل أن يراد جبار من الجبابرة, قال الذهبي: هذا ليس من الصفات في شيء وهو مثل قولك: ذراع الخياط
ونقل صاحبنا احمد بن علي:
بعدما ذكر الشيخ العباد طرق الحديث وبين صحته قال:
وكما أنَّ الحديث ثابتٌ من حيث الإسناد، فقد بيَّن أهلُ العلم معناه، ومن ذلك كلام أبي بكر شيخ الحاكم المتقدِّم، وقد نقل البيهقي بعد إخراجه الحديث في الأسماء والصفات (ص:431) عن بعض أهل النظر أنَّه قال:
((إنَّ الجبار ههنا لم يُعن به القديم، وإنّما عُني به رجلاً جبَّاراً كان يوصَف بطول الذراع وعظم الجسم، ألا ترى إلى قوله: {كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ}، وقوله: {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ}، وقوله (بذارع الجبار) أي: بذراع ذلك الجبار الموصوف بطول الذِّراع وعظم الجسد، ويحتمل أن يكون ذلك ذراعاً طويلاً يذرع به يُعرف بذراع الجبَّار، على معنى التعظيم والتهويل، لا أنَّ له ذراعاً كذراع الأيدي المخلوقة)).
وهذا باحث قال في إجابة سؤال وجه إليه أنه وقع في رواية بلفظ بيد الجبار عز وجل يعني بلفظ التفخيم وهي (عز وجل)
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد: فحديث وصف كثافة وغلظ جلد الكافر في نار جهنم وأنه اثنان وأربعون ذراعاً بذراع الجبار حديث صحيح، صحّحه جمعٌ من أهل العلم. كابن حبان (رقم 7486)، والحاكم (4/ 595).
وفي عامّة مصادر السنة لم يرد عقب لفظة الجبار عبارات التفخيم والتعظيم والتنزيه التي لا تليق بغير الله عز وجل، مثل “عز وجل”، أو “جَلَّ اسمُه”، ونحوها إلا فيما نقله السائل عن (الكفاية) للخطيب، وفي كتاب (إبطال التأويلات) للقراء.
ولذلك فقد اختلف أهل العلم في فَهْم هذا الحديث فحمله بعضهم على أنه من أحاديث الصفات، ونفى الآخرون ذلك وتأوّلوه تأويلاً يجعله ليس من أحاديث صفات الباري عز و جل.
فإيراد ابن أبي عاصم له ضمن أبواب أحاديث الصفات في كتاب السنة (رقم 623، 624) يدلّ على أنه عنده من أحاديث الصفات.
وكذلك أورده أبو يعلى الفراء في كتابه (إبطال التأويلات ضمن أحاديث الصفات، وتكلم عنه (1/ 203 205).
وتأؤله آخرون بما يجعله ليس من أحاديث الصفات، وعلى هذا عامّةُ من وقفت على كلام له في هذا الحديث، واخصّ بالذكر منهم هنا من عُرفوا باتِّباع منهج السلف في باب الأسماء والصفات الإلهية، كابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (252)، والأزهري في تهذيب اللغة (11/ 61)، والذهبي حيث قال فيما نقله عنه المناوي في فيض القدير (4/ 255)، ” ليس ذا من أحاديث الصفات في شيء”.
والذي جعله من أحاديث الصفات أثبت به صفة الذراع لله عز وجل، لكن دون تشبيه ولا تجسيم، كما أثبت السلف صفة الوجه واليدين. ولم يروا أن في الحديث ما يدعو إلى تحديد الذراع، كما لم يُفض الاستواء على العرش إلى التحديد، وهذا ما صرّح به أبو يعلى الفراء في إبطال التأويلات (1/ 204 205).
ومَنْ فهم معنى هذا الحديث على ما ذكره الفرّاء، لا يكون في إثباته في هذه الصفة محذوراً؛ لأنه لم يؤدِّ به الإثبات إلى التشبه، وهذا هو ما فرّ منه المؤولون، الذين تأولوا الحديث لكي لا يكون من أحاديث الصفات أصلاً.
أما من لم يفهم من الحديث ذلك، فيلزمه إمّا تفويض المعنى (وليس هو من مناهج السلف)، أو أن يتأوّل الحديث.
وقد تأوّله ابن قتيبة بقوله: ” ونحن نقول: إن لهذا الحديث مخرجاً حسناً، إن كان النبي صلى الله عليه وسلمأراده، وهو أن يكون الجبار ههناالملِك، قال الله تبارك وتعالى” وما أنت عليهم بجبار” ق:45 أي بملك مُسلَّط، والجبابرة الملوك، وهذا كما يقول الناس، هو كذا وكذا ذراعاً بذراع الملك، يريدون: بالذراع الأكبر، وأحسبه ملكاً من ملوك العجم، كان تامّ الذراع، فنُسب إليه”.
ووافقه على ذلك الأزهري في (تهذيب اللغة)، كما سبق.
بينما قال باحث آخر:
الحديث معل بذلك اللفظ، و الصواب في روايته من حديث الأعمش: الوقف دون لفظة بذراع الجبار، و رواية ابن دينار فيها ضعف، و كذا حديث ثوبان.
و الرويات كلها تخالفه في تلك الجملة
____
وذكرنا في:
مختلف الحديث: كيف التوفيق بين اختلاف المسافات في جلد الكافر واختلاف مجلسه في النار؟
قلت سيف بن دورة:
قال في الضعيفه … 6783 قال الحافظ في ” الفتح ” (11/ 423):
” وكأن اختلاف هذه المقادير محمول على اختلاف تعذيب الكفار في النار “.
فأقول: هذا الجمع لا بد من المصير إليه بعد التبين من ثبوت كل رواية؛ على طريقة أهل الحديث؛ وإلا؛ فقد ذكر الحافظ في جملة ما ساق من الروايات رواية مسلم هذه الشاذة ساكتا عنها!
والمقصود: أن الطريق الأولى والثانية عن أبي هريرة، تؤكدان خطأ ما نسبه إليه (هارون بن سعد)، وأن الغلظ الذي ذكره لجلد الكافر إنما هو لجسده، ومقعده في جهنم.
رابعا وأخيرا: إن النظر السليم يؤكد خطأ (هارون) في جمعه في حديثه بين وصفين متناقضين؛ ذلك؛ لأن الضرس أغلظ عادة من الجلد، فإذا صح أن الضرس مثل جبل أحد، فكيف يكون الجلد أغلظ منه بنسب لا تحصى؟! إني أكاد أن أجزم أنه أراد: (الجسد) فقال: “الجلد” والله سبحانه وتعالى أعلم.
ومثل هذا الخطأ وأشد منه: ما رواه البيهقي (618) من طريق الفضل بن موسى عن الفضيل بن غزوان عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ:
” ما بين منكبي الكافر مسيرة خمس مئة عام للراكب المسرع”.
فقوله: ” خمس مئة ” منكر جدا، مع مخالفته للطريقين المشار إليهما عند الشيخين والبيهقي فيما تقدم بلفظ:
” … ثلاثة أيام”.
والله ولي التوفيق، والهادي إلى أقوم طريق.
____
مشكل الحديث: وهذه مشكلة أخرى حيث ورد أن من هذه الأمة من يكون عظيم الجلد والأضراس في النار بل ورد أن أبا الغادية وهو ممن قيل أنه شهد بيعة الرضوان بهذه الصفة في النار؟
ففي مجموع رسائل ابن رجب عند الباب العشرون في ذكر عظم خلق أهل النار فيها وقبح صورهم وهيئاتهم قال:
خرج البخاري، من حديث أبي هريرة، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: “ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب السريع”.
وخرّجه مسلم، ولفظه، عن أبي هريرة يرفعه، قَالَ: “ما بين منكبي الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع”.
وخرج مسلم أيضاً عن أبي هريرة عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: “ضرس الكافر أو ناب الكافرمثل أحد، وغلظ جلده مسيرة ثلاث”.
ثم ذكر كثير من الأحاديث والآثار، ثم ذكر أحاديث أن تعظيم الحلقه تقع لبعض هذه الأمة، لكن لا يصح منها شئ ولم نصححها بمجموعها؛ لأن الروايات المشهورة إنما جاءت أن ذلك صفة للكفار؛ قال:
وقد ورد نحو ذلك في حق عصاة الموحدين أيضاً، فخرج الإمام أحمد وابن ماجه والحاكم، من حديث الحارث بن أقيش، عن النبي صلى الله عليه وسلم ” قَالَ: “إن من أمتي من يعظم للنار، حتى يكون أحد زواياها”.
قال الألباني: منكر (الضعيفة 4823) وفي الضعيفة 2121 قال ضعيف. وصححه في ابن ماجه، وضعفه محققو المسند. وقال البخاري: إسناده ليس بذاك المشهور
وروى الطبراني من حديث أبي غنم الكلاعي، عن أبي غسان الضبي”، قَالَ: قَالَ لي أبو هريرة بظهر الحيرة تعرف عبد الله بن خداشقَالَ: فإني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: “فخذه في جهنم مثل أحد، وضرسه مثل البيضاء، قلت: لم ذلك يا رسول الله؟! قَالَ: كان عاقًّا لوالديه”.قال الهيثمي: وأبو غسان وأبوغنم الراوي عنه لم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات. وكذلك جهلهما الألباني في الضعيفة 5307 وضعف الحديث وذكر علل أخرى.
وروى أغلب بن تميم، وفيه ضعف، عن ثابت، عن أنس مرفوعًا: “يجاء بالأمير الجائر يوم القيامة، فتخاصمه الرعية، فيفلجوا عليه، فيَقُولُونَ له: سد عنا ركنًا من أركان جهنم”.
قال الألباني في الضعيفه 1158 منكر، وقال في ذخيرة الحفاظ أغلب ضعيف.
وروى الخلال في كتاب السنة، من حديث الحكم بن الأعرج، عن أبي هريرة، قَالَ: يعظم الرجل في النار، حتى يكون مسيرة سبع ليال، وضرسه مثل أحد، شفاههم عَلَى صدورهم مقبوحين، يتهافتون في النار.
(لم أجده)
وأرسل لي ابومعاذ قال: هو في كتاب الزهد لابن المبارك:
قال: أنا حَاجِبُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «يُعَظَّمُ الْكَافِرُ فِي النَّارِ مَسِيرَةَ سَبْعِ لَيَالٍ، وَضِرْسُهُ مِثْلُ أُحُدٍ، وَشِفَاهُهُمْ عِنْدَ سُرُرِهِمْ سُودٌ حُبْنٌ زُرْقٌ مَقْبُوحُونَ»
ومن طريقه أخرجه البغوي في شرح السنة:
قال: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي تَوْبَةَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَارِثِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَحْمُودٍ، أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَلالُ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَاجِبِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الأَعْرَجِ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «يُعَظَّمُ الْكَافِرُ فِي النَّارِ مَسِيرَةَ سَبْعِ لَيَالٍ، ضِرْسُهُ مِثْلُ أُحُدٍ، وَشِفَاهُهُمْ عِنْدَ سُرَرِهِمْ، سُودٌ زُرْقٌ حُبْنٌ مَقْبُوحُونَ».
وروى مسكين عن حوشب، عن الحسن، أنّه ذكر أهل النار، فَقَالَ: قد عظموا لجهنم مسيرة ثلاثة أيام ولياليهن للراكب الجواد، وإن ناب أحدهم مثل النخل الطوال، وإن دبره لمثل الشعب، مغلولة أيديهم إِلَى أعناقهم، قد جمع بين نواصيهم وأقدامهم، والملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم يسوقونهم إِلَى جهنم.
فيقول العبد للملك: ارحمني.
فيقول: كيف أرحمك ولم يرحمك أرحم الراحمين؟! انتهى.
وفي الزهد لهناد:
باب خلق أهل النار وألوانهم
2963131 31 أ حدثنا أبو معاوية عن داود بن أبي هند عن عبدالله بن قيس الأسدي عن الحارث بن أقيش قال سمعت رسول الله يقول إن رجلا من أمتي ليعظم النار حتى يكون إحدى زواياها (سبق بيان ضعفه)
297 حدثنا ابن المبارك عن أبي معشر قال حدثني سعيد المقبري قال جاء رجل إلى أبي هريرة فقال أرأيت قول الله تبارك وتعالى ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة آل عمران 161 هذا يغل ألف درهم ألفي درهم يأتي بها يوم القيامة أرأيت من يغل مائة بعير مائتي بعير يأت بها يوم القيامة كيف يصنع قال أرأيتك من كان ضرسه مثل أحد وفخذه مثل ورقان وساقه مثل بيضاء ومجلسه مثل ما بين المدينة إلى الربذة فلا يحمل هذا
فيه ابومعشر نجيح قال ابن حجر: ضعيف أسن واختلط
298 حدثنا يعلي عن أبي حيان عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال إن الرجل من أهل النار ليعظم للنار حتى يكون الضرس من أضراسه كأحد
وفي تخريج الاحياء: وقال لنفر من أصحابه مجتمعين أحدكم في النار ضرسه مثل أحد فماتوا كلهم على استقامة وارتد منهم واحد فقتل مرتدا حديث قال لنفر من أصحابه أحدكم ضرسه في النار مثل أحد الحديث ذكره الدارقطني في المؤتلف والمختلف من حديث أبي هريرة بغير إسناد في ترجمة الرجال بن عنفرة وهو الذي ارتد وهو بالجيم وذكره عبد الغني بالمهملة وسبقه إلى ذلك الواقدي والمدائني والأول أصح وأكثر كما ذكره الدارقطني وابن ماكولا ووصله الطبراني من حديث رافع بن خديج بلفظ أحد هؤلاء النفر في النار وفيه الواقدي عن عبد الله ابن نوح متروك وقال لآخرين منهم آخركم موتا في النار فسقط آخرهم موتا في النار
وراجع كتاب الاحايث التي استنكرها العراقي
فوقع في المؤتلف والمختلف:
وروي عن أبي هُرَيْرة قال: جلست مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في رهط ومعنا الرَّجَّال بن عُنْفُوَة فقال: إن فيكم لرجلا ضرسه مثل أحد في النار , فهلك القوم , وبقيت أنا والرَّجَّال , فكنت متخوفا لها حتى خرج الرجال مع مسيلمة وشهد له بالنبوة وقتل الرجال يوم اليمامة بين يدي مسيلمة قتله زيد بن الخطاب.
ذكره بالاستيعاب من طريق سيف بن عمر عن مخلد بن قيس العجلي عن أحمد بن فرات بن حيان فذكره، وسيف بن عمر قال يحيى: فلس خير منه، وذكره ابن كثير من حديث رافع لكنه من طريق الواقدي. وراجع تخريج المطالب 1844
وفي الوافي في الوفيات وهو يعدد ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من الغيب:
وَقَالَ لآخرين مِنْهُم آخركم موتا فِي النَّار فَسقط آخِرهم موتا فِي نَار وَهُوَ سَمُرَة بن جُنْدُب
(سيأتي في آخر المبحث بيان ضعفه، أو توجيهه وأن سمرة إنما ذكر أنه احترق بنار قدر)
وفي الاصابه في ترجمة ابي الغادية
وذكر استأذان أبوالغادية على الحجاج فأذن له: وقال: أنت قتلت ابن سميّة؟ قال: نعم. قال: كيف صنعت؟ قال: فعلت كذا وكذا حتى قتلته، فقال الحجاج: يا أهل الشام، من سره أن ينظر إلى رجل طويل الباع يوم القيامة فلينظر إلى هذا، ثم سارّه أبو الغادية، فسأله شيئا، فأبى عليه، فقال أبو الغادية: نوطئ لهم الدنيا ثم نسألهم منها فلا يعطوننا، ويزعم أني طويل الباع يوم القيامة، أجل، واللَّه إن من ضرسه مثل أحد، وفخذه مثل ورقان، ومجلسه ما بين المدينة والرّبذة لعظيم الباع يوم القيامة.
قلت: وهذا منقطع، وأبو معشر فيه تشيع مع ضعفه، وفي هذه الزيادة تشنيع صعب، والظنّ بالصحابة في تلك الحروب أنهم كانوا فيها متأوّلين، وللمجتهد المخطئ أجر، وإذا ثبت هذا في حق آحاد الناس، فثبوته للصحابة بالطريق الأولى. انتهى كلام ابن حجر
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
والذي قتل عمار بن ياسر هو أبو الغادية وقد قيل أنه من أهل بيعة الرضوان ذكر ذلك ابن حزم فنحن نشهد لعمار بالجنة ولقاتله إن كان من أهل بيعة الرضوان بالجنة.
منهاج السنة النبوية ج: 6 ص: 205
إشكال:
ونقل صاحبنا عامر:
سؤال:
إذا كان نفس الجسد هو الذي يبعث ويعذب فما معنى أن ضرس الكافر مثل أحد؟
الجواب
ليس هناك تنافٍ؛ لأن الجسم يكبر، فيكون جسم الكافر في النار صخماً، كما أن الذين يدخلون الجنة يدخلونها على طول أبيهم آدم ستين ذراعاً كما جاء بذلك الحديث، فلا يدخلون وهم على حجمهم في الدنيا.
شرح الأربعين النووية للعباد
حديث: آخرهم موتا في النار وكان سمرة آخرهم موتا:
قال باحث:
هذا الحديث روي عن أبي هريرة 1 رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ من طرق بألفاظ مختلفة:
الطريق الأول:
من طريق شريك عن عبيد الله بن سعد عن رجل يدعى حجر عن أبي هريرة 1 رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ به
وقد أخرجه من هذا الطريق البخاري في التاريخ الصغير (1/ 106) من طريق إسماعيل بن موسى عن شريك به.
وعبيد الله بن سعد وحجر مجهولان.
الطريق الثاني:
من طريق علي بن زيد بن جدعان عن أوس بن خالد عن أبي محذورة عن ابي هريرة 1 رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ به.
وقد أخرجه من هذا الطريق الطبراني في الكبير (7/ 177) والأوسط (6/ 208) والبخاري في التاريخ الكبير (2/ 18) (4/ 177) مختصراً.
وعلي بن زيد ضعيف وأوس بن خالد مجهول.
قال البخاري لا يروي عنه إلا علي بن زيد وعلي فيه بعض النظر.
وقال ابن القطان: أوس مجهول الحال له ثلاثة أحاديث عن أبي هريرة منكرة.
وقال الحافظ في التقريب مجهول.
وقال في لسان الميزان لا يعرف.
وذكره ابن حبان في الثقات كعادته.
الطريق الثالث:
من طريق إسماعيل بن حكيم عن يونس بن عبيد عن الحسن عن انس بن حكيم عن أبي هريرة 1 رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ به.
وأنس بن حكيم ذكره ابن المديني في المجهولين من مشايخ الحسن.
وقال ابن القطان: مجهول.
وقال الحافظ: مستور.
وذكره ابن حبان في الثقات كعادته.
وإسماعيل بن حكيم الخزاعي ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 165) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
الطريق الرابع:
من طريق شعبة عن أبي مسلمة عن أبي نضرة العبدي عن أبي هريرة 1 رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ به.
ومن هذا الطريق أخرجه البيهقي في الدلائل وذكر انه لم يثبت لأبي نضرة سماع من أبي هريرة ووافقه على ذلك الذهبي في السير.
فالحديث بهذا الطريق منقطع، وما ذكره العلائي اعتمد فيه على قول ابن أبي حاتم وغيره: روى عن أبي هريرة 1 رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ ، والبخاري ذكره في التاريخ (7/ 355) وبين سماعه من أبي سعيد الخدري وابن عباس رضي الله عنهم ولم يذكر شيئاً عن سماعه من أبي هريرة 1 رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ
، والبيهقي كما سبق ذكر انه لم يثبت له سماع.
والأظهر ان الحديث لايثبت بهذه الطرق وهو ما ذهب إليه البيهقي رحمه الله فهي ما بين رواية مجاهيل أو ضعفاء أو أسانيد منقطعة.
ولو صح الحديث فهو محمول على نار الدنيا وذلك أنه روي أن سمرة 1 رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ سقط في قدر مملوءة ماء حارا كان يتعالج بالقعود عليها من كزاز شديد أصابه فسقط في القدر الحارة فمات ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 197) ونقله المزي في تهذيب الكمال والحافظ ابن حجر في التهذيب والإصابة عن ابن عبد البر وسكتا عنه وأقر ذلك الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 514)
وقال البخاري: وقع في النار فمات. التاريخ الصغير (1/ 107) انتهى
وراجع علل ابن أبي حاتم 1037