1389 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بإشراف ومراجعة سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3 والمدارسة، والاستفادة، وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
مجموعة عبدالله الديني.
1389 قال البزار رحمه الله في ” كشف الأستار ” (ج4 ص39): حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث حدثني أبي ثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي صالح، عن أبي هـريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول: يا رب، أنى لي هـذه؟ فيقول: باستغفار ولدك لك ”
قال البزار: لا تعلمه رواه بهذا الإسناد الا حماد.
قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث حسن.
وعاصم هو ابن أبي النجود.
قال الامام أحمد رحمه الله (ج2 ص509): حدثنا يزيد، أخبرنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي صالح، عن أبي هـريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول: يا رب، أنى لي هـذه؟ فيقول: باستغفار ولدك لك ”
هذا حديث حسن
حسنه محققو المسند 16/ 357
وصححه الألباني في صحيح الجامع 1617
وذكر الحديث العقيلي في ترجمة عبد الله بن عطية بن سعد العوفي من حديث أبي سعيد الخدري وقال: وفي هـذا رواية من غير هـذا الوجه فيها لين أيضا.
قال المناوي رحمه الله في ” فيض القدير “:
(إن الرجل) يعني النسان المؤمن ولو أنثى (لترفع درجته في الجنة فيقول أنى هـذا) أي من أين لي هـذا ولم أعمل عمل يقتضيه وفي نسخة أنى لي ولفظ لي ليس في خط المصنف (فيقال) أي تقول له الملئكة أو العلماء هـذا (باستغفار ولدك لك) من بعدك دل به على أن الستغفار يحط الذنوب ويرفع الدرجات وعلى أنه يرفع درجة أصل المستغفر إلى ما لم يبلغها بعمله فما بالك بالعامل المستغفر ولو لم يكن في النكاح فضل إل هـذا لكفى وكان الظاهـر أن يقال لستغفار ليطابق اللم في لي لكن سد عنه أن التقدير كيف حصل لي هـذا فقيل حصل لك باستغفار ولدك وقيل إن البن إذا كان أرفع درجة من أبيه في الجنة سأل أن يرفع أبوه إليه فيرفع وكذلك الب إذا كان أرفع وذلك قوله سبحانه وتعالى {ل تدرون أيهم أقرب نفعا}.
O فوائد الحديث:
1 فيه أهمية الاستغفار وسبق في الصحيح المسند برقم 911 بحث فيه.
2 فيه ضرورة تنشأت الأبناء النشأة الصالحة، وهي سبب لإجابة دعوتهم وكما جاء في الحديث عند مسلم (1631) عن أبي هـريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ” إذا مات النسان انقطع عنه عمله إل من ثلثة: إل من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ”
2 فيه مظهر من مظاهر بر الوالدين وهو الدعاء لهم
3 الولد يشمل الذكر والأنثى، فلا يغتم لمن رزقه الله بالأناث لان العبرة بصلاحهن مع ما ورد من الأحاديث في من عال الجواري بأحسن تربيتهن.
4 فيه فضل النكاح، فلولا النكاح ما رزق بولد.
5 فيه سعة فضل الله وإحسانه.
6 فيه أن الجنة درجات.
7 فيه فضل العبد الصالح لقوله: للعبد الصالح.
8 فيه شفاعة الأولاد لآبائهم.
9 فيه أن العبد لا يحتقر أي عمل صالح يعمله لانها قد تكون سبب لرفعة درجته عند الله عز وجل، كذلك لا يحتقر أي عمل سيء يعمله قد تكون سببا لسخط الله عز وجل.
لمن مظاهر بر الوالدين:
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
إن بر الوالدين يكون ببذل المعروف والإحسان إليهما بالقول والفعل والمال أما الإحسان بالقول فأن تخاطبهما باللين واللطف مستصحباً بذلك أكمل الألفاظ وأطيبها مما يدل على اللين والتكريم وأما الإحسان بالفعل فأن تقوم بخدمتهما ببدنك ما استطعت لا سيما إذا دعت الحاجة إلى ذلك كقضاء الحوائج والمساعدة على شؤونهما وغير ذلك مما يحتاجان إليه وأما الإحسان بالمال فأن تبذل لهما من مالك كل ما يحتاجان إليه بنفس طيبة وصدر منشرح غير متبع ذلك بمنة ولا أذى وإن بر الوالدين كما يكون في الحياة فإنه يكون أيضاً بعد الممات فقد أتى رجل من بني سلمة إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال (يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما بعد موتهما قال نعم الصلاة عليهما) يعني الدعاء لهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما أي وصيتهما من بعدهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام صديقهما) رواه أبو داوود أيها الأخوة وقفة عند هذا الحديث هل قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأن تصلي لهما هل قال أن تتصدق عنهما هل قال أن تعتمر لهما هل قال أن تحج لهما لا إذا فالدعاء والأمور التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من الصلاة لهما وأفضل من الصدقة عنهما وأفضل من الاعتمار عنهما وأفضل من الحج عنهما وقد شغف كثير من الناس اليوم بفعل الطاعات عن الأموات دون الدعاء لهما وهذا خلاف ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: (إذا مات الإنسان إنقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) ولم يقل أو ولد صالح يعمل له
مع أن سياق الحديث في العمل فدل هذا على ان الدعاء أفضل من التثاوب بالاعمال الصالحة للوالدين أوغيرهما من الأقارب وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما أنه كان يسير في طريق مكة راكباً على حمار يتروح عليه إذ مل الركوب على الراحلة فمر به إعرابي فقال له ألست فلان ابن فلان قال بلى فأعطاه الحمار وقال أركب هذا وأعطاه عمامة كانت عليه وقال أشدد بها رأسك فقالوا لابن عمر رضي الله عنهما غفر الله لك أعطيته حماراً كنت تروح عليه وعمامة تشد بها رأسك فقال ابن عمر رضي الله عنهما إن أبا هذا كان صديق لعمر وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول (إن من أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه).
[من خطب الشيخ ابن عثيمين]