1387. 1388 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي وناصر الريسي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——–”——-“——–‘
——–‘——–‘——–‘
——–‘——–‘——–‘
——–‘——–‘——–‘
قال البخاري رحمه الله تعالى:
بَابُ مَوْتِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ
1387 – حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: فِي كَمْ كَفَّنْتُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: «فِي ثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ، لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلاَ عِمَامَةٌ» وَقَالَ لَهَا: فِي أَيِّ يَوْمٍ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: «يَوْمَ الِاثْنَيْنِ» قَالَ: فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قَالَتْ: «يَوْمُ الِاثْنَيْنِ» قَالَ: أَرْجُو فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّيْلِ، فَنَظَرَ إِلَى ثَوْبٍ عَلَيْهِ، كَانَ يُمَرَّضُ فِيهِ بِهِ رَدْعٌ مِنْ زَعْفَرَانٍ، فَقَالَ: اغْسِلُوا ثَوْبِي هَذَا وَزِيدُوا عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ، فَكَفِّنُونِي فِيهَا، قُلْتُ: إِنَّ هَذَا خَلَقٌ، قَالَ: إِنَّ الحَيَّ أَحَقُّ بِالْجَدِيدِ مِنَ المَيِّتِ، إِنَّمَا هُوَ لِلْمُهْلَةِ فَلَمْ يُتَوَفَّ حَتَّى أَمْسَى مِنْ لَيْلَةِ الثُّلاَثَاءِ، وَدُفِنَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ
———-‘——–”———””
فوائد الباب:
1 – قوله (بَابُ مَوْتِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ) أي الاستبشار بذلك، وحبه لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم، وتفاؤلا باتباعه في الحياة والممات ولقائه على ذلك.
2 – وقد ورد في علامات حسن الخاتمة الموت يوم الجمعة أيضا فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما مرفوعا ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله تعالى فتنة القبر” أخرجه الإمام أحمد والترمذي وحسنه الألباني أي بالشواهد.
3 – عن أنس بن مالك رضي الله عنه أَنَّ المُسْلِمِينَ بَيْنَا هُمْ فِي الفَجْرِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُصَلِّي بِهِمْ، «فَفَجِئَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ صُفُوفٌ فَتَبَسَّمَ يَضْحَكُ» فَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى عَقِبَيْهِ، وَظَنَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الصَّلاَةِ، وَهَمَّ المُسْلِمُونَ أَنْ يَفْتَتِنُوا فِي صَلاَتِهِمْ، فَرَحًا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَأَوْهُ، فَأَشَارَ بِيَدِهِ: «أَنْ أَتِمُّوا، ثُمَّ دَخَلَ الحُجْرَةَ، وَأَرْخَى السِّتْرَ»، وَتُوُفِّيَ ذَلِكَ اليَوْمَ” متفق عليه
4 – حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أخرجه البخاري.
5 – تقدم شرح بعض الحديث في باب الثياب البيض للكفن وفي باب الكفن بغير قميص، والكفن بلا عمامة وأشرنا هناك أن حديث عائشة في وصف كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه الستة.
6 – قولها (دخلت على أبي بكر رضي الله عنه) وعند ابن سعد في رواية ” لما ثقل أبو بكر” وعند ابن أبي شيبة من طريق محمد بن فضيل ” لما حضر أبو بكر ” وعند إسحق بن راهويه في مسنده من طريق مجاهد بن وردان هن عروة ” كنت عند أبي بكر حين حضرته الوفاة” ونحوه الحاكم في المستدرك من طريق عبد الرحيم بن سليمان، وعند أبي يعلى من طريق وهيب ” دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَرَأَيْتُ بِهِ الْمَوْتَ”
7 – زاد أبو يعلى من هذه الطريق ” فَقُلْتُ: هَيْجٌ هَيْجٌ … مَنْ لَا يَزَالُ دَمْعُهُ مُقَنَّعًا … فَإِنَّهُ فِي مَرَّةٍ مَدْفُوقُ، … فَقَالَ لَهَا: لَا تَقُولِي ذَلِكَ، وَلَكِنْ قُولِي:
{وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19]، وأخرجه بنحوه من طريق آخر إسحق بن راهويه في مسنده وابن حبان في صحيحه.
قلت سيف: إسناد أبي يعلى صحيح وصححه الهيثمي ومحقق مسند أبي يعلى.
8 – فيه سعة علم أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهو في هذه الحال يصبر ابنته، ويستشهد بالقرآن.
9 – فيه حرص الصحابة على تتبع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم كمعرفة يوم الوفاة. ويجدر بالذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا قال ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ – أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ -» رواه مسلم 1162
وظاهر كلام الصديق رضي الله عنه أنه كان يعرف يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ويعلم أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت تعلم.
10 – قول أبي بكر (فِي كَمْ كَفَّنْتُمُ النَّبِيَّ) فيه من الفوائد البليغة الظاهرة والخفية منها أي فكفنوني كذلك، ومنها فلا تحزني ولا تجزعي با ابنتي لموتي فالموت حق وقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خير مني، وفيه التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم، والحرص على السنة في الحياة وبعد الممات. حيث زاد الحاكم من طريق ابن عيينة” فَقُلْتُ: «فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ»، قَالَ: فَفِيهَا كَفِّنُونِي”.
11 – قوله (قَالَتْ: «فِي ثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ) وعند الحاكم في رواية “جُدُدٍ”.زاد الحاكم في المستدرك ” قال فَفِيهَا كَفِّنُونِي”
12 – قوله (فِي أَيِّ يَوْمٍ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: يَوْمَ الِاثْنَيْنِ) زاد الإمام أحمد في مسنده 25005 من طريق حماد بن سلمة (قَالَ: مَا شَاءَ اللَّهُ).
13 – قول أبي بكر رضي الله عنه (أَرْجُو فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّيْلِ) أن يتوفاني ربي مسلما بقضائه راضيا متبعا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
14 – وقوله (وبين الليل) ولم يذكر أوله فاستجاب الله دعاءه، وقالت عائشة رضي الله عنه (فَلَمْ يُتَوَفَّ حَتَّى أَمْسَى مِنْ لَيْلَةِ الثُّلاَثَاءِ، وَدُفِنَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ).
15 – قوله (اغسلوا ثوبي هذا وزيدوا عليه ثوبين) وعند ابن سعد عن أبي معاوية الضرير وفيه (وَضُمُّوا إِلَيْهِ ثَوْبَيْنِ جَدِيدَيْنِ).
16 – وعند ابن سعد من طريق المذكورة (فَقُلْنَا: أَلا نَجْعَلُهَا جُدُدًا كُلَّهَا؟).
17 – قوله (إِنَّ الحَيَّ أَحَقُّ بِالْجَدِيدِ مِنَ المَيِّتِ، إِنَّمَا هُوَ لِلْمُهْلَةِ) زاد ابن أبي شيبة في المصنف من طريق ابن أبي مليكة عن عائشة ” للمهلة والصديد”
18 – فيه سرعة دفن الميت ما لم يكن هناك حاجة، وجواز الدفن ليلا وقد سبق.
19 – زاد الإمام أحمد في مسنده من طريق حماد بن سلمة ” وَمَاتَتْ عَائِشَةُ، فَدَفَنَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ لَيْلًا”
20 – قوله (حدثنا معلى بن أسد) تابعه الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ أخرجه أبو يعلى في مسنده 4451
21 – قوله (حدثنا وهيب) هو ابن خالد، تابعه حماد بن سلمة أخرجه الإمام أحمد 25005 وأبو يعلى في مسنده 4452، تابعه أبو معاوية الضرير أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى، تابعه محمد بن فضيل أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، تابعه عبد الرحيم بن سليمان أخرجه الحاكم في المستدرك 4470، تابعه سفيان بن عيينة أخرجه الحاكم في المستدرك 4469
22 – قوله (عن هشام) وعند الإمام أحمد في مسنده 25005 من طريق حماد بن سلمة ” أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ “، تابعه مجاهد بن وردان أخرجه ابن حبان في صحيحه 3036
23 – قوله (عن أبيه) وعند ابن سعد في رواية ” عن عروة “، تابعه ابن ” أبي” مليكة كما عند ابن أبي شيبة في المصنف
——
رياح المسك
94 – بَابُ مَوْتِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ
فوائد الباب:
1 – سؤال أبي بكر لعائشة؛ لأنها أعلم الناس بموته؛ لأنه مات في بيتها، وسألها ليستعد كفنه ويجري ذلك على اختياره من الاقتداء بالشارع، قاله ابن الملقن في التوضيح.
2 – وقولها: في يوم الإثنين. كان ذلك لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، حين اشتد الضحى، لإحدى عشرة سنة من الهجرة، وفيه نبئ وولد وقدم المدينة، وكان يصوم الإثنين والخميس؛ لأنهما يوما رفع الأعمال ومحط الأثقال.
3 – قال ابن عبد البر: الأكثرون على أنه مات يوم الثلاثاء. ونقل ابن حجر عن ابن المنير: أن الحكم في تأخر موته عن يوم موت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قام بالأمر بعده.
4 – قوله: (اغسلوه). يحتمل أن يكون لشيء علمه فيه، وإلا فإن الثوب اللبيس لا يقتضي لبسه وجوب غسله. قاله سحنون، وربما كان الجديد أحق بالغسل منه، ويحتمل أن يكون أمر بالغسل للردع الذي فيه لما أخبر أن الشارع كفن في ثلاثة أثواب بيض.
5 – فيه: الاقتصاد في الكفن
6 – فيه: استحباب التكفين في الثياب البيض.
7 – وفيه: استحباب تثليث الكفن.
8 – وفيه: جواز التكفين في الثياب المغسولة.
9 – وفيه: إيثار الحي بالجديد.
قلت سيف: أورد ابن حجر حديث: لا تغالوا في الكفن فإنه يسلب سريعا. وقال: ولا يعارضه حديث جابر في الأمر بتحسين الكفن أخرجه مسلم فيجمع بحمل التحسين على الصفة وحمل المغالاة على الثمن. وقيل التحسين في حق الميت فإذا أوصى بتركه اتبع كما فعل الصديق. ويحتمل انه اختار ذلك الثوب بعينه لمعنى فيه من التبرك به لكونه صار إليه من النبي صلى الله عليه وسلم أو لكونه جاهد فيه أو تعبد فيه. ويؤيده ما رواه ابن سعد من طريق القاسم بن محمد ابن أبي بكر قال أبوبكر: كفنوني في ثوبيّ اللذين كنت اصلى فيهما. انتهى وإسناده صحيح والانقطاع محتمل في آل أبي بكر.
وكذلك حديث كفن أبوبكر في ريطة بيضاء وريطة ممصرة وقال إنما هو لما يخرج من أنفه أخرجه ابن سعد من طريق القاسم بن محمد بن أبي بكر به وهو منقطع أيضا. أورده ابن حجر لضبط معنى للمهلة فمن معانيها الصديد إن ضبطت بكسر الميم.
والممصرة فيها صفرة خفيفة
تنبيه حديث لا تغالوا في الكفن ضعيف. ضعفه الألباني وبعض شيوخنا اليمانيين
10 – وفيه: أخذ المرء العلم عمن دونه.
11 – وفيه: أن وصية الميت معتبرة في كفنه وغير ذلك من أمره إذا وافق صوابا.
—–
رياح المسك
باب موت يوم الأثنين
قال ابن الملقن في التوضيح 10/ 179:
واستفهام الصديق إنما هو ليتثبت، ولم يكن ليخفي عنه يوم وفاته، وقد يحتمل أن لا يعلم ما كفن فيه؛ لأن قومه ولوا أمره، ويحتمل أن يفعله أيضًا ليتثبت، ورجاء أن يتوفي في يوم وفاة الرسول؛ لفضل ذلك اليوم، فقبضه الله تعالى في الليلة التي تليه؛ لأنه تال لرسوله. اهـ
فهذا معنى استجابة الله له
قال ابن بطال في شرح البخاري 3/ 375:
اتفق أهل السُّنَّة أن النبى، (صلى الله عليه وسلم)، ولد يوم الاثنين، وأنزل عليه يوم الاثنين، وبعث يوم الاثنين، ودخل المدينة يوم الاثنين، وتوفى يوم الاثنين، وكان يصوم يوم الاثنين والخميس، وذكر مالك فى الموطأ، عن أبى هريرة، أنه قال: (تعرض أعمال الناس كل جمعة مرتين: يوم الاثنين والخميس، فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبدًا كانت بينه وبين أخيه شحناء)، فهذه فضيلة يوم الاثنين والخميس. وقد روى عن النبى، (صلى الله عليه وسلم)، فيمن مات يوم الجمعة فضيلة، ذكرها ابن أبى الدنيا، قال: حدثنا أحمد بن الفرج الحمصى، قال: حدثنا بقية بن الوليد، حدثنا معاوية ابن سعيد، عن أبى قبيل، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: سمعت النبى، (صلى الله عليه وسلم)، يقول: (من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وقاه الله فتان القبر). وروى ابن وهب، عن الليث بن سعد، عن أبى عثمان الوليد بن الوليد، أن أبا عبيدة بن عقبة، قال: (من مات يوم الجمعة أمن فتنة القبر)، وقال: إنى ذكرته للقاسم بن محمد، فقال: صدق أبو عبيدة. اهـ
لبعض المتخصصين في علم الحديث بحث في تخريج حديث من مات يوم الجمعة خلاصته: أنه حديث ضعيف، لا يصح من طريق، ولا يتقوى بمجموع طرقه.
——
——
——
بَابُ مَوْتِ الفَجْأَةِ البَغْتَةِ
1388 – حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا، وَأَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، فَهَلْ لَهَا أَجْرٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ»
——–‘——-‘——-‘
فوائد الباب:
1 – قوله (باب موت الفجاءة: البغتة) يشير إلى قوله تعالى (أَفَأَمِنُوا أَنْ تَاتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَاتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (107)) من سورة يوسف أي فجأة، قال ابن ضبّة ولكنّهم بانوا ولم أدر بغتة … وأفظع شاء حين يفجأك البغت قاله أبو عبيدة في مجاز القرآن.
2 – حديث أبي هريرة رضي الله عنه أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
3 – عن عبيد بن خالد السلمي مرفوعا ” موت الفجأة أخذة أسف” رواه الإمام أحمد وأبو داود، وصححه الألباني، وَقَالَ الحافظ ابن حجر: -رفعه مرة ولم يرفعه مرة – «أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ هَكَذَا، وَسَنَدُهُ صَحِيحٌ، وَلَيْسَ فِي الْبَابِ حَدِيثٌ صَحِيحٌ غَيْرَهُ».وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود وحديث عبيد -هذا- الذي أخرج أبو داود- رجال إسناده ثقات، والوقف فيه لا يؤثر، فإن مثله لا يؤخذ بالرأي، فكيف؟ وقد أسنده الراوي مرة. واللَّه أعلم. قلت ولعله لذلك أورده الإمام أحمد في المسند. أي أخذة غضب كما قال تعالى ” فلما آسفونا” أي أغضبونا
4 – عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: مَاتَ مِنَّا رَجُلٌ بَغْتَةً، فَقَالَ رَجُلٌ مِن أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْذَةَ غَضَبٍ , فَذَكَرْتُهُ لإِبْرَاهِيمَ , وَقَلَّ مَا كُنَّا نَذْكُرُ لإِبْرَاهِيمَ حَدِيثًا إِلاَّ وَجَدْنَا عِنْدَهُ فِيهِ، فَقَالَ: كَانُوا يَكْرَهُونَ أَخْذَةً كَأَخْذَةِ الأَسِفِ. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف وإسناده صحيح. ولعل الصحابي المبهم هو عبيد بن خالد.
5 – وعَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود رضي الله عنهَ قَالَ: مَوْتُ الْفَجْأةِ رَافَةٌ بِالْمُؤْمِنِ وَأَسَفٌ عَلَى الْفَاجِرِ. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 12132
6 – ويحتمل أن يكون ذلك والله أعلم “ما في موت الفجأة من خوف حرمان الوصية، وترك الإعداد للمعاد، والاغترار بالآمال الكاذبة، والتسويف بالتوبة.
7 – وكان الإمام البخاري يقول:
اغتنم في الفراغ فضلَ ركوع
فعسى أن يكون موتُك بغتة
كم صحيح رأيتُ من غير سُقْم
ذَهَبَتْ نفسُه الصحيحةُ فلتة.
8 – من مات فجأة لا يمكنه الاستعداد للتوبة والعمل الصالح والوصية وغيرها، ويحرم من ثواب المرض الذى يكفر الذنوب، ومع هذا فهو راحة للمؤمن الصالح من عناء الدنيا لأنه مستعد للموت بالأعمال الصالحة، أما الفاجر فموته فجأة من علامات غضب الله عليه، لأنه لم يتركه حتى يتدارك ما فاته من التفريط ويستعد للموت بالتوبة، ولم يمرض لتكفير ذنوبه.
9 – يجب على المسلم أن يكون دائما على استعداد لهذه الساعة، التي قد تفجئه.
10 – فيه ” مَا يُسْتَحَبُّ لِمَنْ تُوُفِّيَ فُجَاءَةً أَنْ يَتَصَدَّقُوا عَنْهُ، وَقَضَاءِ النُّذُورِ عَنِ المَيِّتِ” قاله البخاري.
11 – “وَالْعُلَمَاءُ كُلُّهُمْ مُجْمِعُونَ عَلَى أَنَّ صَدَقَةَ الْحَيِّ عَنِ الْمَيِّتِ جَائِزَةٌ مُسْتَحَبَّةٌ وَهَذَا الْحَدِيثُ وَمَا كَانَ مِثْلَهُ مُتَلَقًّى عِنْدَهُمْ بِالْقَبُولِ وَالْعَمَلِ.” قاله ابن عبد البر في الاستذكار.
12 – نُقِلَ عَنْ أَحْمَدَ وَبَعْضِ الشَّافِعِيَّةِ كَرَاهَةُ مَوْتِ الْفَجْأَةِ وَنَقَلَ النَّوَوِيُّ عَنْ بَعْضِ الْقُدَمَاءِ أَنَّ جَمَاعَةً مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ مَاتُوا كَذَلِكَ قَالَ النَّوَوِيُّ وَهُوَ مَحْبُوبٌ لِلْمُرَاقِبِينَ قُلْتُ وَبِذَلِكَ يَجْتَمِعُ الْقَوْلَانِ قاله الحافظ ابن حجر في الفتح.
13 – قولها (أَنَّ رَجُلًا قَالَ) قال ابن عبد البر: “أَظُنُّ هَذَا الرَّجُلَ سَعْدَ بْنَ عبادة” كما في الاستذكار.
14 – قوله (إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا) أى: يريد: أنها ماتت فلتة، أي فجأة قاله الخطابي في أعلام الحديث، وهذا موضع الشاهد عند البخاري.
15 – زاد مسلم في رواية ” ولم توص”
16 – قوله (فَهَلْ لَهَا أَجْرٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟) زاد ابن ماجه ” ولي أجر؟ “.
17 – فيه ” ذِكْرِ كِتَابَةِ الْأَجْرِ لِلْمَيِّتِ عَنْ غَيْرِ وَصِيَّةٍ بِالصَّدَقَةِ عَنْهُ مِنْ مَالِهِ” قاله ابن خزيمة في صحيحه.
18 – فيه بر الوالدين بعد موتهما.
19 – قوله (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ) ابن أبي كثير المدني وليس غندر، تابعه مالك كما عند البخاري 2760. تابعه محمد بن بشر وأبو أسامة وعلي بن مسهر و شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ كما عند مسلم 1004
20 – قوله (عَنْ أَبِيهِ) وعند أحمد في مسنده 24251″ أَخْبَرَنِي أَبِي”
21 – قوله (عن عائشة) وعند أحمد ” أخبرتني عائشة”.
——-‘——‘——-
95 – بَابُ مَوْتِ الفَجْأَةِ البَغْتَةِ
فوائد الباب:
– قال ابن المنير: إنما ترجم البخاري على موت الفجأة، وذكر الحديث الذي أثبت الأجر لهذه التي ماتت فجأة؛ ليتبين معاني الأحاديث التي وردت في الاستعاذة من موت الفجاة، وأنها لا يؤيس من صاحبها، ولا يخرج بها عن حكم الإسلام، ورجاء الثواب، وإن كانت مستعاذا منها؛ لما يفوت بها من خير الوصية والاستعداد.
– في الحديث أن الصدقة عن الميت تجوز، وأنه ينتفع بها.
====
====
بَابُ مَوْتِ الفَجْأَةِ البَغْتَةِ
قال ابن القيم في إعلام الموقعين 4/ 287:
وسئل ص – عن موت الفجاءة فقال راحة للمؤمن وأخذة أسف للفاجر ذكره احمد ولهذا لم يكره احمد موت الفجاءة في إحدى الروايتين عنه وقد روى عنه كراهتها وروى في مسنده ان رسول الله ص – مر بجدار أوحائط مائل فأسرع المشي فقيل له في ذلك فقال إني اكره موت الفوات ولا تنافي بين الحديثين فتأمله.
قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم 3/ 1103:
وقد كان بعضُ السَّلف يَستَحِبُّ أنْ يُجْهَدَ عند الموت، كما قال عمر بن
عبد العزيز: ما أحبُّ أنْ تُهَوَّنَ عليَّ سكراتُ الموت، إنَّه لآخر ما يُكفر به عن المؤمن. وقال النَّخعي: كانوا يستحبون أنْ يجهدوا عند الموت.
وكان بعضهم يخشى من تشديد الموت أنْ يُفتن، وإذا أراد الله أنْ يهوِّن على
العبد الموت هوَّنه عليه …
وقال ثابت البناني: إنَّ لله عباداً يُضَنُّ بهم في الدنيا عن القتل والأوجاع، يُطيلُ أعمارهم، ويُحسِنُ أرزاقَهم، ويُميتهم على فُرشهم، ويطبعُهم بطابع الشهداء.
وخرَّجه ابنُ أبي الدُّنيا والطبراني مرفوعاً من وجوه ضعيفة، وفي بعض
ألفاظها: ((إنَّ لله ضنائنَ من خلقه يأبى بهم عن البلاء، يُحييهم في عافية، ويُميتهم في عافية، ويُدخلهم الجنَّة في عافية)).
قال ابن مسعود وغيره: إنَّ موت الفجاءة تخفيفٌ على المؤمن. وكان أبو ثعلبة الخشني يقول: إني لأرجو أنْ لا يخنقني الله كما أراكم تُخنَقون عند الموت، وكان ليلة في داره، فسمعوه ينادي: يا عبدَ الرحمان، وكان
عبدُ الرحمان قد قُتل مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ثم أتى مسجدَ بيته، فصلى فقُبِض وهو ساجد.
وقُبِضَ جماعة من السَّلف في الصلاة وهم سجود. وكان بعضهم يقول لأصحابه: إنِّي لا أموت موتَكم، ولكن أُدعى فأجيب، فكان يوماً قاعداً مع أصحابه، فقال: لبَّيك ثم خَرَّ ميتاً. اه
تنبيه:
ـروى أحمد في المسند من حديث عبد الله بن عمرو ـرضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ من سبع موتات، موت الفجأة وَمِنْ لَدْغِ الْحَيَّةِ، وَمِنَ السَّبُعِ، وَمِنَ الْحَرَقِ، وَمِنَ الْغَرَقِ، وَمِنْ أَنْ يَخِرَّ عَلَى شَيْءٍ، أَوْ يَخِرَّ عَلَيْهِ شَيْءٌ وَمِنَ الْقَتْلِ عِنْدَ فِرَارِ الزَّحْفِ. وفي إسناد هذا الحديث مقال، قال الأرنؤوط: إسناده ضعيف، ابن لهيعة ـ وهو عبد الله ـ سيء الحفظ، ومالك بن عبد الله مجهول.
———
هل يدعى له بالشفاء … أم بحسن الخاتمة وتخفيف الموت وتعجيله لشدة المعاناة
وردت النصوص عامة بالمنع:
قوله تعالى: مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147)
وحديث (سلوا الله العافية … ) الحديث
و قول التابعي أبي سلمة اللهم اشف أبا هريرة فقال أبو هريرة اللهم لا ترجعها يعني نفسه
هو على شرط المتمم على الذيل حيث لا يقال من قبيل الرأي حيث ورد انه ذكر في رواية عن زمان يتمنى فيه الموت
وعند الترمذي
عن عائشة أنها قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالموت، وعنده قدح فيه ماء، وهو يدخل يده في القدح، ثم يمسح وجهه بالماء.
ثم يقول: ” اللهم! أعني على غمرات الموت “، أو ” سكرات الموت “.
قال أبو عيسى: هذا حديث (حسن) غريب.
وضعفه الألباني
– فتاوى:
في جواب لبعض أهل العلم:
الدعاء على الوالد المريض بالموت لا يجوز
[السُّؤَالُ]
ـ[في حالة مرض الوالد أو الوالدة بمرض يسبب لهم تعبا كثيراً، ما الحكم في الدعاء لهم بالموت كي يتخلصوا من هذا التعب؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز أن يتمنى المسلم الموت لنفسه أو لوالده أو لمن يحب لضرر حل به من مرض أو نحو ذلك من مشاق الحياة الدنيا، بل يصبر ويحتسب فإن الله جاعل له من همه فرجا ومن ضيقه مخرجا، مع ما يناله من الأجر العظيم على صبره واحتسابه، ولعل الله أن يمن عليه بالشفاء، قال الله تعالى: إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90}، وقال تعالى: وَلاَ تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {يوسف:87}.
وفي الصحيحين من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي. رواه البخاري ومسلم.
فتمني الموت المطلق اعتراض على القدر ويأس من رحمة الله، فلا يدري لعل في هذا المرض خيراً له لما فيه من الأجر وتكفير السيئات، لكن الدعاء بـ: اللهم أحيني ما كانت الحياة. … الحديث. تفويض وتسليم للقضاء، فللمسلم أن يدعو به في حال الشكوى والضيق، مع أن الصبر والتسليم أولى وأعظم أجراً.
والله أعلم
قال الأثيوبي حفظه الله في الذخيرة (باختصار):
وحاصل المعنى أنه لا يجوز لأحد أن يتمنّى الموت، فإن كان لا محيد عن التمنّي، فلا يتمنّ صريحًا، بل يعدل عنه إلى التفويض إلى اللَّه تعالى الذي هو أعلم بمصالح عباده، وهو بهم رؤوف رحيم، فيسأله معلقًا بوجود الخير فيه.
والحديث متفق عليه. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
“إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب”.
2 – الدُّعَاءُ بِالْمَوْتِ
قال الجامع – عفا اللَّه تعالى عنه -: الدعاء بالموت أخصّ من تمنّي الموت، وكلّ دعاء تمنّ، من غير عكس. أفاده في “الفتح”
وقال أعضاء اللجنة الدائمة بعد أن حرموا على المريض استعجال الموت وذكروا النصوص التي سبق بعضها من أن حياة المؤمن خير له أما محسن فلعله يزداد وأما مسيء فلعله يستعتب. وأيضا فضيلة الصبر على البلاء وفضل العبادات قالوا:
وعلى ذلك؛ يحرم على الإنسان المبتلى بأحد الأمراض أن يسعى في قتل نفسه؛ لأن حياته ليست ملكاً له، وإنما هي ملك لله الذي قدر الأقدار والآجال، ولأن العبد بموته تنقطع أعماله، وحياة المؤمن التي يعيشها يرجى له خير منها، فعليه أن يتوب إلى الله سبحانه مما مضى من ذنوبه، ويتزود من الأعمال الصالحات من صيام وزكاة وحج وذكر ودعاء الله سبحانه وقراءة قرآن، فيرتقي بذلك أعلى الدرجات عند الله، كما أن المريض يكتب له أجر ما كان يعمله في زمن صحته، كما ثبتت بذلك الأحاديث الصحيحة.
أما أولئك الذين يرون أن يلبى طلب المريض في قتل نفسه ويعينونه على ذلك من أطباء وغيرهم ـ فإنهم آثمون ونظرتهم قاصرة، ويدل ذلك على جهلهم، لأنهم ينظرون إلى حياة الإنسان وبقائه من جهة أن يكون ذا قوة حيوانية ذا سلطة وأشر وبطر، ولا ينظرون من حياته أن يكون متصلاً بربه متزوداً بالأعمال الصالحة، قد رق قلبه لله وخضع واستكان وتضرع بين يديه سبحانه وتعالى، فكان أحب وأقرب إلى الله ممن تجبر وطغى واستغل قوته الحيوانية فيما يغضب الله. كما أن الله سبحانه قادر على شفائه وما يكون اليوم مستحيلاً في نظر البشر قد يكون ميسوراً علاجه مستقبلاً بقدرة الله الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم” انتهى.
“فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء” (25/ 85) برئاسة ابن باز.
…..
قال الأثيوبي:
(وَقَالَ) أي خباب – رضي اللَّه عنه -، وفي نسخة: “فقال” (لَوْلَا أَنّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى اللَّه عليه وسلم -، نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالمَوْتِ، دَعَوْتُ بِهِ) أي ليستريح من شدّة المرض الذي من شأن الجِبِلّة البشريّة أن تنفِرَ منه، ولا تصبر عليه.
وفيه أن الدعاء بالموت ممنوع، وهذا لا يعارض ما تقدّم من حديث أنس – رضي اللَّه عنه -، لأن المراد هنا الدعاء بالجزم، وهناك بالتعليق، كما تقدّم إيضاحه قريبًا. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
وأثر عمر بن عبدالعزيز في الزهد للإمام أحمد:
حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا الوليد بن مسلم أبو العباس الدمشقي، بمكة، عن الأوزاعي، عن عمر بن عبد العزيز قال: «ما أحب أن تهون علي سكرات الموت إنه آخر ما يكفر به عن المرء المسلم»
وأظن إذا لم أكن واهما علقه البخاري في صحيحه
—–
في نور على الدرب السؤال:
هل موت الفجأة من علامات القيامة؟ وهل هناك ما يعصم منه؟ وهل الاستعاذة منه كاف؟
الجواب:
جاء في بعض الأحاديث ما يدل على أن موت الفجأة يكثر في آخر الزمان، وهو أخذة غضب للفاجر، وراحة للمؤمن، فقد يصاب المؤمن بموت الفجأة بسكتة أو غيرها ويكون راحة له ونعمة من الله عليه، لكونه قد استعد واستقام وتهيأ للموت، واجتهد في الخير، فيؤخذ فجأة وهو على حالة طيبة، على خير وعمل صالح، فيستريح من كروب الموت، وتعب الموت، ومشاق الموت، وقد يكون بالنسبة إلى الفاجر، قد يقع هذا بالنسبة إلى الفجار وتكون تلك الأخذة أخذة غضب عليهم، فوجئوا على شر حال، نسأل الله العافية. نعوذ بالله. نعم.
ابن باز رحمه
وفي الحديث
5899 – «من اقتراب الساعة أن يرى اله?ل قب? فيقال: لليلتين وأن تتخذ المساجد طرقا وأن يظهر موت الفجأة» …
[طس]
عن أنس.
(حسن) الروض النضير 107، الصحيحة 2292: الضياء.
قلت سيف: سبق تخريجه في تعليقنا على الصحيح المسند 1001
—–
تخريجات لأحاديث في الشرح:
قال ابن رجب في حديث فراره صلى الله عليه وسلم. من سقوط الجدار: رواه أبو داود مرسلا وروي مرفوعا ولا يصح. الفتح 6/ 331 وفي ذخيرة الحفاظ قال: فيه إبراهيم بن الفضل منكر الحديث وضعفه الترمذي والبيهقي و ابن الجوزي والهيثمي ومحققو المسند. وانكره عليه ابن حبان والعقيلي والذهبي.
تنبيه: حديث موت الفجأة أخذت أسف اختلف في رفعه ووقفه وصحح محققو المسند المرفوع. ثم الموقوف لا يقال من قبيل الرأي. ولا بد أن يتاول بأثر ابن مسعود وأنه أخذت أسف للفاجر.
وورد أثر عن عائشة في معنى أثر ابن مسعود وفيه ضعف.
تنبيه:
هناك فرق بين جملة “أعني على سكرات الموت” وجملة ” إن للموت سكرات” فالثانية في الصحيح