1384 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بإشراف ومراجعة سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3 والمدارسة، والاستفادة، وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
مجموعة عبدالله الديني.
1384 قال البزار رحمه الله كما في كشف الأستار: حدثنا محمد بن ثواب، حدثنا حسين، يعني: ابن علي، عن زائدة، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قيل: يا رسول الله، أنفضي إلى نسائنا في الجنة، قال: إي والذي نفسي بيده، إن الرجل ليفضي في اليوم الواحد إلى مائة عذراء.
هذا حديث صحيح، رجاله رجال الصحيح إلا محمد بن ثواب، قال ابن أبي حاتم كتبت مع أبي وهو صدوق، كما في ” تهذيب التهذيب ”
وقد تابعه الوليد بن شجاع وعبد الله بن عمر بن أبان عند الطبراني، كما في ” حادي الأرواح ” للحافظ ابن القيم رحمه الله ص (169).
شرح مجموعة عبدالله الديني:
صحح الحديث الألباني والمقدسي وابن القيم
راجع الصحيحة 367
وأورده ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (وحور عين) من سورة الواقعة، ونقل عن الحافظ المقدسي قوله: هذا الحديث عندي على شرط الصحيح.
• سئل الدارقطني عن هذا الحديث في العلل (10/ 30) قال:
فقال: يرويه هشام بن حسان، واختلف عنه، فرواه حسين عن زائدة عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة.
وخالفه ابن أسامة، فرواه عن هشام عن ابن سيرين أنه قال ذلك عن ابن عباس.
وهو أشبه بالصواب.
- وفي العلل لابن أبي حاتم (2129): وَسَأَلْتُ أَبِي، وَأَبَا زُرْعَةَ، عَنْ حَدِيثٍ؛ رَوَاهُ حُسَيْنٌ الْجَعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ نُفْضِي إِلَى نِسَائِنَا فِي الْجَنَّةِ.
فَقَالا: هَذَا خَطَأٌ، إِنَّمَا هُوَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
قُلْتُ لأَبِي: الْوَهْمُ مِمَّنْ هُوَ قَالَ: مِنْ حُسَيْنٍ.
قلت سيف: ظننت أن ابن سيرين مصحف في علل الدارقطني والصواب زيد العمي، لكن أخبرني ابن الشيخ محفوظ أنه في المخطوطة (ابن سيرين)، فلعل طريق ابن سيرين لا يقصدها أبوحاتم بالتعليل خاصة أنه لم يسأل عنها.
ثم إن العقيلي ذكر حديث أنس مرفوعاً: يزوج العبد في الجنة سبعين زوجة، فقيل: يا رسول الله أنطيقها؟ قال: تعطى قوة مائة. وذكر حديث آخر فيما أنكر على عمر بن سعيد الأبح، وقال: وكلا الحديثين يرويان من غير هذا الوجه بإسناد صالح. انتهى فلعله يقصد طريق ابن سيرين. أو يقصد حديث زيد بن أرقم وهو في الصحيح المسند 341: إن الرجل من أهل الجنة يعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب، والشهوة والجماع) فقال رجل من اليهود: فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة. قال: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: حاجة أحدهم عرق يفيض من جلده، فإذا بطنه قد ضمر) وهو في الصحيح المسند 341.
وراجع تخريجي لكشف الأستار: 3526،3522. انتهى كلامي
ومما يدل على كثرة النساء في الجنة ما في
الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أن للعبد المؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤ مجوفة طولها ستون ميلا للعبد المؤمن فيها أهلون فيطوف عليهم لا يرى بعضهم بعضا”.
وسيأتي إن شاء الله وجه الجمع بينه وبين الحديث الذي فيه أن لكل منهم زوجتين.
معاني المفردات:
(يفضي) أي يصل إليها استمتاعا فهو كناية عن الجماع وأصله من الفضاء. قال الراغب: الفضاء المكان الواسع ومنه أفضى بيده وأفضى إلى امرأته قال تعالى {وقد أفضى بعضكم إلى بعض}.
(عذراء) هي البكر لن عذرتها باقية وهـي جلدة البكارة.
• قال ابن القيم رحمه الله في ” حادي الأرواح ” (1/ 232):
والأحاديث الصحيحة إنما فيها إن لكل منهم زوجتين وليس في الصحيح زيادة على ذلك فإن كانت هذه الأحاديث محفوظة فإما أن يراد بها ما لكل واحد من السراري زيادة على الزوجتين ويكونون في ذلك على حسب منازلهم في القلة والكثرة كالخدم والولدان وإما أن يراد أنه يعطى قوة من يجامع هذا العدد ويكون هذا هو المحفوظ فرواه بعض هؤلاء بالمعنى فقال له كذا وكذا زوجة
وقد روى الترمذي في جامعه من حديث قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من الجماع قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يطيق ذلك قال يعطى قوة مائة” هذا حديث صحيح فلعل من رواه يفضي إلى مائة عذراء رواه بالمعنى أو يكون تفاوتهم في عدد النساء بحسب تفاوتهم في الدرجات والله اعلم
و لا ريب أن للمؤمن في الجنة أكثر من اثنتين لما في الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أن للعبد المؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤ مجوفة طولها ستون ميلا للعبد المؤمن فيها أهلون فيطوف عليهم لا يرى بعضهم بعضا”.
ل وذكر ابن القيم في ” حادي الأرواح “:
الباب الثالث والخمسون: في ذكر نساء أهل الجنة وأصنافهن وحسنهن وأوصافهن وجمالهن الظاهر والباطن الذي وصفهن الله تعالى به في كتابه
قال تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} فتأمل جلالة المبشر ومنزلته وصدقه وعظمة من أرسله إليك بهذه البشارة وقدر ما بشرك به وضمنه لك على أسهل شيء عليك وأيسره وجمع سبحانه في هذه البشارة بين نعيم البدن بالجنات وما فيها من الأنهار والثمار ونعيم النفس بالأزواج المطهرة ونعيم القلب وقرة العين بمعرفة دوام هذا العيش أبد الآباد وعدم انقطاعه
والمطهرة من طهرت من الحيض والبول والنفاس والغائط والمخاط والبصاق وكل قذر وكل أذى يكون من نساء الدنيا فطهر مع ذلك باطنها من الأخلاق السيئة والصفات المذمومة وطهر لسانها من الفحش والبذاء وطهر طرفها من أن تطمح به إلى غير زوجها وطهرت أثوابها من أن يعرض لها دنس أو وسخ
وقال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلا الْمَوْتَةَ الأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} فجمع لهم بين حسن المنزل وحصول الأمن فيه من كل مكروه واشتماله على الثمار والأنهار وحسن اللباس وكمال العشرة لمقابلة بعضهم بعضا وتمام اللذة بالحور العين ودعائهم بجميع أنواع الفاكهة مع أمنهم من انقطاعها ومضرتها وغائلتها وختام ذلك أعلمهم بأنهم لا يذوقون فيها هناك موتا.
والحور: جمع حوراء وهي المرأة الشابة الحسناء الجميلة البيضاء شديدة سواد العين
ثم ذكر ابن القيم أصل اشتقاق الحور، وقال:
والصحيح أن الحور مأخوذ من الحور في العين وهو شدة بياضها مع قوة سوادها فهو يتضمن الأمرين
والعين: جمع عيناء وهي العظيمة العين من النساء، والصحيح أن العين اللاتي جمعت أعينهن صفات الحسن والملاحة
وضيق العين في المرأة من العيوب وإنما يستحب الضيق منها في أربعة مواضع فيها: خرق أذنها وانفها وما هنالك. ويستحب السعة منها في أربعة مواضع: وجهها وصدرها وكاهلها وهو ما بين كتفيها وجبهتها. ويستحسن البياض منها في أربعة مواضع لونها وفرقها وثغرها وبياض عينها. ويستحب السواد منها في أربعة مواضع: عينها
وحاجبها وهدبها وشعرها
ويستحب الطول منها في أربعة: قوامها وعنقها وشعرها وبنانها. ويستحب القصر منها في أربعة: وهي معنوية لسانها ويدها ورجلها وعينها فتكون قاصر الطرف، قصيرة الرجل واللسان عن الخروج وكثرة الكلام. قصيرة اليد عن تناول ما يكره الزوج وعن بذله. وتستحب الدقة منها في أربعة: خصرها وفرقها وحاجبها وأنفها
فصل: وقوله تعالى: {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} قال أبو عبيدة: جعلناهم أزواجا، قال الواحدي: بمعنى جعل الشيء زوجا لا بمعنى عقد النكاح.
قلت ولا يمتنع أن يراد الأمران معا فلفظ التزويج يدل على النكاح كما قال مجاهد: أنكحناهم الحور ولفظ الباء تدل على الاقتران والضم وهذا أبلغ من حذفها والله أعلم.
وقال تعالى: {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ أنس قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} وصفهن سبحانه بقصر الطرف مواضع:
أحدها هذا. والثاني قوله تعالى: في الصافات {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ} والثالث قوله تعالى: في ص {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ} والمفسرون كلهم على أن المعنى قصرن طرفهن على أزواجهن فلا يطمحن إلى غيرهم وقيل قصرن طرف أزواجهن كلهن فلا يدعهم حسنهن
وجمالهن أن ينظروا إلى غيرهن وهذا صحيح من جهة المعنى وأما من جهة اللفظ فقاصرات صفة مضافة إلى الفاعل لحسان الوجوه وأصله قاصر طرفهن أي ليس بطامح متعد
وأما الأتراب فجمع ترب:
قال أبو عبيدة: وأبو إسحاق أقران أسنانهن واحدة قال ابن عباس وسائر المفسرين مستويات بنات ثلاث وثلاثين سنة وقال مجاهد أتراب أمثال.
قال إسحاق هن في غاية الشباب والحسن وسمي سن الإنسان وقرنه تربه لأنه مس تراب الأرض معه في وقت واحد.
وقوله تعالى: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ أنس قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ} قال أبو عبيدة: لم يمسهن يقال ما طمث هذا البعير حبل قط أي ما مسه. وقال الفراء الطمث الافتضاض وهو النكاح بالتدمية
بعضهم يقول هن اللواتي أنشئن في الجنة من حورها وبعضهم يقول يعني نساء الدنيا أنشئن خلقا آخر أبكارا كما وصفهن
قلت ظاهر القران أن هؤلاء النسوة لسن من نساء الدنيا وإنما هن من الحور حور العين، وأما نساء الدنيا فقد طمثهن الإنس ونساء الجن قد طمثهن الجن
وقوله {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} قال الحسن وعامة المفسرين أراد صفاء الياقوت في بياض المرجان شبههن في صفاء اللون وبياضه
فصل
وقال تعالى: في وصفهن: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} المقصورات المحبوسات.
وأما مجاهد فقال: مقصورات قلوبهن على أزواجهن.
والوصفان لكلا النوعين فإنهما صفتا كمال
فصل
وقال تعالى: {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ} فالخيرات جمع خيرة وهي مخففة من خيره كسيدة ولينة.
وحسان جمع حسنة فهن خيرات الصفات والأخلاق والشيم وحسان الوجوه
فصل:
وقال تعالى: {إِنَّا أَنْشَانَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً عُرُباً أَتْرَاباً لأَصْحَابِ الْيَمِينِ} أعاد الضمير إلى النساء ولم يجر لهن ذكر لأن الفرش دلت عليهن إذ هي محلهن وقيل الفرش في قوله: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} كناية عن النساء كما يكنى عنهن بالقوارير والأزر وغيرها ولكن قوله: مرفوعة يأبى هذا إلا أن يقال المراد رفعة القدر وقد تقدم تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للفرش وارتفاعها فالصواب أنها الفرش نفسها ودلت على النساء لأنها محلهن غالبا وفي الحديث: “أما أنه لا يدخل الجنة العجوز” فدخل على العجوز من ذلك ما شاء الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم:” {إِنَّا أَنْشَانَاهُنَّ إِنْشَاءً} خلقا آخر” يعني نساء الدنيا
وذكر مقاتل قولا آخر وهو اختيار الزجاج إنهن الحور العين التي ذكرهن قيل: أنشأهن الله عز وجل لأوليائه لم يقع عليهن ولادة والظاهر أن المراد أنشأهن الله تعالى في الجنة إنشاء ويدل عليه وجوه ….
لا يتوهم انفراد الحور العين عنهن بما ذكر من الصفات بل هنّ أحق به منهن فالإنشاء واقع على الصنفين والله أعلم
وقوله: {عُرُباً} جمع عروب: وهن المتحببات إلى أزواجهن قال ابن الأعرابي: العروب من النساء: المطيعة لزوجها المتحببة إليه وقال أبو عبيدة العروب الحسنة التبعل
قلت: يريد حسن مواقعتها وملاطفتها لزوجها عند الجماع
وقال المبرد: هي العاشقة لزوجها
قلت فجمع سبحانه بين حسن صورتها وحسن عشرتها وهذا غاية ما يطلب من النساء وبه تكمل لذة الرجل بهن وفي قوله: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ أنس قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ} إعلام بكمال اللذة بهن فان لذة الرجل بالمرأة التي لم يطأها سواه لها فضل على لذته بغيرها وكذلك هي أيضا
فصل
قال تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً}
فالكواعب: جمع كاعب وهي الناهد
فصل
روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم أو موضع قيده يعني سوطه من الجنة خير من الدنيا وما فيها ولو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحا ولأضاءت ما بينهما ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها”
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: “إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر والتي تليها على أضوأ كوكب دري في السماء ولكل امرئ منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم وما في الجنة أعزب”.