1381 – 1382 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي وناصر الريسي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——–”——-“——–‘
——–‘——–‘——–‘
باب ما قيل في أولاد المسلمين قال أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث كان له حجابا من النار أو دخل الجنة
1381 – حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن علية حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من الناس مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم
———‘——–‘——
فوائد الباب:
1 – قوله (ما قيل في أولاد المسلمين) أي غير البالغين قاله الحافظ في الفتح، أي ما مصيرهم في الآخرة.
2 – تقدم ذكر حديث أبي هريرة والكلام عليه في باب من مات له ولد فاحتسب.
3 – أخرج البزار في مسنده من طريق عاصم بن بهدلة عن أبي رزين عن أبي هريرة بلفظ ” إلا كانوا لهما حائطا بينهما وبين النار” وفي رواية ” إلا دخل الجنة”.
4 – حديث أنس تقدم أيضا في باب من مات له ولد فاحتسب.
5 – “ففي هذه الأحاديث … دليل على (أن) أطفال المسلمين في الجنة لا محالة والله أعلم لأن الرحمة إذا نزلت بآبائهم من أجلهم استحال أن يرحموا من أجل من ليس بمرحوم ألا ترى إلى قوله صلى الله عليه وسلم بفضل رحمته إياهم فقد صار الأب مرحوما بفضل رحمتهم وهذا على عمومه لأن لفظه صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث لفظ عموم وقد أجمع العلماء على ما قلنا من أن أطفال المسلمين في الجنة فأغنى ذلك عن كثير من الاستدلال ولا أعلم عن جماعتهم في ذلك خلافا إلا فرقة شذت من المجبرة فجعلتهم في المشيئة وهو قول شاذ (مهجور) مردود بإجماع الجماعة وهم الحجة الذين لا تجوز مخالفتهم ولا يجوز على مثلهم الغلط في مثل هذا” قاله ابن عبد البر في التمهيد. وقريب من ذلك قاله ابن بطال في شرحه.
6 – وعن أبي هريرة مرفوعا ” صغارهم دعاميص الجنة يتلقى أحدهم أباه أو قال أبويه فيأخذ بثوبه أو قال بيده كما آخذ أنا بصنفة ثوبك هذا فلا يتناهى أو قال فلا ينتهى حتى يدخله الله وأباه الجنة” رواه مسلم 2635 وهذا نص في المسألة.
7 – عن محمود بن لبيد عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول صلى الله عليه وسلم من مات له ثلاثة من الولد فاحتسبهم دخل الجنة قال قلنا يا رسول الله واثنان قال واثنان قال محمود فقلت لجابر أراكم لو قلتم وواحد لقال وواحد قال وأنا والله أظن ذاك. أخرجه الإمام أحمد 14285 وحسنه الألباني، وأورده الشيخ مقبل في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين 246.
8 – عن معاوية بن قرة عن أبيه أن رجلا كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابن له فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أتحبه فقال يا رسول الله أحبك الله كما أحبه ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي ما فعل ابن فلان قالوا يا رسول الله مات فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه أما تحب أن لا تأتي بابا من أبواب الجنة إلا وجدته ينتظرك فقال الرجل يا رسول الله أله خاصة أم لكلنا قال بل لكلكم. أخرجه الإمام أحمد في مسنده 15595 والنسائي 1870 ولفظه ” ما يسرك أن لا تأتي بابا من أبواب الجنة إلا وجدته عنده يسعى يفتح لك”.وصححه الألباني وأورده الشيخ مقبل الوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين 1081. وقال هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح.
9 – و”عن عائشة أم المؤمنين قالت دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة صبي من الأنصار فقلت يا رسول الله طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة لم يعمل السوء ولم يدركه قال أو غير ذلك يا عائشة إن الله خلق للجنة أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم وخلق للنار أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم”.رواه مسلم 2662 فأشكل هذا الحديث على بعضهم
10 – لكن”أجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة لأنه ليس مكلفا وتوقف فيه بعض من لا يعتد به لحديث عائشة هذا وأجاب العلماء بأنه لعله نهاها عن المسارعة إلى القطع من غير أن يكون عندها دليل قاطع ….. ويحتمل أنه صلى الله عليه وسلم قال هذا قبل أن يعلم أن أطفال المسلمين في الجنة فلما علم قال ذلك” قاله النووي في شرح صحيح مسلم. وراجع شرح القسطلاني على البخاري بنحوه
11 – قال ابن حبان في صحيحه ” أراد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله هذا ترك التزكية لأحد مات على الإسلام، ولئلا يشهد بالجنة لأحد، وإن عرف منه إتيان الطاعات، والانتهاء عن المزجورات”.
12 – الثلاثة داخلة في حيز الكثرة، وقد يصاب المؤمن فيكون في إيمانه من القوة ما يصبر للمصيبة، ولا يصبر لتردادها عليه، فلذلك صار من تكررت عليه المصائب صبره أولى بجزيل الثواب، والولد من أجل ما يسر به الإنسان، لقد يرضى أن يفديه بنفسه، هذا هو المعهود في الناس والبهائم، فلذلك قصد الشارع إلى إعلاء المصائب والحض على الصبر عليه. قاله ابن الملقن
13 – قال ابن عبد البر رحمه الله في كتابه التمهيد) 18/ 111 – 112 (: وقد ذهب جماعة كثيرة من أهل الفقه والحديث إلى الوقوف عن الشهادة لأطفال المسلمين أو المشركين بجنة أو نار منهم: حماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وابن المبارك، وإسحاق بن راهويه، وغيرهم، وهو يشبه ما رسمه مالك في أبواب القدر في موطئه، وما أورد من الأحاديث، وعلى ذلك أكثر أصحابه وليس عن مالك فيه شيء منصوص إلا أن المتأخرين من أصحابه ذهبوا إلى أن أطفال المسلمين في الجنة، وأطفال الكفار خاصة في المشيئة “.انتهى
—
1382 – حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت أنه سمع البراء رضي الله عنه قال لما توفي إبراهيم عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن له مرضعا في الجنة
1 – حديث البراء بن عازب رضي الله عنه أخرجه البخاري.
2 – “إيراد البخاري له في هذا الباب يشعر باختيار القول الصائر إلى أنهم في الجنة ”
3 – قوله (حدثنا أبو الوليد) تابعه حجاج بن منهال عند البخاري 3255 وتابعه سليمان بن حرب عند البخاري 6195 تابعه وكيع عند أحمد في مسنده 18664 تابعه محمد بن عفر ويهز عند أحمد 18687 تابعه عبد الرحمن بن مهدي عند الحاكم في المستدرك 6820
4 – قوله (حدثنا شعبة) تابعه مسعر كما عند ابن سعد في الطبقات الكبرى
5 – (عن عدي بن ثابت) وعند البخاري 3255 “أخبرني” تابعه مسلم أبو الضحى كما عند ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 141 والروياني في مسنده 417 وابن شبة في تاريخ المدينة تابعه الشعبي أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 3135 أبو نعيم في معرفة الصحابة.
6 – قوله (لما توفي إبراهيم عليه السلام) وعند أحمد في مسنده 18664″ لما مات إبراهيم ابن النبي – صلى الله عليه وسلم –” وكذا عند الحاكم في المستدرك وربما وضعه هناك من أجل التصريح بأنه ابنه.
7 – قوله: (إن له مرضعا)، قال الخطابي: هذا يروى على وجهين: مرضعا بفتح الميم، أي: رضاعا، وبضم الميم، أي: من يتم رضاعه، يقال: امرأة مرضع بلا هاء، ومرضعة إذا بنيت على أرضعت، والله تعالى أعلم. نقله البغوي في شرح السنة
8 – فيه من صفة الجنة وأنها مخلوقة الآن.
9 – فيه التسمية بأسماء الأنبياء.
10 – فيه أن أطفال المؤمنين في الجنة.
11. ذكر الكتاني في نظم المتواتر أن دخول أطفال المسلمين الجنة بلغت حد التواتر
منقول
—-
12 – قوله: (إن له مرضعاً في الجنة) كأنه من باب التشريف لا لأن الجنة يحتاج الصغير فيها إلى تربية ورضاعة.
13. قال أحد الباحثين:
والغريب في هذا الباب هو اضطراب الحافظ أبي عمر بن عبد البر في نقل المذاهب في المسألة، فقد تقدم عنه أنه نقل الإجماع من أهل السنة على أنهم في الجنة، ثم نقل بعد قليل عن هؤلاء الأئمة أنهم قالوا بالتوقف، وبهذا الاضطراب انتقده ابن القيم في أحكام أهل الذمة (2/ 81) فقال: وأبو عمر اضطرب في النقل في هذا الباب … ثم نقل أقواله المتضاربة ثم قال: فتأمل كيف ذكر الإجماع على أن أطفال المسلمين في الجنة، وأنه لا يعلم في ذلك نزاعا، وجعل القول بالمشيئة فيهم قولا شاذا مهجورا، ونسبه في الباب الآخر إلى الحمادين وابن المبارك وإسحاق بن راهويه وأكثر أصحاب مالك، وهذا من السهو الذي هو عرضة للإنسان، ورب العالمين هو الذي لا يضل ولا ينسى اهـ.
ثم نقل الباحث عن ابن القيم:
وقال في طريق الهجرتين (ص 652): فهذا الحديث يدل على أنه لا يشهد لكل طفل من أطفال المؤمنين بالجنة وإن أطلق على أطفال المؤمنين في الجملة أنهم في الجنة، لكن الشهادة للمعين ممتنعة، كما يشهد للمؤمنين مطلقا أنهم في الجنة، ولا يشهد لمعين بذلك إلا من شهد له النبي -عليه الصلاة والسلام-، فهذا وجه الحديث الذي يشكل على كثير من الناس ورده الإمام أحمد وقال: لا يصح ومن يشك أن أولاد المسلمين في الجنة؟ وتأوله قوم تأويلات بعيدة اهـ.
14. قلت سيف
تنبيه: الحديث الذي أورده ابن حجر وفيه ان المشركين وأولادهم في النار … ……. أوله كان سؤال خديجة أين أولادها الذين ماتوا في الشرك قال في النار
فإنه حديث لا يصح فيه محمد بن عثمان مجهول. وزاذان لم يدرك عليا
وقال الذهبي فتشت عنه في أماكن لا يدرى من هو وله خبر منكر. وراجع الضعيفة 5793.