1381 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بإشراف ومراجعة سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3 والمدارسة، والاستفادة، وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
مجموعة أبي صالح وأحمد بن علي ومجموعة عبدالحميد البلوشي.
الصحيح المسند 1381
1381 قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2 ص255):حدثنا محمد بن أبي عدي، عن ابن عون، عن عمير بن إسحاق، قال: كنت مع الحسن بن علي، فلقينا أبو هـريرة، فقال: أرني أقبل منك حيث رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل. قال: فقال: بقميصه، قال: فقبل سرته.
وقال ص (493): حدثنا محمد بن أبي عدي، عن ابن عون، عن عمير بن إسحاق، قال: كنت مع الحسن بن علي فلقينا أبو هـريرة فقال: ” أرني أقبل منك حيث رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل ” قال: فقال: بقميصه قال: فقبل سرته.
هذا حديث حسن.
مجموعة أبي صالح وأحمد بن علي:
وأخرجه أحمد أيضا 9510 حدثنا إسماعيل عن ابن عون به وفيه “فكشف عن بطنه فقبله.
فوائد الحديث:
1 قال ابن كثير تفرد به أحمد أي عن أصحاب الكتب الستة.
2 إسناده حسن من أجل عمير بن إسحق مختلف فيه، وهو إلى التحسين أقرب وقد حسنه الشيخ مقبل، واختلف قول اللباني فيه.
3 قال الذهبي رواه عن ابن عون عدة.
4 قال شريك أحد رواة الحديث عن ابن عون “لو كانت السرة من العورة ما كشفها”.
5 فيه ملاعبة النبي صلى الله عليه وسلم للحسن.
6 فيه مشروعية التقبيل، وتقبيل السرة.
7 محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعلقهم به.
8 توقير الصحابة لل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت سيف: راجع كتاب ذخائر العقبى في فضائل ذوي القربى
9 نقل الحافظ ابن كثير عن بعض أهل العلم أن السرة والركبة لا تدخلان في العورة ثم قال وهذا هو الصحيح مذهبا ودليلا.
10 فيه ملاطفة البناء والحفاد على وجه الخصوص والطفال على وجه العموم.
11 مشروعية التفدية بالنفس والب والم وفيه أحاديث، ولو كانا غير مسلمين.
12 قصة الحسن مع أبي هريرة كانت في المدينة.
13 وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى من طريق عثمان بن سعيد الدارمي ثنا أبو سلمة ثنا حماد بن سلمة أنبأ ابن عون عن محمد هو ابن سيرين أن أبا هريرة فذكره بنحوه قال البيهقي عقبه كذا قال عن حماد وقال غيره عن حماد عن ابن عون عن أبي محمد وهو عمير بن إسحق.
قلت يصلح إسناد البيهقي أن يذكر في أحاديث معلة ظاهرها الصحة.
قلت سيف: وعلل هذا الإسناد من طريق حماد الدارقطني في العلل 10/ 50، ورجح رواية الجماعة عن عمير بن إسحاق.
14 الحديث أخرجه أحمد، وابن سعد، وابن أبي شيبة في مسنده، والطحاوي في شرح مشكل الثار، وابن العرابي كما في القبل والمعانقة والمصافحة، وابن حبان في صحيحه، والطبراني في الكبير، والجري في الشريعة، وابن عدي في الكامل، وابن شاهين في الخامس من الفراد، والمخلص في المخلصيات، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في السنن الكبرى والخطيب في تاريخه، وابن عساكر في تاريخه.
15 لا اختلاف بين رواية إسماعيل “فكشف عن بطنه فقبله” وبين رواية غيره “فقبل سرته” فالولى مجملة والثانية مفصلة، والمفصل يقضي على المجمل.
مشاركة مجموعة عبدالحميد البلوشي:
قال الشيخ الألباني في ” الثمر المستطاب ” 1/ 276: (وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في حديث له يقول فيه: فنظر حمزة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صعد النظر فنظر إلى ركبتيه ثم صعد النظر فنظر إلى سرته. . . الحديث)
أخرجه البخاري ومسلم
والحديث واضح الدللة على أن السرة ليست بعورة ذلك لن الرسول كشفها ولن غيره نظر إليها. قال ابن حزم:
(فلو كانت السرة عورة لما أطلق الله حمزة ول غيره على النظر إليها)
وقد ذهـب إلى أن السرة ليست بعورة: أبو حنيفة والشافعي وهـو المشهور من مذهـب أصحابه. وقد حكى بعضهم الجماع على ذلك. وفيه نظر.
وفي الباب أحاديث أخرى (وذكر الشيخ الألباني منها حديث أبي هريرة وحسن إسناده).
وقد ضعف الحديث محققو المسند 12/ 428 وقالوا:
تفرد به عمير بن إسحاق وهـو أبو محمد مولى بني هـاشم، اختلف فيه قول ابن معين، فوثقه في رواية عثمان الدارمي، وقال في رواية عباس الدوري: ل يساوي شيئا، ولكن يكتب حديثه، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في “الثقات”، وقال ابن عدي: ل أعلم يروي عنه غير ابن عون، وهـو ممن يكتب حديثه، وله من الحديث شيء يسير. وذكر غير واحد من أهـل العلم أنه ل يعلم روى عنه غير عبد الله بن عون، وأما ما ذكره ابن سعد في “الطبقات” 7/ 220 من أنه روى عنه ابن عون وغيره من أهـل البصرة، فغير معتبر به لتفاق غيره من أهـل العلم على خلفه، وأدخله العقيلي وابن الجوزي والذهـبي في جملة الضعفاء، والقول الفصل فيه أن حديثه يقبل في المتابعات والشواهـد، وما انفرد به فضعيف، ولذا قال الحافظ في “التقريب”: مقبول، أي: عند المتابعة، وإل فلين الحديث. وباقي رجال السناد ثقات رجال الشيخين. ابن عون: هـو عبد الله بن عون بن أرطبان.
وقد كنا حسنا إسناد هـذا الحديث في “صحيح ابن حبان” (5593)، وصححناه برقم (6965)، فيستدرك من هـنا، والله ولى التوفيق.
وهذا بحث لأحد الباحثين:
~ بعض أحوال وأعمال النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال وصغار السن ~
بعض أحوال النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال وصغار السن.
فقد كان النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَشديدَ الاهتمام بالأطفال؛ ولذلك فقد دعا إلى تأديبهم، وغرس الأخلاق الكريمة في نفوسهم، وحث على رحمتهم والشفقة عليهم، فقاصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَمن لم يرحمْ صغيرَنا، ويعرف حَقَّ كبيرِنا، فليس منا).
رواه أبو داود، كتاب الأدب، باب في الرحمة رقم (4943).
قال سيف: هو في الصحيح المسند 783
ولقد كانَصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَعلى عظيم قدره، وعلو منزلته، هو الذي يبدأ بالسلام على الأطفال حباً لهم، ورِفقاً بهم، وتلطفاً معهم، ولإشعارهم بمكانتهم وإعطائهم الثقة بأنفسهم، وقد مدحهم وأثنى عليهم، كما فعل مع ابن عمررَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
أخرجه البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عبدالله بن عمر برقم (3530).
وقد كان لا يكثر عتابهم ويعذرهم ويرفق بهم؛ كما فعل مع أنس بن مالكرَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وكان لا يأنف من الأكل معهم، ومع ذلك لو رأى منهم مخالفة للأدب، فكان ينصح لهم ويأمرهم بما يصلحهم، فقد نصح عمرو بن أبي سلمة بآداب الطعام بلين ورفق ورحمة، لما رأى منه مخالفة الأدب.
أخرجه البخاري، كتاب الأطعمة، باب التسمية، رقم: 2309.
وكان يوصيهم بالخير، ويعلمهم التوحيد والدين، فلم يكن رفقه وشفقته العظيمة عليهم بمانعة له من نصحهم وإرشادهم وإصلاحهم، فقد أوصى ابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُما.
أخرجه الترمذي، كتاب صفة القيامة، باب (59) رقم (2516).
وكل هذا الاهتمام منه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَبالأطفال جاء لعلمه بأنهم في أشد الحاجة إلى الرعاية والعطف والحنو أكثر من غيرهم، وذلك لتنمية ثقة الطفل بنفسه حتى ينشأ قوياً ثابت الشخصية، مَرِحَاً عَطُوفاً على غيره، عضواً فَعَّالاً في مجتمعِهِ.
وإليك أخي الكريمنماذج جلية، ومواقف شريفة، وأساليب حكيمة من تعامل النَّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَمع الأطفال، وكيف كان تواضعه، وحبه لهم، ورحمته بهم، وشفقته عليهم، والغرض من ذلك تحفيز القلوب، وحثها على التأسي بقدوتنا وإمامنا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتمُّ التسليم، فمن تلك النماذج المشرقة ما يلي:
1. تبريكهم وتحنيكهم والدعاء لهم:
كانصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَيؤتى بالصبيان، فيبرك عليهم، ويحنكهم، ويدعو لهم، فعن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْهُاقالت: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَيُؤتى بالصبيان، فيبرك عليهم، ويُحنكُهم، ويدعو لهم.
أخرجه البخاري، كتاب الدعوات، باب الدعاء للصبيان بالبركة ومسح رؤوسهم (11/ 155) رقم (6355).
يقول ابن حجررحمه اللهفي الفتح: ومن فوائد هذا الحديث: الرفق بالأطفال، والصبر على ما يحدث منهم، وعدم مؤاخذتهم، لعدم تكليفهم.
فتح الباري (10/ 434).
وعن أنس قال: ذهبتُ بعبد الله بن أبي طلحة الأنصاري إلى رسول اللهصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَحين ولد، ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَفي عباءةٍ يهنأ بعيراً له فقال: (هل معك تمر؟) فقلت: نعم. فناولته تمرات، فألقاهن في فيه فلاكهن ثم فغر فا الصبي فمجه في فيه، فجعل الصبي يتلمضه، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: (حُبُّ الأنصار التمر) وسمَّاه عبد الله.
رواه مسلم، كتاب الآداب، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته وحمله (3/ 1689) رقم (2114).
وعن أنس قال: غدوت إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَبعبد الله بن أبي طلحة ليحنِّكه فوافيته في يده الميسم يسم إبل الصدقة.
أخرجه البخاري، كتاب الزكاة، باب وسم الإمام إبل الصدقة بيده (3/ 429) رقم (1502).
2. السلام عليهم:
عن أنس بن مالك رَضِيَ اللهُ عَنْهُقال: أتى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَعلى غِلْمانٍ يلعبون فسلَّم عليهم.
رواه أبو داود، كتاب الأدب، باب السلام على الصبيان، رقم (5202).
قال سيف وصاحبه: هو في مسلم من حديث أنس 2170
لقد كان صلى الله عليه وسلمبهذه الأسلوب يدخل السرور والفرح إلى نفوس هؤلاء الناشئة، ويعطيهم الدفعة المعنوية على التعوّد في محادثة الكبار والرّد والأخذ والعطاء معهم، وهذا من حكمته عليه الصلاة والسلام.
3. مسحه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَرؤوس الصغار:
عن أنس رَضِيَ اللهُ عَنْهُقال: كان رسول اللهصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَيزور الأنصار، ويُسلِّم على صبيانهم ويمسح على رؤوسهم.
رواه النسائي وابن حبان وصححه الألباني انظر صحيح الجامع رقم (4947).
قال سيف وصاحبه: ذكرناه في تعليقنا على الصحيح المسند 1310 وقلنا أخرجه الطحاوي بإسناد صحيح وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى سعدا فيسلم وسعد يرد فلم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم ليزيد النبي صلى الله عليه وسلم تسليم.
وعن عبد الله بن جعفر رَضِيَ اللهُ عَنْهُماقال: مسح رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَبيده على رأسي، قال: أظنه قال ثلاثاً، فلما مسح قال: (اللهم اخلف جعفراً في ولده).
أخرجه الحاكم في المستدرك، وسكت عنه، (1/ 372)، وقال الذهبي: صحيح.
قال سيف وصاحبه: صححه الألباني في أحكام الجنائز، وحسنه محققو المسند 3/ 285
وأخرجه أبوداود مختصرا بدون مسح الراس 3132 بلفظ اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنه قد أتاهم أمر شغلهم.
الحديث حسنه باحث، وخالد بن سارة قال البخاري مقارب الحديث ذكره ابن خلفون في الثقات وروى عنه جمع، وقال الترمذي حسن صحيح
قال سيف وصاحبه: لعل الباحث انتقل بصره فليس فيه قول البخاري هذا. المهم بعض الباحثين يجعل توثيق ابن خلفون لا بأس به.
وعن مصعب بن عبد الله قال: عبد الله بن ثعلبة ولد قبل الهجرة بأربع سنين، وحمل إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَفمسح وجهه، وبرك عليه عام الفتح، وتوفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَوهو ابن أربع عشرة.
رواه الحاكم في المستدرك (3/ 279).
قال سيف وصاحبه: الحديث في البخاري 6356 عن الزهري أخبرني عبدالله بن ثعلبه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح عنه أنه رأى سعد بن أبي وقاص يوتر بركعة والحاكم مرة أخرجه من طريق الزهري، ومرة التي ذكر الأخوة لفظها من طريق مصعب بن عبدالله.
ومن هذه الأحاديث نعرف كيف كان النَّبيّصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَيشعر هؤلاء الصغار بلذة الرحمة والحنان، والحب والعطف، وذلك بالمسح على رؤوسهم، والأمر الذي يشعر الطفل بوجوده، وحب الكبار له، واهتمامهم به. وعن جابر بن سمرة قال: صليت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَصلاة الأولى ثم خرج إلى أهله وخرجت معه، فاستقبله ولدان، فجعل يمسح خدي أحدهم واحداً واحداً. قال: وأما أنا فمسح خدي قال: فوجدت ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها من جُؤنة عطارٍ.
رواه مسلم، كتاب الفضائل، باب طيب رائحة النَّبيّ ولين مسه والتبرك بمسحه (4/ 1814) رقم (2329).
وعن أنس قال: انتهى إلينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَوأنا غلام في الغلمان، فسلم علينا، ثم أخذ بيدي فأرسلني برسالة وقعد في ظل جدار، أو قال إلى جدار حتى رجعت إليه.
رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود رقم (5203).
قال سيف بن دورة: صححه محققو المسند من طريق حميد عن أنس وقالوا: له طرق عن أنس. (تحقيق المسند 19/ 116)
4. مداعبته وملاطفته للصغار:
عن أنس رَضِيَ اللهُ عَنْهُقال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَيلاعب زينب بنت أم سلمة ويقول: (يا زوينب، يا زوينب) مراراً.
رواه الضياء المقدسي، وصححه الألباني في الصحيحة رقم (2141).
قال سيف وصاحبه: أخرجه صاحب المختارة بإسناد لا بأس به.
وعن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُقال: كان رسول اللهصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَليدلع لسانه للحسين بن علي فيرى الصبي حمرة لسانه، فيبهش إليه، أي يسرع إليه.
رواه أبو الشيخ في كتاب “أخلاق النَّبيّصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَوآدابه”، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (70).
قال سيف وصاحبه: أخرجه هناد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمه مرسلا، فقد اضطرب فيه محمد بن عمرو
ولذا قال الإمام أحمد:
(كان محمد بن عمرو يحدث بأحاديث فيرسلها؛ ويسندها لأقوام آخرين
قال: وهو مضطرب الحديث، والعلاء أحب إلي منه).
وقال ابن معين: (مازال الناس يتقون حديث محمد بن عمرو.
قيل له: ما علة ذلك؟
قال: كان مرة يحدث عن أبي سلمة بالشيء رأيه، ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة).
وروى الطبراني عن جابر رَضِيَ اللهُ عَنْهُقال: كنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَفدعينا إلى الطعام، فإذا الحسين يلعب في الطريق مع صبيان فأسرع النَّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَأمام القوم ثم بسط يده فجعل الغلاميفر هاهنا وهناك، فيضاحكه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَحتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه، والأخرى بين رأسه وأذنيه، ثم اعتنقه وقبله، ثم قال: (حسين مني وأنا منه، أحب الله من أحبه، الحسن والحسين سبطان من الأسباط).
رواه البخاري في الأدب، والترمذي وابن ماجه والحاكم، وحسنه الألباني، في صحيح الجامع، رقم (3146). راجع: منتهى السول على وسائل الوصول إلى شمائل الرَّسُول (2/ 440 441).
قال سيف وصاحبه: سعيد بن أبي راشد لم يوثقه معتبر، وعبدالله بن خثيم الراجح ضعفه، وقواه صاحب ابانة الحاجه بما أخرجه أحمد 4/ 172 وغيره من طريق أبي صالح كاتب الليث عن معاوية بن صالح عن راشد بن سعد عن يعلى بن مرة
5. وروى البخاري في الأدب المفرد والطبراني عن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُقال: سمعت أُذناي هاتان وبصرت عيناي هاتان، ورسول اللهصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، أخذ بيديه جميعاً، بكفي الحسن والحسين، وقدميه على قدم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَيقول: (ارْقه) قال: فرقى الغلام، حتى وضع قدميه على صدر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، ثم قال رسول اللهصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَافتح فاك)، ثم قبَّله، ثم قال: (اللهم إني أحبه فأحبه).
اللفظ الأخير في البخاري، كتاب المناقب، باب مناقب الحسن والحسين (7/ 119) رقم (3749).
قال سيف وصاحبه: بهذا السياق ضعفه الألباني في الضعيفه 3486.
وقد وقف بين يديه ذات مرة محمود بن الريبع، وهو ابن خمس سنين، فمجَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَفي وجهه مجة من ماء من دلو يمازحه بها، فكان ذلك من البركة أنه لما كبر لم يبق في ذهنه من ذكر رؤية النَّبيّ إلا تلك المجة، فعد بها من الصحابة
الحديث أخرجه البخاري، كتاب العلم، باب متى يصح سماع الصغير، رقم (75).
ودخلت عليه ربيبته زينب بنت أم سلمة وهو في مغتسله، فنضح الماء في وجهها، فكان في ذلك من البركة في وجهها أنه لم يتغير، فكان ماء الشباب ثابتاً في وجهها ظاهراً في رونقها وهي عجوز كبيرة.
راجع ” المواهب الدينية بالمنح المحمدية” (2/ 354).
وعن أنس رَضِيَ اللهُ عَنْهُقال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَأحسنُ الناسِ خُلقاً وكان لي أخ، يُقال له أبو عُمير وهو فَطيمكان إذا، جاءنا قال: (يا أبا عُمير ما فعل النُّغير؟!) النغير: طائر كان يلعب به.
أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب الكنية للصبي وقبل أن يولد للرجل (10/ 598) رقم (3947)، ومسلم كتاب الآداب، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته وحمله إلى صالح (3/ 1692) رقم (2150).
قال الحافظ ابن حجررحمه اللهفي الفتح: إن هذا الحديث فيه جواز الممازحة وتكرير المزاح، وأنها إباحة سنة لا رُخصة، وأن ممازحة الصبي الذي لم يميز جائز وتكرير زيارة الممزوح معه، وفيه ترك التكبر والترفع، ومنه التلطف بالصديق، صغيراً كان أو كبيراً، والسؤال عن حاله.
فتح الباري (10/ 584).
بعض أعمال النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال وصغار السن
1. رحمته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَبالصغار:
عن أنس قال: ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ.
رواه مسلم، كتاب الفضائل، باب رحمته الصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك (4/ 1808) رقم (2316).
وعن ابن مسعود قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَيصلَّي، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا أرادوا أن يمنعوهما، أشار إليهم أن دعوهما، فلما قضى الصلاة وضعهما في حجره، وقال: (من أحبني فليحبَّ هذين).
أخرجه أبو يعلى في مسنده وابن خزيمة في صحيحه، وحسنه الألباني في الصحيحة (312) وصحيح ابن خزيمة (887).
قال سيف: هو في الصحيح المسند 860
وعن أنس رَضِيَ اللهُ عَنْهُمرفوعاً: (إني لأدخل في الصلاة، وأنا أريد أن أطيلها فأسمع بكاء الصبيِّ، فأجوز في صلاتي، مما أعلم من شدةِ وجد أمه ببكائه).
أخرجه البخاري، كتاب الأذان، باب من أخف الصلاة عند بكاء الصبي (2/ 236).
وعنه رَضِيَ اللهُ عَنْهُقال: (من عال جاريتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامةِ أنا وهو، وضمَّ أصابعه).
رواه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب فضل الإحسان إلى البنات (4/ 2027) رقم (2631).
وعن بُريدة قال: كان النَّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَيخطب، فجاء الحسن والحسينرَضِيَ اللهُ عَنْهُما، وعليهما قميصان أحمران يعثران فيهما، فنزل النَّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَفقطع كلامه، فحملهما، ثم عاد إلى المنبر، ثم قال: (صدق الله: {إنما أموالكم وأولادكم فتنة} التغابن (15)، رأيت هذين يعثران في قميصيهما، فلم أصبر حتى قطعت كلامي فحملتهما).
رواه النسائي وغيره وصححه الألباني في صحيح النسائي برقم (1430).
قال سيف: هو في الصحيح المسند 147.
وعن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْهُامرفوعاً: (من ابتلي من البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار).
أخرجه البخاري، كتاب الزكاة، باب اتقوا النار ولو بشق تمرة والقليل من الصدقة (3/ 332) رقم (1418).
وعنها رَضِيَ اللهُ عَنْهُاقالت: جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتهما ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدةٍ منهما تمرة، ورفعت إلي فيها تمرة لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها، فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينها، فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صنعت لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَفقال: (إن الله قد أوجب لها بها الجنة، أو أعتقها بها من النار).
رواه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب فضل الإحسان إلى البنات (4/ 2027) رقم (2630).
وعن أنس رَضِيَ اللهُ عَنْهُقال: ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، قال: كان إبراهيم مسترضعاً له في عوالي المدينة، فكان ينطلق ونحن معه فيدخل البيت وإنه ليدخن، وكان ظئره قيناً فيأخذه فيقبِّله ثم يرجع. قال عمرو بن سعيد راوي الحديث عن أنس: فلما توفي إبراهيم قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: (إن إبراهيم ابني وإنه مات في الثدي، وإن له لظئرين تكملان رضاعه في الجنة).
رواه مسلم، كتاب الفضائل، باب رحمته الصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك (4/ 1808) رقم (2316).
وعن أسامة بن زيد قال: طرقتُ النَّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَذات ليلة في بعض الحاجة فخرج النَّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَوهو مشتمل على شيء لا أدري ما هو، فلما فرغت من حاجتي قلت: ما هذا الذي أنت مشتملٌ عليه؟ فكشفه فإذا حسن وحسين على وركيه، فقال: (هذان ابناي وابنا ابنتي، اللهم إني أحبُّهما فأحبهما وأحب من يحبُّهما).
رواه الترمذي وابن حبان، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي رقم (2966).
قال سيف بن دورة: أخرجه أحمد 23133 من حديث رجل (أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يضم حسنا وحسينا يقول: اللهم إني أحبهما فأحبهما) وقلنا هو على شرط الذيل على الصحيح المسند
وعن شداد رَضِيَ اللهُ عَنْهُقال: خرج علينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَفي إحدى صلاتي العشيِّ الظهرِ أو العصروهو حاملٌ حسناً أو حسيناً فتقدم النَّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَفوضعه عند قدمه اليمنى ثم كبر للصلاةِ فصلَّى، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، قال: فرفعت رأسي من بين الناسفإذا الصبي على ظهر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَوهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَالصلاة قال الناس: يا رسول الله! إنك سجدت بين ظهراني صلاتك –هذهسجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يُوحى إليك، قال: (كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني، فكرهتُ أن أعجله حتى يقضي حاجته).
رواه النسائي وابن عساكر والحاكم (4/ 257/1 2) وصححه، ووافقه الذهبي، واستدل به الألباني في إطالة الركوع، راجع “صفة الصلاة” للألباني صـ (148).
قال سيف بن دورة: هو في الصحيح المسند 475
2. تقبيل النَّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَللصغار:
كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَيُقبِّلُ الأطفال، ويمازحهم، ويعطيهم، بل ويبكي ويتأثر عندما يموت أحدهم، وهو الذي يقول: ((إنما أنا لكم مثل الوالد لولده، أعلمكم … ))
أخرجه أبو داود، كتاب الطهارة، باب كراهية استقبال القبلة، برقم (8).
قال سيف بن دورة: هو في الصحيح المسند 1326.
وعن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُقال: قبّل النَّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَالحسن بن علي رَضِيَ اللهُ عَنْهُماوعنده الأقرع بن حابس فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَفقال: (من لا يَرحم لا يُرحم).
أخرجه البخاري كتاب الأدب باب رحمته الولد وتقبيله ومعانقته (10/ 440) رقم (5998).
يقول ابن حجررحمه اللهفي الفتح: لقد أجاب النَّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الأقرع بن حابس، أن تقبيل الولد وغيره من الأهل، والمحارم وغيرهم من الأجانب، إنما يكون للشفقة والرحمة.
فتح الباري (10/ 430).
وعنه رَضِيَ اللهُ عَنْهُقال: خرج النَّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَفي طائفة النهار، لا يكلمني ولا أكلمه حتى أتى سوق بني قينقاع، فجلس بفناء بيت فاطمة فقال: (أَثَمَّ لُكَع، أَثَمَّ لُكَع؟!) فحبسته شيئاً فظننت أنها تلبسه سخاباً قلادة من خرزأو تغسله فجاء يشتد حتى عانقه وقبله، وقال: (اللهم أحبه وأحب من يحبه).
أخرجه البخاري، كتاب البيوع، باب ما ذكر في الأسواق رقم (2122).
وعن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْهُا، قالت: قدم ناس من الأعراب على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَفقالوا: أتقبلون صبيانكم؟. فقال: (نعم) قالوا: لكنا والله لا نقبل. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: (أو أملك إن كان الله نزع من قلوبكم الرحمة).
أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته، (10/ 440) رقم (5998).
3. حمله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَالأطفال:
عن عبد الله بن جعفر رَضِيَ اللهُ عَنْهُقال: كان سول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَإذا قدم من سفر تلقي بصبيان أهل بيته، قال: وإنه قدم من سفر فسبق بي إليه فحملني بين يديه، ثم جيء بأحد ابني فاطمة رَضِيَ اللهُ عَنْهُم، فأردفه خلفه فأدخلنا المدينة ثلاثة على دابة.
أخرجه مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل عبد الله بن جعفر (4/ 1885) رقم (2428)