138 فتح الأحد الصمد شرح الصحيح المسند
مشاركة عبدالله المشجري وعبدالملك وأحمد بن علي وناجي الصيعري وعلي الكربي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
*شرح الصحيح المسند ١٣٨*
١٣٨ – قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج ٨ ص ٣٣٠): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ السُّدِّيِّ عَنْ [ص: ١٢٠] أَبِي مَالِكٍ عَنْ الْبَرَاءِ {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} قَالَ: نَزَلَتْ فِينَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ كُنَّا أَصْحَابَ نَخْلٍ فَكَانَ الرَّجُلُ يَأْتِي مِنْ نَخْلِهِ عَلَى قَدْرِ كَثْرَتِهِ وَقِلَّتِهِ وَكَانَ الرَّجُلُ يَأْتِي بِالْقِنْوِ وَالْقِنْوَيْنِ فَيُعَلِّقُهُ فِي الْمَسْجِدِ وَكَانَ أَهْلُ الصُّفَّة لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ فَكَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا جَاءَ أَتَى الْقِنْوَ فَضَرَبَهُ بِعَصَاهُ فَيَسْقُطُ الْبُسْرُ وَالتَّمْرُ فَيَأْكُلُ وَكَانَ نَاسٌ مِمَّنْ لَا يَرْغَبُ فِي الْخَيْرِ يَأْتِي الرَّجُلُ بِالْقِنْوِ فِيهِ الشِّيصُ وَالْحَشَفُ وَبِالْقِنْوِ قَدْ انْكَسَرَ فَيُعَلِّقُهُ فَأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ تَعَالَى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنْ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} (١) قَالَ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أُهْدِيَ إِلَيْهِ مِثْلُ مَا أَعْطَاهُ لَمْ يَأْخُذْهُ إِلَّا عَلَى إِغْمَاضٍ أَوْ حَيَاءٍ قَالَ فَكُنَّا بَعْدَ ذَلِكَ يَأْتِي أَحَدُنَا بِصَالِحِ مَا عِنْدَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وَأَبُو مَالِكٍ هُوَ الْغِفَارِيُّ وَيُقَالُ اسْمُهُ غَزْوَانُ وَقَدْ رَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ السُّدِّيِّ شَيْئًا مِنْ هَذَا.
الحديث أخرجه ابن أبي شيبة (ج ٣ ص ٢٢٦) فقال رحمه الله: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل به. وهو حديث حسن.
________
أولاً: دراسة الحديث رواية:
* قال الحاكم في المستدرك 3186: “ﻫﺬا ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺮﺟﺎﻩ”.
* قال الشيخ الألباني في الثمر المستطاب (٢/٨٢٤): ” ﺃﺧﺮﺟﻪ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻭاﻟﺤﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺃﺳﺒﺎﻁ اﺑﻦ ﻧﺼﺮ ﻋﻦ اﻟﺴﺪﻱ ﻋﻦ ﻋﺪﻱ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﻋﻦ اﻟﺒﺮاء ﺑﻦ ﻋﺎﺯﺏ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ: {ﻭﻣﻤﺎ ﺃﺧﺮﺟﻨﺎ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ اﻷﺭﺽ ﻭﻻ ﺗﻴﻤﻤﻮا اﻟﺨﺒﻴﺚ ﻣﻨﻪ ﺗﻨﻔﻘﻮﻥ} [ اﻟﺒﻘﺮﺓ / 267]
ﻗﺎﻝ. . . . ﻓﺬﻛﺮﻩ. ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺤﺎﻛﻢ: (ﺻﺤﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ ﻣﺴﻠﻢ). ﻭﻭاﻓﻘﻪ اﻟﺬﻫﺒﻲ ﻭﻫﻮ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻻ
ﻭﺭﻭاﻩ اﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺃﻳﻀﺎ ﻭاﺑﻦ ﻣﺮﺩﻭﻳﻪ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ
* قال محققو سنن ابن ماجه (٦٣/٣): ” ﺻﺤﻴﺢ ﻟﻐﻴﺮﻩ، ﻭﻫﺬا ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺣﺴﻦ، ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺮﻳﺐ ﺻﺪﻭﻕ ﺣﺴﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ.
ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ (1608)، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ 5/ 43 – 44 ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﻘﻄﺎﻥ، ﺑﻬﺬا اﻹﺳﻨﺎﺩ.
ﻭﻫﻮ ﻓﻲ “ﻣﺴﻨﺪ ﺃﺣﻤﺪ” (23976)، ﻭ”ﺻﺤﻴﺢ اﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ” (6774).ﻭﻳﺸﻬﺪ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺑﻌﺪﻩ” .
ثانياً: دراسة الحديث دراية:
وأورده الشيخ مقبل في الصحيح المسند من أسباب النزول ص 40
وبوب عليه في الجامع الصحيح:
12 – ماء جاء في ذم التصدق من الرديء
21 – ذم الحرص على المال
58 – قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه}
* بوب البخاري في صحيحه ﺑﺎﺏ اﻟﻘﺴﻤﺔ، ﻭﺗﻌﻠﻴﻖ اﻟﻘﻨﻮ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ: «اﻟﻘﻨﻮ اﻟﻌﺬﻕ ﻭاﻻﺛﻨﺎﻥ ﻗﻨﻮاﻥ ﻭاﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﻗﻨﻮاﻥ ﻣﺜﻞ ﺻﻨﻮ ﻭﺻﻨﻮاﻥ»
قال ابن بطال:
قال المهلب: فيه وضع ما الناس مشتركون فيه من صدقة أو غيرها فى المسجد؛ لأن المسجد لا يحجب أحد من ذوى الحاجة من دخوله والناس فيه سواء، وكذلك أمور جماعة المسلمين يجب أن تعمل فى المسجد، وليس فى هذا الباب تعليق قنو فى المسجد وأغفله البخارى. وتعليق القنو فى المسجد أمر مشهور، ثم ذكر ابن قتيبة فى غريب الحديث أن نبى الله خرج، فرأى أقناء معلقة فى المسجد، وذكر ثابت فى (غريب الحديث) أن نبى الله أمر من كل حائط بقنو، يعنى للمسجد، معنى ذلك أن ناسا كانوا يقدمون على رسول الله لا شىء لهم، فقالت الأنصار: (يا رسول الله، لو عجلنا قنوا من كل حائط لهؤلاء، قال: أجل فافعلوا) ، فجرى ذلك إلى اليوم، فهى الأقناء التى تعلق فى المسجد فيعطاها المساكين، وكان عليها على عهد رسول الله، معاذ بن جبل. قال ابن القاسم: قد سئل مالك عن أقناء تكون فى المسجد وشبه ذلك، فقال: لا بأس بها، وسئل عن الماء الذى يسقى فى المسجد أترى أن يشرب منه قال: نعم إنما يجعل للعطشى، ولم يرد به أهل المسكنة؛ فلا أرى أن يترك شربه، ولم يزل هذا من أمر الناس قال: وقد سقى سعد بن عبادة، فقيل له: فى المسجد؟ قال: لا، ولكن فى منزله الذى كان فيه، وليس ما ذكره ثابت أن الأقناء كانت تجعل فى المسجد للمساكين بخلاف لقول مالك؛ لأن مالكا إذ سئل عن الأقناء لم تكن تجعل حينئذ للمساكين خاصة؛ لأن زمان مالك كان الناس فيه أوسع حالا منهم فى أول الإسلام، فكان يجعل فى وقت مالك على طريق التوسعة للناس لا يراد بها المساكين، وإنما يراد بها كل من دخل المسجد من غنى أو مسكين، ألا ترى أن مالكا شبه ذلك بالماء الذى يجعل للعطشان ولا يراد به المساكين.
شرح صحيح البخارى لابن بطال (2/ 73)
قال ابن رجب رحمه الله في ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎﺭﻱ : 2/ 363-364: ” ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ اﻟﻘﻨﻮ ﻓﻲ ﺗﺒﻮﻳﺒﻪ ﻭﻓﺴﺮﻩ ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﺣﺪﻳﺜﻪ .
ﻭﺣﺪﻳﺜﻪ ﻗﺪ ﺧﺮﺟﻪ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺴﺪﻱ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻦ اﻟﺒﺮاء ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ (( ﻭﻻ ﺗﻴﻤﻤﻮا اﻟﺨﺒﻴﺚ ﻣﻨﻪ ﺗﻨﻔﻘﻮﻥ )) [ اﻟﺒﻘﺮﺓ : 267 ]
ﻗﺎﻝ : ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻴﻨﺎ ﻣﻌﺸﺮ اﻷﻧﺼﺎﺭ ﻛﻨﺎ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻧﺨﻞ ﻓﻜﺎﻥ اﻟﺮﺟﻞ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﻧﺨﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻛﺜﺮﺗﻪ ﻭﻗﻠﺘﻪ ﻭﻛﺎﻥ اﻟﺮﺟﻞ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﻘﻨﻮ ﻭاﻟﻘﻨﻮﻳﻦ ﻓﻴﻌﻠﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻫﻞ اﻟﺼﻔﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﻃﻌﺎﻡ ﻓﻜﺎﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺇﺫا ﺟﺎﻉ ﺃﺗﻰ اﻟﻘﻨﻮ ﻓﻀﺮﺑﻪ ﺑﻌﺼﺎﻩ ﻓﺴﻘﻂ ﻣﻦ اﻟﺒﺴﺮ ﻭاﻟﺘﻤﺮ ﻓﻴﺄﻛﻞ ﻭﻛﺎﻥ ﻧﺎﺱ ﻣﻤﻦ ﻻ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ اﻟﺨﻴﺮ ﻳﺄﺗﻲ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻟﻘﻨﻮ ﻓﻴﻪ اﻟﺸﻴﺺ ﻭاﻟﺤﺸﻒ ﻭﺑﺎﻟﻘﻨﻮ ﻗﺪ اﻧﻜﺴﺮ ﻓﻴﻌﻠﻘﻪ ﻓﺄﻧﺰﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : (( ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﺃﻧﻔﻘﻮا ﻣﻦ ﻃﻴﺒﺎﺕ ﻣﺎ ﻛﺴﺒﺘﻢ ﻭﻣﻤﺎ ﺃﺧﺮﺟﻨﺎ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ اﻷﺭﺽ ﻭﻻ ﺗﻴﻤﻤﻮا اﻟﺨﺒﻴﺚ ﻣﻨﻪ ﺗﻨﻔﻘﻮﻥ ))
[ اﻟﺒﻘﺮﺓ: 267 ] .
ﻭﺧﺮﺟﻪ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻋﻨﺪﻩ : ﻋﻦ اﻟﺴﺪﻱ ﻋﻦ ﻋﺪﻱ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﻋﻦ اﻟﺒﺮاء .
ﻭﺣﺴﻨﻪ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﻏﺮﺑﻪ ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻧﺴﺨﻪ : ﺻﺤﻴﺢ .
ﻭﺧﺮﺟﻪ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﻗﺎﻝ : ﻏﺮﻳﺐ ﺻﺤﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ ﻣﺴﻠﻢ .
ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﺧﺮﺝ ﻟﻠﺴﺪﻱ ﺇﻻ ﺃﻥ اﻟﺴﺪﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻤﻌﻪ اﻷﺳﺎﻧﻴﺪ اﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ اﻟﻮاﺣﺪ”.
بوب البخاري في صحيحه:
باب: لا يقبل الله صدقة من غلول ولا يقبل إلا من كسب طيب لقوله {ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم} إلى قوله {ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون}
وأورد حديث أبي هريرة:
1410 – حدثنا عبد الله بن منير: سمع أبا النضر: حدثنا عبد الرحمن، هو ابن عبد الله بن دينار، عن أبيه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، وإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه، كما يربي أحدكم فلوه، حتى تكون مثل الجبل» تابعه سليمان عن ابن دينار. وقال ورقاء: عن ابن دينار، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ورواه مسلم بن أبي مريم، وزيد بن أسلم، وسهيل، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن بطال:
استدلال البخارى بهذه الآية صحيح وذلك أنه لما كان حرمان السائل، والقول المعروف والاستغفار له خيرا من صدقة يتبعها أذى، صح وثبت أن الصدقة إذا كانت من غلول أنها غير متقبلة، لأن الأذى للمسلمين فى الغلول أشد عند الله من أذى المتصدق عليه وحده. قال عبد الواحد: كان ينبغى للبخارى أن يخرج فى هذا الباب قوله تعالى: (أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون) [البقرة: 267] فهو أليق بالترجمة
شرح صحيح البخارى لابن بطال (3/ 411)
وبوب البخاري في صحيحه وأورد الآية ولم يورد تحته حديث فقال:
باب صدقة الكسب والتجارة لقوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم} إلى قوله {أن الله غني حميد}
* بوب ابن ماجه على هذا الحديث ﺑﺎﺏ اﻟﻨﻬﻲ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻓﻲ اﻟﺼﺪﻗﺔ ﺷﺮ ﻣﺎﻟﻪ، وأورد تحته حديث الباب وحديث ﻋﻮﻑ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ اﻷﺷﺠﻌﻲ ، ﻗﺎﻝ : ﺧﺮﺝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻖ ﺭﺟﻞ ﺃﻗﻨﺎء ، ﺃﻭ ﻗﻨﻮا ، ﻭﺑﻴﺪﻩ ﻋﺼﺎ ، ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻄﻌﻦ ﻳﺪﻗﺪﻕ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ اﻟﻘﻨﻮ ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﻟﻮ ﺷﺎء ﺭﺏ ﻫﺬﻩ اﻟﺼﺪﻗﺔ ﺗﺼﺪﻕ ﺑﺄﻃﻴﺐ ﻣﻨﻬﺎ ، ﺇﻥ ﺭﺏ ﻫﺬﻩ اﻟﺼﺪﻗﺔ ﻳﺄﻛﻞ اﻟﺤﺸﻒ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ. [ ﺣﺴﻦ، ﺻﺤﻴﺢ ﺃﺑﻲ ﺩاﻭﺩ (1426) ].
* جاء في الثمر المستطاب (٢/٨٢٣): ” (31 – ﺗﻌﻠﻴﻖ اﻟﻌﺬﻕ ﺃﻭ اﻟﻌﻨﻘﻮﺩ ﻟﻠﻔﻘﺮاء ﻓﻘﺪ (ﺃﻣﺮ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺎﺋﻂ ﺑﻘﻨﻮ ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ)
اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﺮﻳﻢ: ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻣﺮ. . . ﺇﻟﺦ. ﻭﻗﺎﻝ: (ﺻﺤﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ ﻣﺴﻠﻢ)
ﻭﻫﻮ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻭﻗﺪ ﺃﻗﺮﻩ اﻟﺬﻫﺒﻲ
ﻭﺭﻭاﻩ ﺃﻳﻀﺎ اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ (اﻷﻭﺳﻂ). ﻗﺎﻝ اﻟﻬﻴﺜﻤﻲ:
(ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺭﺟﺎﻝ اﻟﺼﺤﻴﺢ). ﻭﻓﻲ (اﻟﻔﺘﺢ):
(ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺛﺎﺑﺖ (ﻓﻲ اﻟﺪﻻﺋﻞ) ﺑﻠﻔﻆ: ﻳﻌﻠﻖ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ – ﻳﻌﻨﻲ ﻟﻠﻤﺴﺎﻛﻴﻦ – ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ ﻟﻪ: ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻌﺎﺫ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ ﺃﻱ: ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻈﻬﺎ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻗﺴﻤﺘﻬﺎ)
ﻭﺫﻛﺮ ﻟﻪ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﺷﺎﻫﺪا ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ اﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻋﻦ ﻋﻤﻪ ﻭاﺳﻊ ﻋﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ: ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺭﺧﺺ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاﻳﺎ اﻟﻮﺳﻖ ﻭاﻟﻮﺳﻘﻴﻦ ﻭاﻟﺜﻼﺛﺔ ﻭاﻷﺭﺑﻌﺔ ﻭﻗﺎﻝ: (ﻓﻲ ﺟﺎﺫ ﻛﻞ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻭﺳﻖ ﻗﻨﻮ ﻳﻮﺿﻊ ﻟﻠﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ). ﻭﻗﺎﻝ: (ﺇﻧﻪ ﺻﺤﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ ﻣﺴﻠﻢ)
ﻭﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ ﻭﺇﻥ ﺃﻗﺮﻩ اﻟﺬﻫﺒﻲ ﻷﻥ اﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻣﺪﻟﺲ ﻭﻗﺪ ﻋﻨﻌﻨﻪ ﺛﻢ ﺇﻥ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺘﺞ ﺑﻪ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺭﻭﻯ ﻟﻪ ﻣﻘﺮﻭﻧﺎ ﺃﻭ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ.
* جاء في سنن النسائي 2492 ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻷﻋﻠﻰ ﻭاﻟﺤﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﻣﺴﻜﻴﻦ ﻗﺮاءﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺳﻤﻊ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻭﻫﺐ ﻗﺎﻝ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺠﻠﻴﻞ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ اﻟﻴﺤﺼﺒﻲ ﺃﻥ اﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ ﺣﺪﺛﻪ ﻗﺎﻝ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺃﺑﻮ ﺃﻣﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ﻓﻲ اﻵﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ (ﻭﻻ ﺗﻴﻤﻤﻮا اﻟﺨﺒﻴﺚ ﻣﻨﻪ ﺗﻨﻔﻘﻮﻥ) ﻗﺎﻝ ﻫﻮ اﻟﺠﻌﺮﻭﺭ ﻭﻟﻮﻥ ﺣﺒﻴﻖ ﻓﻨﻬﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﺗﺆﺧﺬ ﻓﻲ اﻟﺼﺪﻗﺔ اﻟﺮﺫاﻟﺔ.
ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ:
ﺻﺤﻴﺢ، ﺻﺤﻴﺢ ﺃﺑﻲ ﺩاﻭﺩ (1425)
* راجع ﻋﻮﻥ اﻟﺼﻤﺪ ﺷﺮﺡ اﻟﺬﻳﻞ ﻭاﻟﻤﺘﻤﻢ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺤﻴﺢ اﻟﻤﺴﻨﺪ ٢١١ عن ﺃﻧﺲ، ﻗﺎﻝ: ﻟﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ {ﻟﻦ ﺗﻨﺎﻟﻮا اﻟﺒﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﻔﻘﻮا ﻣﻤﺎ ﺗﺤﺒﻮﻥ} [ ﺁﻝ ﻋﻤﺮاﻥ: 92] ﺃﻭ {ﻣﻦ ﺫا اﻟﺬﻱ ﻳﻘﺮﺽ اﻟﻠﻪ ﻗﺮﺿﺎ ﺣﺴﻨﺎ} [ اﻟﺒﻘﺮﺓ: 245] ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻃﻠﺤﺔ: ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺣﺎﺋﻂ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺣﺎﺋﻄﻲ ﻟﻠﻪ، ﻭﻟﻮ اﺳﺘﻄﻌﺖ ﺃﻥ ﺃﺳﺮﻩ ﻟﻢ ﺃﻋﻠﻨﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ” اﺟﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﻗﺮاﺑﺘﻚ ” ﺃﻭ ” ﺃﻗﺮﺑﻴﻚ “.
* بوب ابن أبي شيبة رحمه الله في مصنفه 150- ﻣﻦ ﻛﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﺪﻕ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﺸﺮ ﻣﺎﻟﻪ.
وأورد تحته من الأحاديث والآثار ما سيأتي:
– 10888- ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﺎﺗﻢ ﺑﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ، ﻋﻦ ﺣﻤﻴﺪ ﺑﻦ ﺻﺨﺮ ، ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ، ﻗﺎﻝ : ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺃﺑﻲ ، ﻗﺎﻝ : ﺩﺧﻞ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﺃﻗﻨﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻣﻌﻠﻘﺔ ، ﻭﺇﺫا ﻓﻴﻪ ﻗﻨﻮ ﻓﻴﻪ ﺟﺪﺭ، ﻭﻣﻌﻪ ﻋﺮﺟﻮﻥ ، ﺃﻭ ﻋﺼﺎ ، ﻓﻄﻌﻦ ﻓﻴﻪ ، ﻭﻗﺎﻝ : ﻣﻦ ﺟﺎء ﺑﻬﺬا ؟ ﻗﺎﻟﻮا : ﻓﻼﻥ ، ﻗﺎﻝ : ﺑﺆﺱ ﺃﻧﺎﺱ ﻳﻤﺴﻜﻮﻥ ﺻﺪﻗﺎﺗﻬﻢ ، ﺛﻢ ﻳﻄﺮﺡ ﺑﺎﻟﻌﺮاء ﻓﻼ ﺗﺄﻛﻠﻬﺎ اﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻳﻬﺎﺟﺮ ﻛﻞ ﺑﺮﻗﺔ ﻭﺭﻋﺪﺓ ﺇﻟﻰ اﻟﺸﺎﻡ.
– 10889- ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺃﺳﺎﻣﺔ ، ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﻔﺼﺔ ، ﻗﺎﻝ : ﺣﺪﺛﻨﻲ اﻟﺰﻫﺮﻱ ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺃﻣﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺳﻬﻞ ، ﻗﺎﻝ : ﻛﺎﻥ ﻧﺎﺱ ﻳﺘﺼﺪﻗﻮﻥ ﺑﺸﺮاﺭ ، ﺛﻤﺎﺭﻫﻢ ﺣﺘﻰ ﻧﺰﻟﺖ {ﻭﻻ ﺗﻴﻤﻤﻮا اﻟﺨﺒﻴﺚ ﻣﻨﻪ ﺗﻨﻔﻘﻮﻥ ﻭﻟﺴﺘﻢ ﺑﺂﺧﺬﻳﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻐﻤﻀﻮا ﻓﻴﻪ} .
– 10890- ﺣﺪﺛﻨﺎ اﺑﻦ ﻋﻠﻴﺔ ، ﻋﻦ ﺳﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﻋﻠﻘﻤﺔ ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﺳﻴﺮﻳﻦ ، ﺃﻧﻪ ﺳﺄﻝ ﻋﺒﻴﺪﺓ ، ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : {ﻭﻻ ﺗﻴﻤﻤﻮا اﻟﺨﺒﻴﺚ ﻣﻨﻪ ﺗﻨﻔﻘﻮﻥ ﻭﻟﺴﺘﻢ ﺑﺂﺧﺬﻳﻪ} ﺇﻧﻤﺎ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺰﻛﺎﺓ , ﻭاﻟﺪﺭاﻫﻢ اﻟﺰﻳﻒ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺮ.
– 10891- ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻭﻛﻴﻊ ، ﻋﻦ ﻳﺰﻳﺪ ، ﻋﻦ اﻟﺤﺴﻦ {ﻭﻻ ﺗﻴﻤﻤﻮا اﻟﺨﺒﻴﺚ ﻣﻨﻪ ﺗﻨﻔﻘﻮﻥ} ﻗﺎﻝ : ﻛﺎﻥ اﻟﺮﺟﻞ ﻳﺘﺼﺪﻕ ﺑﺮﺫاﺫﺓ ﻣﺎﻟﻪ.
– حديث الباب.
تنبيه : قوله : ﻳﻬﺎﺟﺮ ﻛﻞ ﺑﺮﻗﺔ ﻭﺭﻋﺪﺓ ﺇﻟﻰ اﻟﺸﺎﻡ
جاء في موسوعة بيت المقدس وبلاد الشام الحديثية (ص68):
باب اجتماع خير السماء بين العريش والفرات
… عن كعب الأحبار، قال: يوشك بالرعد والبرق أن يهاجر إلى الشام، حتى لا تكون رعدة ولا برقة إلا ما بين العريش والفرات
وفي بغية الطلب فى تاريخ حلب (1/ 43):
باب في بيان أن حلب مهاجر ابراهيم صلى الله عليه وسلم وأنها من جملة الأرض المبارك فيها
…عن كعب الأحبار قال: يوشك بالرعد والبرق أن يهاجر الى الشام حتى لا تكون رعدة ولا برقة إلا بين العريش والفرات
وفي مختصر تاريخ دمشق (1/ 71)
وعن الأوزاعي قال: يهاجر الرعد والبرق إلى مهاجر إبراهيم، حتى لا تبقى قطرة إلا فيما بين العريش والفرات.
وعن شريح بن سراج الحنفي عن عباد بن منصور قال: كنا عنده فنشأت سحابة برعد وبرق وظلمة فقال: حدثنا أبو قلابة أن الرعد والبرق سيهاجر من أرض العراق إلى أرض الشام، حتى لا يبقى بها رعد ولا برق
* بوب ابن خزيمة في صحيحه 319- ﺑﺎﺏ اﻟﺰﺟﺮ ﻋﻦ ﺇﺧﺮاﺝ اﻟﺤﺒﻮﺏ ﻭاﻟﺘﻤﻮﺭ اﻟﺮﺩﻳﺌﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺪﻗﺔ ، ﻗﺎﻝ : اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ : {ﻭﻻ ﺗﻴﻤﻤﻮا اﻟﺨﺒﻴﺚ ﻣﻨﻪ ﺗﻨﻔﻘﻮﻥ ﻭﻟﺴﺘﻢ ﺑﺂﺧﺬﻳﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻐﻤﻀﻮا ﻓﻴﻪ}
2311- ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ، ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻔﺼﺔ ، ﻋﻦ اﻟﺰﻫﺮﻱ ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺃﻣﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ، ﻗﺎﻝ : ﻛﺎﻥ ﺃﻧﺎﺱ ﻳﺘﻼءﻣﻮﻥ ﺑﺌﺲ ﺃﺛﻤﺎﺭﻫﻢ ﻓﺄﻧﺰﻝ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ : {ﻭﻻ ﺗﻴﻤﻤﻮا اﻟﺨﺒﻴﺚ ﻣﻨﻪ ﺗﻨﻔﻘﻮﻥ ﻭﻟﺴﺘﻢ ﺑﺂﺧﺬﻳﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻐﻤﻀﻮا ﻓﻴﻪ}
، ﻗﺎﻝ : ﻓﻨﻬﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﻟﻮﻧﻴﻦ اﻟﺠﻌﺮﻭﺭ ، ﻭﻋﻦ ﻟﻮﻥ ﺣﺒﻴﻖ.
2312- ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻷﻋﻠﻰ ، ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻭﻫﺐ ، ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺠﻠﻴﻞ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ اﻟﻴﺤﺼﺒﻲ ، ﺃﻥ اﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ ﺣﺪﺛﻪ ، ﻗﺎﻝ : ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺃﺑﻮ ﺃﻣﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ، ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ اﻟﺘﻲ ، ﻗﺎﻝ : اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ : {ﻭﻻ ﺗﻴﻤﻤﻮا اﻟﺨﺒﻴﺚ ﻣﻨﻪ ﺗﻨﻔﻘﻮﻥ}
، ﻗﺎﻝ : ﻫﻮ اﻟﺠﻌﺮﻭﺭ ﻭﻟﻮﻥ ﺣﺒﻴﻖ ﻧﻬﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﺗﺆﺧﺬا ﻓﻲ اﻟﺼﺪﻗﺔ.
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ : ﺃﺳﻨﺪ ﻫﺬا اﻟﺨﺒﺮ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﺴﻴﻦ ، ﻭﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺭﻭﻳﺎﻩ ، ﻋﻦ اﻟﺰﻫﺮﻱ ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺃﻣﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺳﻬﻞ ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ.
2313- ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺎﺩ ، ﻳﻌﻨﻲ ﺃﺑﺎ اﻟﻌﻮاﻡ ، ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﺴﻴﻦ ، ﻋﻦ اﻟﺰﻫﺮﻱ ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺃﻣﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ، ﻗﺎﻝ : ﺃﻣﺮ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﺼﺪﻗﺔ ﻓﺠﺎء ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺴﺨﻞ ﺑﻜﺒﺎﻳﺲ – ، ﻗﺎﻝ : ﺳﻔﻴﺎﻥ : ﻳﻌﻨﻲ اﻟﺸﻴﺺ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﻣﻦ ﺟﺎء ﺑﻬﺬا ﻭﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺠﻲء ﺃﺣﺪ ﺑﺸﻲء ﺇﻻ ﻧﺴﺐ ﺇﻟﻰ اﻟﺬﻱ ﺟﺎء ﺑﻪ ﻭﻧﺰﻟﺖ : {ﻭﻻ ﺗﻴﻤﻤﻮا اﻟﺨﺒﻴﺚ ﻣﻨﻪ ﺗﻨﻔﻘﻮﻥ}
، ﻗﺎﻝ : ﻭﻧﻬﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﺠﻌﺮﻭﺭ ، ﻭﻟﻮﻥ اﻟﺤﺒﻴﻖ ﺃﻥ ﺗﺆﺧﺬا ﻓﻲ اﻟﺼﺪﻗﺔ.
ﻗﺎﻝ اﻟﺰﻫﺮﻱ : ﻟﻮﻧﺎﻥ ﺛﻤﺮ ﻣﻦ ﺛﻤﺮ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ.
معاني المفردات:
قال سفيان: «السخل الشيص»
المعجم الكبير للطبراني (6/ 76)
(كبس) – في الحديث: “أن رجلا جاء بكبائس من هذه النخل (2) “.
يعني الشيص. وكبائس النخل جمع كباسة؛ وهي العذق التام بشماريخه ورطبه، ويجمع أيضا كبسانا
المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (3/ 10)
الشيص: يقال للتمر الذي لا يشتد نواه ويقوى، وقد لا يكون له نوى أصلا، وقد أشاص النخل، وشيص إذا لم يلقح. وأهل المدينة يسمون الشيص السخل. اللسان (شيص)
المسائل والأجوبة لابن قتيبة (ص152)
وفي حاشية السندي على النسائي
قوله ( الجعرور ) بضم جيم وسكون عين مهملة وراء مكررة ضرب رديء من التمر يحمل رطبا صغارا لا خير فيه ( ولون حبيق ) بضم الحاء المهملة وفتح الموحدة وسكون المثناة التحتية وقاف نوع رديء من التمر منسوب إلى رجل اسمه ذاك ( الرذالة ) بضم الراء وإعجام الذال الرديء .
مما جاء في تفسير قوله تعالى:{ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون}
قال الطبري في التفسير:
القول في تأويل قوله:
قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه ب”الخبيث”: الرديء، غير الجيد، يقول: لا تعمدوا الرديء من أموالكم في صدقاتكم فتصدقوا منه، ولكن تصدقوا من الطيب الجيد.
ثم ذكر أن معناه الرديء وقيل الحرام وذكر ادلة كل قول
جاء في كتاب الأم للشافعي:
[باب ما يحل للناس أن يعطو من أموالهم]
(قال الشافعي) : – رحمه الله -: قال الله تبارك وتعالى {ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون} [البقرة: 267] الآية.
(قال الشافعي) : يعني والله أعلم تأخذونه لأنفسكم ممن لكم عليه حق فلا تنفقوا ما لا تأخذون لأنفسكم، يعني لا تعطوا مما خبث عليكم والله أعلم وعندكم طيب.
(قال الشافعي) : فحرام على من عليه صدقة أن يعطي الصدقة من شرها وحرام على من له تمر أن يعطي العشر من شره، ومن له الحنطة أن يعطي العشر من شرها، ومن له ذهب أن يعطي زكاتها من شرها، ومن له إبل أن يعطي الزكاة من شرها إذا ولي إعطاءها أهلها، وعلى السلطان أن يأخذ ذلك منه، وحرام عليه إن غابت أعيانها عن السلطان فقبل قوله أن يعطيه من شرها ويقول: ماله كله هكذا، قال الربيع: أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سفيان عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن جرير بن عبد الله البجلي قال قال رسول الله: – صلى الله عليه وسلم – «إذا أتاكم المصدق فلا يفارقكم إلا عن رضا» (قال الشافعي) : يعني والله أعلم أن يوفوه طائعين ولا يلووه لا أن يعطوه من أموالهم ما ليس عليهم فبهذا نأمرهم ونأمر المصدق
الأم للشافعي (2/ 62)
قال القاسم بن سلام:
قال: كانوا يتيممون الحشف، وشر أموالهم، فنزلت هذه الآية
1541 – قال: حدثنا سعيد بن عقير، ويحيى بن بكير، عن مالك بن أنس، عن زياد بن سعد، عن ابن شهاب، قال: «لا يؤخذ في الصدقة الجعرور ولا مصران الفارة، ولا عذق ابن حبيق، وهو يعد على صاحبه»
1542 – وزاد ابن بكير في حديثه قال: وقال مالك: ” ومثل ذلك مثل السخال تعد على صاحبها، ولا تؤخذ في الصدقة. قال: وفي الثمر أيضا أو قال: في التمر البردي، وما أشبهه فلا يؤخذ في الصدقة ما أشبه ذلك من جيد التمر، وإنما تؤخذ من وسط المال قال أبو عبيد: فهذا ما جاء في المكروه من خسيس الثمار
الأموال للقاسم بن سلام (ص609)
* قال الإتيوبي رحمه الله في ذخيرة العقبى (٢١٨/٢٢): ”
ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻪ: {ﻭﻟﺴﺘﻢ ﺑﺂﺧﺬﻳﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻐﻤﻀﻮا ﻓﻴﻪ}
ﺃﻱ ﻟﺴﺘﻢ ﺑﺂﺧﺬﻳﻪ ﻓﻲ ﺩﻳﻮﻧﻜﻢ، ﻭﺣﻘﻮﻗﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺘﺴﺎﻫﻠﻮا ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﻭﺗﺘﺮﻛﻮا ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻗﻜﻢ، ﻭﺗﻜﺮﻫﻮﻧﻪ، ﻭﻻ ﺗﺮﺿﻮﻧﻪ. ﺃﻱ ﻓﻼ ﺗﻔﻌﻠﻮا ﻣﻊ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﺗﺮﺿﻮﻧﻪ ﻷﻧﻔﺴﻜﻢ. ﻗﺎﻝ ﻣﻌﻨﺎﻩ اﻟﺒﺮاء ﺑﻦ ﻋﺎﺯﺏ، ﻭاﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻭاﻟﻀﺤﺎﻙ – ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ -. ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺤﺴﻦ: ﻣﻌﻨﻰ اﻵﻳﺔ: ﻭﻟﺴﺘﻢ ﺑﺂﺧﺬﻳﻪ، ﻭﻟﻮ ﻭﺟﺪﺗﻤﻮﻩ ﻓﻲ اﻟﺴﻮﻕ ﻳﺒﺎﻉ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻬﻀﻢ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺛﻤﻨﻪ. ﻭﺭﻭﻱ ﻧﺤﻮﻩ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ – ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ -. ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ: ﻭﻫﺬاﻥ اﻟﻘﻮﻻﻥ ﻳﺸﺒﻬﺎﻥ ﻛﻮﻥ اﻵﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺰﻛﺎﺓ اﻟﻮاﺟﺒﺔ.
ﻗﺎﻝ اﺑﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ: ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ اﻟﻔﺮﺽ ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻝ: {ﻭﻟﺴﺘﻢ ﺑﺂﺧﺬﻳﻪ}
، ﻷﻥ اﻟﺮﺩﻱء ﻭاﻟﻤﻌﻴﺐ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﺧﺬﻩ ﻓﻲ اﻟﻔﺮﺽ ﺑﺤﺎﻝ، ﻻ ﻣﻊ ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻹﻏﻤﺎﺽ، ﻭﻻ ﻣﻊ ﻋﺪﻣﻪ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺆﺧﺬ ﻣﻊ ﻋﺪﻡ اﻹﻏﻤﺎﺽ ﻓﻲ اﻟﻨﻔﻞ. ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺒﺮاء ﺑﻦ ﻋﺎﺯﺏ ﺃﻳﻀﺎ: ﻣﻌﻨﺎﻩ: {ﻭﻟﺴﺘﻢ ﺑﺂﺧﺬﻳﻪ}
ﺃﻱ ﻟﻮ ﺃﻫﺪﻱ ﻟﻜﻢ {ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻐﻤﻀﻮا ﻓﻴﻪ}
ﺃﻱ ﺗﺴﺘﺤﻴﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻬﺪﻱ، ﻓﺘﻘﺒﻞ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻪ ﺑﻪ، ﻭﻻ ﻗﺪﺭ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ. ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ: ﻭﻫﺬا ﻳﺸﺒﻪ ﻛﻮﻥ اﻵﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻄﻮﻉ. ﻭﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﺯﻳﺪ: ﻭﻟﺴﺘﻢ ﺑﺂﺧﺬﻱ اﻟﺤﺮاﻡ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻐﻤﻀﻮا ﻓﻲ ﻣﻜﺮﻭﻫﻪ.
ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻪ: {ﻭاﻋﻠﻤﻮا ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﻏﻨﻲ ﺣﻤﻴﺪ}
: ﺃﻱ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ -ﻋﺰ ﻭﺟﻞ- ﻏﻨﻲ ﻋﻦ ﺻﺪﻗﺎﺗﻜﻢ، ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻓﻤﻦ ﺗﻘﺮﺏ، ﻭﻃﻠﺐ ﻣﺜﻮﺑﺔ، ﻓﻠﻴﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﻤﺎ ﻟﻪ ﻗﺪﺭ، ﻭﺑﺎﻝ، ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﻘﺪﻡ ﻟﻨﻔﺴﻪ. ﻭﻣﻌﻨﻰ “ﺣﻤﻴﺪ”: ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ. ﺃﻓﺎﺩﻩ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ -ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ-.
* بوب النووي في رياض الصالحين 37ـ ﺑﺎﺏ اﻹﻧﻔﺎﻕ ﻣﻤﺎ ﻳﺤﺐ ﻭﻣﻦ اﻟﺠﻴﺪ ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (ﻟﻦ ﺗﻨﺎﻟﻮا اﻟﺒﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﻔﻘﻮا ﻣﻤﺎ ﺗﺤﺒﻮﻥ) [ ﺁﻝ ﻋﻤﺮاﻥ: 92] ، ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﺃﻧﻔﻘﻮا ﻣﻦ ﻃﻴﺒﺎﺕ ﻣﺎ ﻛﺴﺒﺘﻢ ﻭﻣﻤﺎ ﺃﺧﺮﺟﻨﺎ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ اﻷﺭﺽ ﻭﻻ ﺗﻴﻤﻤﻮا اﻟﺨﺒﻴﺚ ﻣﻨﻪ ﺗﻨﻔﻘﻮﻥ) [ اﻟﺒﻘﺮﺓ: 267]
* قال ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (١٦٠/٣): ” اﻟﺨﺒﻴﺚ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺑﺤﺴﺒﻪ، فالخبيث ﻣﻦ اﻟﻤﺎﻝ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺩﻱء، ﻭﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺴﺐ اﻟﺮﺩﻱء، ﻭﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮاﻡ.
ﻓﻤﻦ ﺇﻃﻼﻗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺩﻱء ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (ﻭﻻ ﺗﻴﻤﻤﻮا اﻟﺨﺒﻴﺚ ﻣﻨﻪ ﺗﻨﻔﻘﻮﻥ ﻭﻟﺴﺘﻢ ﺑﺂﺧﺬﻳﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻐﻤﻀﻮا ﻓﻴﻪ) ﻫﺬا ﺑﻘﻴﺔ اﻵﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺃﻭﻟﻬﺎ: (ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﺃﻧﻔﻘﻮا ﻣﻦ ﻃﻴﺒﺎﺕ ﻣﺎ ﻛﺴﺒﺘﻢ ﻭﻣﻤﺎ ﺃﺧﺮﺟﻨﺎ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ اﻷﺭﺽ) ﻭاﻟﺨﺎﺭﺝ ﻣﻦ اﻷﺭﺽ ﻣﻨﻪ اﻟﻄﻴﺐ ﻭﻣﻨﻪ اﻟﺮﺩﻱء، ﻗﺎﻝ: (ﻭﻻ ﺗﻴﻤﻤﻮا اﻟﺨﺒﻴﺚ) ﺃﻱ: ﻻ ﺗﻘﺼﺪﻭا اﻟﺨﺒﻴﺚ ﻭﻫﻮ اﻟﺮﺩﻱء ﺗﻨﻔﻘﻮﻥ ﻣﻨﻪ، (ﻭﻟﺴﺘﻢ ﺑﺂﺧﺬﻳﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻐﻤﻀﻮا ﻓﻴﻪ) ﻳﻌﻨﻲ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ اﻟﺤﻖ ﻟﻜﻢ ﻣﺎ ﺃﺧﺬﺗﻢ اﻟﺮﺩﻱء ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺇﻏﻤﺎﺽ ﻭﻋﻠﻰ ﻛﺮﻩ، ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺮﺿﻮﻥ ﻟﻐﻴﺮﻛﻢ ﺃﻥ ﺗﻌﻄﻮﻩ اﻟﺮﺩﻱء ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺗﺄﺑﻮﻥ ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬﻭﻩ؟ !
ﻭﻫﺬا ﻣﻦ ﺑﺎﺏ اﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﺮ ﻭﻳﻌﺘﺮﻑ ﺑﻪ؛ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ اﻟﺮﺩﻱء ﺑﺪﻻ ﻋﻦ اﻟﻄﻴﺐ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺮﺿﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻲ اﻟﺮﺩﻱء ﺑﺪﻻ ﻋﻦ اﻟﻄﻴﺐ؟ !
ﻓاﻟﺨﺒﻴﺚ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﺮﺩﻱء ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎ ﺗﺴﻤﻴﺔ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ اﻟﺒﺼﻞ ﻭاﻟﻜﺮاﺙ اﻟﺸﺠﺮﺓ اﻟﺨﺒﻴﺚة؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺭﺩﻳﺌﺔ ﻣﻨﺘﻨﺔ ﻛﺮﻳﻬﺔ، ﺣﺘﻰ ﺇﻥ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫا ﺃﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺭاﺋﺤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﻤﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺤﺮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻻ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﻭﻻ ﻟﻐﻴﺮ اﻟﺼﻼﺓ؛ ﻷﻥ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻣﻌﻤﻮﺭ ﺑﺎﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ….. وذكر الدخان والشيشة والأصنان
ثم قال :
ﻭﻣﻦ ﺇﻃﻼﻕ اﻟﺨﺒﻴﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺴﺐ اﻟﺮﺩﻱء ﻗﻮﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ((ﻛﺴﺐ اﻟﺤﺠﺎﻡ ﺧﺒﻴﺚ)) اﻟﺤﺠﺎﻡ اﻟﺬﻱ ﻳﺨﺮﺝ اﻟﺪﻡ ﻳﺨﺮﺝ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﻣﺔ، ﻫﺬا ﻛﺴﺒﻪ ﺧﺒﻴﺚ، ﻳﻌﻨﻲ ﺭﺩﻱء ﻭﻟﻴﺲ اﻟﻤﺮاﺩ ﺃﻧﻪ ﺣﺮاﻡ، ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ: ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﺴﺐ اﻟﺤﺠﺎﻡ ﺣﺮاﻣﺎ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﺎﻩ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺟﺮﺗﻪ .
ﻭﻣﻦ ﺇﻃﻼﻕ اﻟﺨﺒﻴﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺮﻡ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻭﺻﻒ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: (ﻭﻳﺤﻞ ﻟﻬﻢ اﻟﻄﻴﺒﺎﺕ ﻭﻳﺤﺮﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺨﺒﺎﺋﺚ) [ اﻷﻋﺮاﻑ: 157]، ﻳﻌﻨﻲ ﻳﺤﺮﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺨﺒﺎﺋﺚ ﻭﻫﻲ ﺿﺪ اﻟﻄﻴﺒﺎﺕ، ﻣﺜﻞ اﻟﻤﻴﺘﺔ، ﻟﺤﻢ اﻟﺨﻨﺰﻳﺮ، اﻟﻤﻨﺨﻨﻘﺔ، اﻟﺨﻤﺮ، ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺫﻟﻚ.
ﻭﻣﻌﻨﻰ اﻵﻳﺔ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺤﺮﻡ ﺇﻻ اﻟﺨﺒﺎﺋﺚ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺧﺒﻴﺚ ﻳﺤﺮﻣﻪ؛ ﻷﻥ اﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ اﻟﺨﺒﻴﺚ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺻﺎﻑ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ، ﻟﻜﻦ اﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻻ ﻳﺤﺮﻡ ﺇﻻ اﻟﺨﺒﺎﺋﺚ.
ﻓﺎﻟﺤﺎﺻﻞ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻧﻬﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﺼﺪ اﻹﻧﺴﺎﻥ اﻟﺮﺩﻱء ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ ﻓﻴﺘﺼﺪﻕ ﺑﻪ، ﻭﺣﺚ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻖ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﻭﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﺧﻴﺮ” .
* سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في اللقاء المفتوح ﻓﻀﻴﻠﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﺫﻛﺮﺕ اﻟﺘﺼﺪﻕ ﺑﺎﻟﺜﻮﺏ اﻟﺨﻠﻖ، ﻓﻬﻞ ﻳﻌﺎﺭﺽ ﻗﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: {ﻭﻻ ﺗﻴﻤﻤﻮا اﻟﺨﺒﻴﺚ ﻣﻨﻪ} [ اﻟﺒﻘﺮﺓ:267]؟
فأجاب الشيخ رحمه الله: ﻻ ﻳﻌﺎﺭﺽ ﻷﻥ اﻵﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺰﻛﺎﺓ، ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﺼﺪ اﻟﺮﺩﻱء ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ ﻭﻳﺨﺮﺟﻪ ﻓﻲ اﻟﺰﻛﺎﺓ، ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻭاﺟﺒﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺧﺮاﺟﻪ ﻓﻠﻴﺨﺮﺝ ﻣﺎ ﺷﺎء، ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ اﻟﺘﺼﺪﻕ ﺑﻬﺬا ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺇﺗﻼﻓﻪ.
* قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في تفسير هذه الآية: ” ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا }
: ﺗﺼﺪﻳﺮ اﻟﺨﻄﺎﺏ ﺑﺎﻟﻨﺪاء ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ، ﻭاﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻪ؛ ﻷﻥ اﻟﻨﺪاء ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﺘﻨﺒﻴﻪ؛
ﻭﺃﻥ ﺗﺼﺪﻳﺮﻩ ﺑـ{ ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا }
ﻳﻔﻴﺪ ﻋﺪﺓ ﻓﻮاﺋﺪ:
ﺃﻭﻻ: اﻹﻏﺮاء؛ ﻭ«اﻹﻏﺮاء» ﻣﻌﻨﺎﻩ اﻟﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮﻝ ﻣﺎ ﺗﺨﺎﻃﺐ ﺑﻪ؛ ﻭﻟﻬﺬا ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: «ﺇﺫا ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا}
ﻓﺄﺭﻋﻬﺎ ﺳﻤﻌﻚ، ﻓﺈﻧﻪ ﺧﻴﺮ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻪ، ﺃﻭ ﺷﺮ ﻳﻨﻬﻰ ﻋﻨﻪ»(1)؛
ﺛﺎﻧﻴﺎ: ﺃﻥ اﻣﺘﺜﺎﻝ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺨﻄﺎﺏ ﻣﻦ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ اﻹﻳﻤﺎﻥ؛ ﻛﺄﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎﻝ: { ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا }
ﺇﻥ ﺇﻳﻤﺎﻧﻜﻢ ﻳﺪﻋﻮﻛﻢ ﺇﻟﻰ ﻛﺬا ﻭﻛﺬا.
ﺛﺎﻟﺜﺎ: ﺃﻥ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ﻧﻘﺺ ﻓﻲ اﻹﻳﻤﺎﻥ؛ ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﺣﻘﻖ ﻫﺬا اﻟﻮﺻﻒ ﻻﻣﺘﺜﻞ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺨﻄﺎﺏ.
ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { ﺃﻧﻔﻘﻮا ﻣﻦ ﻃﻴﺒﺎﺕ ﻣﺎ ﻛﺴﺒﺘﻢ }
: ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺫﻛﺮ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻓﻀﻴﻠﺔ اﻹﻧﻔﺎﻕ اﺑﺘﻐﺎء ﻭﺟﻬﻪ، ﻭﺳﻮء اﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻟﻤﻦ ﻣﻦ ﺑﺼﺪﻗﺘﻪ، ﺃﻭ ﺃﻧﻔﻖ ﺭﻳﺎء، ﺣﺚ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﻔﺎﻕ؛ ﻟﻜﻦ اﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻫﻨﺎ، ﻭﻣﺎ ﺳﺒﻖ: ﺃﻥ ﻣﺎ ﻫﻨﺎ ﺑﻴﺎﻥ ﻟﻠﺬﻱ ﻳﻨﻔﻖ ﻣﻨﻪ؛ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺑﻴﺎﻥ ﻟﻠﺬﻱ ﻳﻨﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { ﻣﻦ ﻃﻴﺒﺎﺕ ﻣﺎ ﻛﺴﺒﺘﻢ }
ﺃﻱ ﻣﻤﺎ ﻛﺴﺒﺘﻤﻮﻩ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺣﻼﻝ؛ ﻭ{ ﻛﺴﺒﺘﻢ }
ﺃﻱ ﻣﺎ ﺣﺼﻠﺘﻤﻮﻩ ﺑﺎﻟﻜﺴﺐ، ﻛﺎﻟﺬﻱ ﻳﺤﺼﻞ ﺑﺎﻟﺒﻴﻊ ﻭاﻟﺸﺮاء، ﻭاﻟﺘﺄﺟﻴﺮ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ؛ ﻭﻛﻞ ﺷﻲء ﺣﺼﻞ ﺑﻌﻤﻞ ﻣﻨﻚ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﻛﺴﺒﻚ.
ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { ﻭﻣﻤﺎ ﺃﺧﺮﺟﻨﺎ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ اﻷﺭﺽ } : ﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺇﻧﻪ ﻣﻌﻄﻮﻑ ﻋﻠﻰ { ﻣﺎ }
ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { ﻣﺎ ﻛﺴﺒﺘﻢ } ؛ ﻳﻌﻨﻲ: «ﻭﻣﻦ ﻃﻴﺒﺎﺕ ﻣﺎ ﺃﺧﺮﺟﻨﺎ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ اﻷﺭﺽ»؛ ﻭﻟﻜﻦ اﻟﺼﺤﻴﺢ اﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﻧﻪ ﻣﻌﻄﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { ﻃﻴﺒﺎﺕ }
؛ ﻳﻌﻨﻲ: «ﺃﻧﻔﻘﻮا ﻣﻦ ﻃﻴﺒﺎﺕ ﻣﺎ ﻛﺴﺒﺘﻢ، ﻭﺃﻧﻔﻘﻮا ﻣﻤﺎ ﺃﺧﺮﺟﻨﺎ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ اﻷﺭﺽ»؛ ﻷﻥ ﻣﺎ ﺃﺧﺮﺝ اﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ اﻷﺭﺽ ﻛﻠﻪ ﻃﻴﺐ ﻣﻠﻚ ﻟﻨﺎ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { ﻫﻮ اﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ ﻟﻜﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﺟﻤﻴﻌﺎ } [ اﻟﺒﻘﺮﺓ: 29] .
ﻭﻗﻮﻟﻪ: { ﻣﻤﺎ }
: ﻟﻮ ﻗﻠﻨﺎ: ﺇﻥ «ﻣﻦ» ﻟﻠﺘﺒﻌﻴﺾ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﻤﻌﻨﻰ: ﺃﻧﻔﻘﻮا ﺑﻌﺾ ﻃﻴﺒﺎﺕ ﻣﺎ ﻛﺴﺒﺘﻢ، ﻭﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﺃﺧﺮﺟﻨﺎ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ اﻷﺭﺽ؛ ﻭﻫﻨﺎﻙ اﺣﺘﻤﺎﻝ ﺃﻥ «ﻣﻦ» ﻟﺒﻴﺎﻥ اﻟﺠﻨﺲ؛ ﻓﻴﺸﻤﻞ ﻣﺎ ﻟﻮ ﺃﻧﻔﻖ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﺎﻟﻪ؛ ﻭﻫﺬا ﻋﻨﺪﻱ ﺃﺣﺴﻦ؛ ﻷﻥ اﻟﺘﻲ ﻟﻠﺠﻨﺲ ﺗﻌﻢ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻭاﻟﻜﺜﻴﺮ.
ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { ﺃﺧﺮﺟﻨﺎ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ اﻷﺭﺽ }
ﻳﺸﻤﻞ ﻣﺎ ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺛﻤﺮاﺕ اﻟﻨﺨﻴﻞ، ﻭاﻷﻋﻨﺎﺏ، ﻭاﻟﺰﺭﻭﻉ، ﻭاﻟﻔﺎﻛﻬﺔ، ﻭاﻟﻤﻌﺎﺩﻥ، ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻨﻔﻖ ﻣﻨﻪ.
ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { ﻭﻻ ﺗﻴﻤﻤﻮا اﻟﺨﺒﻴﺚ ﻣﻨﻪ ﺗﻨﻔﻘﻮﻥ }
ﺃﻱ ﻻ ﺗﻘﺼﺪﻭا اﻟﺨﺒﻴﺚ ﻣﻨﻪ ﻓﺘﻨﻔﻘﻮﻧﻪ؛ ﻷﻥ «اﻟﺘﻴﻤﻢ» ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ: اﻟﻘﺼﺪ؛ ﻭﻣﻨﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻓﺗﻴﻤﻤﻮا ﺻﻌﻴﺪا ﻃﻴﺒﺎ ﻓﺎﻣﺴﺤﻮا ﺑﻮﺟﻮﻫﻜﻢ ﻭﺃﻳﺪﻳﻜﻢ ﻣﻨﻪ}
[ اﻟﻤﺎﺋﺪﺓ: 6]
؛ ﻭاﻟﻤﺮاﺩ ﺑـ{ اﻟﺨﺒﻴﺚ }
ﻫﻨﺎ اﻟﺮﺩﻱء؛ ﻳﻌﻨﻲ: ﻻ ﺗﻘﺼﺪﻭا اﻟﺮﺩﻱء ﺗﺨﺮﺟﻮﻧﻪ، ﻭﺗﺒﻘﻮﻥ ﻷﻧﻔﺴﻜﻢ اﻟﻄﻴﺐ؛ ﻓﺈﻥ ﻫﺬا ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻌﺪﻝ؛ ﻭﻟﻬﺬا ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { ﻭﻟﺴﺘﻢ ﺑﺂﺧﺬﻳﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻐﻤﻀﻮا ﻓﻴﻪ }
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { ﻣﻨﻪ ﺗﻨﻔﻘﻮﻥ }
ﻳﺤﺘﻤﻞ ﻓﻲ { ﻣﻨﻪ }
ﻭﺟﻬﺎﻥ؛ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ: ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑـ{ اﻟﺨﺒﻴﺚ }
ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺣﺎﻝ؛ ﺃﻱ اﻟﺨﺒﻴﺚ ﺣﺎﻝ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻤﺎ ﺃﺧﺮﺟﻨﺎ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ اﻷﺭﺽ؛ ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ { ﺗﻨﻔﻘﻮﻥ }
ﺿﻤﻴﺮ ﻣﺤﺬﻭﻑ؛ ﻭاﻟﺘﻘﺪﻳﺮ: ﺗﻨﻔﻘﻮﻧﻪ؛ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { ﺗﻨﻔﻘﻮﻥ }
؛ ﻳﻌﻨﻲ: ﻭﻻ ﺗﻘﺼﺪﻭا اﻟﺨﺒﻴﺚ ﺗﻨﻔﻘﻮﻥ ﻣﻨﻪ؛ ﻭﻗﺪﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣﻠﻬﺎ ﻟﻠﺤﺼﺮ؛ ﻭاﻟﻮﺟﻬﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻔﺎﻥ؛ ﻓﺈﻥ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﻳﻨﻬﺎﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﺼﺪ اﻟﺨﺒﻴﺚ – ﻭﻫﻮ اﻟﺮﺩﻱء – ﻟﻨﻨﻔﻖ ﻣﻨﻪ.
ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { ﻭﻟﺴﺘﻢ ﺑﺂﺧﺬﻳﻪ }
: ﺃﻱ ﻟﺴﺘﻢ ﺑﺂﺧﺬﻱ اﻟﺮﺩﻱء ﻋﻦ اﻟﺠﻴﺪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ اﻟﺤﻖ ﻟﻜﻢ { ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻐﻤﻀﻮا ﻓﻴﻪ }
ﺃﻱ ﺗﺄﺧﺬﻭﻩ ﻋﻦ ﺇﻏﻤﺎﺽ؛ ﻭ «اﻹﻏﻤﺎﺽ» ﺃﺧﺬ اﻟﺸﻲء ﻋﻠﻰ ﻛﺮاﻫﻴﺘﻪ – ﻛﺄﻧﻪ ﺃﻏﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻛﺮاﻫﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﺮاﻩ.
ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { ﻭاﻋﻠﻤﻮا ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﻏﻨﻲ ﺣﻤﻴﺪ }
؛ ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻜﻢ اﻹﻧﻔﺎﻕ ﻟﻔﻘﺮﻩ ﻭاﺣﺘﻴﺎﺟﻪ.
اﻟﻔﻮاﺋﺪ:
1 – ﻣﻦ ﻓﻮاﺋﺪ اﻵﻳﺔ :
– ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﻭﺟﻮﺏ اﻹﻧﻔﺎﻕ ﻣﻦ ﻃﻴﺒﺎﺕ ﻣﺎ ﻛﺴﺒﻨﺎ؛ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { ﺃﻧﻔﻘﻮا }
؛ ﻭاﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ اﻟﻮﺟﻮﺏ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻮﻡ ﺩﻟﻴﻞ ﺻﺎﺭﻑ ﻋﻦ اﻟﻮﺟﻮﺏ.
– ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﻭﺟﻮﺏ اﻟﺰﻛﺎﺓ ﻓﻲ ﻋﺮﻭﺽ اﻟﺘﺠﺎﺭﺓ؛ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { ﻣﺎ ﻛﺴﺒﺘﻢ }
؛ ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻋﺮﻭﺽ اﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻛﺴﺐ؛ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻛﺴﺐ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ.
– ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺃﻥ اﻟﻤﺎﻝ اﻟﺤﺮاﻡ ﻻ ﻳﺆﻣﺮ ﺑﺎﻹﻧﻔﺎﻕ ﻣﻨﻪ؛ ﻷﻧﻪ ﺧﺒﻴﺚ؛ ﻭاﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻃﻴﺐ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺇﻻ ﻃﻴﺒﺎ.
ﻓﺈﺫا ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻣﺎﺫا ﺃﺻﻨﻊ ﺑﻪ ﺇﺫا ﺗﺒﺖ؟
ﻓﺎﻟﺠﻮاﺏ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺇﻥ ﺃﺧﺬﻩ ﺑﻐﻴﺮ اﺧﺘﻴﺎﺭﻩ؛ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﺭﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﻭﺭﺛﺘﻪ؛ ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻭﺭﺛﺔ ﻓﻌﻠﻰ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﺎﻝ؛ ﻓﺈﻥ ﺗﻌﺬﺭ ﺫﻟﻚ ﺗﺼﺪﻕ ﺑﻪ ﻋﻤﻦ ﻫﻮ ﻟﻪ؛ ﺃﻣﺎ ﺇﺫا ﺃﺧﺬﻩ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎﺭ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻛﺎﻟﺮﺑﺎ، ﻭﻣﻬﺮ اﻟﺒﻐﻲ، ﻭﺣﻠﻮاﻥ اﻟﻜﺎﻫﻦ، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﺩﻩ ﻋﻠﻴﻪ؛ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺘﺼﺪﻕ ﺑﻪ؛ ﻫﺬا ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﺣﻴﻦ اﻛﺘﺴﺎﺑﻪ ﺇﻳﺎﻩ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﺎﻟﺘﺤﺮﻳﻢ؛ ﺃﻣﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻫﻼ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﺪﻕ ﺑﻪ؛ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻓﻠﻪ ﻣﺎ ﺳﻠﻒ ﻭﺃﻣﺮﻩ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ}
[ اﻟﺒﻘﺮﺓ: 275]
. – ﻭﻣﻦ ﻓﻮاﺋﺪ اﻵﻳﺔ: ﺗﺤﺮﻳﻢ ﻗﺼﺪ اﻟﺮﺩﻱء ﻓﻲ ﺇﺧﺮاﺝ اﻟﺰﻛﺎﺓ؛ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { ﻭﻻ ﺗﻴﻤﻤﻮا اﻟﺨﺒﻴﺚ ﻣﻨﻪ ﺗﻨﻔﻘﻮﻥ} .
– ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺇﺫا ﺿﻤﺖ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻳﺚ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺣﻴﻦ ﺑﻌﺚ اﻟﻨﺒﻲ ﻣﻌﺎﺫا ﺇﻟﻰ اﻟﻴﻤﻦ، ﻭﻗﺎﻝ: «ﺇﻳﺎﻙ ﻭﻛﺮاﺋﻢ ﺃﻣﻮاﻟﻬﻢ»، ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻚ اﻟﻌﺪﻝ ﻓﻲ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ؛ ﻷﻥ اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺰﻛﺎﺓ ﻟﻮ ﻗﺼﺪ اﻟﻜﺮاﺋﻢ ﻣﻦ اﻷﻣﻮاﻝ ﺻﺎﺭ ﻓﻲ ﻫﺬا ﺇﺟﺤﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ اﻷﻣﻮاﻝ؛ ﻭﻟﻮ ﻗﺼﺪ اﻟﺮﺩﻱء ﺻﺎﺭ ﻓﻴﻪ ﺇﺟﺤﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ اﻟﺰﻛﺎﺓ؛ ﻓﺼﺎﺭ اﻟﻮاﺟﺐ ﻭﺳﻄﺎ؛ ﻻ ﻧﻠﺰﻡ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﺎﻝ ﺑﺈﺧﺮاﺝ اﻷﺟﻮﺩ؛ ﻭﻻ ﻧﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺇﺧﺮاﺝ اﻷﺭﺩﺃ؛ ﺑﻞ ﻳﺨﺮﺝ اﻟﻮﺳﻂ.
– ﻭﻣﻨﻬﺎ: اﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺇﻳﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ؛ ﻭﻫﻲ ﻗﻮﻝ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺐ ﻷﺧﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺤﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ»؛ ﻭﻭﺟﻪ اﻟﺪﻻﻟﺔ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎﻝ: { ﻭﻟﺴﺘﻢ ﺑﺂﺧﺬﻳﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻐﻤﻀﻮا ﻓﻴﻪ }
؛ ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﺑﻬﺬا ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﻠﻤﺎﺫا ﻳﺮﺿﺎﻩ ﻟﻐﻴﺮﻩ؟!! ﻓﺈﺫا ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺖ ﻟﻮ ﺃﻋﻄﻴﺖ اﻟﺮﺩﻱء ﻣﻦ ﻣﺎﻝ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﺑﻴﻨﻚ ﻭﺑﻴﻦ ﻏﻴﺮﻙ ﻣﺎ ﺃﺧﺬﺗﻪ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺇﻏﻤﺎﺽ، ﻭﺇﻏﻀﺎء ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء؛ ﻓﻠﻤﺎﺫا ﺗﺨﺘﺎﺭﻩ ﻟﻐﻴﺮﻙ، ﻭﻻ ﺗﺨﺘﺎﺭﻩ ﻟﻨﻔﺴﻚ؟!! ﻭﻫﺬا ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬﻩ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻌﺎﻣﻞ ﺑﻪ ﻏﻴﺮﻩ؛ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻣﻠﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻣﻠﻪ ﺑﻪ؛ ﻭﻟﻬﺬا ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺢ: «ﻣﻦ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﻳﺰﺣﺰﺡ ﻋﻦ اﻟﻨﺎﺭ ﻭﻳﺪﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﻓﻠﺘﺄﺗﻪ ﻣﻨﻴﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭاﻟﻴﻮﻡ اﻵﺧﺮ؛ ﻭﻟﻴﺄﺕ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﻳﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﺆﺗﻰ ﺇﻟﻴﻪ»، ﻫﺬﻩ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﻊ اﻟﻨﺎﺱ؛ ﻭﻣﻊ اﻷﺳﻒ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﺃﻥ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ اﻟﻴﻮﻡ ﻻ ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻮﺟﻪ؛ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ اﻟﻤﻜﺮ ﻏﻨﻴﻤﺔ، ﻭﺃﻥ اﻟﻜﺬﺏ ﻏﻨﻴﻤﺔ.
– ﻭﻣﻦ ﻓﻮاﺋﺪ اﻵﻳﺔ: ﺇﺛﺒﺎﺕ اﻟﻘﻴﺎﺱ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { ﻭﻟﺴﺘﻢ ﺑﺂﺧﺬﻳﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻐﻤﻀﻮا ﻓﻴﻪ } ؛ ﻳﻌﻨﻲ ﺇﺫا ﻛﻨﺖ ﻻ ﺗﺮﺿﺎﻩ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻓﻼ ﺗﺮﺿﺎﻩ ﻟﻐﻴﺮﻙ؛ ﺃﻱ ﻗﺲ ﻫﺬا ﺑﻬﺬا.
تنبيه :الفوائد كثيرة اخترنا ما يتعلق بمسألة الإنفاق.
حديث فيه زيادة لا تصح:
جاء في مسند أحمد:
24917 – حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا حماد، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدي إليه ضب، فلم يأكله قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله، ألا أطعمه المساكين؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ” لا تطعموهم مما لا تأكلون ” صحيح دون قوله: “لا تطعموهم مما لا تأكلون”، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (24736)
مسند أحمد (41/ 399 ط الرسالة)