138 عون الصمد شرح الذيل على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
————-
مسند أحمد
22472 – حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ: ” صَلِّ لِي يَا ابْنَ آدَمَ أَرْبَعًا فِي أَوَّلِ النَّهَارِ أَكْفِكَ آخِرَهُ ”
رواية البخاري في التاريخ الكبير 8/ 93 عن أبي الزاهرية حدثني كثير بن مرة سمع نعيم على الشرط
أورده أحمد في العلل من رواية سليمان بن موسى عن مكحول عن كثير بن مرة عن قيس الجذامي عن نعيم
بعد هذه الرواية، وقيس الجذامي لم يوثقه معتبر فمحتمل يريد الإعلال ومحتمل أنه يريد محفوظ على الوجهين وهذا أقرب خاصة أن مكحول اختلف عليه فمره رواه بإسقاط قيس كما في التاريخ الكبير 8/ 93
———
شرح الكلمات:
أكفك آخره: أي شر ما يحدث في آخر ذلك اليوم من المحن والبلايا
ما يستفاد من الحديث
(1) – تعظيم شأن الصلاة و المحافظة عليها
(2) – فضل صلاة الضحى
قال ابن بطال: فى أحاديث كثيرة غير هذه تحقق رواية من روى عن النبى، (صلى الله عليه وسلم)، أنه كان يصلى الضحى، ويندب أمته إليها، وبذلك عمل الصالحون والسلف، ذكر ابن أبى شيبة، عن زيد بن أرقم، قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على أهل قباء وهم يصلون الضحى، فقال: (صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال من الضحى). شرح صحيح البخاري (ج (3) / (172)).
(3) – المحافظة على الصلاة من أسباب النجاة يوم القيامة.
(4) – المحافظة على الصلاة تدفع عّنك المضار و الشرور
قال الطيبي في شرح المشكاة: ((أكفك آخره)): أي شغلك وحوائجك، وأدفع عنك ما تركه بعد صلاتك إلي آخر النهار. وأقول: لعل الأنسب أن يقال: المعنى يا ابن آدم! فرغ بالك أول النهار، واشتغل بعبادتي حتى أفرغ بالك في آخر النهار بقضاء حوائجك، ودفع المضار عنك.
قال المناوي: أكفك آخره: أي شر ما يحدثه في آخر ذلك اليوم من المحن والبلايا.
(5) – كان الصالحون من السوقة يجعلون أول يومهم وآخره إلى الليل لأمر الآخرة، ووسطه لمعيشة الدنيا، وإنما كانوا يعملون ذلك؛ لترغيبه في الدعاء طرفي النهار.
وكان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يأمر التجار فيقول: اجعلوا أول نهاركم لآخرتكم، وما سوى ذلك لدنياكم. قاله ابن الملقن في التوضيح.
(6) – المحافظة على الصلاة سبب جلب كل خير.
قال ابن القيم في زاد المعاد: والصلاة مجلبة للرزق، حافظة للصحة، دافعة للأذى، مطردة للأدواء، مقوية للقلب، مبيضة للوجه، مفرحة للنفس، مذهبة للكسل، منشطة للجوارح، ممدة للقوى، شارحة للصدر مغذية للروح، منورة للقلب، حافظة للنعمة، دافعة للنقمة، جالبة للبركة، مبعدة من الشيطان، مقربة من الرحمن.
وبالجملة: فلها تأثير عجيب في حفظ صحة
البدن والقلب، وقواهما ودفع المواد الرديئة عنهما، وما ابتلي رجلان بعاهة أو داء أو محنة أو بلية إلا كان حظ المصلي منهما أقل، وعاقبته أسلم
وللصلاة تأثير عجيب في دفع شرور الدنيا، ولا سيما إذا أعطيت حقها من التكميل ظاهرا وباطنا، فما استدفعت شرور الدنيا والآخرة، ولا استجلبت مصالحهما بمثل الصلاة، وسر ذلك أن الصلاة صلة بالله عز وجل، وعلى قدر صلة العبد بربه عز وجل تفتح عليه من الخيرات أبوابها، وتقطع عنه من الشرور أسبابها، وتفيض عليه مواد التوفيق من ربه عز وجل، والعافية والصحة، والغنيمة والغنى، والراحة والنعيم، والأفراح والمسرات كلها محضرة لديه، ومسارعة إليه.
(7) – اختلف أهل العلم على قولين:
فمنهم من قال عّن الأربع ركعات هي صلاة الضحى و منهم من قال الفجر و سنته.
قال العيني: وحمل العلماء هذه الركعات على صلاة الضحى، وقال بعضهم: النهار يقع عند أكثرهم على ما بين طلوع الشمس إلى غروبها. وإخراج أبي داود والترمذي في صلاة الضحى يدل على أن المراد منها: صلاة الضحى.
قال ابن القيم: ” سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: هذه الأربع عندي هي الفجر وسنتها ” زاد المعاد في هدي خير العباد ” (1/ 348).
قال العظيم أبادي: يحتمل أن يراد كفايته من الآفات والحوادث الضارة وأن يراد حفظه من الذنوب والعفو عما وقع منه في ذلك أو أعم من ذلك قاله السيوطي قال الشوكاني واستدل بالحديث على مشروعية الضحى ولكنه لا يتم إلا على تسليم أنه أريد بالأربع المذكورة صلاة الضحى.
وقد قيل: يحتمل أن يراد بها فرض الصبح وركعتا الفجر لأنها هي التي أول النهار حقيقة ويكون معناه كقوله صلى الله عليه وسلم من صلى الصبح فهو في ذمة الله قال العراقي: وهذا ينباء على أن النهار هل هو من طلوع الفجر أو من طلوع الشمس والمشهور الذي يدل عليه كلام جمهور أهل اللغة وعلماء الشريعة أنه من طلوع الفجر.
قال: وعلى تقدير أن يكون النهار من طلوع الفجر فلا مانع من أن يراد بهذه الأربع الركعات بعد طلوع الشمس لأن ذلك الوقت ما خرج عن كونه أول النهار وهذا هو الظاهر من الحديث وعمل الناس فيكون المراد بهذه الأربع ركعات صلاة الضحى. عون المعبود
قال العباد: والأقرب أن أول النهار من طلوع الفجر الذي يكون به الصيام، وصيام النهار إنما يكون من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
وعلى كل حال فصلاة الضحى لا شك في أن فضلها عظيم، وركعتا الفجر النافلة وصلاة الفجر كل منهما شأنه عظيم، والإنسان إذا أتى بركعتي الفجر وصلاة الفجر وأتى بركعتي الضحى فهو على خير عظيم بلا شك. شرح سَنَن أبي دَاوُدَ
و الامر كما قال العلامة العباد حفظه الله.