1379، 1380 رياح المسك العطرةبمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——–”——-“——–‘
باب الميت يعرض عليه بالغداة والعشي
1379 – حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة
‘———–‘———‘
فوائد الباب:
1 – قوله (باب الميت يعرض عليه بالغداة والعشي).أي مقعده من الجنة أو النار.
2 – حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أخرجه البخاري 3241 ومسلم 2866 والترمذي في سننه 1072 والنسائي في السنن الصغرى 2070 وابن ماجة في سننه 4270
زاد مسلم وأصحاب السنن ” يقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة ” وفي رواية عند الإمام أحمد في مسنده 5234 واللفظ له وهناد في الزهد 365 “يعرض على ابن آدم مقعده من الجنة والنار، غدوة وعشية في قبره، ” وعزاه السيوطي في الدر لابن مردويه أيضا قال وزاد “النار يعرضون عليها غدوا وعشيا”.
3 – قال تعالى {وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب}.
4 – عن قتادة: ” (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا) قال: يعرضون عليها صباحا ومساء، يقال لهم: يا آل فرعون هذه منازلكم، توبيخا ونقمة وصغارا لهم”.أخرجه الطبري في تفسيره بإسناد صحيح واللفظ له والبيهقي في إثبات عذاب القبر 35 وعزاه السيوطي في الدر المنثور لعبد بن حميد وابن المنذر.
5 – عن ابن مسعود قال: ” إن أرواح آل فرعون في أجواف طير سود تعرض على النار كل يوم مرتين يقال يا آل فرعون هذه داركم”. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2596 عن الثوري، عن أبي قيس الأودي، عن هزيل بن شرحبيل به تابعه عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان به لكن بإسقاط الصحابي من الإسناد أخرجه الطبري في تفسيره، وكذا وكيع عن سفيان به مقطوعا أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 35299، تابعه ليث عن عبد الرحمن بن ثروان، عن هذيل، عن عبد الله بن مسعود به أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره كما في تفسير ابن كثير، تابعه مسعر عن أبي قيس به أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 2165 وزاد فيه فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} غافر: 46 “، تابعه الأعمش عن ابن مسعود بنحوه أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2592.
6 – عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: ” جَنَّةُ الْمَاوَى فِيهَا طَيْرٌ خُضْرٌ تَرْتَقِي مِنْهَا أَرْوَاحُ الشُّهَدَاءِ تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ، وَأَرْوَاحُ آلِ فِرْعَوْنَ أَرَاهُ قَالَ: فِي طَيْرٍ سُودٍ تَغْدُوا عَلَى النَّارِ، وَتَرُوحُ، وَأَنَّ أَطْفَالَ الْمُسْلِمِينَ فِي عَصَافِيرَ فِي الْجَنَّةِ ” أخرجه البيهقي في شعب الإيمان 206 من طريق ابن عباس رضي الله عنهما عن كعب به.
7 – في حديث الباب دليل على أن الجنة والنار مخلوقتان كما يقول جماعة أهل السنة وهم الجماعة الذين هم الحجة أهل الرأي والآثار. قاله ابن عبد البر في الاستذكار وزاد في التمهيد “لا تبيدان”. وقال الأمير الصنعاني كما في التنوير شرح الجامع الصغير ” وأدلة ذلك شمس ظهيرة”.
8 – فيه إثبات نعيم القبر وعذابه.
9 – في هذا العرض تبشير المؤمن وتخويف الكافر. قاله الأمير الصنعاني في التنوير.
10 – “أرواح المؤمنين وإن كانت في الجنة فلها اتصال بالبدن إذا شاء الله تعالى من غير زمن طويل، كما تنزل الملائكة في طرفة عين. قال مالك رحمه الله: بلغني أن الروح مرسلة تذهب حيث شاءت ولهذا روي: «أنها على أفنية القبور»، و «أنها في الجنة» والجميع حق. وفي الصحاح أنها ترد إليه بعد الموت ويسأل وترد فتكون متصلة بالبدن بلا ريب والله أعلم”. قاله شيخ الإسلام ابن تيمية كما في المستدرك على مجموع الفتاوى
11 – قوله (عرض عليه مقعده بالغداة والعشي) وعند الإمام أحمد في مسنده في نسخة 5119 وذكرها الحافظ ابن حجر في إطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي، وعند الطبري أيضا كما في تهذيب الآثار بإسناد صحيح ” عرض عليه مقعده كل غدوة وعشية”. وأورده الدارقطني في العلل بهذا اللفظ وصحح رفعه.
12 – عن ميمون بن ميسرة قال: كان أبو هريرة، رضي الله عنه، إذا أصبح قال: ذهب الليل وجاء النهار وعرض آل فرعون على النار، وإذا أمسى قال: ذهب النهار وجاء الليل وعرض آل فرعون على النار. قال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة رواه مسدد موقوفا قلت ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق وأخرجه البيهقي في إثبات عذاب القبر 51 وفي شعب الإيمان 396 من طريق سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مَيْسَرَةَ به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور لسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر. قلت ميمون ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.
13 – وقد فهم ابن حبان ذلك فترجم على الحديث في صحيحه فقال ” ذكر الإخبار بأن أهل القبور تعرض عليهم مقاعدهم التي يسكنونها في كل يوم مرتين”
14 – قوله (حدثني مالك) وأخرجه في الموطأ ومن طريقه مسلم والنسائي، تابعه عبيد الله بن عمر كما عند الترمذي والنسائي وابن ماجة، تابعه أيوب السختياني كما عند البخاري، تابعه الليث بن سعد كما عند البخاري والنسائي، تابعه فضيل بن غزوان كما عند الإمام أحمد في مسنده، تابعه موسى بن عقبة كما عند اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، تابعه جويرية كما عند أبي داود الطيالسي وأبي يعلى في مسنديهما، تابعه صالح كما عند أبي طاهر المخلص في المخلصيات، تابعه يحيى بن سعد الأنصاري كما عند الطبري في تهذيب الآثار.
15 – قوله (عن نافع) وعند أبي طاهر المخلص كما في المخلصيات (حدثنا نافع) وعند الطبري كما في تهذيب الآثار (أنبأنا نافع) تابعه سالم بن عبد الله كما عند مسلم في صحيحه.
——‘
باب الميت يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي
قال ابن القيم في كتاب الروح:
قلت لا تنافي بين قوله نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة وبين قوله إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشى إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار وهذا الخطاب يتناول الميت على فراشه والشهيد كما أن قوله نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة يتناول الشهيد وغيره ومع كونه يعرض عليه مقعده بالغداة والعشى ترد روحه أنهار الجنة وتأكل من ثمارها
وأما المقعد الخاص به والبيت الذى أعد له فانه إنما يدخله يوم القيامة ويدل عليه أن منازل الشهداء ودورهم وقصورهم التي أعد الله لهم ليست هي تلك القناديل التي تأوى اليها أرواحهم في البرزخ قطعا فهم يرون منازلهم ومقاعدهم من الجنة ويكون مستقرهم في تلك القناديل المعلقة بالعرش فان الدخول التام الكامل إنما يكون يوم القيامة ودخول الأرواح الجنة في البرزخ أمر دون ذلك
ونظير هذا أهل الشقاء تعرض أرواحهم على النار غدوا وعشيا فإذا كان يوم القيامة دخلوا منازلهم ومقاعدهم التي كانوا يعرضون عليها في البرزخ فتنعم الأرواح بالجنة في البرزخ شيء وتنعمها مع الأبدان يوم القيامة بها شيء آخر فغذاه الروح من الجنة في البرزخ دون غذائها مع بدنها يوم البعث ولهذا قال تعلق في شجر الجنة أى تأكل العلقة وقام الأكل والشرب واللبس والتمتع فإنما يكون إذا ردت إلى أجسادها يوم القيامة فظهر أنه لا يعارض هذا القول من السنن شيء وإنما تعاضده السنة وتوافقه. اهـ
—-
باب كلام الميت على الجنازة
1380 – حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه أنه سمع أبا سعيد الخدري رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت قدموني قدموني وإن كانت غير صالحة قالت يا ويلها أين يذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعها الإنسان لصعق
——-
فوائد الباب:
1 – قوله (كلام الميت على الجنازة) أي بعد حملها قاله الحافظ في الفتح.
2 – تقدم شرح الحديث تحت باب “قول الميت وهو على الجنازة قدموني”.
3 – الترجمة الأولى مناسبة للترجمة التي قبلها وهي باب السرعة بالجنازة لإشتمال الحديث على بيان موجب الإسراع وكذلك هذه الترجمة مناسبة للتي قبلها كأنه أراد أن يبين أن ابتداء العرض إنما يكون عند حمل الجنازة لأنها حينئذ يظهر لها ما تؤل إليه فتقول ما تقول قاله ابن رشيد نقله عنه الحافظ في الفتح.
====
باب كلام الميت على الجنازة
قال ابن بطال في شرح البخاري 3/ 366:
فى هذا الحديث دليل أن روح الميت تتكلم بعد مفارقته لجسده، وقبل دخوله فى قبره، والكلام لا يكون إلا من الروح … اهـ
وقال ابن بطال 3/ 297:
وإنما معناه: يسمعها كل شاء مميز، وهم الملائكة والجن، وإنما يتكلم روح الجنازة، لأن الجنازة لا تتكلم بعد خروج الروح منها إلا أن يرده الله فيها، فإنما يسمع الروح من هو مثله ويجانسه، وهم الملائكة والجن، والله أعلم. اهـ
قال الأثيوبي في ذخيرة العقبى 19/ 74:
فوائده:
الإسراع بالجنازة
إثبات كلام الميت، وهو على الجنازة.
لطف اللَّه تعالى بالإنسان، حيث لم يُسمعه كلام الموتى.
ما بعد الموت، من جملة أمور الآخرة التي لا يُوصَل إلى معرفتها إلا عن طريق الوحي، فلا مدخل للعقل فيها، فلا يقاس بعض أمورها على بعض، بل يُقتصر فيها على ما ورد عن الشارع الحكيم.
جاء في كتاب منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين:
وقال ابن القيم – رحمه الله – مبيناً الفرق بين الروح وبين ما يعهد من الأجساد المخلوقة، وموضحاً منازلها بعد موتها وعلاقتها بأبدانها التي فارقتها، والمكانة الخاصة لأرواح الأنبياء عليهم الصلاة والسلام-: ” … وقد بّينا أن عرض مقعد الميت عليه من الجنة والنار لا يدل على أن الروح في القبر، ولا على فنائه دائماً من جميع الوجوه، بل لها إشراف واتصال بالقبر وفنائه، وذلك القدر منها يعرض عليه مقعده، فإن للروح شأناً آخر تكون في الرفيق الأعلى في أعلى عليين، ولها اتصال بالبدن، بحيث إذا سلّم المسلم على الميت ردّ الله عليه روحه فيرد عليه السلام وهي في الملأ الأعلى، وإنما يغلط أكثر الناس في هذا الموضع، حيث يعتقد أن الروح من جنس ما يعهد من الأجسام، التي إذا شغلت مكانا لم يمكن أن تكون في غيره، وهذا غلط محض، بل الروح تكون فوق السموات في أعلى عليين وترد إلى القبر فترد السلام وتعلم بالمسلم وهي في مكانها، وروح رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الرفيق الأعلى دائماً، ويردها الله سبحانه إلى القبر فترد السلام على من سلم عليه، وتسمع كلامه وقد رأى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – موسى قائما يصلى في قبره، ورآه في السماء السادسة والسابعة، فإما أن تكون سريعة الحركة والانتقال كلمح البصر، وإما أن يكون المتصل منها بالقبر وفنائه بمنزلة شعاع الشمس وجرمها في السماء”. اهـ
—-
سبقت مسألة تعلق الروح بالجسد في باب عذاب القبر. وأبواب قبله فقلنا في باب عذاب القبر:
خالف الجمهور ابن جرير الذي قال السؤال يقع على الجسد وخالفوا ابن هبيرة الذي قال يقع على الروح واثبتوا أن الروح ترجع للجسد. ليقع السؤال. وليس في هذا أنه يحيى حياة الناس الآن إنما هي حياة برزخية.
وكون الميت تتفرق أجزاؤه لا يمنع من اتصال الروح بالجسد لأن هذا من علم الغيب ولو لم نشاهده. …. قرره ابن حجر.
– ابن القيم ذكر أن الروح تتصل بالجسد ولو كانت في مكان آخر كالشمس في العلو ويصل طيفها. معنى كلامه
وهو لا يقصد الإلزام بهذا المشابهه لكن سلم لله في الروح المخلوقه لله ولا تعلمها كما سلمت بوصول الطيف.
فالمثال للتسليم لقدرة الله وليس للمشابهة.
تنبيه: استشكل ابن باز كلام ابن عبدالبر أن الروح على أفنية القبور
وقال: هو مخالف للقرآن، وقد دل ظاهر القرآن على أن الأرواح ممسكة عند الله سبحانه وينالها من العذاب والنعيم ….. وأجاب بالأحاديث التي فيها أن روح المؤمن نسمة طائر. حاشية ابن باز على الفتح