1375، 1376، 1377 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
“””””””””'””””””””””
——–‘——-‘——
صحيح البخاري
باب التعوذ من عذاب القبر
1375 – حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى حدثنا شعبة قال حدثني عون بن أبي جحيفة عن أبيه عن البراء بن عازب عن أبي أيوب رضي الله عنهم قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد وجبت الشمس فسمع صوتا فقال يهود تعذب في قبورها وقال النضر أخبرنا شعبة حدثنا عون سمعت أبي سمعت البراء عن أبي أيوب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
1376 – حدثنا معلى حدثنا وهيب عن موسى بن عقبة قال حدثتني ابنة خالد بن سعيد بن العاص أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتعوذ من عذاب القبر
1377 – حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال
——-
=
فوائد الباب:
1 – حديث أبي أيوب الأنصاري أخرجه البخاري ومسلم والنسائي.
2 – إن “الرسول صلى الله عليه وسلم استعاذ بالله من (عذاب القبر)، وقد عصمه الله وطهره، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فينبغى لكل من علم أنه غير معصوم ولا مطهر أن يكثر التعوذ مما استعاذ منه نبيه”. قاله ابن بطال في شرحه.
3 – – إن فى استعاذته (صلى الله عليه وسلم) من كل ما استعاذ منه ” إنما كان ” إظهارا للافتقار إلى الله، وإقرارا بالنعم، واعترافا بما يتجدد من شكره عليها ما يكون “كفأ” لها. قاله ابن بطال في شرحه.
4 – قوله (خرج النبي صلى الله عليه وسلم) أي من المدينة إلى خارجها قاله القسطلاني في إرشاد الساري.
5 – قوله (وقد وجبت الشمس) وعند مسلم 2869 والنسائي 2059 من طريق يحيى بن سعيد ” بعد ما غربت الشمس”.
6 – قوله (فسمع صوتا) وعند ابن أبي شيبة في المصنف 12035 وابن حبان في صحيحه 3124 والآجري في الشريعة 847 من طريق وكيع عن شعبة وفيه قال ” هَذِهِ أَصْوَاتُ الْيَهُودِ” تابعه عثمان بن عمر عن شعبة به أخرجه عبد بن حميد في مسنده 224 والطحاوي في شرح مشكل الآثار 5205 والبيهقي في شعب الإيمان 394.
7 – الظاهر أنه لم يسمعه غيره وقد ورد ما يدل على ذلك أخرجه الطبراني في الكبير 3857 لكن الإسناد فيه لا يصح. وترجم عليه ابن حبان في صحيحه فقال ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسْمِعَ أَصْوَاتَ الْكَفَرَةِ حَيْثُ عُذِّبَتْ فِي قُبُورِهَا.
8 – فيه معجزة من حيث كشف أحوالهم قاله الملا علي القاري كما في مرقاة المفاتيح. وقد ورد في مسلم 2867 من حديث زيد بن ثابت “لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمع”. وفيه” فقال تعوذوا بالله من عذاب القبر قالوا نعوذ بالله من عذاب القبر”.
9 – ومناسبة الحديث للترجمة من حيث أن “العادة قاضية بأن كل من سمع مثل ذلك الصوت يتعوذ من مثله” قاله الكرماني نقله الحافظ في الفتح.
10 – … قوله (وقال النضر) وصله البيهقي في إثبات عذاب القبر 87 وابن مندة في معرفة الصحابة من طريق سَعِيد بْنُ مَسْعُود، ثَنَا النَّضْر بْنُ شُمَيْل به.
11 – قال الحافظ في تغليق التعليق رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده عَن النَّضر بن شُمَيْل فوافقناه فِيهِ، وَرَوَاهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مستخرجه عَن مكي عَن أَحْمد بن مَنْصُور عَن النَّضر وَلم يسق لَفظه.
12 – الإسناد فيه ثلاثة من الصحابة في نسق أولهم: أبو جحيفة.
13 – قوله (حدثني عون بن أبي جحيفة) ولشعبة فيه إسناد آخر عن سماك، عن جابر بن سمرة عن أبي أيوب به أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني.
======
1367: فوائد حديث أم خالد رضي الله عنها:
1 – حديث أم خالد أمة بنت خالد بن سعيد رضي الله عنهما انفرد بإخراجه البخاري، وأخرجه النسائي في السنن الكبرى أيضا.
2 – “أم خالد بنت خالد هي أمة بفتح الهمزة والميم مخففا كنيت بولدها خالد بن الزبير بن العوام وكان الزبير تزوجها فكان لها منه خالد وعمرو ابنا الزبير وذكر ابن سعد أنها ولدت بأرض الحبشة وقدمت مع أبيها بعد خيبر وهي تعقل” قاله الحافظ في الفتح.
3 – موضع الشاهد قولها (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتعوذ من عذاب القبر) وفي رواية عند ابن حبان من طريق أنس بن عياض ” يستعيذ بالله” وهذا من فعله صلى الله عليه وسلم تعليم لأمته من أجل التأسي به، لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة.
4 – ورد عند الطبراني في الكبير في رواية 243وأبي نعيم في معرفة الصحابة 7919 ” استجيروا بالله من عذاب القبر فإن عذاب القبر حق ” لكن في إسناده يحيى بن عبد الحميد الحماني وقد ضعف قال الحافظ في التقريب ” حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث.
5 – ترجم عليه النسائي في السنن الكبرى فقال ” السُّؤَالُ بِأَسْمَاءِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَصِفَاتِهِ وَالِاسْتِعَاذَةُ بِهَا”.
6 – ” وإذا ثبت أن اليهود تعذب بيهوديتهم ثبت تعذيب غيرهم من المشركين لأن كفرهم بالشرك أشد من كفر اليهود” قاله الحافظ في الفتح.
7 – تنوع أحاديث هذا الباب والأبواب التي سبقت وما سيأتي يفيد بأن عذاب القبر يقع على المشركين مثل عباد الأصنام واليهود، كما يقع على عصاة المسلمين كقاتل نفسه وكالذي يمشي بالنميمة والذي لا يستنزه من بوله. فوجب الحذر والبعد عن أسباب العذاب من الشرك بالله وارتكاب الكبائر وتسويف التوبة والاستغفار.
8 – قوله (حدثنا معلى) هو ابن أسد كما ورد عند البيهقي في إثبات عذاب القبر 199، تابعه الْمَخْزُومِيُّ وَاسْمُهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ أَبُو هِشَامٍ أخرجه إسحق بن راهويه في مسنده 2216، تابعه عفان كما عند ابن أبي شيبة في المصنف 29756، تابعه الخصيب بن ناصح كما عند الطحاوي في شرح مشكل الآثار 5184
9 – قوله (حدثنا وهيب) وعند الطحاوي في مشكل الآثار 5184 ” حدثنا وهيب بن خالد ” تابعه سفيان بن عيينة كما عند البخاري 6364 والإمام أحمد في مسنده 27058، تابعه إسماعيل بن جعفر كما عند النسائي في السنن الكبرى 7673، تابعه أبو قرة موسى بن طارق الزبيدي كما عند الإمام أحمد في مسنده 27056 وإسحق بن راهويه في مسنده 2215 تابعه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ كما عند ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 3172 تابعه أنس بن عياض كما عند ابن حبان في صحيحه 997.
10 – قوله (عن موسى بن عقبة) وعند البخاري من طريق ابن عيينة “حدثنا موسى بن عقبة”، تابعه عبيد الله بن عمر كما عند الطبراني في الكبير 246والحاكم في المستدرك، وعلق الذهبي فقال” منقطع “، وكأنه لم يثبت عنده سماع عبيد الله بن عمر من أم خالد، وفي الإسناد جنادة بن سلم، قال أبو حاتم الرازي كما في العلل:” ضعيف الحديث ما أقربه من أن يترك حديثه، عمد إلى أحاديث موسى بن عقبة فحدث بها عن عبيدالله بن عمر”. كأن هذا الحديث مثال على ذلك. فهذا الإسناد منكر والله أعلم.
11 – زاد البخاري في الرواية الأخرى من طريق سفيان قال موسى بن عقبة ” قال ولم أسمع أحدا سمع من النبي صلى الله عليه وسلم غيرها” فهذا نص في تابعيته رحمه الله تعالى.
12 – قوله (حدثتني ابنة خالد بن سعيد بن العاص) وعند البخاري من طريق سفيان ” سمعت أم خالد بنت خالد”.
====
1377:فوائد حديث أبي هريرة:
1 – حديث أبي هريرة أخرجه البخاري ومسلم 588 والنسائي 2060.
2 – قوله (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو) ولفظه عند الحاكم في مستدركه 1011″يقول في دبر كل صلاته” وأظنه من أجل هذه الزيادة أودع الحديث في المستدرك.
3 – “باب ما يستحب له أن لا يقصر عنه من الدعاء قبل السلام” قاله البيهقي في السنن الكبرى وأوجبها بعض أهل العلم لما ثبت من أمره صلى الله عليه وسلم بها.
4 – قوله (ومن فتنة المسيح الدجال) وعند مسلم في رواية ” وشر المسيح الدجال”.
5 – فيه اللجوء إلى الله تعالى ودعائه.
6 – فيه التعوذ من عذاب القبر وفتنته.
7 – فيه الإيمان بالمسيح الدجال والتعوذ من شره.
8 – قوله (حدثنا هشام) هو الدستوائي تابعه أَبُو إِسْمَعِيل كما عند النسائي، تابعه شيبان كما عند أحمد في مسنده 9447، تابعه علي بن المبارك كما عند الحاكم في المستدرك، تابعه الأوزاعي كما عند أحمد في مسنده 10181 ولم يسق لفظه وإنما أحال على متن أطول منه وفيه الأمر بالتعوذ وليس من فعله صلى الله عليه وسلم وأنه بعد التشهد في الصلاة،
9 – قوله (حدثنا يحيى) وعند النسائي ” حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِير”.
10 – قوله (عن أبي سلمة) وعند النسائي ” أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ حَدَّثَهُ”.
11 – قوله (عن أبي هريرة) وعند مسلم في رواية ” سمع أبا هريرة”
—–
=
رياح المسك
باب التعوذ من عذاب القبر
قال عياض في إكمال المعلم 2/ 537 في فتنة القبر:
وهو صحيح ومذهب أهل الحق القول به واعتقاد صحته، وصحة فتنته وهو – والله أعلم – يعنى ” فتنة المحيا والممات ” التى استعاذ منهما النبى صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} أو تكون معنى ” فتنة الممات “: أى حين الموت والاحتضار. اهـ
قال النووي في شرح مسلم 5/ 85:
حاصل أحاديث الباب استحباب التعوذ بين التشهد والتسليم من هذه الأمور وفيه إثبات عذاب القبر وفتنته وهو مذهب أهل الحق خلافا للمعتزلة ومعنى فتنة المحيا والممات الحياة والموت واختلفوا في المراد بفتنة الموت فقيل فتنة القبر وقيل يحتمل أن يراد بها الفتنة عند الاحتضار وأما الجمع بين فتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال وعذاب القبر فهو من باب ذكر الخاص بعد العام ونظائره كثيرة. اهـ
فوائد:
فيه الإِيمان بالنار، وأنها مخلوقة موجودة، وقد ثبتت الاستعاذة منها في غير حديث. ابن الملقن.
اهتم النبي عليه الصلاة والسلام بهذا الدعاء اهتماما بالغا فقد جاء عن ابن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن:
(اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات وأعوذ بك من شر المسيح الدجال).
صححه الألباني في التعليقات الحسان 995
ذهب طاووس إلى وجوب قول هذا الذكر بعد التشهد لورود الأمر به، قال في عون المعبود:
قال النووي ذهب طاووس إلى وجوبه وأمر ابنه بإعادة الصلاة حين لم يدع بهذا الدعاء فيها
والجمهور على أنه مستحب.
…………………….
أحاديث في الباب:
روى الإمام أحمد رحمه الله.
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ يَهُودِيَّةً كَانَتْ تَخْدُمُهَا فَلَا تَصْنَعُ عَائِشَةُ إِلَيْهَا شَيْئًا مِنْ الْمَعْرُوفِ إِلَّا قَالَتْ لَهَا الْيَهُودِيَّةُ وَقَاكِ اللَّهُ عَذَابَ الْقَبْرِ!! قَالَتْ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لِلْقَبْرِ عَذَابٌ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ (لَا؛ وَعَمَّ ذَاكَ؟!) قَالَتْ: هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ لَا نَصْنَعُ إِلَيْهَا مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا إِلَّا قَالَتْ وَقَاكِ اللَّهُ عَذَابَ الْقَبْرِ!! قَالَ: (كَذَبَتْ يَهُودُ وَهُمْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كُذُبٌ لَا عَذَابَ دُونَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ) قَالَتْ: ثُمَّ مَكَثَ بَعْدَ ذَاكَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ فَخَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ نِصْفَ النَّهَارِ مُشْتَمِلًا بِثَوْبِهِ مُحْمَرَّةً عَيْنَاهُ وَهُوَ يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ (أَيُّهَا النَّاسُ أَظَلَّتْكُمْ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ أَيُّهَا النَّاسُ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا أَيُّهَا النَّاسُ اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ فَإِنَّ عَذَابَ الْقَبْرِ حَقٌّ) رواه أحمد في ” مسنده” (41/ 66) وصححه المحققون.
وورد في صحيح البخاري 6375 واللفظ له، ومسلم (589) بنحوه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:
اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ والهَرَمِ، والمَغْرَمِ والمَاثَمِ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِن عَذابِ النَّارِ وفِتْنَةِ النَّارِ، وفِتْنَةِ القَبْرِ وعَذابِ القَبْرِ، وشَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وشَرِّ فِتْنَةِ الفَقْرِ، ومِنْ شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطايايَ بماءِ الثَّلْجِ والبَرَدِ، ونَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطايا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وباعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطايايَ كما باعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ.
– رد العلماء على من زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ عقيدة عذاب القبر من اليهودية. فالنبي صلى الله عليه وسلم. يعلم بعذاب القبر لكن كان ظنه خاصا بالكفار حتى أوحى الله إليه فعلم أصحابه الاستعاذة منه.
تنبيه: قلت سيف بن دورة:
لفظة (عذاب القبر حق) ثابته راجع الصحيحة 1377 حيث وردت في حديث عائشة أخرجه أحمد 24520
—–
وقد اختلف العلماء في حكم هذه الاستعاذة، فذهب جمهورهم إلى استحبابها، وذهبت طائفة منهم إلى وجوبها.
قال النووي – رحمه الله -:
وإن طاوسا رحمه الله تعالى أمر ابنه حين لم يدع بهذا الدعاء فيها بإعادة الصلاة، هذا كله يدل على تأكيد هذا الدعاء، والتعوذ، والحث الشديد عليه , وظاهر كلام طاوس رحمه الله تعالى أنه حمل الأمر به على الوجوب، فأوجب إعادة الصلاة لفواته , وجمهور العلماء على أنه مستحب، ليس بواجب.
” شرح النووي ” (5/ 89).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:
بل قد ذهب طائفة من السلف، والخلف، إلى أن الدعاء في آخرها واجب، وأوجبوا الدعاء الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم آخر الصلاة بقوله: (إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع: من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال) رواه مسلم، وغيره، وكان طاووس يأمر من لم يدع به أن يعيد الصلاة، وهو قول بعض أصحاب أحمد.
” مجموع الفتاوى ” (22/ 518).
وقال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله -:
وفي التعوّذ من هذه الأربع قولان:
القول الأول: أنه واجب، وهو رواية عن الإمام أحمد؛ لما يلي:
1. لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بها.
2. ولشدَّة خطرها، وعِظَمها.
والقول الثاني: أنه سُنَّة، وبه قال جمهور العلماء.
ولا شَكَّ أنه لا ينبغي الإخلالُ بها، فإن أخلَّ بها: فهو على خَطَرٍ من أمرين:
1. الإثم.
2. ألا تصح صلاته، ولهذا كان بعضُ السَّلف يأمر مَنْ لم يتعوَّذ منها بإعادة الصَّلاة.
” الشرح الممتع ” (3/ 199، 200).
والأرجح هو قول الجمهور، ويُحمل فعل طاوس رحمه الله – إن صح عنه – على توكيد هذا الاستحباب؛ حيث إن أمره بالإعادة كان لابنه في سياق تعليمه، لا لعامة المصلين، وهو احتمال ذكره أبو العباس القرطبي، وارتضاه جمع من الأئمة، حيث قال:
” ويحتمل: أن يكون ذلك إنما أمره بالإعادة تغليظًا عليه؛ لئلا يتهاون بتلك الدعوات، فيتركها، فيُحْرَم فائدتها، وثوابها.
انتهى من ” المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ” (2/ 209).
===
باب عذاب القبر من الغيبة والبول
1378 – حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان من كبير ثم قال بلى أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة وأما أحدهما فكان لا يستتر من بوله قال ثم أخذ عودا رطبا فكسره باثنتين ثم غرز كل واحد منهما على قبر ثم قال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا
فوائد الباب:
1 – قوله (عذاب القبر من الغيبة والبول) يشير إلى ما ورد من حديث أبي بكرة رضي الله عنه مرفوعا عند الإمام أحمد في مسنده 20373 وابن ماجة 349 ” إنهما يعذبان في الغيبة والبول”، فيه بحر بن مرار، قال العقيلي في الضعفاء:”وليس بمحفوظ من حديث أبى بكرة الا عن بحر بن مرار هذا وقد صح من غير هذا الوجه”. “فيه بحر بن مرار صدوق اختلط بأخرة، ولا أدري من روى عنه قبل الاختلاط غير القطان، فهو علة الحديث يصلح في الشواهد والمتابعات” هذا كان خلاصة ما كتبته في مفكرتي عند دراسة أحاديث مسند الإمام أحمد. وبعضهم أسقط أحد الرواة من الإسناد وهو جد بحر المذكور والصواب إثباته قاله أبو حاتم الرازي والدارقطني. وقال الألباني حسن صحيح كما في الترغيب والترهيب.
2 – حديث ابن عباس سبق شرحه في باب الجريد على القبر.
3 – هذا الحديث فيه عظة وعبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، فالحذر الحذر.
4 – عن قتادة رحمه الله تعالى قال ذكر لنا أن عذاب القبر ثلاثة أثلاث، ثلث من الغيبة، وثلث من البول، وثلث من النميمة.
أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت 189 وفِي ذم الغيبة والنميمة 50، وإسناده صحيح، وأخرجه البيهقي في إثبات عذاب القبر 238 بإسقاط أوله وهو قوله ذكر لنا، ووصله من حديث أبي هريرة مرفوعا 239 ثم قال الصحيح رواية ابن أبي عروبة عن قتادة من قوله.
—-
رياح المسك
باب عذاب القبر من الغيبة والبول
قال ابن بطال في شرح البخاري 3/ 347:
ومعنى الحديث: الحض على ترك النميمة، والتحرز من البول، والإيمان بعذاب القبر، كما يرحم الله جماعة أهل السنة.
وقال أيضا: وفى نص الحديث: (النميمة) فإنه استدل البخارى منه على أن تلك النميمة كان فيها شاء من الغيبة، والنميمة والغيبة محرمتان، وهما فى النهى عنهما سواء.
تقدمت بقية مباحثه في باب الجريد على القبر
………………………………………
(1) / (5) / (2019) (14): (58) – سيف بن دورة الكعبي: 1088 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة: طارق أبي تيسير، ومحمد البلوشي، وعبدالحميد البلوشي، وكديم، ونوح وعبدالخالق، وموسى الصوماليين.
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله. ورفع درجته في عليين وحكام الإمارات ووالديهم ووالدينا)
——-‘——-‘——-‘
الصحيح المسند (ج2/ رقم 1088):
قال الإمام أبو داود في السنن: حدثنا محمد بن كثير العبدي، أخبرنا سفيان، حدثنا الأغر، عن خليفة بن حصين، عن جده قيس بن عاصم رضي الله عنه قال: ((أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أريد الإسلام فأمرني أن أغتسل بماء وسدر)).
قال أبو عبدالرحمن: صحيح، ورجاله ثقات.
===================
الكلام عليه من وجوه:
الوجه الأول: في السند. (ترجمة الرواي، تخريجه).
أ – ترجمة الراوي
جاء في (الاستيعاب في معرفة الأصحاب) للحافظ ابن عبد البر رحمه الله تعالى:
[اسمه ونسبه]
هو ” قيس بن عاصم: بن سنان بن خالد بن منقر بن عبيد بن الحارث، والحارث هو مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم المنقري التميمي.
يكنى: أبا علي وقيل: يكنى أبا طلحة. وقيل: أبو قبيصة. والمشهور أبو علي.
[متى قدم إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟]
قدم في وفد بني تميم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في سنة تسع، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “هذا سيد أهل الوبر”.
[صفاته رضي الله عنه]:
وكان رضي الله عنه عاقلًا حليمًا مشهورًا بالحلم. قيل للأحنف بن قيس: ممن تعلمت الحلم؟ قال: من قيس بن عاصم المنقري، رأيته يومًا قاعدًا بفناء داره محتبيًا بحمائل سيفه يحدث قومه، إذ أتي برجل مكتوف وآخر مقتول، فقيل له: هذا ابن أخيك قتل ابنك قال: فو الله ما حل حبوته ولا قطع كلامه فلما أتمه التفت إلى ابن أخيه، فقال: يا بن أخي، بئس ما فعلت أثمت بربك، وقطعت رحمك، وقتلت ابن عمك، ورميت نفسك بسمهك، ثم قال لابن له آخر: قم يا بني فوار أخاك وحل كتاف ابن عمك. وسق إلى أمك مائة ناقة دية ابنها فإنها غريبة.
[مما ورد عنه في الجاهلية]:
وكان قيس بن عاصم قد حرم على نفسه الخمر في الجاهلية وكان سبب ذلك أنه غمز عكنة ابنته وهو سكران وسب أبويها ورأى القمر فتكلم وأعطى الخمار كثيرًا من ماله فلما أفاق أخبر بذلك فحرمها على نفسه وقال فيها أشعارًا منها قوله:
رأيت الخمر صالحةً وفيها ** خصال تفسد الرجل الحليما
فلا والله أشربها صحيحًا ** ولا أشفي بها أبدًا سقيما
ولا أعطي بها ثمنًا حياتي ** ولا أدعو لها أبدًا نديما
فإن الخمر تفضح شاربيها ** وتجنيهم بها الأمر العظيما
ومن جيد قوله:
إني امرؤ لا يعتري خلقي ** دنس يفنده ولا أفن
من منقرٍ في بيت مكرمةٍ ** والغصن ينبت حوله الغصن
خطباء حين يقول قائلهم ** بيض الوجوه أعفة لسن
لا يفطنون بعيب جارهم ** وهم لحسن جواره فطن
[وفاته رضي الله عنه]:
وقال الحسن: لما حضرت قيس بن عاصم الوفاة دعا بنيه، فقال: “يا بني، احفظوا عني فلا أحد أنصح لكم مني، إذا مت فسودوا كباركم ولا تسودوا صغاركم فيسفه الناس كباركم وتهونون عليهم.
وعليكم بإصلاح المال، فإنه نهية للكريم، ويستغنى به عن اللئيم.
وإياكم ومسألة الناس فإنها آخر كسب الرجل”.
روى عنه الحسن، والأحنف، وخليفة بن حصين، وابنه حكيم بن قيس، وروى النضر بن شميل عن شعبة عن قتادة عن مطرف بن الشخير عن حكيم بن قيس بن عاصم عن أبيه انه أوصى عند موته فقال: ” إذ أنا مت فلا تنوحوا علي فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينح عليه”.
قال النضر بن شميل: قال عبدة بن الطبيب:
عليك سلام الله قيس بن عاصمٍ ** ورحمته ما شاء أن يترحما
تحية من أوليته منك نعمةً ** إذا زار عن شحط بلادك سلما
فما كان قيس هلكة هلك واحدٍ ** ولكنه بنيان قومٍ تهدما”. انتهى المراد، بتصرف يسير.
ب – التخريج:
أورد الحديث أبو داود في السنن، كتاب الطهارة، باب في الرجل يسلم فيؤمر بالغسل.
قلت سيف بن دورة: معلول؛ لم يسمع خليفة من جده وورد عن خليفة عن أبيه لكن رجح ابوحاتم في العلل 35 أن الرواية بدون ذكر أبيه أرجح فيبقى الإنقطاع.
والبخاري في التاريخ الكبير 2/ 44 قال بعد ذكر طرقه: ولم يقل خلاد عن سفيان عن أبيه.
وورد الغسل من حديث ثمامة حين أطلقه النبي صلى الله عليه وسلم فذهب إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال أشهد أن لا إله إلا الله. …
وورد في مصنف عبدالرزاق أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يغتسل وليس فيه ذكر السدر. ومره ذكر السدر. وهو شاذ. وورد من حديث واثلة وهو حديث ضعيف جدا. ومن حديث قتادة الرهاوي وهو حديث ضعيف. ومن حديث عقيل وهو حديث ضعيف.
وورد الاغتسال في إسلام أم أبي هريرة قالت حين استأذن عليها: مهلا يا أبا هريرة فإني أغتسل فأسلمت.
المهم أنه ينطق بالشهادة أولا ثم يغتسل تحسبا من موته.
وربما أم أبي هريرة نطقت الشهادة ثم أغتسلت ثم أعلنت بالشهادة أمام ابنها.
وقد أسلم الكثير ولم ينقل أمرهم بالاغتسال قبل نطقهم بالشهادتين.
ومنه الحديث الذي طارد فيه أسامة رجلا فنطق بالشهادة لكن أسامة قتله فعتب عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
وكذلك الذين قتلهم خالد قالوا صبأنا أي اسلمنا. لذا قال ابن قدامة: الكافر إذا أسلم وجب عليه الغسل. انتهى
يعني الغسل بعد الإسلام
الوجه الثاني: شرح وفقه الحديث. وباقي الروايات:
“قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب: في الرجل يسلم فيؤمر بالغسل.
حدثنا محمد بن كثير العبدي، أخبرنا سفيان، حدثنا الأغر، عن خليفة بن حصين، عن جده قيس بن عاصم رضي الله عنه قال: ((أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أريد الإسلام فأمرني أن أغتسل بماء وسدر))]
هذه الترجمة لبيان نوع من الأغسال، وهو الغسل عند الدخول في الإسلام، أي: من كان كافراً ثم أسلم فإنه يغتسل؛ لأن اغتساله بعد دخوله في الإسلام فيه تطهير لجسده من النجاسات التي لا يتحرز منها الكفار، وكذلك الذي يكون على جنابة فيكون اغتساله مزيلاً لتلك الأوساخ وتلك الأقذار التي كان الكفار لا يأخذون بها، ولا يحصل منهم الاغتسال والطهارة والنظافة منها.
فاغتسال الكافر بعد إسلامه فيه تخلص من تلك الآثار.
في هذا الحَديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بما يَغتَسِلُ الكافِرُ إذا أرادَ الإسلامَ، يَقولُ قيسُ بن عاصمٍ رَضِي اللهُ عَنه: “أتيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أُريدُ الإسلامَ فأمَرَني أن أغتَسِلَ بماءٍ وسِدْرٍ”، أي: بعدَ الشَّهادتَينِ، و”السِّدْرُ”: شجَرُ النَّبِقِ يُستَعمَلُ أوراقُه في التَّنظيفِ؛ لِما لها مِن رائحةٍ طيِّبةٍ.
ففيه أن الكافر عندما يدخل في الإسلام يغتسل”. [شرح سنن أبي داود للعباد].
مسألة:
مما يشرع لمن دخول في الإسلام أن يفعله: الغسل، اختلف الفقهاء وجوب اغتسال الكافر بعد إسلامه، جاء في الموسوعة الفقهية (31/ 205 – 206):
1 – “ذهب المالكيّة والحنابلة إلى أنّ إسلام الكافر موجب للغسل، فإذا أسلم الكافر وجب عليه أن يغتسل، لما روى أبو هريرة رضي الله عنه (أنّ ثمامة بن أثال رضي الله عنه أسلم، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: اذهبوا به إلى حائط بني فلان فمروه أن يغتسل) وعن (قيس بن عاصم أنّه أسلم: فأمره النّبيّ صلى الله عليه وسلم أن يغتسل بماء وسدر)؛ ولأنّه لا يسلم غالباً من جنابة، فأقيمت المظنّة مقام الحقيقة كالنّوم والتقاء الختانين.
2 – وذهب الحنفية والشافعية إلى استحباب الغسل للكافر إذا أسلم وهو غير جنب؛ لأنه أسلم خلق كثير ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالغسل، وإذا أسلم الكافر وهو جنب وجب عليه الغسل، قال النّوويّ: نصّ عليه الشّافعيّ، واتّفق عليه جماهير الأصحاب ” انتهى.
قال الشيخ عبد المحسن العباد: ” أما بالنسبة للأمر بالغسل لمن أراد أن يسلم فاختلف فيه، فمنهم من قال: إنه على الوجوب؛ لأن فيه التخلص من هذه الأمور، لكن الأكثرون قالوا: إنه على الاستحباب.
ولا أدري ما هو الصارف للأمر من الوجوب إلى الاستحباب، لكن لا شك في أن الكفار لا يتنزهون من النجاسات، فتعين الاغتسال في حقهم إذا أسلموا له وجه”. [شرح سنن أبي داود]
قال ابن قدامة رحمه الله: “الكافر إذا أسلم وجب عليه الغسل , سواء كان أصليا , أو مرتدا , اغتسل قبل إسلامه أو لم يغتسل , وجد منه في زمن كفره ما يوجب الغسل أو لم يوجد، وهذا مذهب مالك وأبي ثور وابن المنذر … ولم يوجب عليه أبو حنيفة الغسل بحال …
ولنا: ما روى قيس بن عاصم , قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أريد الإسلام فأمرني أن أغتسل بماء وسدر، رواه أبو داود , والنسائي وأمره يقتضي الوجوب” انتهى من “المغني” (1/ 132).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “والأحوط أن يغتسل؛ لأنه إن اغتسل وصلى فصلاته صحيحة على جميع الأقوال، ولو صلى ولم يغتسل ففي صحة صلاته خلاف بين أهل العلم” انتهى من “الشرح الممتع” (2/ 342).
وعليه؛ فالأحوط أن تغتسل ثم تنطق الشهادتين.
قلت سيف بن دورة: وقع لي أنه جاء رجل يريد الإسلام. فبدأت ابحث في المسألة فلم يترجح لي هل يغتسل أولا قبل أن يسلم أم ينطق بالشهادتين أولا. لكن قلت إن افتيته بالاغتسال فلعله يزلق في الحمام فيموت. فلقنته الشهادتين ثم أمرته بالاغتسال.
الوجه الثالث: ما يستفاد من الحديث، فوق ما تقدم:
1 – ” في هذا الحَديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بما يَغتَسِلُ الكافِرُ إذا أرادَ الإسلامَ “.
2 – أن من الحكمة في وجوب الغسل على الكافر إذا أسلم أن يجمع بين الطهارتين، فإنه لما طهَّر قلبه طهارة معنوية بالإسلام وتلاشى منه الكفر ناسب أن يطهر بدنه بالماء ليجمع بين الطهارتين.
الوجه الرابع: المسائل الملحقة:
المسألة الأولى (1): معنى الغسل، وحكمه:
1) “معناه: الغُسل لغة: مصدر من غسل الشيء يَغسله غَسْلاً وغُسْلاً، وهو تمام غسل الجسد كله.
ومعناه شرعاً: تعميم البدن بالماء. أو: استعمال ماء طهور في جميع البدن، على صفة مخصوصة، على وجه التعبد لله سبحانه.
2) حكمه: [الغسل قد يكون واجبا، وقد يكون سنة مستحبة، وقد بين العلماء رحمهم الله جميع تلك الحالات]
مُوجِبَاتُ الْغُسْلِ:
وَيَلْزَمُ غُسْلٌ أَكْبَرٌ مِنْ جَنَابَةٍ *** نِفَاسٍ وَحَيْضٍ حِينَ يَنْقَطِعُ الدَّمُ
وَيَلْزَمُ أَيْضًا مَنْ يُغَيِّبُ حَشْفَةً *** وَيُرْوَى خِلَافٌ فِي الذِّي هُوَ يُسْلِمُ
[أيسر المسالك إلى نظم مذهب الإمام مالك].
وكذلك غسل – الميت؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث غسل ابنته زينب حين توفيت: «اغسلنها». وقال في المحرم: «اغسلوه بماء وسدر». وذلك تعبداً؛ لأنه لو كان عن حدث لم يرتفع مع بقاء سببه”. [انظر: الفقه الميسر] بتصرف يسير.
المسألة الثانية (2): الأعمال التي يقوم بها من دخل الإسلام (ماذا يجب على من اعتنق دين الإسلام؟)
” أول ما يجب عليه هو أن يشهد شهادة الحق، فيقول بلسانه: أشهد أن لا إله إلاّ اللَّه وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا رسول اللَّه، ويتبرأ من كل دين يخالف دين الإسلام: من الاعتقادات، والعبادات القولية والفعلية، ويلتزم بجميع واجبات الدين الإسلامي، ويعتقد تحليل ما أحلته هذه الشريعة السمحة وتحريمَ ما حرمته.
ثم يقوم ببقية أركان الإسلام: من إقامة الصلاة بأركانها وواجباتها وشروطها التي منها كمال الطهارة الكبرى وهي الغسل والصغرى الوضوء، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت اللَّه الحرام، ووجوب الاختتان والاغتسال للإسلام، وأن يتعلم ما يلزمه لأمور دينه؛ وبذلك يدخل في هذا الدين الحنيف، ويكون له ما للمسلمين وعليه ما عليهم. واللَّه الموفق”. [أجاب عليه الشيخ العلامة: عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل].
المسألة الثالثة (3): الأمور التي على الداعية أن يرسخها في المسلم الجديد من الأحكام:
“أولاً: إن الدين عند الله الإسلام؛ ويتناول التعريف بدين الإسلام، وبيان أنه دين الفطرة، ودين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام جميعاً، ثم بيان أركانه.
ثانيًا: عقيدة المسلم؛ ويتناول أهم القضايا الاعتقادية التي يجب على المسلم معرفتها؛ كالإيمان بالله وتوحيده واجتناب كل ما يضاد الإيمان والتوحيد، ثم الإيمان بالملائكة، ثم الإيمان بالكتب السماوية، ثم الإيمان بالرسل عليهم الصلاة والسلام، وخاصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وما يختص به، ثم الإيمان باليوم الآخر، وأخيراً الإيمان بالقدر خيره وشره.
كما يتناول في هذا بيان أهم القضايا التي يجب على المسلم اجتنابها مما ينافي توحيده وإيمانه، كالسحر والشعوذة، والتطير، والتبرك غير المشروع، والتناسخ، وغيرها.
ثالثًا: عبادة المسلم؛ ويتناول بيان أركان الإسلام العظام التي يجب على المسلم الإتيان بها؛ وهي: الطهارة، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وفيما يجب على المرأة المسلمة من الخصائص.
رابعًا: علاقة المسلم الجديد بالمجتمع؛ ويتناول بيان أهم القضايا التي يحتاج إلى المسلم الجديد عند التعامل مع المجتمع المحيط به؛ كعلاقته بوالديه غير المسلمين، وعلاقة الزوجين ببعضهما بعد الإسلام، وعلاقة المسلم بأولاده، وعلاقته بأقربائه.
ثم بيان لأهم القضايا المالية التي تهم المسلم بعد إسلامه؛ كالنفقة على الزوجة والوالدين والأولاد، المهر، الميراث، الأموال التجارية.
ثم بين أهم قضايا العلاقات الاجتماعية والإنسانية؛ كالولاء والبراء، والعدل والإنصاف، الالتزام بالعهود والمواثيق، التهادي والتزاور، وغير ذلك.
وأخيراً بيان لأهم التبعات الدينية التي يجب على المسلم الجديد الإتيان بها حال إسلامه”.
المسألة الرابعة (4): الفتاوى الواردة:
1 – ” الدعوة إلى الله في ضوء السنة النبوية:
السؤال الثاني من الفتوى رقم (6200)
س2: هل تجوز الدعوة إلى الله بتقديم النهي لمن ينكر ما قبل الدعوة إلى العقيدة الصحيحة، مع العلم أنه يوجد عندنا أناس يدعون النفع في غير الله، ويتمسحون بالقبور والأولياء ويرتكبون البدع والخرافات. أرجو إفادتي عن ذلك، وما هي السنة في تقديم الدعوة بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ج2: تشرع الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى على ضوء ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه لما بعثه إلى اليمن، قال: «إنك تأتي قوما من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد في فقرائهم» الحديث (*) وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، عضو: عبدالله بن غديان، عضو: عبدالله بن قعود.
2 – التدرج في التبليغ:
السؤال الرابع والخامس من الفتوى رقم (12087)
س4: هل التدرج في التشريع انتهى بإكمال الرسالة، وهل يجوز للداعية أن يتدرج بالتبليغ كأن يتلطف مع المسلم الجديد، ويتدرج معه بمأمورات الإسلام، ويتدرج معه في المنهيات حتى لا يصطدم؟
ج4: يشرع التدرج في التبليغ عملا بحديث معاذ لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، وما في معناه، فقد روى الجماعة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حيث بعثه إلى اليمن: «إنك ستأتي قوما من أهل الكتاب …
وأما التشريع فقد كمل بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [سورة المائدة الآية 3].
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، نائب رئيس اللجنة: عبدالرزاق عفيفي
3 – البدء بالعقيدة في الدعوة:
س5: تختلف الجماعات الإسلامية هنا في البدايات التي يجب على الدعاة البدء بها، هل هي الجانب السياسي أو العقائدي أو الأخلاقي. فما هي الأمور التي ترون أن يبدأ بها؟
ج5: يشرع البدء بالعقيدة كما بدأ بها النبي صلى الله عليه وسلم، وبدأت بها الرسل، ولحديث معاذ السابق؛ إذا كان المدعوون كفارا.
أما إذا كان المدعوون مسلمين فإنهم يبين لهم ما جهلوا من أحكام دينهم، وما قصروا فيه، ويعتنى بالأهم فالأهم. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، نائب رئيس اللجنة: عبدالرزاق عفيفي
4 – التدرج في الأحكام الشرعية:
السؤال العاشر من الفتوى رقم (19446)
س10: ما الفرق بين التدرج في تحريم الخمر والأمر بالجهاد، حيث إننا مطالبون بآخر نهي في الخمر، ومطالبون بالاستطاعة في الجهاد؟
ج10: بعد اكتمال الدين واستقرار أحكام الشريعة بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فإن أحكام الإسلام تؤخذ بجملتها، ولا يجوز التدرج في الانقياد لأحكامها، كما كان ذلك في أول الإسلام، فالخمر مثلا يجب على كل مسلم أن يعتقد تحريم شربها ابتداء، ومن اعتقد غير ذلك- وهو عالم بتحريمها- فهو مرتد؛ لجحده ما هو معلوم تحريمه بالضرورة من دين الإسلام، وبالأدلة الشرعية، وإجماع أهل العلم.
وأما الأوامر الشرعية فإن التكليف بها في الإسلام منوط باستطاعة المكلف، فلا يجب على المكلف من الأعمال ما لا يقدر عليه، أو يسبب له مشقة وحرجا، وكل مسألة بحسبها، فالجهاد مثلا وجوبه على الشخص، وكذلك وجوبه في الأحوال العامة، كل ذلك على درجات حسب البواعث والأحوال، ولا يقال إن هذا من باب التدرج في التشريع، وقد قال الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [سورة التغابن الآية 16] وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، نائب الرئيس: عبدالعزيز آل الشيخ، عضو: صالح بن فوزان الفوزان، عضو: بكر أبو زيد.
5 – بدء الداعية بالأهم فالأهم:
السؤال الأول من الفتوى رقم (5981)
س1: هناك كثير من الشباب اليوم يقولون: إنه يجب أن تتخلى عن بعض السنن لكي لا يقع الاختلاف بين الناس. مثال: القبض، الرفع، جلسة الاستراحة. ويقولون: إن الإسلام فيه أولويات، وهذه الأمور من الأشياء التي تأتي في المراحل الأخرى، وليست في المسائل أو في المراحل الأولى في حياة الداعية، وخاصة جلسة الاستراحة، ويعتبرون أنك إذا طبقت سنة وبدأ الناس ينظرون إليك نظرة لا ترضيهم يعتبرون هذا فتنة، وبدأوا يستدلون (الفتنة أشد من القتل، الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها) فهذه حجج وخاصة وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا باتباعه، وخاصة في زمان الاختلاف، حيث يقول عليه الصلاة والسلام في حديث العرباض بن سارية، بعد ما ذكر أمورا يقول: «ومن يعش بعدي فسيرى اختلافا كثيرا؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي .. » إلخ.
ج1: أولا: على الدعاة إلى الله سبحانه فيما يدعون الناس إليه أن يبدأوا بالأهم فالأهم؛ امتثالا لقوله عليه الصلاة والسلام لمعاذ لما بعثه إلى اليمن: «إنك ستأتي قوما أهل كتاب …. ولا يشغلوا أنفسهم عن هذه المراتب بالخلاف في بعض الفروع والسنن، مثل ما ذكر في السؤال؛ لأن الأمر في ذلك سهل بالنظر لكونها محل نظر واجتهاد.
وينبغي للدعاة في أوساط المسلمين أن يوضحوا الأحكام الشرعية واجبها ومستحبها ومحرمها ومكروهها ومباحها، وليس عليهم بأس من كون بعض الناس قد يخالفهم في ذلك إذا كانوا قد تحروا الدليل من الكتاب والسنة فيما يقولون ويفعلون.
ثانيا: على أفرادهم أن يلتزموا السنة في أنفسهم مهما استطاعوا، وأن يكونوا في أعمالهم وواقع عبادتهم ومعاملاتهم وسلوكهم قدوة حسنة؛ تعطي الناس صورة المسلم الملتزم الداعية إلى الله بقوله وعمله في الأصول والفروع. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، نائب الرئيس: عبدالرزاق عفيفي، عضو: عبدالله بن غديان، عضو: عبدالله بن قعود”. انتهى المقصود من فتاوى اللجنة الدائمة.
6 – تغيير الاسم بعد اعتناق الإسلام
سؤالكم عن حكم تغيير اسم من يعتنق الإسلام حديثا من اسمه القديم إلى اسم إسلامي، وهل يلزم ذلك أم لا؟
ج: أخبركم أنه ليس في الأدلة الشرعية ما يقتضي وجوب تغيير من هداه الله إلى الإسلام اسمه، إلا أن يكون هناك ما يقتضي ذلك شرعا، كتعبيده لغير الله، كعبد المسيح ونحو ذلك، أو يكون اسما لا يستحسن التسمي به وغيره أفضل منه، كحزن يبدل بسهل، وكذا ما أشبهه من الأسماء التي لا يستحسن التسمي بها.
لكن التغيير فيما عبد لغير الله يكون واجبا، أما ما سواه فهو من باب الاستحسان والأفضلية.
ويدخل في القسم الثاني الأسماء التي اشتهر النصارى بالتسمي بها ويتوهم من سمعها أن صاحبها نصراني، فالتغيير فيها مناسب جدا. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، ومنحنا وإياكم الفقه في الدين والثبات عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. [(مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز: 4/ 153)].
7 – ما حكم الختان للمسلم الجديد ومتى يختتن؟
“الختان للمسلم الجديد واجب، كما أنه واجب على المسلم الأصلي، ويجب عليه الاختتان من حين أن يسلم، لكن إن اقتضت المصلحة في تأخير أمره بذلك خوفاً من فراره من الإسلام؛ – لأن الإسلام لم يستقر في قلبه بعد فلا بأس بذلك، – لأن المفسدة الحاصلة بتأخير الختان أهون من مفسدة ردته عن الإسلام بعد إسلامه” انتهى. فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله. [“الإجابات على أسئلة الجاليات” (1/ 3، 4)].
8 – حكم تغيير اسم من أسلم من الكفار وختانه؟
.. الختان هو سنة مؤكدة أو واجب عند جمع من أهل العلم، فإذا تيسر له الاختتان وهو كبير من غير خطر، هذا هو الأولى والأفضل والأحوط، أما إن كان فيه مشقة، أو قال بعض الأطباء: إن فيه خطر، فلا، فلا حاجة إلى ذلك ويسقط، وإن كان ختنه قد يكون سبباً لتنفيره من الإسلام، فلا يذكر ولا يبين له ذلك ويترك؛ لأن دخوله في الإسلام نعمة عظيمة ولو لم يختتن، فلا ينبغي أن يعرض له بشيء ينفره من الإسلام، لكن إذا دخل في الإسلام واستقر في الإسلام، ينظر بعد ذلك، إن تيسر ختانه بدون مشقة وبدون خطر، هذا أولى وأحوط، وإن لم يتيسر ترك. نعم”. [الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله تعالى].
قال أبوداود في سننه:
356 – حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ أُخْبِرْتُ عَنْ عُثَيْمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ جَاءَ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ قَدْ أَسْلَمْتُ. فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- «أَلْقِ عَنْكَ شَعْرَ الْكُفْرِ». يَقُولُ احْلِقْ. قَالَ وَأَخْبَرَنِى آخَرُ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لآخَرَ مَعَهُ «أَلْقِ عَنْكَ شَعْرَ الْكُفْرِ وَاخْتَتِنْ».
إسناده ضعيف، فيه راو مجهول لم يسم هو شيخ ابن جريج،
وعثيم ابن كليب، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في “الثقات”، وقال الذهبي في “الكاشف”: وثق، وقال الحافظ في “التقريب”: مجهول،
ووالده مجهول
وقال ابن القطان في “الوهم والإيهام” 5/ 43: إسناده غاية في الضعف مع الانقطاع الذي في قول ابن جريج أخبرت وذلك أن عثيم بن كليب وأباه وجده مجهولون.
قال ابن حجر: سَنَدَ الْحَدِيثِ ضَعِيفٌ، وَقَدْ قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ: لَا يَثْبُتُ فِيهِ شَيْءٌ. فتح الباري شرح صحيح البخاري: (10/ 349)
قلت سيف بن دورة: قال ابن عدي وأخرج الحديث في ترجمة إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى وقال: وهذا الذي قاله ابن جريج وفي هذا الإسناد. واخبرت عن عثيم بن كليب إنما حدثه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى
قال ابن القطان: إسناد غاية في الضعف مع الانقطاع وهذا الذي من قول ابن جريج أخبرت إنما حدثه به إبراهيم بن أبي يحيى
وجاء من حديث واثلة عند الحاكم والطبراني. وسنده ضعيف. قال الذهبي في منصور بن عمار تكلم فيها ولم يترك. قال ابن عدي: منكر الحديث. وقال ابوحاتم: ليس بالقوي.
ومعروف بن عبد الله أبو الخطاب صاحب واثلة.
قال ابوحاتم: ليس بالقوي. قال ابن عدي: له أحاديث منكرة جدا.
وجاء من حديث قتادة الرهاوي عند الطبراني 14/ 19 وفيه هاشم أو هشام بن قتادة لا يعرف.
يا قتادة. اغتسل بماء وسدر، واحلق عنك شعر الكفر. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر من أسلم أن يختتن وإن كان ابن ثمانين.
قال ابن حجر في التلخيص: إسناده ضعيف
المهم وإن لم يتقوى فالاختتان من الفطرة
بل نقل ابن القيم أن الراجح وجوبه حيث سمح بكشف العورة. وهو من أظهر شعائر الإسلام التي يفرق بها بين المسلم والنصراني. وذكر ابن القيم شواهد منها مرسل الزهري
لكن إن خشي على المسلم الجديد أن ينفر من الإسلام فلا بأس أن يؤجل إلى أن يتقوى إيمانه أو كبيرا خشي عليه الضرر. وبهذا افتت اللجنة الدائمة
وراجع تخريجنا لسنن أبي داود فقد توسعنا في بيان علله.