137 لطائف التفسير والمعاني
عبدالله البلوشي أبو عيسى
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——-‘——‘——–‘
——-‘——-‘——-‘
——-‘——-‘——-‘
لطيفة:
كلمات جامعه في القرآن
*أعظم الكرامة لزوم الاستقامة*
قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين (باختصار شديد):
فصل منزلة الاستقامة
ومن منازل: {إياك نعبد وإياك نستعين} [الفاتحة: 5] منزلة الاستقامة.
قال الله تعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون} [فصلت: 30]. وقال: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاءً بما كانوا يعملون} [الأحقاف: 13].
وقال لرسوله صلى الله عليه وسلم: {فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير} [هود: 112].
فبين أن الاستقامة ضد الطغيان. وهو مجاوزة الحدود في كل شيء.
وقال تعالى: {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه} [فصلت: 6]. وقال تعالى: {وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقًا لنفتنهم فيه} [الجن: 16] …..
فالاستقامة كلمة جامعة، آخذة بمجامع الدين. وهي القيام بين يدي الله على حقيقة الصدق، والوفاء بالعهد.
والاستقامة تتعلق بالأقوال، والأفعال، والأحوال، والنيات. فالاستقامة فيها: وقوعها لله، وبالله، وعلى أمر الله.
قال بعض العارفين: كن صاحب الاستقامة، لا طالب الكرامة. فإن نفسك متحركة في طلب الكرامة. وربك يطالبك بالاستقامة.
*وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية – قدس الله تعالى روحه – يقول: أعظم الكرامة لزوم الاستقامة.*
وفي جامع الرسائل لابن تيمية (2/ 352):
وَأما قَوْله تَعَالَى فَأكْرمه ونعمه فَإِنَّهُ تكريم بِمَا فِيهِ من اللَّذَّات وَلِهَذَا قرنه بقوله ونعمه وَلِهَذَا كَانَت خوارق الْعَادَات الَّتِي تسميها الْعَامَّة كَرَامَة لَيست عِنْد أهل التَّحْقِيق كَرَامَة مُطلقًا بل *فِي الْحَقِيقَة الْكَرَامَة هِيَ لُزُوم الاسْتقَامَة* وهى طَاعَة الله وَإِنَّمَا هِيَ مِمَّا يَبْتَلِي الله بِهِ عَبده فَإِن أطاعه بهَا رَفعه وَإِن عَصَاهُ بهَا خفضه وَإِن كَانَت من آثَار طَاعَة أخري كَمَا قَالَ تَعَالَى وألو استقاموا على الطَّرِيقَة لأسقيناهم مَاء غدقا لنفتنهم فِيهِ وَمن يعرض عَن ذكر ربه يسلكه عذَابا صعدا.