1369 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بإشراف ومراجعة سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3 والمدارسة، والاستفادة، وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
مشاركة مجموعة عبدالله الديني
————
1369حديث (ولد الزنا شر الثلاثة)
———–
قلت سيف بن دورة: ذكرنا تخريجه في تخريج سنن أبي داود: قال أبوداود:
12 – باب فِى عِتْقِ وَلَدِ الزِّنَا.
3965 – حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «وَلَدُ الزِّنَا شَرُّ الثَّلاَثَةِ». وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ لأَنْ أُمَتِّعَ بِسَوْطٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ وَلَدَ زِنْيَةٍ.
قلنا: هو في الصحيحة 672، والصحيح المسند 1369
والحديث ذكره ابن عدي في ترجمة سهيل بن أبي صالح بلفظ (فرخ الزنا لا يدخل الجنة) وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء 5/ 459:هذا من غرائب سهيل
المهم؛ زاد البيهقي أن سفيان قال: إذا عمل بعمل أبويه؛ وذكر الشيخ الألباني أنه ورد عن عائشه مرفوعا وكذلك عن ابن عباس مرفوعا وضعفهما؛ لكن قال: لا مناص من الأخذ بهما مع قول سفيان مع الحديثين الضعيفين. أما ما ورد عن عائشة؛ أنه صلى الله عليه وسلم قاله في منافق؛ فضعيف. انتهى كلام الالباني باختصار
مع أن حديث عائشه صححه بعض الباحثين؛ بأن سلمه بن الفضل من أثبت الناس في ابن إسحاق؛ لكن قال البيهقي وذكر الحديث؛ وسلمه يروي مناكير وورد بسند مرسل عن الزهري عن عائشه.
فالحديث لا يتقوى، وانظر النقل الذي سيأتي من فيض القدير
قال صاحبنا عبدالله الديني وأصحابه:
قال الخطابي في معالم السنن: اختلف الناس في تأويل هـذا الك?م فذهـب بعضهم إلى أن ذلك إنما جاء في رجل بعينه كان موسوما بالشر، وقال بعضهم إنما صار ولد الزنا شرا من والديه ?ن الحد قد يقام عليهما فيكون العقوبة تمحيصا لهما؛ وهـذا في علم الله ? يدري ما يصنع به وما يفعل في ذنوبه.
وقد قال بعض أهـل العلم أنه شر الث?ثة أص? وعنصرا ونسبا ومولودا وذلك ?نه خلق من ماء الزاني والزانية وهـو ماء خبيث.
وقد روي في بعض الحديث العرق دساس ف? يؤمن أن يؤثر ذلك الخبث فيه ويدب في عروقه فيحمله على الشر ويدعوه إلى الخبث، وقد قال سبحانه في قصة مريم {ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا} [مريم: 28]
فقضوا بفساد ا?صل على فساد الفرع.
وقد روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه في قوله تعالى {ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن وا?نس}
[ا?عراف: 179]
أنه قال ولد الزنا مما ذرىء لجهنم.
وعن سعيد بن جبير أنه قال ولد الزنا ذرىء لجهنم.
وكان مالك ? يجيز شهادة ولد الزنا على الزنا خاصة دون غيره من الشهادات للتهمة.انتهي
قلت سيف: قال ابن عثيمين في تفسير قوله تعالى {ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا} في هذا إشارة إلى أن الإنسان إذا زنى فقد يبتلى نسله بالزنى والعياذ بالله. انتهى
وما روي عن عبدالله بن عمرو أخرجه الطبري وابن أبي حاتم عنه مرفوعا وفيه مبهم.
وأثر سعيد بن جبير رواه عنه علي بن بذيمة وثقه بعض أهل العلم وقال آخرون صالح.
وكان رأسا في التشيع والراوي عنه عتاب بن بشير قال ابن حجر: صدوق يخطئ.
وحديث العرق دساس؛ لا يصح وراجع الضعيفة
قال في فيض القدير:
(ليس على ولد الزنا من وزر أبويه شيء) ظاهـره أن هـذا الحديث بتمامه وا?مر بخ?فه بل بقيته كما في المستدرك ” ? تزر وازرة وزر أخرى ” وأما خبر ولد الزنا شر الث?ثة فمحمول على ما إذا عمل بعمل أبويه جمعا بين ا?دلة
(ك) في ا?حكام (عن عائشة) وقال: صحيح قال الذهـبي في التلخيص: وصح ضده وكذا قال في التنقيح: وقال البيهقي: رفعه ? يصح وأقره عليه في المهذب
زيادة (إذا عمل عملهم):
السؤال: ذكر الشيخ الألباني رحمه الله أن زيادة (إذا عمل عملهم) من قوله: (ولد الزنا شر ثلاثة إذا عمل عملهم) أنها من أحد الرواة، وهي تفسير منه للحديث؟ الجواب: لكن هذا الذي ذكر أنه جاء في مسند الإمام أحمد إذا كان الإسناد صحيحاً وأنه لا شيء يفيد الإدراج، فهذا يزيل الإشكال ولا يحتاج معه إلى التأويل، ولكن لا أدري عن ثبوتها وعن كونها غير مدرجة. والسند في (العون) هو: وفي مسند أحمد من طريق إبراهيم بن عبيد بن رفاع عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ولد الزنا شر الثلاثة إذا عمل عمل أبويه)، وفي معجم الطبراني من حديث ابن عباس مرفوعاً مثله. وفي سنن البيهقي عن الحسن قال: [إنما سمي ولد الزنا شر الثلاثة أن امرأة قالت له: لست لأبيك الذي تدعى له فقتلها، فسمي شر الثلاثة] قاله السيوطي في مرقاة الصعود. وهذا إذا ثبت يكون في شخص واحد حصل منه ما حصل لما قيل له ما قيل، لكن الأحاديث جاءت مطلقة، فتحمل على أنه إذا كان مثلهما أو عمل عملهما؛ لأنه متولد من ماء خبيث فصار فيه الخبث، فيكون أخبث منهما؛ لأن منبته خبيث وماءه الذي خرج منه خبيث، وهو بخلافهما فإنهما من ماء طيب ومن نكاح لا من سفاح وهو من سفاح فيكون شرهما إذا كان مثلهما، فيصير زائداً عليهما.
-مسألة إجزاء عتق ولد الزنا:
قال أبو عمر على هـذا جماعة أئمة الفتوى با?مصار وأكثر التابعين وروي ذلك عن ابن عباس أيضا يعني بالإجزاء.
ورواه الثوري عن ثور عن عمر بن عبد الرحمن القرشي عن ابن عباس أنه سئل عن ولد زنا وولد رشدة في العتاقة فقال انظروا أكثرهـما ثمنا فنظروا فوجدوا ولد الزنى أكثرهـما ثمنا فأمرهـم به.
والثوري عن يونس عن الشعبي مثله
وهـو قول الحسن وقتادة وما خالفه فضرب من الشذوذ.
وإنما ذكر مالك – رحمه الله – والله أعلم في موطئه عن أبي هـريرة انه أجاز عتق ولد الزنى إنكارا منه لما يرويه أهـل العراق عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هـريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ولد الزنى شر الث?ثة)
وقال أبو هـريرة ?ن أمتع بسوط في سبيل الله أو أحمل نعلين في سبيل الله أحب إلي من أن أعتق ولد زنية
وقد قال القعقاع بن أبي حدرد أنت تقول هـذا فقال أبو هـريرة إني لم أقل هـذا فيمن يحصن أمته وإنما قلت هـذا في الذي يأمر أمته بالزنى
وقد أنكر ابن عباس على من روى في ولد الزنى أنه شر الث?ثة وقال لو كان شر الث?ثة ما استوفى بأمه أن ترجم حتى تضعه
ورواه بن وهـب عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وقد ذكرناه في (التمهيد) بإسناده
وروى يزيد بن هـارون عن سفيان عن هـشام بن عروة عن أبيه عن عائشة في ولد الزنى قالت ما عليه من ذنب أبويه شيء ثم قرأت (و? تزر وازرة وزر أخرى) ا?نعام 164 ا?سراء 15 فاطر 18 الزمر 7
ومذهـب ابن عباس جواز عتق ولد الزنى في الرقاب الواجبة وغيرهـا
وقال:
1481 – مالك أنه بلغه عن المقبري أنه قال سئل أبو هـريرة عن الرجل تكون عليه رقبة هـل يعتق فيها بن زنا فقال أبو هـريرة نعم ذلك يجزئ عنه
قال الزهـري ? يجزئ ولد الغية في الرقاب الواجبة و? أم الولد و? المدبر و? الكافر
وقال عطاء مثله وقد اضطرب عطاء في هـذا المعنى
وقال في العون:
وكأن المراد أن أجر إعتاقه قليل ولعل ذلك ?ن الغالب عليه الشر عادة فا?حسان إليه قليل ا?جر كا?حسان إلى غير أهـله وهـذا هـو مراد أبي هـريرة رضي الله عنه.
مسألة: هل صح أن ابن الزنى في النار:
ورد في سؤال لبعض المشايخ:
هل هذا الحديث صحيح: كل ابن زنى في النار.
وشكراً.
الإجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلم يرد حديث بهذا اللفظ فيما نعلم، وإنما وردت أحاديث بألفاظ أخرى وفيها ذم لولد الزنا منها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ولد الزنا شر الثلاثة” رواه أبو داود والطحاوي في مشكل الآثار و الحاكم وأحمد والبيهقي وزاد قال سفيان: يعني إذا عمل بعمل أبويه. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي. قال الألباني: وهو كما قالا. ورويت زيادة سفيان مرفوعة وحسنها المناوي وضعفها البيهقي والألباني، وقال الألباني: وهذا التفسير وإن لم يثبت رفعه فالأخذ به لا مناص منه كي لا يتعارض الحديث مع النصوص القاطعة في الكتاب والسنة أن الإنسان لا يؤاخذ بجرم غيره …
وقد روي الحديث عن عائشة رضي الله عنها على وجه آخر لو صح إسناده لكان قاطعاً للإشكال ورافعاً للنزاع، وهو ما روى سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق عن الزهري عن عروة قال: بلغ عائشة رضي الله عنها أن أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ولد الزنا شر الثلاثة”، فقالت: يرحم الله أبا هريرة أساء سمعاً فأساء إجابة، لم يكن الحديث على هذا، إنما كان رجل من المنافقين يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: من يعذرني من فلان؟ قيل يا رسول الله، إنه مع ما به ولد زنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “هو شر الثلاثة”، والله عز وجل يقول: (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) أخرجه الطحاوي والحاكم وعنه البيهقي وضعفه بقوله سلمة بن الفضل الأبرشي يروي مناكير قلت – الألباني – وقال الحافظ: صدوق كثير الخطأ، وفيه علة أخرى وهي عنعنه ابن إسحاق فإنه مدلس ومع ذلك فقد قال الحاكم صحيح على شرط مسلم، ورده الذهبي بقوله: كذا قال. وسلمة لم يحتج به مسلم، وقد وثق. وضعفه ابن راهويه قلت – الألباني -: وكذلك ابن إسحاق لم يحتج به مسلم، وإنما روى له متابعة على أنه مدلس وقد عنعنه. ا. هـ كلام الألباني.
ومن الأحاديث في ذم ولد الزنا حديث: “لا يدخل الجنة ولد زنية” رواه الدرامي والنسائي وعبد الرزاق في (المصنف) و ابن حبان وغيرهم، وهو حديث ضعيف سنداً ومنكر متناً، ولمزيد الفائدة عنه تراجع الفتوى رقم: 4895
وعلى كل حال، فالأحاديث الواردة في ذم ولد الزنا – على تقدير صحتها – لا تعم كل ولد زنا، وقد تأول العلماء هذه الأحاديث بتأويلات.
أما حديث: “ولد الزنى شر الثلاثة” فالمقصود به: ولد زنى بعينه، وهو الرجل الذي كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم، كما سبق ذلك في قول عائشة رضي الله عنها، أو أنه الذي يعمل بعمل أبويه، كما نقل عن سفيان وغيره، أو أنه شر الثلاثة نسباً، فإنه لا نسب له.
وأما حديث: “لا يدخل الجنة ولد زنية” فالمقصود به من أكثر من الزنا حتى نسب إليه، قال الطحاوي: فكان ما في هذا الحديث – لا يدخل الجنة ولد زنية – عندنا -والله أعلم-: أريد به من تحقق بالزنا حتى صار غالباً عليه فاستحق بذلك أن يكون منسوباً إليه، فيقال: هو ابن له، كما ينسب المتحققون بالدنيا إليها، فيقال لهم: بنو الدنيا لعملهم لها وتحققهم بها وتركهم ما سواها، وكما قد قيل للمتحقق بالحذر: ابن الحذار، وللمتحقق بالكلام: ابن الأقوال، وكما قيل للمسافر ابن سبيل.
والله أعلم. انتهى المراد من الفتوى
وروى بعض من احتج له في ذلك عن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه أنه قال:ودت الزانية أن النساء كلهن زنين.
وحكى ابن المنذر، عن أبي حنيفة رصي الله عنه في كتاب ا?خت?ف أن من ابتاع غ?ما فوجده ابن زنا كان له أن يرده بالعيب.
فأما قول ابن عمر أنه خير الث?ثة فإنما وجهه أنه ? إثم له في الذنب الذي باشره والده فهو خير منهما لبراءته من ذنبهما والله أعلم.
إمامة ابن الزنى:
واختلف الفقهاء في إمامة ولد الزنى فقال مالك: أكره أن يكون إماما راتبا
قال: وشهادته جائزة في كل شيء إ? في الزنى فإنها ? تجوز
وهـو قول الليث بن سعد
وقال سفيان الثوري وا?وزاعي ? بأس بأن يؤم ولد الزنى
وقال أبو حنيفة وأصحابه: غيره أحب إلينا
وقال الشافعي: أكره أن ينصب إماما ?ن ا?مامة موضع فضل وتجزئ من صلى خلفه ص?تهم وتجزيه
وقال عيسى بن دينار: ? أقول بقول مالك في إمامة ولد الزنى وليس عليه من ذنب أبويه شيء.
وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: ? أكره إمامة ولد الزنى إذا كان في نفسه أهـ? ل?مامة
قال أبو عمر ليس في شيء من ا?ثار الواردة في شرط ا?مامة في الص?ة ما يدل على مراعاة نسب وإنما فيه الد?لة على الفقه والقراءة والص?ح في الدين
قال ابن عبد البر في الاستذكار:
271 – وذكر مالك في هـذا الباب أيضا عن يحيى بن سعيد أن رج? كان يؤم الناس بالعقيق فأرسل إليه عمر بن عبد العزيز فنهاه
قال وإنما نهاه ?نه كان ? يعرف أبوه
قال أبو عمر هـذه عندهـم كناية كالتصريح ?نه كان ولد زنا فكره عمر بن عبد العزيز رحمه الله أن ينصب مثله إماما ?نه خلق من نطفة خبيثة.