: 136 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
—————
مسند أحمد
14980 حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا ابواسحاق عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقوم في مجلس يسلون سيفا يتعاطونه بينهم غير مغمود، فقال: ألم أزجركم عن هذا؟ فإذا سل أحدكم السيف فليغمده ثم ليعطه أخاه.
14981 حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا ابواسحاق قال: قال ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرا يحدث ذلك عن النبي صلّى الله عليه وسلّم
قلت سيف: إسناد أبي الزبير عن جابر على شرط الذيل على الصحيح المسند.
سليمان بن موسى الاشدق لم يسمع من جابر. لكن تابعه أبو الزبير عن جابر. وصرح أبو الزبير بالتحديث.
وراجع تحقيقنا لكشف الاستار على زوائد البزار 3335
———-
شرح الكلمات
والغمد بالكسر جفر السيف وإغماده إدخاله فيه (أي يدخله في قرابه).
ما يستفاد من الحديث:
(1) – النهي عن تعاطي السيف مسلولا.
(2) – لأنه ربما إذا مد يده لأخذ السيف وهو مسلول ربما تضطرب يد الإنسان فتنقطع يد الآخر.
وكذلك السكين يعني ريشة السكين إذا أردت أن تعطيها لصاحبك فاجعلها مما يليك، واجعل المقبض مما يلي صاحبك حتى لا يقع في زلة يد فتنجرح يده.
ومن ذلك أيضا إذا كان معك عصى وأنت تمشي بين الناس فلا تحمله عرضا لأنك إذا حملته عرضا ربما يتعثر به من وراءك أو من أمامك ولكن أمسكه نصبا واقفا أو أن تتعكز عليه تمسكه واقفا حتى لا تؤذي من وراءك ومن أمامك كل هذا من باب الآداب الحميدة التي ينبغي للإنسان أن يسلكها في حياته حتى لا يقع في أمر يؤذي الناس أو يضرهم والله الموفق. شرح رياض الصالحين [ج (6) / (557)] للعلامة العثيمين.
و قال المناوي في فيض القدير: فيكره تنزيها مناولته كذلك لأنه قد يخطئ في تناوله فينجرح شيء من بدنه أو يسقط منه على أحد فيؤذي وفي معناه السكين ونحوها فلا يرميها له ولا يناولها والحد من جهته.
و قال العلامة العباد: أورد أبو داود هذه الترجمة وهي: باب في النهي أن يتعاطى السيف مسلولا يعني: يعطي شخص الثاني، وذلك لأنه إذا كان مسلولا لا يؤمن أن يحصل عن طريق الخطأ أن يجرح أحدهما أو يسقط على رجله ما دام أنه مسلول، ولكنه إذا كان مغمدا يؤمن من وراء أن يباشر حده الأجسام، فيتعاطى السيف مغمدا بحيث إنه لو مس بشره لا يؤثر فيه.
(3) – يجب الابتعاد عّن كل ما يؤذي الناس.
(4) – تحرم الأذية سواء كانت بالقول أو بالفعل
قال العلامة العثيمين: المعنى أن الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسب المؤمن والمؤمنة اللذين أوذيا فقد احتملوا بهتانا أي كذبا وإثما مبينا أي عقوبة والعياذ بالله وهذا يشمل كل أذية سواء كان في القول أو في الفعل وكلما كان الإنسان أحق بالإكرام كانت أذيته أعظم وأكبر إثما فأذية القريب ليست كأذية البعيد وأذية الجار ليست كأذية غير الجار وأذية من له حق عليك ليست كأذية من لا حق له عليك المهم أن الأذية تتفاوت أثمها وجرمها بحسب المؤذي والعجب أن كثيرا من المسلمين اليوم يؤذون جيرانهم بالمضايقات والاطلاع على عوراتهم وغير ذلك وهذا من أعظم ما يكون من الإثم قال النبي صلى الله عليه وسلم والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن – ثلاث مرات – قالوا من يا رسول الله؟ قال الذي لا يأمن جاره بوائقه يعني ظلمه وغشمه. شرح رياض الصالحين [ج (6) / (218) – (219)].
و قد جاء الوعيد فيمن آذى المؤمنين، وعن يزيد بن شجرة قال:
إن لجهنم لجبابا، في كل جب ساحلا كساحل البحر، فيه هوام وحيات كالبخاتي، وعقارب كالبغال الدلم، فإذا سأل أهل النار التخفيف قيل: اخرجوا إلى الساحل، فتأخذهم تلك الهوام بشفاههم وجنوبهم وما شاء الله من ذلك، فتكشطها، فيرجعون، فيبادرون إلى معظم النيران، ويسلط عليهم الجرب، حتى إن أحدهم ليحك جلده حتى يبدو العظم، فيقال: يا فلان! هل يؤذيك هذا؟ فيقول: نعم، فيقال له: ذلك بما كنت تؤذي المؤمنين. صحيح الترغيب و الترهيب
قلت سيف: تنبيه: يزيد بن شجرة اختلف في صحبته فقال البخاري: له صحبه قاله يزيد بن أبي زياد عن مجاهد. وكذلك ذهب ابن معين إلى أن له صحبه. وقال ابن عساكر: يقال له صحبة. وتوقف ابن حبان.
بينما ذهب ابوزرعة وأبو حاتم بأنه لا صحبة له. وان ذلك وهم من يزيد بن أبي زياد. وذكره الإمام أحمد في ذكره للتابعين كما في العلل ومعرفة الرجال.
وورد مرفوعا ورجح الدارقُطني في العلل الموقوف (العلل 14/ 3)
- – جمع (بخت): وهي جمال طوال الأعناق. “نهاية”.
(2) – أي: السود، جمع (أدلم). قاله الناجي.
اسال الله السلامة لنا و لكم
(5) – وإنما جعل الله المؤمنين إخوة ليتعاطفوا ويتراحموا، وفي ” الصحيحين ” عن النعمان بن بشير، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر».