: 135 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
————–
مسند أحمد
22092 حدثنا عفان حدثنا حماد يعني ابن سلمة قال: كنت أنا وعاصم بن بهدلة وثابت فحدث عاصم عن شهر بن حوشب عن أبي ظبية عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يبيت على ذكر الله طاهرا فيتعار من الليل فيسأل الله خيرا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه. فقال ثابت: قدم علينا فحدثنا هذا الحديث ولا أعلمه إلا يعني أبا ظبية. قلت لحماد: عن معاذ؟ قال: عن معاذ.
قلت سيف: هو على شرط الذيل على الصحيح المسند من جهة ثابت. وراجع المنتخب لعبد بن حميد 126 وله شاهد عند البخاري 1154.
——
شرح الكلمات
التعارّ: اليقظة مع الصوت بذكر الله.
ما يستفاد من الحديث:
(1) – استحباب النوم على الطهارة.
(2) – المحافظة على أذكار النوم.
(3) – التعار من الليل أي اليقظة مع الصوت بذكر الله، فَلَو دعا استجاب الله له، و لو صلى ركعتين قبل الله منه، روى الامام البخاري في صحيحه عن عبادة بن الصامت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: رب اغفر لي))، أو قال: ((ثم دعا؛ استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته)).
قال الطيبي في شرح المشكاة: والمعنى من استيقظ من النوم، فقال كيت وكيت، ثم إن دعا استجيب له، فإن صلى قبلت صلاته.
وقال ابن بطال: وعد الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: أن من استيقظ من نومه لهجا لسانه بتوحيد الله والإذعان له بالملك والاعتراف بنعمته يحمده عليها وينزهه عما لا يليق به بتسبيحه والخضوع له بالتكبير والتسليم له بالعجز عن القدرة إلا بعونه أنه إذا دعاه أجابه، وإذا صلى قبلت صلاته، فينبغي لمن بلغه هذا الحديث أن يغتنم به العمل ويخلص نيته لربه تعالى.
قال الصنعاني في التيسير [ج (2) / (242)]: (كان إذا تعار) بشد الراء أي انتبه (من الليل) مع صوت من نحو تسبيح أو استغفار.
قال العباد: أورد أبو داود [باب ما يقول الرجل إذا تعار من الليل] يعني: من استيقظ من الليل وذكر الله عز وجل، وقد مر الحديث في التعار من الليل وأنه الاستيقاظ.
وقيل: إن المقصود به هيئة الاستيقاظ وأنه يحصل منه صوت أو يحصل منه تمط، ولكنه كما هو معلوم سواء حصل هذا أو لم يحصل المهم أنه إذا قام من نومه واستيقظ فإنه يذكر الله عز وجل. شرح سَنَن ابي دَاوُدَ
فالمؤمن الكيس لا يضيع مثل هذه الأجور، فاحرص أيها المحب على ذلك، اعاننا الله و اياكم على طاعته.
قلت سيف: ونقل ابن كثير في تفسير سورة الطور في قوله تعالى (وسبح بحمد ربك حين تقوم) أقوال ومنها:
وقال أبو الجوزاء: (وسبح بحمد ربك حين تقوم) أي: من نومك من فراشك. واختاره ابن جرير: ويتأيد هذا القول بما رواه الإمام أحمد:
عن عبادة بن الصامت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم …. وأخرجه البخاري. يقصد حديث عبادة السابق.