1344 – تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بإشراف ومراجعة سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3 والمدارسة، والاستفادة، وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
(جمع وتأليف عبد الله الديني)
_._._. _._._. _._._. _._._. _.
1344 قال الإمام أحمد رحمه الله: ثنا أبو كامل ثنا حماد أنا محمد بن عمرو عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى الله عليه وسلم ابنا العاص مؤمنان عمرو وهشام.
هذا حديث حسن.
—————-
وحسنه الالباني في الصحيحة (156) وذكر أحاديث تشهد له (155) ” أسلم الناس و آمن عمرو بن العاص “، وحديث (653) ” عمرو بن العاص من صالحي قريش “.
وحسن الحديث محققو المسند 13/ 409
قال الألباني رحمه الله في الصحيحة برقم 155:
و في الحديث منقبة عظيمة لعمرو بن العاص رضي الله عنه، إذ شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بأنه مؤمن، فإن هذا يستلزم الشهادة له بالجنة، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المشهور: ” لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ” متفق عليه. و قال تعالى (وعد الله الذين آمنوا و عملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار).
و على هذا فلا يجوز الطعن في عمرو رضي الله عنه – كما يفعل بعض الكتاب المعاصرين، و غيرهم من المخالفين – بسبب ما وقع له من الخلاف بل القتال مع علي رضي الله عنه. لأن ذلك لا ينافي الإيمان، فإنه لا يستلزم العصمة كما لا يخفى، لاسيما إذا قيل: إن ذلك وقع منه بنوع من الاجتهاد، و ليس اتباعا للهوى.
و في الحديث أيضا إشارة إلى أن مسمى الإسلام غير الإيمان، و قد اختلف العلماء في ذلك اختلافا كثيرا، و الحق ما ذهب إليه جمهور السلف من التفريق بينهما لدلالة الكتاب و السنة على ذلك فقال تعالى: (قالت الأعراب آمنا، قل: لمتؤمنوا، و لكن قولوا أسلمنا، و لما يدخل الإيمان في قلوبكم) و حديث جبريل في التفريق بين الإسلام و الإيمان معروف مشهور، قال شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله تعالى في كتاب ” الإيمان ” (ص 305 طبع المكتب الإسلامي).
” و الرد إلى الله و رسوله في مسألة الإسلام و الإيمان يوجب أن كلا من الاسمين و إن كان مسماه واجبا، و لا يستحق أحد الجنة إلا بأن يكون مؤمنا مسلما، فالحق في ذلك ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل، فجعل الدين و أهله ثلاث طبقات: أولها الإسلام، و أوسطها الإيمان، و أعلاها الإحسان، و من وصل إلى العليا، فقد وصل إلى التي تليها، فالمحسن مؤمن، و المؤمن مسلم و أما المسلم فلا يجب أن يكون مؤمنا “.
و من شاء بسط الكلام على هذه المسألة مع التحقيق الدقيق فليرجع إلى الكتاب المذكور، فإنه خير ما ألف في هذا الموضوع.