1339 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بإشراف ومراجعة سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3 والمدارسة، والاستفادة، وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
(جمع وتأليف عبد الله الديني)
_._._. _._._. _._._. _._._. _.
1339 – قال الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا أبو كامل ثنا حماد عن ثابت البناني عن أبي عثمان النهدي أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول صلى الله عليه وسلم صوم شهر الصبر وثلاث أيام من كل شهر صوم الدهر.
هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح.
وأخرجه النسائي (ج4 ص218) فقال: أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا حماد بن سلمة … به.
……………………………………………….
ذكر الدارقطني في العلل (11/ 214) الخلاف على أبي عثمان ولم يرجح.
وفي الصحيح المسند (1458): ” إن مما يذهب كثيرا من وحر الصدر صوم شهر الصبر وصوم ثلاثة أيام من كل شهر ”
(وحر الصدر) قال في النهاية: هُو بالتَّحريك: غِشُّه ووَساوِسُه. وقيل: الحِقْد والغَيْظ. وقيل: العَداوَة. وقيل: أشدّ الغَضَب.
(شهر الصبر) قال السندي: أي: شهر رمضان، وأصل الصبر الحبسُ، فسمي الصيام صبراً لما فيه من حبس النفسِ عن الطعام وغيره في النهار.
قال البغوي في ” شرح السنة ” (6/ 219):
باب فضل الصيام
قال الله سبحانه وتعالى (الحامدون السائحون) [التوبة: 113] والسائحون: هم الصائمون، وسمي الصائم سائحا
لأن الذي يسيح في الأرض متعبدا لا يكون له زاد، فحين
يجد يطعم، فالصائم كذلك يمضي نهاره لا يطعم شيئا.
وقيل في قوله سبحانه وتعالى (واستعينوا بالصبر والصلاة) [البقرة: 153] أي: بالصوم، وسمي شهر رمضان شهر الصبر، وأصل الصبر الحبس، ومنه قوله
سبحانه وتعالى (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم)
[الكهف: 28] ففي الصوم حبس النفس عن المطاعم، وبعض اللذات.
(صوم ثلاثة أيام) وجاء أيضا استحباب صيامها ما في الصحيحين من حديث أبي هريرة وعند مسلم من حديث ابي الدرداء أنهما قالا: أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن لا أنام حتى أوتر ”
بوب البخاري: باب صيام أيام البيض ثلاث عشرة و أربع عشرة و خمس عشرة، وذكر حديث أبي هريرة قال الإسماعيلي وابن بطال وغيرهما: ليس في الحديث الذي أورده البخاري في هذا الباب ما يطابق الترجمة، لأن الحديث مطلق في ثلاثة أيام من كل شهر والبيض مقيدة بما ذكر، وأجيب بأن البخاري جرى على عادته في الإيماء إلى ما ورد في بعض طرق الحديث …
(وذكروا الأحاديث التي فيها التقييد بأيام البيض)
وذكر الحافظ ابن حجر في الفتح الخلاف في تعيين الايام الثلاث وبلغت عشرة أقوال … ورجح الحافظ أنها أيام البيض قال: وتترجح البيض بكونها وسط الشهر ووسط الشيء أعدله، ولأن الكسوف غالبا يقع فيها، وقد ورد الأمر بمزيد العبادة إذا وقع فإذا اتفق الكسوف صادف الذي يعتاد صيام البيض صائما فيتهيأ له أن يجمع بين أنواع العبادات من الصيام والصلاة والصدقة، بخلاف من لم يصمها فإنه لا يتأتى له استدراك صيامها، ولا عند من يجوز صيام التطوع بغير نية من الليل إلا إن صادف الكسوف من أول النهار.
قال العلامة الصنعاني في ” سبل السلام ” (2/ 169): ولا معارضة بين هذه الأحاديث فإنها كلها دالة على ندبية صوم كل ما ورد وكل من الرواة حكى ما اطلع عليه إلا أن ما أمر به وحث عليه ووصى به أولى وأفضل وأما فعله صلى الله عليه وسلم فلعله كان يعرض له ما يشغله عن مراعاة ذلك وقد عين الشارع أيام البيض.
من الاحاديث التي وردت في تعيينها: عن أبي ذر قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصوم من الشهر ثلاثة أيام البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة. رواه النسائي وحسنه الألباني في الصحيحة (1567)
قلت (سيف):وقال محقق البلوغ دار الآثار: حسن لغيره بحديث قتادة بن ملحان.
*فائدة: سبب تسميتها بأيام البيض، قال ابن قتيبة والجمهور: لانها تبيض بطلوع القمر من أولها لآخرها، وقيل غير ذلك.
راجع الفتح (4/ 226)، وفتح العلام شرح
بلوغ المرام (2/ 711)
(صوم الدهر) قال السندي: لأن صومَ ثلاثة كصومِ الشهر على قاعدة (مَنْ جاءَ بالحسنةِ فله عشرّ أمثالها)