1331 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3 والمدارسة، والاستفادة، والسلف الصالح، وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
(جمع وتأليف سيف بن دورة الكعبي)
_._._. _._._. _._._. _._._. _.
1331 حديث أبي هريرة رضي الله عنه (يبايع لرجل ما بين الركن والمقام، ولن يستحل البيت إلا أهله، فإذا استحلوه فلا يسأل عن هلكة العرب، ثم تأتي الحبشة فيخربونه خرابا لا يعمر بعده أبدا، وهم الذين يستخرجون كنزه)
———-
الحديث صححه الألباني في الصحيحة 579 و 2743 ونقل أن الذهبي قال متعقبا الحاكم: ما خرجا لابن سمعان شيئاً، ولا روى عنه غير ابن أبي ذئب وقد تكلم فيه.
قال الألباني: لم يتكلم فيه غير الأزدي، قال ابن حجر: ثقة لم يصب الأزدي في تضعيفه.
ونقل الألباني أنه وثقه النسائي والدارقطني وابن حبان.
ونقل مركز الفتوى في قطر في جواب عن هذا الحديث:
أن ذلك حين يضعف المسلمون فيكونون غثاء كغثاء السيل، لضعف الإيمان في نفوسهم وحبهم الدنيا وكراهيتهم الموت.
وأما كنز الكعبة فالمقصود به المال المدفون فيها، وقد ذكر ابن كثير في التفسير والعيني في شرح البخاري أنه مدفون في بئر في جوف الكعبة وراجع الفتوى رقم 62534
وفي فتوى أخرى فرقوا بين الاحابيش الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم انهم قوم يتألهون فإن سيد الأحابيش هو الحليس بن علقمة الكناني وهو أحد بني الحارث بن عبدة مناة بن كنانة، وهو أعرابي قح، والاحابيش جمع حُبش بضم الحاء وسكون الباء نسبة إلى مكان في البادية، وليس نسبة إلى الحبشة، وأما ذو السويقتين فهو حبشي منسوب إلى الحبشة، وهو من الأعاجم.
ومن الأحاديث في هذا المعنى حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كأني به أسود أفحج يقلعها حجراً حجراً) أخرجه البخاري، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة) أخرجه البخاري، ومن حديث عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (اتركوا الحبشة ما تركوكم فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة) أخرجه أبو داود، وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أيضاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة ويسلبها حليتها ويجردها من كسوتها، ولكأني أنظر إليه أصيلع أفيدع يضرب عليها بمسحاته ومعوله) أخرجه أحمد وقال ابن كثير: وهذا إسناد جيد قوي، وسكت عنه الحافظ، وفيه عنعنة ابن إسحاق. وقال الألباني لعل تصحيحه بالشواهد، وذكر محققو المسند أنه روي موقوفا على عبدالله بن عمرو وهو أصح ثم ذكروا له شواهد 11/ 630
-لا يوجد حديث صحيح يدل أن ذا السويقتين قبل عيسى، وذكر العيني حديثاً واحداً ولا يصح وسيأتي في مشاركة أحمد بن علي
——
– هذا الحديث سبق الكلام على أحاديث بمعناه في الصحيح المسند 871 و 1325.
مشاركة احمد بن علي:
قال العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري
:وذكر الحليمي: أن ذلك في زمن عيسى، عليه السلام، وأن الصريخ يأتيه بأن ذا السويقتين قد سار إلى البيت يهدمه فيبعث، إليه عيسى، عليه الصلاة والسلام، طائفة بين الثمان إلى التسع. ومنها: ما رواه أبو نعيم بسند فيه مجهول: كأني أنظر إلى أصيلع أقرع أفحج على ظهر الكعبة يهدمها بالكرزنة …. ثم ذكر بعض الأحاديث التي ذكرناها … أهـ
قال الحافظ في الفتح:
ذلك محمول على أنه يقع في آخر الزمان قرب قيام الساعة حيث لا يبقى في الأرض أحد يقول الله الله كما ثبت في صحيح مسلم لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله ولهذا وقع في رواية سعيد بن سمعان لا يعمر بعده أبدا وقد وقع قبل ذلك فيه من القتال وغزو أهل الشام له في زمن يزيد بن معاوية ثم من بعده في وقائع كثيرة من أعظمها وقعة القرامطة بعد الثلاثمائة فقتلوا من المسلمين في المطاف من لا يحصى كثرة وقلعوا الحجر الأسود فحولوه إلى بلادهم ثم أعادوه بعد مدة طويلة ثم غزى مرارا بعد ذلك وكل ذلك لا يعارض قوله تعالى (أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا)؛ لأن ذلك إنما وقع بأيدي المسلمين فهو مطابق لقوله صلى الله عليه و سلم ولن يستحل هذا البيت إلا أهله فوقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه و سلم وهو من علامات نبوته وليس في الآية ما يدل على استمرار الأمن المذكور فيها والله أعلم. اهـ
قلت (سيف): وكون القرامطة مسلمين مشكل، لكن لعل ابن حجر يقصد أن المسلمين فسدوا في الحرم فسلط الله عزوجل عليهم القرامطة.
ونقل صاحبنا أحمد في الموسوعة العقدية من الدرر السنية:
المبحث الثامن: قد يقال كيف يهدمها وقد جعل الله مكة حرما آمنا؟
الجواب: أن معناه آمنا إلى قرب يوم القيامة وخراب الدنيا. هكذا قال النووي، وهذا صحيح إذا كان الهدم في ذلك الوقت، وإلا فإن الأمر حكم شرعي ألزم الله به عباده فإذا تمرد متمرد وانتهك حرمة الحرم فقد يمنعه الله كما فعل بأبرهة وقد لا يمنعه لحكمة يعلمها كما فعل القرامطة. اهـ
قال عبد الرحمن بن محمد بن قاسم الحنبلي في حاشية الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية:
وأمر يأجوج ومأجوج اثبت، وأنه حق كهدم الكعبة
أي: كما أن أمر يأجوج ومأجوج، حق ثابت وقوعه، ويجب اعتقاد وقوعه، فكذا يجب اعتقاد وقوع هدم الكعبة المعظمة، لما في الصحيحين وغيرهما عنه – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: «يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة».
وأخرج أحمد وغيره: «ولن يستحل هذا البيت إلا أهله، فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب، ثم تجيء الحبشة فيخربونه خرابا لا يعمر بعده». والذي تقتضيه الحكمة -والله أعلم- أن هدم الكعبة بعد موت عيسى، وقبض المؤمنين، فبعد ذلك يخرج الحبشة، وعليهم ذو السويقتين، فيخربون مكة، ويهدمون الكعبة، ويرتفع القرآن. اهـ نقل أحمد بن علي
وممن قرر أن ذلك في آخر الزمان القرطبي: قال: وقيل إن خرابه يكون بعد رفع القرآن من الصدور والمصاحف وذلك بعد موت عيسى عليه الصلاة والسلام وهو الصحيح.
وذكر الشيخ محمد بن غيث بعد أن أحاديث في هدم ذو السويقتين للكعبة، منها حديث (اتركوا الحبشة ما تركوكم فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة) قال محققو المسند: صحيح لغيره وحديث (استمتعوا من هذا البيت، فإنه قد هدم مرتين، ويرفع في الثالثة) وصححه الألباني في الصحيحة 1451. أن الراجح أن هدم الكعبة في آخر الزمان حين تقبض الريح أرواح المؤمنين، لأنه ثبت في الحديث (والذي نفسي بيده ليهلن ابن مريم بفج الروحاء حاجا أو معتمرا أو ليثنينهما) أخرجه مسلم وحديث (ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج ثم هو جعل حرما آمنا قياما للناس ثم في الثالثة يرفع يعني لا يحج إليه وهذا لا يكون مع وجود أهل الإيمان، والعلماء أقوال أخرى. والأكثر على ما قدمنا وراجع الإشاعة للبرزنجي ولوامع الأنوار للسفاريني ومرقاة المفاتيح للقاري.
وما ورد أن البعوث لا تنتهي عن البيت حتى يخسف بجيش منهم لا يعارض حديث (لا تغزي هذه بعد اليوم إلى يوم القيامة) فالمقصود لا تغزى على الكفر قاله ابن عيينه، يعني تبقى دار اسلام، ولو كفروا لما خسف بهذا الجيش انتهى كلام محمد بن غيث بمعناه من كتابه أحاديث أشراط الساعة
وقال ابن الجوزي: إن قيل ما السر في حراسة الكعبة من الفيل ولم تحرس في الإسلام مما صنع الحجاج والقرامطة وذو السويقتين؟
فالجواب: إن حبس الفيل كان من أعلام النبوة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ودلائل رسالته لتأكيد الحجة عليهم بالأدلة التي شوهدت بالبصر قبل الأدلة التي ترى بالبصائر وكان حكم الحبس أيضاً دلالة على وجود الناصر.
وورد في الحديث (عمران بيت المقدس خراب يثرب وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال) وانكره الذهبي على عبدالرحمن بن ثابت وضعفه محققو المسند، أما الشيخ الألباني فحسنه.
وعمرانها بكثرة عمارتها بالرجال والعقار أو بنزول الخلافة وفي الحديث (يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت أرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلالبل والأمور العظام، والساعة يومئذ أقرب من الناس من يدي هذه من رأسك) وصححه الألباني.
وكون الدجال يمنع من المدينة لا يعارض الخراب قال ابن كثير: وليس المراد أن المدينة تخرب بالكلية قبل خروج الدجال، وإنما ذلك في آخر الزمان.
– فائدة أصح حديث في المهدي عن أبي معبد قال سمعت ابن عباس يقول: (إني لأرجو أن لا تذهب الأيام والليالي حتى يبعث الله منا أهل البيت غلاما لم يلبس الفتن ولم تلبسه الفتن، كما فتح الله بنا هذا الأمر فأرجو أن يختمه بنا)
قال ابومعبد: قلت لابن عباس: عجزت عنها شيوخكم ويرجوها شبابكم؟ قال: إن الله يفعل ما يريد.
قال أحمد بن حنبل سألت عبدالرحمن بن مهدي: أي حديث أصح في المهدي؟
قال: أصح شئ فيه عندي: حديث أبي معبد عن ابن عباس.
قال ابن كثير: وهذا إسناد صحيح إليه – أي ابن عباس. انتهى
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لخرج المهدي) أخرجه ابن المقرئ في المعجم
ممن نقل تواتر المهدي:
ابوالحسن السجزي وقد نقل عنه أئمة كثر وارتضوه منه: مثل القرطبي والمزي وابن القيم وابن حجر والسخاوي والسيوطي وابن حجر الهيتمي والملا علي القاري ومرعي يوسف والزرقاني.
قال صاحبنا سيف بن غدير النعيمي:
قال الحافظ رحمه الله:
” قَالَ أَبُو الْحَسَن الْآبِريّ فِي مَنَاقِب الشَّافِعِيّ: تَوَاتَرَتْ الْأَخْبَار بِأَنَّ الْمَهْدِيّ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّة وَأَنَّ عِيسَى يُصَلِّي خَلْفه. وَقَالَ أَبُو ذَرّ الْهَرَوِيُّ: حَدَّثَنَا الْجَوْزَقِيّ عَنْ بَعْض الْمُتَقَدِّمِينَ قَالَ: مَعْنَى قَوْله: ” وَإِمَامكُمْ مِنْكُمْ ” يَعْنِي أَنَّهُ يَحْكُم بِالْقُرْآنِ لَا بِالْإِنْجِيلِ. وَقَالَ اِبْن التِّين: مَعْنَى قَوْله: ” وَإِمَامكُمْ مِنْكُمْ ” أَنَّ الشَّرِيعَة الْمُحَمَّدِيَّة مُتَّصِلَة إِلَى يَوْم الْقِيَامَة , وَأَنَّ فِي كُلّ قَرْن طَائِفَة مِنْ أَهْل الْعِلْم.
وممن نقل الإجماع أيضاً:
محمد بن رسول الحسيني البرزنجي
ومحمد السفاريني
والشوكاني
وصديق حسن خان
ومحمد بن جعفر الكتاني
ومن العلماء الذين نصوا على المهدي وصححوا رواياته:
الثوري والعقيلي وأبو الحسين المناوي وابن حبان البستي والخطابي والبيهقي والسهيلي والقرطبي وابن تيمية وابن القيم
وراجع شرح حديث من الصحيح المسند
1325 – أخرج الإمام النسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يغزو هذا البيت جيش فيخسف بهم بالبيداء)
وفي رواية (لا تنتهي البعوث عن غزو هذا البيت حتى يخسف بجيش منهم) حيث بيَّنا أن الذين يؤمون البيت من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأنه لم يقع بعد، وذكرنا ضعف حديث أنه الذي يلوذ بالبيت هو المهدي. فيخسف بهذا الجيش الذي يقصده.
وذكرنا كلام ابن كثير في توجيه كون القرامطة سلطوا على البيت بينما منع أصحاب الفيل، وأن ذلك تمهيداً لبعثة محمد صلى الله عليه وسلم، وبيان عظم هذا البيت، لكن لَمَّا استقر تعظيمه في القلوب سلط الله عزوجل عليه هؤلاء الكفار.
وفصلنا الروايات في حديث 871 من الصحيح المسند عن زر عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو لم يبق من الدنيا إلا يوم قال زائدة في حديثه لطول الله ذلك اليوم ثم اتفقوا حتى يبعث فيه رجلا مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي.
زاد في حديث فطر يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
وقال في حديث سفيان لا تذهب أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي