133 لطائف التفسير والمعاني
عبدالله البلوشي أبوعيسى
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——-‘——‘——–‘
——-‘——-‘——-‘
——-‘——-‘——-‘
لطيفة
كُلُّ ما خَفِي عِلمه فهو ثقيلٌ على الفؤاد
قال الله تعالى في سورة الأنعام:
يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَاتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187)
قال القرطبي رحمه الله في تفسيره:
ثقلت في السماوات والأرض خفي علمها على أهل السماوات والأرض.
*وكل ما خفي علمه فهو ثقيل على الفؤاد.*
وقيل: كبر مجيئها على أهل السماوات والأرض ; عن الحسن وغيره.
ابن جريج والسدي: عظم وصفها على أهل السماوات والأرض.
وقال قتادة: وغيره: المعنى لا تطيقها السماوات والأرض لعظمها: لأن السماء تنشق والنجوم تتناثر والبحار تنضب. وقيل: المعنى ثقلت المسألة عنها.
وقال البغوي رحمه الله في تفسيره:
(لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض) يعني: ثقل علمها وخفي أمرها على أهل السماوات والأرض، وكل خفي ثقيل.
وقال الشنقيطي رحمه الله (كما في كتاب العذب النمير):
{ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} اختلف العلماء في معنى ثقلها في السماوات والأرض على قولين: قال بعض العلماء: {ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} خفيت عليهم فثقل عليهم خفاؤها؛ لأن كل شيء خفي على الإنسان ولمْ يعلمه ثقُل عليه.
وهذا الوجه وإن كان ليس قريبًا من الظاهر هو الذي اختاره كبير المفسرين أبو جعفر بن جرير الطبري (رحمه الله)، واستدل على اخْتِيَارِهِ له بأن ما بَعْدَهُ مِنَ الْكَلامِ وما قبله كله في معرض علم الساعة؛ لأن قَبْلَهُ: {إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي} وبعده: {لاَ تَاتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً} فاختار أن المراد بقوله: {ثَقُلَتْ} أي: خفي علمها وثقل على الناس جَهْلُهَا.