1328 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3 والمدارسة، والاستفادة، والسلف الصالح، وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
(جمع وتأليف عبدالله الديني)
راجعه سيف بن دورة الكعبي
_._._. _._._. _._._. _._._. _.
1328 – قال الإمام أبو داود رحمه الله: حدثنا محمد بن الصباح البزاز حدثنا إسمعيل بن زكريا عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة.
هذا حديث حسن على شرط مسلم.
* قال الإمام ابن حبان رحمه الله في الصحيح كما في الإحسان: أخبرنا حاجب بن أركين الفرغاني بدمشق قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن الأعمش عن أبي صالح
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (ما قعد قوم مقعدا لا يذكرون الله فيه ويصلون على النبي إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة وإن أدخلوا الجنة للثواب).
هذا حديث صحيح، رجاله رجال الصحيح إلا حاجب بن أركين وهو حاجب بن مالك بن أركين، ترجمه الخطيب في ” التاريخ ” (ج8 ص271) وقال: كان ثقة. اه
…………………………….
صحح الالباني رواية ابن حبان في الصحيحة 77 ورواية أبي داود 76
وذكر في الصحيحة 78: ” من قعد مقعدا لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة و من اضطجع مضجعا لا يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة ”
وبرقم 79: ” ما جلس قوم مجلسا فلم يذكروا الله فيه إلا كان عليهم ترة و ما من رجل مشى طريقا فلم يذكر الله عز و جل إلا كان عليه ترة و ما من رجل أوى إلى فراشه فلم يذكر الله إلا كان عليه ترة “.
قال الشيخ العباد حفظه الله في ” شرح سنن أبي داود “: والمقصود من هذا: أن المجالس ينبغي ألا تكون خالية من ذكر الله، وينبغي أن تكون معمورة بذكر الله عز وجل، وألا تكون مجالس لهو وغفلة وسهو وليس فيها ذكر لله سبحانه وتعالى.
وقال: قوله (مثل جيفة حمار). يعني: أن هذا الذي حصل في هذا المجلس وقاموا منه إنما مثلهم كمثل الذي قام عن جيفة حمار، أي: عن شيء منتن، وحصل في ذلك المجلس شيء خبيث غير طيب، وصار قيامهم عن ذلك المجلس كهذه الهيئة السيئة الخبيثة التي قاموا فيها عن مثل جيفة حمار.
وقوله: (وكان عليهم حسرة) أي: ندامة، يعني: أنهم يندمون على ما حصل منهم في ذلك المجلس الذي عمر باللهو والغفلة، ولاسيما إذا عمر بالخوض والاشتغال والطعن في أعراض الناس، فإن ذلك يكون عليهم حسرة وندامة، ويكون شأنهم يوم القيامة أن يؤخذ من حسناتهم للذين أساءوا إليهم وتكلموا في أعراضهم، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث المفلس: (المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام وحج، ويأتي وقد شتم هذا وضرب هذا وسفك دم هذا، فيؤخذ لهذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من سيئاتهم فطرح عليه، ثم طرح في النار). فهذا يدل على أن المجالس لا يجوز أن تعمر وأن تشغل بالغيبة والنميمة والكلام الفاحش الساقط الهابط الذي ليس بشيء، وإنما تعمر المجالس بذكر الله عز وجل؛ لأنها إذا عمرت بذكر الله حضرتها الملائكة، وإذا عمرت بغير ذلك حضرتها الشياطين، وفرق بين حضور الملائكة وحضور الشياطين، فهذا في غاية الحسن وهذا في غاية السوء.
قال الشيخ فيصل بن عبد العزيز آل مبارك في ” تطريز رياض الصالحين “:
وذكر جيفة الحمار زيادة في التنفير، وإيماء إلى أن تارك الذكر بمثابة الحمار المضروب به المثل في البلادة، إذ غفل بما هو فيه من الترهات، ولذائذ المحاورات عن ذكر رب الأرض والسماوات.
-راجع حديث رقم من الصحيح المسند1304 فيه ذكرنا فوائد فضل الذكر من كتاب ” الوابل الصيب ” لابن القيم رحمه الله.