1325 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3 والمدارسة، والاستفادة، والسلف الصالح، وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
وممن شارك ابو صالح وأحمد بن علي وزكي ابوكيسه وعبدالله الديني ومحمد بن خادم
(جمع وتأليف سيف بن دورة الكعبي)
_._._. _._._. _._._. _._._. _.
1325 – أخرج الإمام النسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يغزو هذا البيت جيش فيخسف بهم بالبيداء)
وفي رواية (لا تنتهي البعوث عن غزو هذا البيت حتى يخسف بجيش منهم)
————
مشاركة صاحبنا زكي أبوكيسة ومحمد بن خادم:
أخرج البخاري في صحيحه 2118 – عن عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَغْزُو جَيْشٌ الكَعْبَةَ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ، يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ» قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، وَفِيهِمْ أَسْوَاقُهُمْ، وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: «يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ»
و أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت رقم 2884
(بيداء) الصحراء التي لا شيء فيها. (يخسف) تغور بهم الأرض. (أسواقهم) أهل أسواقهم الذين يبيعون ويشترون ولم يقصدوا الغزو. (يبعثون) يوم القيامة. (على نياتهم) يحاسب كل منهم بحسب قصده]
قال ابن حجر في فتح الباري:
قَوْلُهُ (حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ) هَكَذَا قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ وَخَالَفَهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ فَقَالَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ سَمِعَهُ مِنْهُمَا فَإِنَّ رِوَايَتَهُ عَنْ عَائِشَةَ أَتَمُّ مِنْ رِوَايَتِهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَقَدْ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَائِشَةَ وَرَوَى مِنْ حَدِيثِ حَفْصَةَ شَيْئًا مِنْهُ وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ صَفِيَّةَ نَحْوَهُ
قَوْلُهُ (يَغْزُو جَيْشٌ الْكَعْبَةَ) فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ (عَبَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَامِهِ فَقُلْنَا لَهُ صَنَعْتَ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ قَالَ: الْعَجَبُ أَنَّ نَاسًا مِنْ أُمَّتِي يَؤُمُّونَ هَذَا الْبَيْتَ لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ) وَزَادَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَت ذَلِك زمن بن الزُّبَيْرِ وَفِي أُخْرَى أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ صَفْوَانَ أَحَدَ رُوَاةِ الْحَدِيثِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَ: (وَاللَّهِ مَا هُوَ هَذَا الْجَيْشُ)
قَوْلُهُ (بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ) فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ بِالْبَيْدَاءِ وَفِي حَدِيثِ صَفِيَّةَ عَلَى الشَّكِّ وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ قَالَ: هِيَ بَيْدَاءُ الْمَدِينَةِ انْتَهَى
وَالْبَيْدَاءُ مَكَانٌ مَعْرُوفٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ فِي كِتَابِ الْحَجِّ
قَوْلُهُ (يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ) زَادَ التِّرْمِذِيُّ فِي حَدِيثِ صَفِيَّةَ (وَلَمْ يَنْجُ أَوْسَطُهُمْ) وَزَادَ مُسْلِمٌ فِي حَدِيثِ حَفْصَةَ (فَلَا يَبْقَى إِلَّا الشَّرِيدُ الَّذِي يُخْبِرُ عَنْهُمْ) وَاسْتُغْنِيَ بِهَذَا عَنْ تَكَلُّفِ الْجَوَابِ عَنْ حُكْمِ الْأَوْسَطِ وَأَنَّ الْعُرْفَ يَقْضِي بِدُخُولِهِ فِيمَنْ هَلَكَ أَوْ لِكَوْنِهِ آخِرًا بِالنِّسْبَةِ لِلْأَوَّلِ وَأَوَّلًا بِالنِّسْبَةِ لِلْآخِرِ فَيَدْخُلُ
قَوْلُهُ (وَفِيهِمْ أَسْوَاقُهُمْ) كَذَا عِنْدَ الْبُخَارِيِّ بِالْمُهْمَلَةِ وَالْقَافِ جَمْعُ سُوقٍ وَعَلَيْهِ تَرْجَمَ وَالْمَعْنَى أَهْلُ أَسْوَاقِهِمْ أَوِ السُّوقَةُ مِنْهُمْ وَقَوْلُهُ (وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ) أَيْ مَنْ رَافَقَهُمْ وَلَمْ يَقْصِدْ مُوَافَقَتَهُمْ وَلِأَبِي نُعَيْمٍ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زَكَرِيَّا (وَفِيهِمْ أَشْرَافُهُمْ) بِالْمُعْجَمَةِ وَالرَّاءِ وَالْفَاءِ وَفِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٍ عِنْدَ الْإِسْمَاعِيلِيِّ (وَفِيهِمْ سِوَاهُمْ) وَقَالَ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ (أَسْوَاقُهُمْ) فَأَظُنُّهُ تَصْحِيفًا فَإِنَّ الْكَلَامَ فِي الْخَسْفِ بِالنَّاسِ لَا بِالْأَسْوَاقِ قُلْتُ بَلْ لَفْظُ سِوَاهُمْ تَصْحِيفٌ فَإِنَّهُ بِمَعْنَى قَوْلِهِ (وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ) فَيَلْزَمُ مِنْهُ التَّكْرَارُ بِخِلَافِ رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ نَعَمْ أَقْرَبُ الرِّوَايَاتِ إِلَى الصَّوَابِ رِوَايَةُ أَبِي نُعَيْمٍ وَلَيْسَ فِي لَفْظِ (أَسْوَاقُهُمْ) مَا يَمْنَعُ أَنْ يَكُونَ الْخَسْفُ بِالنَّاسِ فَالْمُرَادُ بِالْأَسْوَاقِ أَهْلُهَا أَيْ يُخْسَفُ بِالْمُقَاتِلَةِ مِنْهُمْ وَمَنْ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ الْقِتَالِ كَالْبَاعَةِ وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ (فَقُلْنَا إِنَّ الطَّرِيقَ يَجْمَعُ النَّاسَ قَالَ نَعَمْ فِيهِمُ الْمُسْتَبْصِرُ) أَيِ الْمُسْتَبِينُ لِذَلِكَ الْقَاصِدُ لِلْمُقَاتَلَةِ (وَالْمَجْبُورُ) بِالْجِيمِ وَالْمُوَحَّدَة أَي الْمُكْره (وبن السَّبِيلِ) أَيْ سَالِكُ الطَّرِيقِ مَعَهُمْ وَلَيْسَ مِنْهُمْ وَالْغَرَضُ كُلُّهُ أَنَّهَا اسْتَشْكَلَتْ وُقُوعَ الْعَذَابِ عَلَى مَنْ لَا إِرَادَةَ لَهُ فِي الْقِتَالِ الَّذِي هُوَ سَبَبُ الْعُقُوبَةِ فَوَقَعَ الْجَوَابُ بِأَنَّ الْعَذَابَ يَقَعُ عَامًا لِحُضُورِ
آجَالِهِمْ وَيُبْعَثُونَ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ (يَهْلِكُونَ مَهْلِكًا وَاحِدًا وَيَصْدُرُونَ مَصَادِرَ شَتَّى) وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ عِنْدَ مُسْلِمٍ (فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَيْفَ بِمَنْ كَانَ كَارِهًا قَالَ يُخْسَفُ بِهِ وَلَكِنْ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى نِيَّتِهِ) أَيْ يُخْسَفُ بِالْجَمِيعِ لِشُؤْمِ
الْأَشْرَارِ ثُمَّ يُعَامَلُ كُلُّ أَحَدٍ عِنْدَ الْحِسَابِ بِحَسَبِ قَصْدِهِ قَالَ الْمُهَلَّبُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ:
أَنَّ مَنْ كَثَّرَ سَوَادَ قَوْمٍ فِي الْمَعْصِيَةِ مُخْتَارًا أَنَّ الْعُقُوبَةَ تَلْزَمُهُ مَعَهُمْ قَالَ وَاسْتَنْبَطَ مِنْهُ مَالِكٌ عُقُوبَةَ مَنْ يُجَالِسُ شَرَبَةَ الْخَمْرِ وَأَن لم يشرب وَتعقبه بن الْمُنِيرِ بِأَنَّ الْعُقُوبَةَ الَّتِي فِي الْحَدِيثِ هِيَ الْهَجْمَةُ السَّمَاوِيَّةُ فَلَا يُقَاسُ عَلَيْهَا الْعُقُوبَاتُ الشَّرْعِيَّةُ وَيُؤَيِّدُهُ آخِرُ الْحَدِيثِ حَيْثُ قَالَ: وَيُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ.
وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ الْأَعْمَالَ تُعْتَبَرُ بِنِيَّةِ الْعَامِلِ وَالتَّحْذِيرُ مِنْ مُصَاحَبَةِ أَهْلِ الظُّلْمِ وَمُجَالَسَتِهِمْ وَتَكْثِيرِ سَوَادِهِمْ إِلَّا لِمَنِ اضْطُرَّ إِلَى ذَلِكَ
وَقَالَ بن التِّينِ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْجَيْشُ الَّذِي يُخْسَفُ بِهِمْ هُمُ الَّذِينَ يَهْدِمُونَ الْكَعْبَةَ فَيَنْتَقِمُ مِنْهُمْ فَيَخْسِفُ بِهِمْ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ فِي بَعْضِ طُرُقِهِ عِنْدَ مُسْلِمٍ (إِنَّ نَاسًا مِنْ أُمَّتِي) وَالَّذِينَ يَهْدِمُونَهَا مِنْ كُفَّارِ الْحَبَشَةِ وَأَيْضًا فَمُقْتَضَى كَلَامِهِ أَنَّهُمْ يُخْسَفُ بِهِمْ بَعْدَ أَنْ يَهْدِمُوهَا وَيَرْجِعُوا وَظَاهِرُ الْخَبَرِ أَنَّهُ يُخْسَفُ بِهِمْ قَبْلَ أَنْ يَصِلُوا إِلَيْهَا
قال صاحب فيض القدير: وهذا لم يقع الآن
طلبت من صاحبنا عبدالله الديني أن يرسل لي
الضوابط الشرعية في التعامل مع نصوص الفتن وأشراط الساعة وتنزيلها على الوقائع من كتاب أحاديث أشراط الساعة وفقهها للشيخ محمد بن غيث فأرسلها وهي:
(1) – الاقتصار على النصوص الشرعية في الاستدلال.
(2) – التحقق من ثبوت النص.
(3) – التحقق من معنى النص.
(4) – الأصل حمل النص على ظاهره.
(5) – أن يكون تنزيل النص على الواقعة عاريا عن التكلف.
(6) – التحقق من طبيعة الواقع.
(7) – النظر في استكمال الواقعة للأوصاف الواردة في النص.
(8) – التفريق بين الصفات المشتركة والصفات الخاصة.
(9) – أن يكون النص حكما على الواقع لا العكس.
(10) – مراعاة ألفاظ الشريعة.
(11) – التأني في الحكم والتنزيل.
(12) – الرجوع إلى العلماء قبل الحكم.
(13) – التجرد في البحث والخروج عن الهوى.
(14) – عدم محاكمة نصوص المستقبل للواقع الحالي.
(15) – الحذر من محاولة افتعال واقع يمكن أن تنزل عليه النصوص.
(16) – لا تسقط النصوص التي يطرقها الاحتمال على واقع معين إلا بعد وقوعها وانقضائها.
(17) – مراعاة الترتيب الزمني للأشراط كما دلت عليه النصوص وعدم القطع بزمان أو ترتيب لا دليل عليه.
(18) – عدم تحديد تواريخ وأوقات معينة لوقوع الفتنة أو الملحمة أو الشرط.
(19) – عدم استحداث صفات لم ترد في النصوص الشرعية.
(20) – الانتباه للنسبة الزمنية عند الكلام على اقتراب الساعة وأشراطها.
(21) – حدثوا الناس بما يعقلون.
وقد شرح الشيخ كل ضابط وضرب له أمثلة.
والشيخ محمد بن غيث أورد حديث أبي هريرة رضي الله عنه في كتابه في ثلاثة مواضع:
الموضع الأول في الضابط وهو (النظر في استكمال الواقعة للأوصاف الواردة في النص) حيث زاد ابن ماجه (فلما جاء جيش الحجاج ظننا أنهم هم، فقال رجل: أشهد عليك أنك لم تكذب على حفصة، وأن حفصة لم تكذب على النبي صلى الله عليه وسلم) والنص بيّنٌ ظاهر على المقصود، وأن الأمر الذي كان يتوقع وقوعه لم يقع فلم يصح أن ينزل هذا النص على جيش الحجاج فلا يصح التعلق بجزء من النص في عملية التنزيل. انتهى باختصار
والموضع الثاني عند ذكر أحاديث المهدي، وأن الرجل الذي يلوذ بالبيت هو المهدي قال محمد بن غيث: وأكثر العلماء الذين ألفوا في هذا الباب أن المقصود بهذه الأحاديث هو المهدي، وأن الخسف بجيش بالبيداء من علامات ظهوره.
وهذا قد يبدو ظاهرا، ولكن يبقى الأمر على الاحتمال، إذ لا يمكن الجزم والدليل غير صريح، والأمر متعلق بالغيب. والله أعلم.
ولا يصح حمل هذه الأحاديث على الحبشة الذين يغزون الكعبة في آخر الزمان لرواية (إن ناسا من أمتي) وثانيا: هذا الجيش (يؤمون البيت برجل من قريش) فقصدهم الرجل وليس البيت، والحبشة يقصدون البيت. وثالثا أن هذا الجيش يخسف به بالبيداء … انتهى
تنبيه1: في ثانيا الذي ذكره الشيخ ليس كما فهم فالقرشي واخواله من كلب كما في رواية هم يهجمون على البيت، ففي رواية عند الحاكم بعد أن ذكر الخسف بالجيش (ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب، فيبعث إليهم بعثا، فيظهرون عليهم، وذلك بعث كلب ثم والخيبة لمن تخلف عن غنيمة كلب). يعني أن كلب اخوال القرشي الذي يهجم على الرجل الذي لاذ بالبيت. وهكذا ذكر بعض الشراح، لكن الرواية ضعيفه.
ووقفت على رواية في الضعيفة من حديث أم سلمة ( … فيخرج رجل من بني هاشم [من المدينة] فيأتي مكة، فيستخرجه الناس من بيته وهو كاره، فيبايعونه … ) وهي تأكد كلام الشيخ، لكنها ضعيفة كما سيأتي في التنبيه التالي.
لكن قال صاحبنا أبوصالح: حديث عائشة في صحيح مسلم برقم 2884 (إن ناسا من أمتي يؤمون بالبيت برجل من قريش قد لجأ بالبيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم .. )
قلت: قوله (قد لجأ بالبيت) قد تحل ا?شكال. انتهى
يعني أن الصواب ما ذكر الشيخ محمد بن غيث
تنبيه 2: يُذْكَر أن أقوى دليل أن هذا الرجل هو المهدي هو حديث أم سلمة (يكون اختلاف عند موت خليفة، فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة، فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره، فيبايعونه بين الركن والمقام، ويبعث إليه بعث من أهل الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة، فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام، وعصائب أهل العراق فيبايعونه .. ) وفي رواية ذكرها الألباني في الضعيفه 6484 (وينشأ رجل بالشام أخواله كلب فيجهز إليه جيش فيهزمهم الله وتكون الدبرة عليهم، فذلك يوم كلب، الخائب من خاب من غنيمة كلب فيستفتح الكنوز، ويقسم الأموال، ويلقى الإسلام بجرانه إلى الأرض، فيعيش بذلك سبع سنين او قال تسع سنين) ولم يصححه الشيخ محمد بن غيث ونقل تضعيف محققو المسند 4286، والشيخ الالباني في الضعيفه6485، 1965،6484، وذكر محمد بن غيث أنه مخالف للروايات التي لم تعين البيعة ومنها حديث لأم سلمة رضي الله عنها.
وهناك باحث حاول أن يصحح الحديث لكن لم يوفق، وأحالنا صاحبنا أبوصالح إلى تخريج الشيخ الألباني في الضعيفه في المواضع السابقه وأنه كافي للرد على من صحح الحديث.
وقد راجعت الضعيفة فحكم الشيخ الألباني على الحديث بالاضطراب والنكارة، فالمتابعات التي يذكرها المصححون حقيقتها مخالفات.
والموضع الثالث: ذكر الشيخ محمد بن غيث الحديث في هدم الحبشة للكعبة، وقال: لا يتعارض مع حديث (لا تغزى هذه – يعني مكة – بعد اليوم إلى يوم القيامة)
لأن معناه كما قال سفيان: لا يكفرون أبدا، ولا يغزون على الكفر، فهو مثل حديث (لا هجرة بعد الفتح) أي لا هجرة من مكة؛ لأن أهلها أسلموا، ولن تغزى على الكفر إلى يوم القيامة، فغزاتها إما كفار وإما بغاة، ولذلك سيخسف بجيش ممن يغزوها، ولو كان الغزو لكُفْرِ أهلها ما خسف بهم. انتهى
وذكر صاحبنا أحمد بن علي جوابا لبعض الباحثين ونقلناه في مشكل الحديث رقم 4:
معنى الحديث محمول على معنيين:
الأول: أن أهل مكة لا يَكفرون أبداً , ولا يُغزون على الكفر؛ وهكذا فسَّره سفيان بن عيينة، كما نقله عنه الطحاوي في ” شرح مشكل الآثار ” (4/ 162).
والثاني: أنه إخبارٌ بمعنى النهي، أي: لا يجوز لمسلم، أو لجيش أن يتعرض لحرمتها.
ويشهد لهذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الْقَتْلَ – أَوِ: الْفِيلَ – وَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُؤْمِنِينَ، أَلاَ وَإِنَّهَا لَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي، وَلاَ تَحِلُّ لأَحَدٍ بَعْدِي أَلاَ وَإِنَّهَا حَلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ) رواه البخاري (112) ومسلم (1355).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
“وَمُحَصِّله: أَنَّهُ خَبَر بِمَعْنَى النَّهْي، بِخِلَافِ قَوْله: (فَلَمْ تَحِلّ لِأَحَدٍ قَبْلِي) فَإِنَّهُ خَبَر مَحْض، أَوْ مَعْنَى قَوْله: (وَلَا تَحِلّ لِأَحَدٍ بَعْدِي) أَيْ: لَا يُحِلّهَا اللَّه بَعْدِي، لِأَنَّ النَّسْخ يَنْقَطِع بَعْده؛ لِكَوْنِهِ خَاتَم النَّبِيِّينَ” انتهى.
“فتح الباري” (4/ 46).
وقد ذكر ابن كثير رحمه الله ما فعله أبو طاهر الجنابي بمكة وأهلها، ثم قال:
“وقد سأل بعضهم ههنا سؤالاً فقال: قد أحلَّ الله سبحانه بأصحاب الفيل , وكانوا نصارى ما ذكره في كتابه , ولم يفعلوا بمكة شيئاً مما فعله هؤلاء , ومعلوم أن القرامطة شرٌّ من اليهود، والنصارى، والمجوس؛ بل ومن عبَدة الأصنام , وأنهم فعلوا بمكة ما لم يفعله أحد؛ فهلا عوجلوا بالعذاب، والعقوبة، كما عوجل أصحاب الفيل؟
وقد أجيب عن ذلك: بأن أصحاب الفيل إنما عوقبوا إظهاراً لشرف البيت , ولِما يراد به من التشريف العظيم بإرسال النبي الكريم من البلد الذي فيه البيت الحرام، فلما أرادوا إهانة هذه البقعة التي يراد تشريفها , وإرسال الرسول منها: أهلكهم سريعاً عاجلاً , ولم يكن شرائع مقررة تدل على فضله، فلو دخلوه وأخربوه: لأنكرت القلوب فضله , وأما هؤلاء القرامطة: فإنما فعلوا ما فعلوا بعد تقرير الشرائع , وتمهيد القواعد , والعلم بالضرورة من دين الله بشرف مكة، والكعبة , وكل مؤمنٍ يعلم أن هؤلاء قد ألحدوا في الحرم إلحاداً بالغاً عظيماً , وأنهم من أعظم الملحدين الكافرين، بما تبيَّن من كتاب الله وسنَّة رسوله، فلهذا لم يحتج الحال إلى معالجتهم بالعقوة، بل أخرهم الرب تعالى ليوم تشخص فيه الأبصار , والله سبحانه يمهل، ويُملي، ويستدرج، ثم يأخذ أخذ عزيزٍ مقتدرٍ” انتهى.
” البداية والنهاية ” (11/ 162).
والله أعلم
-إشكال: قال لي بعض الأصحاب، لم نسمع أن الغزو مستمر على الكعبة؟
فكان جوابي أن مكة ما زالت الحروب مستمرة فمنها: قتال الحجاج لابن الزبير رضي الله عنه، وكذلك فتنة القرامطة، وغيرها إلى يومنا هذا حتى استقرت بيد آل سعود حفظهم الله فرفعوا راية التوحيد، وما زال الروافض والخوارج – داعش ومن على شاكلتهم – يجهزون الجيوش لتحرير الحرم زعموا، لكن واجهتم الدولة السعودية في زمننا بأمر الملك سليمان ومناصرة أخوانه الحكام في دول الخليج ومصر والأردن والسودان والمغرب وغيرها، فشنوا غارات على الحوثة الرافضة في اليمن وعلى داعش في العراق وسوريا، أسأل الله أن يرد كيد داعش والحوثة والروافض والخوارج، ويسلم بلادنا دولة الإمارات وبلاد المسلمين وأن يوحد كلمتهم على الحق.