1318 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بإشراف سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3 والمدارسة، والاستفادة، والسلف الصالح، وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم.
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
(جمع وتأليف عبد الله الديني)
_._._. _._._. _._._. _._._. _
1318 قال أبو داود رحمه الله: حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا يزيد يعني ابن هارون أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المراء في القرآن كفر.
الحديث أخرجه الإمام أحمد (ج14 ص245) فقال: حدثنا حماد بن أسامة حدثني محمد بن عمرو الليثي حدثنا أبو سلمة … به.
————————-
الْمِرَاءُ فِي اللُّغَةِ الْجِدَالُ يُقَال: مَارَى يُمَارِي مُمَارَاةً وَمِرَاءً، أَيْ: جَادَلَ.
وَتَفْسِيرُ الْمِرَاءِ فِي اللُّغَةِ اسْتِخْرَاجُ غَضَبِ الْمُجَادِلِ مِنْ قَوْلِهِمْ: مَرَيْتُ الشَّاةَ إذَا اسْتَخْرَجْتُ لَبَنَهَا.
” الآداب الشرعية ” لابن مفلح.
الجدال اصط?حا:
الجدل: دفع المرء خصمه عن إفساد قوله بحجة أو شبهة، أو يقصد به تصحيح ك?مه وهـو الخصومة في الحقيقة، والجدال: عبارة عن مراء يتعلق بإظهار المذاهـب وتقريرهـا.
وقال المناوي: هـو مراء يتعلق بإظهار المذاهـب وتقريرهـا.
وقيل: هـو التخاصم بما يشغل عن ظهور الحق ووضوح الصواب.
وقال الكفوي: هـو عبارة عن دفع المرء خصمه عن فساد قوله بحجة أو شبهة وهـو ? يكون إ? بمنازعة غيره.
والمجادلة: هـي المنازعة في المسألة العلمية ?لزام الخصم سواء كان ك?مه فاسدا أو ?.
(نضرة النعيم)
في الصحيحة (1522): عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص قال: ” سمع عمرو بن العاص رجلا يقرأ
آية من القرآن، فقال: من أقرأكها؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال
: فقد أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم على غير هذا! فذهبا إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فقال أحدهما: يا رسول الله آية كذا و كذا، ثم
قرأها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا أنزلت، فقال الأخر: يا رسول
الله فقرأها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أليس هكذا يا رسول الله
؟ قال: هكذا أنزلت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم … فذكره.
وفي الصحيحة (2419): ((لا تجادلوا في القرآن، فإن جدالا فيه كفر)).
بوب أبودواد: باب الجدال في القرآن، قال العباد: أي: بالباطل، وأما البحث عما جاء في القرآن من المعاني والحكم والأسرار، وفهم معانيه على مقتضى اللغة، وعلى ما جاء عن الصحابة والتابعين، فهذا أمر مطلوب، وأما الجدال الذي يكون بالباطل، والذي يكون بغير حق، والذي يترتب عليه ضرر وفتن، والذي يترتب عليه ضلال وتنافر بين الناس فهو منهي عنه.
قال صاحب العون:
وقال الإمام ابن الأثير في النهاية: المراء الجدال والتماري، والمماراة المجادلة على مذهب الشك والريبة ويقال للمناظرة مماراة لأن كل واحد منهما يستخرج ما عند صاحبه ويمتريه كما يمتري الحالب اللبن من الضرع.
قال أبو عبيد: ليس وجه الحديث عندنا على الاختلاف في التأويل ولكنه على الاختلاف في اللفظ وهو أن يقول الرجل على حرف، فيقول الآخر ليس هو هكذا ولكنه على خلافه وكلاهما منزل مقروء به، فإذا جحد كل واحد منهما قراءة صاحبه لم يؤمن أن يكون ذلك يخرجه إلى الكفر لأنه نفى حرفا أنزله الله على نبيه. وقيل إنما جاء هذا في الجدال والمراء في الآيات التي فيها ذكر القدر ونحوه من المعاني على مذهب أهل الكلام وأصحاب الأهواء والآراء دون ما تضمنته من الأحكام وأبواب الحلال والحرام، فإن ذلك قد جرى بين الصحابة فمن بعدهم من العلماء وذلك فيما يكون الغرض منه والباعث عليه ظهور الحق ليتبع دون الغلبة والتعجيز انتهى كلامه.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ينقسم الخصام والجدال في الدين إلى قسمين:
الأول: أن يكون الغرض من ذلك إثبات الحق وإبطال الباطل وهذا مأمور به إما وجوبا، أو استحبابا بحسب الحال لقوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}.
الثاني: أن يكون الغرض منه التعنيت، أو الانتصار للنفس، أو للباطل فهذا قبيح منهي عنه لقوله تعالى: {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا}. وقوله: {وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ}. ” التعليق على لمعة الاعتقاد “.
قال الامام الذهبي رحمه الله إن كان الجدال للوقوف على الحق وتقريره كان محمودا، وإن كان الجدال في مدافعة الحق، أو كان بغير علم كان مذموما.
” نقلا من كتاب نضرة النعيم ”
ملخص الآيات والأحاديث والآثار الواردة في ذم الجدل , وذكر مضار الجدل من كتاب نضرة النعيم:
((الآيات))
(1) – الجدال يفسد العبادة:
(الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج ف? رفث و? فسوق و? جدال في الحج) الآية.
(2) – لا جدال عن الباطل.
(إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله و? تكن للخائنين خصيما (105) واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما (106)
و? تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله ? يحب من كان خوانا أثيما (107)
يستخفون من الناس و? يستخفون من الله وهـو معهم إذ يبيتون ما ? يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا (108)
هـا أنتم هـؤ?ء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكي? (109))
(3) – الجدال يكون بالحسنى:
(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هـي أحسن إن ربك هـو أعلم بمن ضل عن سبيله وهـو أعلم بالمهتدين)
(4) – ? يجوز الجدال في الله- عز وجل-:
(ويسبح الرعد بحمده والم?ئكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهـم يجادلون في الله وهـو شديد المحال (13))
(ومن الناس من يجادل في الله بغير علم و? هـدى و? كتاب منير)
(5) – كل نفس تجادل:
(يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهـم ? يظلمون (111)
(ولقد صرفنا في هـذا القرآن للناس من كل مثل وكان ا?نسان أكثر شيء جد? (54))
((الأحاديث))
(1) – حديث أبي هريرة السابق.
(2) – عن أبي هـريرة- رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصيام جنة ف? يرفث و? يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم- مرتين- والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي. الصيام لي، وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها»)
وفي رواية لسعيد بن منصور في سننه: ((ف? يرفث و? يجادل)). لم أجده (من وجده فليفدنا)
(3) – (عن عائشة- رضي الله عنها- زوج النبي صلى الله عليه وسلم- حين قال لها أهـل ا?فك ما قالوا، فبرأهـا الله مما قالوا … الحديث إلى قولها: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهـو على المنبر- «يا معشر المسلمين، من يعذرني من رجل قد بلغ أذاه في أهـل بيتي؟ فو الله ما علمت على أهـلي إ? خيرا، ولقد ذكروا رج? ما علمت عليه إ? خيرا، وما كان يدخل على أهـلي إ? معي» فقام سعد بن معاذ ا?نصاري فقال: أنا أعذرك منه يا رسول الله. إن كان من ا?وس ضربنا عنقه، وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك. قالت: فقام سعد بن عبادة- وهـو سيد الخزرج- وكان رج? صالحا، ولكن اجتهلته الحمية – فقال لسعد بن معاذ: كذبت لعمر الله، ? تقتله و? تقدر على قتله، فقام أسيد بن حضير- وهـو ابن عم سعد بن معاذ- فقال لسعد بن عبادة: كذبت لعمر الله، لنقتلنه، فإنك منافق تجادل عن المنافقين … الحديث»)
(4) – (عن أبي أمامة الباهـلي- رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ضل قوم بعد هـدى كانوا عليه إ? أوتوا الجدل، ثم ت? رسول الله صلى الله عليه وسلم هـذه ا?ية (ما ضربوه لك إ? جد? بل هـم قوم خصمون) (الزخرف/ 58) صحيح الجامع (5632) الصحيح المسند (478)
(5) – في قصة تخلف كعب بن مالك قال: يا رسول الله إني، والله لو جلست عند غيرك من أهـل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر، ولقد أعطيت جد?، ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخطك علي، ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه إني ?رجو فيه عقبى الله، والله ما كان لي عذر. والله ما كنت قط أقوى و? أيسر مني حين تخلفت عنك … )) الحديث.
(6) – (عن عائشة- رضي الله عنها- أنها قالت: ت? رسول الله صلى الله عليه وسلم هـذه ا?ية هـو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هـن أم الكتاب وأخر متشابهات .. إلى قوله: وما يذكر إ? أولوا ا?لباب (آل عمران/ 8). فقال: «يا عائشة: إذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عناهـم الله فاحذروهـم») صحيح ابن ماجه (47)
(7) – (عن عبادة بن الصامت- رضي الله عنه- قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر فت?حى رج?ن من المسلمين فقال: «خرجت ?خبركم بليلة القدر فت?حى ف?ن وف?ن فرفعت، وعسى أن يكون خيرا، فالتمسوهـا في التاسعة والسابعة والخامسة»
(8) – عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ترك الكذب- وهـو باطل- بني له في ربض الجنة، ومن ترك المراء- وهـو محق- بني له في وسطها، ومن حسن خلقه بني له في أع?هـا)) ضعفه الالباني الضعيفة (1056) وصححه من حديث أبي أمامه في الصحيحة (273)
ولفظه: ” أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وبيت في وسط
الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلق “.
((الآثار))
(1) – قال سليمان بن داود- عليهما الس?م- ?بنه: دع المراء، فإن نفعه قليل، وهـو يهيج العداوة بين ا?خوان.
(2) – عن زياد بن حدير قال: قال لي عمر:
هـل تعرف ما يهرم ا?س?م؟ قال: قلت: ?. قال:
يهرمه زلة العالم، وجدال المنافق بالكتاب، وحكم ا?ئمة المضلين.
(3) – وقال- رضي الله عنه- إنه سيأتي ناس يجادلونكم بشبهات القرآن فخذوهـم بالسنن؛ فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله.
(4) – قال ميمون بن مهران – رحمه الله – يوصي بعض ت?مذته: «إياك والخصومة والجدال في الدين، و? تجادلن عالما و? جاهـ?. أما العالم فإنه يحزن عنك علمه، و? يبالي ما صنعت؛ وأما الجاهـل فإنه يخشن بصدرك، و? يطيعك))
(5) – كتب عمر بن عبد العزيز- رحمه الله- إلى أهـل المدينة: من تعبد بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح، ومن عد ك?مه من عمله قل ك?مه إ? فيما يعنيه، ومن جعل دينه غرضا للخصومات كثر تنقله.
((من مضــار الجــدال))
(1) الجدال يحرم صاحبه من الوصول إلى الحق ومعرفة الرشد.
(2) يورث البغضاء والكراهـية.
(3) يحذر منه الناس ويتحاشونه.
(4) سبب للمعاقبة بالحرمان من السعادة التي يحظى بها الباحث عن الحق.
(5) طول ممارسته يغري بالتمادي في الباطل.
(6) يؤدي إلى سوء العاقبة بالحرمان من المنزلة العالية في الجنة.
(08) / (05) / (2015)، (7): (08) ص – سيف المطوع مترجم: بشاره ساره لسكان الفوعه تم فتح حلقة تحفيظ القران الكريم في مسجد سعيد بن حطاب يوم الاثنين والاربعاء فترة العصر من الساعه 4:30 الى الساعه6:30
التسجيل في مصلى النساء
الدال على الخير كفاعله