1312 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بإشراف سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3 والمدارسة، والاستفادة
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
(جمع وتأليف عبد الله الديني)
_._._. _._._. _._._. _._._. _.
1312 – قال الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه و سلم مرت به جنازة يهودي فقام فقيل له يا رسول الله انها جنازة يهودي فقال ان للموت فزعا.
هذا حديث حسن.
*وقال الإمام أبو عبدالله بن ماجه رحمه الله: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وهناد بن السري قالا حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال
مر على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة فقام وقال قوموا فإن للموت فزعا.
هذا حديث حسن.
………………………………..
وحسنه الألباني في الصحيحة (2017) وراجع (2852).
وجاء في الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما بمعناه قال: مرت جنازة، فقام لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقمنا معه فقلنا: يا رسول الله، إنها يهودية، فقال: «إن الموت فزع، فإذا رأيتم الجنازة فقوموا»
-وفي الحديث القيام للجنازة وبوب عليه البخاري في صحيحه، والنووي في شرح صحيح مسلم وقال: اختلف الناس في هذه المسألة؛ فقال مالك وأبو حنيفة والشافعي: القيام منسوخ. وقال أحمد وإسحاق وابن حبيب وابن الماجشون المالكيان: هو مخير.
(وأما أدلة أصحاب القول الأول حديث علي رضي الله عنه كما في مسلم عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ، أنه قال: رآني نافع بن جبير ونحن في جنازة قائما، وقد جلس ينتظر أن توضع الجنازة، فقال لي: ما يقيمك؟ فقلت: أنتظر أن توضع الجنازة، لما يحدث أبو سعيد الخدري فقال نافع: فإن مسعود بن الحكم، حدثني عن علي بن أبي طالب، أنه قال: «قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قعد»، والشيخ الألباني رحمه الله رجح هذا في أحكام الجنائز (100 – 101) وذكر عدة ألفاظ لحديث علي خارج الصحيح وفيها أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بالقعود بعد أن كان يأمرهم بالقيام)
(وأما أدلة أصحاب القول الثاني: حديث أبي هريرة السابق وحديث عامر بن ربيعة في الصحيحين عن عامر بن ربيعة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إذا رأى أحدكم الجنازة، فإن لم يكن ماشيا معها، فليقم حتى تخلفه، أو توضع من قبل أن تخلفه»
وكذلك حديث أبي سعيد الخدري وقيس بن سعد وسهل بن حنيف وهي في الصحيح)
وهذا فيمن رأى الجنازة فإنه يقوم حتى تغيب عنه، وقال النووي: قال القاضي عياض: قال: واختلفوا في قيام من يشيعها عند القبر. فقال جماعة من الصحابة والسلف: لا يقعد حتى توضع، قالوا: والنسخ إنما هو في قيام من مرت به، وبهذا قال الأوزاعي وأحمد وإسحاق ومحمد بن الحسن.
بوب البخاري رحمه الله في صحيحه: باب من تبع جنازة فلا يقعد حتى توضع عن مناكب الرجال فإن قعد أمر بالقيام، وذكر حديث أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إذا رأيتم الجنازة فقوموا، فمن تبعها فلا يجلس حتى توضع»
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
كأنه أشار بهذا إلى ترجيح رواية من روى في حديث الباب ” حتى توضع بالأرض ” على رواية من روى ” حتى توضع في اللحد ” وفيه اختلاف على سهيل بن أبي صالح عن أبيه، قال أبو داود: ” رواه أبو معاوية عن سهيل فقال ” حتى توضع في اللحد “، وخالفه الثوري وهو أحفظ فقال ” في الأرض ” انتهى، ورواه جرير عن سهيل فقال ” حتى توضع ” حسب، وزاد ” قال سهيل: ورأيت أبا صالح لا يجلس حتى توضع عن مناكب الرجال ” أخرجه أبو نعيم في المستخرج بهذه الزيادة، وهو في مسلم بدونها، وفي المحيط للحنفية: الأفضل أن يهال عليها التراب، وحجتهم رواية أبي معاوية، ورجح الأول عند البخاري بفعل أبي صالح لأنه راوي الخبر أعرف بالمراد منه، ورواية أبي معاوية مرجوحة كما قال أبو داود./ الفتح (3/ 178).
-وأما قوله: (للموت فزعا) نقل الحافظ ابن حجر عن القرطبي صاحب المفهم: معناه أن الموت يفزع منه، إشارة إلى استعظامه، ومقصود الحديث أن لا يستمر الإنسان على الغفلة بعد رؤية الموت، لما يشعر ذلك من التساهل بأمر الموت، فمن ثم استوى فيه كون الميت مسلما أو غير مسلم. وقال: وفيه تنبيه على أن تلك الحالة ينبغي لمن رآها أن يقلق من أجلها ويضطرب، ولا يظهر منه عدم الاحتفال والمبالاة.
-جاء في بعض الروايات: ((ألسيت نفسا)) متفق عليه، وعند الحاكم (صحح إسناده الألباني في سنن النسائي (1929): ((إنما قمنا للملائكة)) لا تنافي بين هذه العلل، لأن القيام للفزع من الموت فيه تعظيم لأمر الله، وتعظيم للقائمين بأمره في ذلك وهم الملائكة.
” الفتح (3/ 180).
قلت (سيف) حديث (إنما قمنا للملائكة) يحتمل التحسين بالشواهد، هو من حديث أنس من رواية حماد بن سلمة عن قتادة ونقل ابن رجب أن مسلماً في كتاب التمييز ذكر أنه يخطئ كثيرا في حديثه (نقل ذلك الشيخ مقبل في أحاديث معلة، وله شاهد من حديث أبي موسى وفيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف واضطرب في إسناده، وله شاهد من حديث عبدالله بن عمرو (إنما تقومون إعظاما للذي يقبض النفوس) وفيه ربيعة بن سيف. وهو محتمل من حيث المعنى أن المقصود الملَك. وحديث عبدالله بن عمرو ذكره البيهقي وذكر الأحاديث السابقة كشواهد (السنن الكبرى 4/ 27)