1311 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بإشراف سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2، والمدارسة، والاستفادة
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
(جمع وتأليف عبد الله الديني)
_._._. _._._. _._._. _._._. _.
1311 – قال الإمام أبو عبدالله بن ماجه رحمه الله: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبيد الله أنبأنا شيبان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى عليه مائة من المسلمين غفر له.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
……………………..
ذكر المؤلف هذا الحديث أيضا في كتابه الشفاعة وذكر عدة أحاديث وعنون عليها: (شفاعة المصلين على الميت الواحد له) ومن هذه الأحاديث:
1) عن عائشة عن النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم قال: ((ما من ميّت يصلّي عليه أمّة من المسلمين يبلغون مائةً كلّهم يشفعون له إلاّ شفّعوا فيه)). رواه مسلم وجاء أيضا من حديث أنس.
2) عن عبدالله بن عبّاس أنّه مات ابن له بقديد أو بعسفان فقال: يا كريب انظر ما اجتمع له من النّاس. قال: فخرجت فإذا ناس قد اجتمعوا له فأخبرته، فقال: تقول هم أربعون؟ قال: نعم. قال: أخرجوه فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم يقول: ((ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئًا إلاّ شفّعهم الله فيه)). رواه مسلم
3) عن أبي بكار الحكم بن فروخ قال: صلّى بنا أبوالمليح على جنازة فظننا أنّه قد كبّر فأقبل علينا بوجهه فقال: أقيموا صفوفكم ولتحسن شفاعتكم.
قال أبوالمليح: حدثني عبدالله وهو ابن سليط عن إحدى أمهات المؤمنين وهي ميمونة زوج النبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم قالت أخبرني النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم قال: ((ما من ميّت يصلي عليه أمّة من النّاس إلاّ شفّعوا فيه)).
فسألت أبا المليح عن الأمة، فقال: أربعون.
الحديث أخرجه البخاري في “التاريخ الكبير” (ج5 ص112)، وفيه: الأمة ما بين الأربعين إلى المائة.
الحديث فيه عبد الله بن سليط مجهول
قلت (سيف): وراجع تحقيق المسند 44/ 393حيث قالوا: مرفوعه صحيح لغيره.
4) عن علي بن شماخ قال: شهدت مروان سأل أبا هريرة: كيف سمعت رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم يصلّي على الجنازة؟ قال: أمع الّذي قلت؟ قال: نعم. -قال: كلام كان بينهما قبل ذلك- قال أبوهريرة: ((اللّهمّ أنت ربّها وأنت خلقتها، وأنت هديتها للإسلام، وأنت قبضت روحها، وأنت أعلم بسرّها وعلانيتها، جئناك شفعاء فاغفر له)).
رواه أبو داود وفيه علي بن شماخ مجهول.
قلت (سيف): قال الألباني: ضعيف الإسناد
وراجع علل الدارقطني 2178
وهناك حديث آخر ذكره لم يذكره الشيخ مقبل رحمه الله: حديث مالك بن هبيرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يموت فيصلي عليه ثلاثة صفوف من المسلمين إلا أوجب قال فكان مالك إذا استقل أهل الجنازة جزأهم ثلاثة صفوف للحديث
رواه أبو داود وحسن الالباني الموقوف منه
قلت (سيف): حسن بعض الباحثين المرفوع بشاهد من حديث أبي أمامة صلى النبي صلى الله عليه وسلم على جنازة ومعه سبعة نفر فجعل ثلاثة صفاً واثنين صفاً واثنين صفاً لكن فيه ابن لهيعة ضعيف والقاسم فيه كلام وكذلك حسنه الألباني كما في أحكام الجنائز 65
قال النووي رحمه الله:
قال القاضي: قيل هذه الأحاديث خرجت أجوبة لسائلين سألوا عن ذلك، فأجاب كل واحد منهم عن سؤاله. هذا كلام القاضي، ويحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بقبول شفاعة مائة فأخبر به، ثم بقبول شفاعة أربعين، ثم ثلاثة صفوف وإن قل عددهم، فأخبر به، ويحتمل أيضا أن يقال: هذا مفهوم عدد، ولا يحتج به جماهير الأصوليين فلا يلزم من الإخبار عن قبول شفاعة مائة منع قبول ما دون ذلك، وكذا في الأربعين مع ثلاثة صفوف، وحينئذ كل الأحاديث معمول بها ويحصل الشفاعة بأقل الأمرين من ثلاثة صفوف وأربعين.
وبوب النووي رحمه الله في كتاب رياض الصالحين: باب استحباب تكثير المصلين على الميت.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: هذه الأحاديث كلها تدل على أنه كلما كثر الجمع على الميت كان ذلك أفضل وأرجى للشفاعة./ شرح رياض الصالحين.