131 – مختلف الحديث
مشاركة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وعبدالله المشجري وإبراهيم المشجري وعبدالله الديني و طارق أبي تيسير، ومحمد البلوشي، وعبدالحميد البلوشي، وكديم. وأحمد بن علي … والشحي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–
كيف التوفيق بين ما في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود قال: لما كان يوم حنين آثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسا في القسمة فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل، وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى أناسا من أشراف العرب وآثرهم يومئذ في القسمة! فقال رجل: والله إن هذه لقسمة ما عدل فيها وما أريد فيها وجه الله! قال: فقلت: والله لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فأتيته فأخبرته بما قال، قال: فتغير وجهه حتى كان كالصرف ثم قال: فمن يعدل إن لم يعدل الله ورسوله؟ قال: ثم قال: يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر. اهـ”.
وكذلك ما حصل لبعض الأنبياء من القتل ودعوة نوح ألف سنة إلا خمسين عاما وما حصل لأيوب عليهم الصلاة والسلام من المرض
وحديث
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «لَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللهِ وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ وَلَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللهِ وَمَا يُخَافُ أَحَدٌ وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَالِثَةٌ وَمَا لِي وَلِبِلَالٍ طَعَامٌ يَاكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا مَا وَارَى إِبِطُ بِلَالٍ».
—–
جاء في بعض الفتاوى المعاصرة (8/ 23): ” [السُّؤَالُ]
ـ[كيف نوفق بين قوله عليه الصلاة والسلام (ما أوذي نبي مثلما أوذيت) وبين بقاء نوح ألف سنة إلا خمسين عامًا يدعو قومه، وتحريق إبراهيم وبلاء أيوب بالأمراض الشديدة وسجن يوسف الطويل، وذبح يحيى – عليهم الصلاة والسلام جميعا، وغيرهم فقد يظهر لدى الإنسان غير المتبحر مثلي في العلم أنهم أشد بلاء من نبينا الكريم فكيف ترون ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نطلع بعد البحث على حديث بلفظ: ما أوذي نبي …. إلخ، وإنما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما أوذي أحد ما أوذيت. وفي رواية: ما أوذي أحد ما أوذيت في الله. رواهما أبو نعيم وحسنهما الألباني.
وقيل معناه أنه أوحي إليه ما أوذي به من قبله فتأذى بذلك زيادة على ما آذاه قومه به.
ويحتمل أنه أراد أنه أوذي قبل أن يصل الأذى لأصحابه، ويؤيد ذلك ما في الحديث: لقد أخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد. رواه الترمذي وصححه الألباني.
قال المناوي في شرحه: (لقد أوذيت) ماض مجهول من الإيذاء (في الله) أي في إظهار دينه وإعلاء كلمته (وما يؤذى) بالبناء للمفعول (أحد) من الناس في ذلك الزمان؛ بل كنت المخصوص بالإيذاء لنهيي إياهم عن عبادة الأوثان وأمري لهم بعبادة الرحمن (وأخفت) ماض مجهول من الإخافة (في الله) أي هددت وتوعدت بالتعذيب والقتل بسبب إظهار الدعاء إلى الله تعالى وإظهار دين الإسلام. وقوله (وما يخاف أحد) حال أي خوفت في الله وحدي وكنت وحيدا في ابتداء إظهاري للدين فآذاني الكفار بالتهديد والوعيد الشديد فكنت المخصوص بينهم بذلك في ذلك الزمان ولم يكن معي أحد يساعدني في تحمل أذيتهم. اهـ
ويدل لكون الأنبياء نالهم من البلاء أكثر مما ناله صلى الله عليه وسلم واقعيا ما في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود قال: لما كان يوم حنين آثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسا في القسمة فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل، وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى أناسا من أشراف العرب وآثرهم يومئذ في القسمة! فقال رجل: والله إن هذه لقسمة ما عدل فيها وما أريد فيها وجه الله! قال: فقلت: والله لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فأتيته فأخبرته بما قال، قال: فتغير وجهه حتى كان كالصرف ثم قال: فمن يعدل إن لم يعدل الله ورسوله؟ قال: ثم قال: يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر. اهـ”. انتهى نقل الفتوى
لكن هل يمكن أن يحمل أنه صلى الله عليه وسلم. قاله تواضعا خاصة أن الله عزوجل نصر رسلة بالإهلاك لأقومهم أما من قتل من الأنبياء فيحمل قول النبي صلى الله عليه وسلم في غاية الأذية من غير القتل.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح:
وقد استشكل بما جاء من صفات ما اوذي به الصحابة كما سيأتي لو ثبت وهو محمول على معنى حديث أنس
وقيل معناه أنه أوحي إليه ما أوذي به من قبله فتأذى بذلك زيادة على ما آذاه قومه به وروى بن إسحاق من حديث بن عباس وذكر الصحابة فقال والله ان كانوا ليضربون أحدهم ويجيعونه ويعطشونه حتى ما يقدر ان يستوي جالسا من شدة الضر حتى يقولوا له اللات والعزى الهك من دون الله فيقول نعم وروى بن ماجة وبن حبان من طريق زر بن مسعود قال أول من أظهر إسلامه سبعة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد فأما رسول الله صلى الله عليه و سلم فمنعه الله بعمه واما أبو بكر فمنعه الله بقومه واما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم ادراع الحديد وأوقفوهم في الشمس الحديث
وأجيب بأن جميع ما أوذي به أصحابه كان يتأذى هو به لكونه بسببه
واستشكل أيضا بما اوذي به الأنبياء من القتل كما في قصة زكريا وولده يحيى ويجاب بأن المراد هنا غير ازهاق الروح.
___________
وقال الإتيوبي رحمه الله في شرح سنن ابن ماجه: (وَمَا يُؤْذَى) بالبناء للمفعول (أَحَدٌ) أي منكم.
________
على هذا فالمقصود بالخطاب هم الصحابة رضي الله عنهم.
وبوب ابن حبان في صحيحه (14/ 515) على هذا الحديث: ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه و سلم قد أوذي في إقامة الدين ما لم يؤذ أحد من البشر في زمانه
وقال أحد العلماء المعاصرين:
“ولقد أخفت في الله وما يخاف أحد”
يعني كان عندهم شيء من الأمن لأن حكم العشائر عندهم قائم وكل عشيرة تذود عن أفرادها كل عشيرة تذود عن أفرادها وللعشائر أيضًا هيبة فلا يخاف أحد ولا يؤذى أحد تمنعه عشيرته إلا أن النبي -عليه الصلاة والسلام- لأن عشيرته تبرؤوا منه تبرؤوا منه بسبب مخالفته لهم في أصل الأصول في الاعتقاد في أصل الأصول وتبعًا لذلك آذوه وتركوه لمن يؤذيه -عليه الصلاة والسلام-
“ولقد أتت علي ثالثة وما لي” يعني آذوه وأخافوه مع وجود عمه الذي كف عنه وذاد عنه وحماه من من من قومه لكن لا يعني أن الرقيب لا يغفل حصل له الأذى مع وجود عمه، ولولا أن الله -جلَّ وعلا- قيض له هذا العم لكان الأذى أعظم وأشد.