1307 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بإشراف سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3 والمدارسة، والاستفادة
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
(جمع وتأليف عبد الله المشجري)
_._._. _._._. _._._. _._._. _.
1307 – قال أبو داود رحمه الله: حدثنا محمد بن الصباح البزاز حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا سفيان الثوري عن منصور عن أبي حازم عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار.
قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
———————–
أولاً: الكلام فيما يتعلق بسند الحديث:
* الحديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله في سنن أبي داود برقم 4914، وراجع الإرواء برقم 2029 فقد ذكر هذا أن حديث الباب إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ثانياً: الكلام فيما يتعلق بمتن الحديث:
* قال الأصبهاني في المفردات: (الهجر والهجران مفارقة الإنسان غيره إما بالبدن أو باللسان أو بالقلب)
* قوله (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث): فيه أنه من أعرض عن أخيه المسلم وامتنع عن مكالمته والسلام عليه أثم بذلك؛ لأن نفي الحل يستلزم التحريم، ومرتكب الحرام آثم، قرر ذلك ابن حجر في الفتح وابن عبدالبر في التمهيد، والنووي في شرح مسلم.
* والمراد بالهجر ما كان عن معاتبة في أمور دنيوية وغير ذلك كما قال الشيخ عبدالمحسن العباد (وأما الحديث الذي جاء فيه النهي عن الهجر فوق ثلاث فإنما هو لأمور الدنيا وليس من أجل الدين، وأما إذا كان من أجل الدين فإنه يستمر حتى تحصل المنفعة والفائدة من ورائه).
* والحكمة من إباحة الهجر ثلاثة أيام فأقل هي مراعاة طبيعة البشر في الغضب، وأن هذه المدة في الغالب أنه يزول معها الغضب، كما ذكر ذلك ابن حجر والنووي رحمهما الله، وكذلك رجحا أن الهجر ثلاثة أيام فأقل لا يحرم، إنما المحرم أن يهجر فوق ثلاثة أيام.
* ورجح ابن حجر أن المراد بالثلاثة أيام أي بلياليها حيث قال: (فالمعتمد أن المرخص فيه ثلاثة أيام بلياليها، فحيث أطلقت الليالي أريد بأيامها وحيث أطلقت الأيام أريد بلياليها، ويكون الاعتبار مضي ثلاثة أيام بلياليها ملفقة، إذا ابتدئت مثلا من الظهر يوم السبت كان آخرها الظهر يوم الثلاثاء .. ).
ثالثاً: ما يتعلق بفقه الحديث:
* الأحاديث الواردة في تحريم الهجر كثيرة جدا ً أوصلها بعض الباحثين إلى عشرين حديثا، سأذكر بعضها؛ وهي كالآتي:
1 – ورد في صحيح البخاري (6077) ومسلم (2560) عن أبي أيوب رضي الله عنه بنحو حديث الباب إلا أن فيه ((يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ)).
2 – جاء في صحيح البخاري (6076) ومسلم (2559) عن أنس بن مالك وفيه ((لَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ)).
3 – ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما نحوه في صحيح مسلم برقم 2561.
4 – ورد في مسلم 2562 عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: ((لا هجرة بعد ثلاث)).
5 – جاء عن عائشة رضي الله عنها وفيه زيادة ((فإذا لقيه سلم عليه ثلاث مرار كل ذلك لا يرد عليه فقد باء بإثمه)) أخرجه أبوداود برقم 4913 وحسنه الألباني في الإرواء 2029 وحسنه الوادعي رحمهما الله تعالى في الصحيح المسند برقم 1610.
6 – جاء عن سعد بن أبي وقاص في الصحيح المسند 366 نحوه.
7 – ورد عن هشام بن عامر رضي الله عنه نحوه وفيه زيادة (( … فإن كان تصارما فوق ثلاث فإنهما ناكبان عن الحق ما داما على صرامهما وأولهما فيئا فسبقه بالفيء كفارته فإن سلم عليه فلم يرد عليه ورد عليه سلامه ردت عليه الملائكة ورد على الآخر الشيطان فإن ماتا على صرامهما لم يجتمعا في الجنة أبدا)) وصححه الوادعي في الصحيح المسند برقم 1186.
8 – وجاء أيضا في الصحيح المسند برقم 1220 عن أبي خراش السلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه)).
9 – جاء في صحيح مسلم برقم 2565 عن أبي هريرة رضي الله عنه ((تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال انظروا هذين حتى يصطلحا انظروا هذين حتى يصطلحا انظروا هذين حتى يصطلحا)).
@@ أخرج الإمام عبدالله بن المبارك في كتاب الزهد برقم 728 بسند صحيح – كما قاله الشيخ عبدالله البخاري – عن أبي العالية أنه قال: (سمعتُ في المتصارميْن أحاديثَ كثيرة، كلها شديدة، وإنَّ أهون ما سمعتُ: أنهما لايزالا ناكبيْن عن الحق ما كانا كذلك).
* للشيخ عبدالله البخاري حفظه الله كتيب بعنوان (تأملات في مسألة الهجر) وأصلها محاضرة ألقيت في جامع الشيخ ابن باز في مكة عام 1430هـ، ثم فرغت في ذلك الكتيب، وخلاصة تلك المحاضرة تتمثل في سبع نقاط كالآتي:
@ النقطة الأولى: معنى الهجر.
وذكر فيه الشيخ حفظه الله تعريف الأصبهاني للهجر الذي سبق ذكره.
ونبه في هذا الفصل على أمرين:
1 – أن هجرة القلب هي الأصل وهي الهجرة الحقيقية، وهجرة اللسان والجسد تابعة له.
2 – أن من أصول أهل السنة والجماعة؛ وجوب الاجتماع ونبذ الفرقة والاختلاف، وأن يكون الاجتماع على الحق وبالحق وللحق. ثم ذكر بعض الأدلة الدالة عليه وأقوال أهل العلم فيه.
@ النقطة الثانية: الهجر ينقسم إلى قسمين:
1 – هجر ممنوع.
2 – هجر مشروع.
ثم ذكر الشيخ حفظه الله بعض النصوص – السابق ذكرها – الواردة في الهجر الممنوع.
ثم ذكر القسم الثاني؛ وهو الهجر المشروع.
وهو أن هناك هجر أجازه الشارع، بل قد ذكر ابن حجر أن أحاديث النهي عن الهجر الذي تقدم ذكرها من العام المخصوص بأحاديث الهجر المشروع.
ثم ذكر الشيخ بعض أنواع الهجر المشروع؛ فمنها:
– هجر الرجل لزوجته.
– هجر الوالد لولده.
– هجر أهل البدع.
– هجر أهل المعاصي والمجاهرين بها.
ثم ذكر بعض الأدلة على الهجر المشروع وأقوال أهل العلم فيها، ومن تلكم الأدلة ما يأتي:
1 – قوله تعالى: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ).
2 – قوله تعالى: (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).
3 – أن النبي صلى الله عليه وسلم هجر نساءه شهرا.
4 – هجر ابن عمر ابنه حتى مات.
5 – حديث الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك وفيه أن كعب بن مالك قال: (ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا حتى تنكرت في نفسي الأرض فما هي التي أعرف فلبثنا على ذلك خمسين ليلة .. ).
وذكر أقوال أهل العلم في تقرير هذا الهجر منهم:
أبوداود في سننه 4916 – ابن مفلح في الآداب الشرعية (1/ 289) – القرطبي في تفسيره (9/ 108) – الطبري في تفسيره (9/ 321) ونقل عنه ابن حجر أن قصة كعب بن مالك أصل في هجران أهل المعاصي. فتح الباري (10/ 497) – البغوي في شرح السنة (1/ 226) – والبخاري حيث بوب في صحيحه: باب: ما يجوز من الهجران لمن عصى – ابن حجر في الفتح – والخطابي في معالم السنن.
@ النقطة الثالثة: بيان جملة من المقاصد الشرعية لإيقاع الهجر الشرعي على المخالف.
ذكر الشيخ في هذا الفصل خمسة مقاصد لإيقاع الهجر الشرعي على المخالف- أربعة منها مقاصد ومصالح عامة، وواحدة خاصة بالمهجور – وهي كالآتي:
1 – تحقيق العبودية لله – عزوجل -.
فالهجر الشرعي عبادة تحتاج إلى إخلاص ومتابعة.
ومن أدلة هذا المقصد:
– قوله تعالى: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا)
قال القرطبي: (وإذا ثبت تجنب أصحاب المعاصي كما بينا فتجنب أهل البدع والأهواء أولى).
– قول النبي صلى الله عليه وسلم ((فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم)) متفق عليه.
قال النووي: (وفي هذا الحديث التحذير من مخالطة اهل الزيغ واهل البدع ومن يتبع المشكلات للفتنة فأما من سأل عما أشكل عليه منها للاسترشاد وتلطف في ذلك فلا بأس عليه وجوابه واجب وأما الاول فلا يجاب بل يزجر ويعزر كما عزر عمر بن الخطاب رضي الله عنه صبيع بن عسل حين كان يتبع المتشابه).
فهذان الدليلان فيهما الأمر بالبعد عن أهل البدع والأهواء، وما أمر به الشارع فإنه يحبه، وما يحبه يكون طاعة، وما كان طاعة فهو عبادة.
2 – تحقيق الولاء والبراء.
ففي الهجر الشرعي تحقيق لهذا المقصد العظيم؛ الذي هو الحب في الله والبغض في الله.
وذكر الشيخ حفظه الله من أدلة هذا المقصد قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
ثم ذكر تقرير بعض العلماء لهذا الأصل، وهم:
أبوداود في سننه في كتاب السنة برقم 4601 – البغوي في شرح السنة (1/ 219) – المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 90) – الصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث – ابن تيمية في مجموع الفتاوى (7/ 34) (15/ 290) – ابن القيم في بدائع الفوائد (2/ 499 – 500) – السفاريني في غذاء الألباب (1/ 258) – محمد بن عبداللطيف آل الشيخ في الدرر السنية (10/ 448 – 465) الشاملة.
3 – القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وذكر أن من أدلة هذا المقصد قوله تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ).
ثم ذكر بعض أقوال أهل العلم، ومن بعض تلك الأقوال
قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (فمن أظهر المنكر وجب عليه الإنكار وأن يهجر ويذم على ذلك. فهذا معنى قولهم: من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له. بخلاف من كان مستترا بذنبه مستخفيا فإن هذا يستر عليه؛ لكن ينصح سرا ويهجره من عرف حاله حتى يتوب ويذكر أمره على وجه النصيحة).
4 – النصح لعامة الأمة.
ودليله حديث ((الدين النصيحة … ولعامة المسلمين وعامتهم)).
وذكر الشيخ حفظه الله أقوال بعض العلماء في تحقيقهم لهذا المقصد بهجرهم لمن يستحق الهجر؛ منهم:
قتادة حيث قال: (الرجل إذا ابتدع بدعة يجب أن تُذكر حتى تُحذر).
وأيضاً نقل عن سفيان الثوري – ووكيع – وأحمد – وابن عقيل – شيخ الإسلام – ابن القيم – ابن مفلح.
5 – رجوع المهجور عن خطئه.
فيكون الهجر عقوبة وتأديباً وزجراً للمهجور حتى يرجع ويتوب عما هو مقيم عليه.
وذكر فيه الشيخ حفظه الله أقوال جمع من أهل العلم منهم:
الإمام أحمد – البخاري – ابن عبدالبر – النووي.
@ النقطة الرابعة: الهجر الشرعي منه الكلي ومنه الجزئي، ولكلٍّ صوره:
فهجر البدن منه الكلي ومنه الجزئي.
وهجر اللسان منه الكلي ومنه الجزئي.
* مثال الهجر الكلي بالبدن: الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام – الهجرة من أرض البدعة التي يُسبُّ فيها السلف
* مثال الهجر الجزئي بالبدن: هجر الرجل لزوجته في المضجع
* مثال الهجر الكلي باللسان: مثل حديث الثلاثة الذين خلِّفوا لم يُكلَّموا أبداً – هجر عائشة رضي الله عنها ابن الزبير فإنها نذرت ألا تكلمه أبداً – هجر ابن عمر ابنه حتى مات.
* مثال الهجر الجزئي باللسان: مثل هجر الإمام الأوزاعي لثور بن يزيد الحمصي حيث مد ثور يده للأوزاعي فلم يسلِّم عليه، ثم قال له: (يا ثور لو كانت الدنيا لكانت المقاربة، ولكنه الدين) – فهنا هجره الأوزاعي جزئيا فلم يكلمه ولكنه أقام الحجة عليه -.
@ النقطة الخامسة: الكلام عما يتعلق بالمصلحة في هذا الباب، وهل يسقط الهجر الشرعي عند عدم القدرة عليه.
قدم الشيخ حفظه الله هنا بمقدمات:
* سبق أن الهجر الشرعي عبادة من العبادات، ومعلوم أن الدين كله مبني على المصالح وتقديم المصلحة الراجحة على ما دونها، كما هو مقرر في كتب القواعد الفقهية.
فلا يصح أن يُظهر للناس أن َّهذا الباب وحده – أي: الهجر الشرعي – راجع إلى المصلحة دون غيره.
* سبق ذكر بعض المقاصد الشرعية في هجر من يستحق الهجر وتنقسم تلك المقاصد إلى قسمين:
– مصلحة عامة: وهي في المقاصد الأربع الأولى.
– مصلحة خاصة: وهي في المقصد الخامس.
* وعلى ما سبق ذكره لابد للمسلم أن يحرص على إيقاع المصالح العامة والخاصة، فإن لم يمكن ذلك فقواعد الشريعة توضح أنه لابد من تقديم المصلحة العامة على الخاصة.
فإذا كان الهجر لا ينتفع به المهجور، ولكن بها تتحقق العبودية لله عز وجل ويحقق الولاء والبراء ويقام بجانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصح لعامة المسلمين؛ فلا تقدم المصلحة الخاصة على تلك المصالح العامة، بل يُهجر وإن لم ينتفع بالهجر حتى لا يغتر الناس بمخالطته.
ثم ذلك تقرير هذا بفعل السلف:
مثل: أبي الدرداء – عبادة بن الصامت – وابن مسعود – أحمد بن حنبل.
* أما هل يسقط الهجر عند العجز عنه:
فالجواب: أنه تسقط بعض صوره، لكن الأصل وهو (هجرة القلب) لا تسقط أبداً.
@ النقطة السادسة: هل يشترط في الهاجر أن يكون قوياً؟
* أولا: لا شك أن قوة الهاجر سواء كان (عالماً أو ولي أمر) مما يزيد ردع المخالف وزجره
ولكن هل يرتقي هذا الأمر بأن يكون شرطاً.
* ثانياً: لا بد من التفريق بين الدعوة إلى الهجر وبين إيقاع الهجر.
– الدعوة إلى هجر المخالف: لا تصدر إلا من ولي أمر مطاع أو عالم متبع.
– أما إيقاع الهجر على المخالف: فلا يشترط فيه أن يكون قوياً.
وهذا ما عليه الأئمة المحققين أنهم لم يشترطوا القوة حتى يحصل الهجر على المخالف، والأئمة الذين ذكرهم الشيخ:
يحيى بن معين – الصابوني – الآجري – ابن بطة العكبري – ابن عبدالبر – البغوي.
@ النقطة السابعة: هل يتنافى إيقاع الهجر مع إقامة الحجة على المخالف؟
يجاب عن هذا السؤال من وجوه:
* مسلك التأليف والترغيب مطلوب ومعتبر لم رُجي نفعه، فإن لم ينفع فلابد من علاجه بالكي وهو الهجر.
* لابد من النظر إلى حجم المخالفة ولا يجوز إهمال ذلك.
* يلاحظ من قائل هذا القول أنه يقدم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة وهي مصلحة المسلمين، وهذه مخالفة كبيرة ومزلق خطير.
* الخلاصة: أن المرء يستخدم مسلك الهجر ولا يعني هذا أنه لا يقيم الحجة ويرد الباطل على المخالف.
هذه خلاصة ما قرره الشيخ عبدالله البخاري حفظه الله في كتاب (تأملات في مسألة الهجر).
* هجران أهل البدع مما أجمع العلماء عليه، وذكر الشيخ خالد بن ضحوي الظفيري حفظه الله جمعاً من العلماء الذين نقلوا الإجماع على هجران أهل البدع ومباينتهم في كتابه ” إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء “؛ وألخص ذكرهم فيما يأتي:
1 – عبدالرحمن الأوزاعي. 2 – عبدالرحمن بن أبي الزناد. 3 – الفضيل بن عياض.
4 – أبو عبيد القاسم بن سلام 5 – أحمد بن حنبل. 6 – إسماعيل بن يحيى المزني.
7 – أبو حاتم الرازي. 8 – أبو زرعة الرازي. 9 – الآجري. 10 – ابن بطة العكبري.
11 – ابن أبي زمنين. 12 – أبو منصور معمر بن أحمد 13 – أبو عثمان الصابوني.
14 – القاضي أبو يعلى. 15 – ابن عبدالبر 16 – أبو المظفر السمعاني.
17 – البغوي. 18 – موفق الدين ابن قدامة. 19 – أبو العباس القرطبي.
20 – ابن تيمية. 21 – ابن القيم. 22 – ابن مفلح. 23 – الشاطبي.
24 – محمد بن عبد الوهاب. 25 – عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ.
26 – إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ. 27 – عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ.
28 – سليمان بن سحمان. 29 – محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ. 30 – حمود التويجري.