1304 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بإشراف سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2، والمدارسة، والاستفادة
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
(جمع وتأليف عبد الله المشجري)
_._._. _._._. _._._. _._._. _.
1304 – قال الإمام النسائي رحمه الله في عمل اليوم والليلة: أخبرنا معاوية بن صالح حدثنا منصور وهو بن أبي مزاحم حدثنا أبو المحياة يحيى بن يعلى عن منصور عن مالك بن الحارث عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير البجلي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إذا أصبح أحدكم فليقل أصبحت أثني عليك حمدا وأشهد أن لا إله إلا الله ثلاثا وإذا أمسى فليقل مثل ذلك.
قال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله -: هذا حديث حسن.
——————-
أولاً: ما يتعلق بسند الحديث:
* هذا الحديث حسنه الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله، وأعله بعض الباحثين بسبب أبي المحياة وقال: إنه أخطأ في هذا الحديث وذكر أن بعض الأئمة نص على تخطئته، ولم أجد من خطأه، بل وثقه يحيى بن معين، وابن حجر، والذهبي، وذكره ابن حبان في الثقات.
ثانياً: ما يتعلق بمتن الحديث:
* هذا الحديث مما يقال في أذكار الصباح والمساء، وقليل ما يذكر في الكتب المختصة بجمع الأذكار اليومية.
* جمع بعض الباحثين أذكار الصباح والمساء الصحيحة:
1 – – “اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ” قال ?: من قاله من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقنٌ بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة” أخرجه البخاري عن شداد بن أوس (6306).
2 – “أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له قال أراه قال فيهن له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٌ رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر رب أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذابٍ في القبر ” وإذا أصبح قال أصبحنا … ). أخرجه مسلم (2723) عن ابن مسعود.
3 – “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مراتٍ، ثلاثًا ” من قالها لم يضره شيءٌ”. رواه أبو داود (5088). وهو في الصحيح المسند للإمام الوادعي رحمه الله.
قلت (سيف) الأسانيد معللة إلا طريق عبدالرحمن بن أبي الزناد وهو مختلف فيه، والشيخ مقبل يحسن له روايته عن أبيه وعن هشام بن عروة، وهذا الحديث من روايته عن أبيه (وراجع تعليقنا على حديث رقم 910 من الصحيح المسند)
4 – “اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور ,وإذا أمسى فليقل: اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير ” رواه أبو داود عن أبي هريرة (5068).
5 – أخرج أبو داود 4405 – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِكَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ قَالَ قُلْ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ قَالَ قُلْهَا إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ ((اخرجه احمد والنسائي وهو في الصحيح المسند 1333 باللفظ الذي ذكرته وعزاه لأبي داود وفيه (قُلْهَا إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَك) وصححه الألباني في الصحيحة 2763.
قلت (سيف) ذكرها صاحبنا المشجري مختصرة، فحذفتها وذكرتها تامة ليتضح وقت الدعاء.
6 – ” اللهم إني أسألك العافية فى الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقى وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي “. رواه أبو داود (5047) عن ابن عمر وصححه الشيخان الوادعي في الصحيح المسند، والألباني.
قلت (سيف) هو في الصحيح المسند 765 وأوله (لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح … ) فذكره
7 – ” أصبحت أثني عليك حمدًا وأشهد أن لا إله إلا الله. ثلاثًا “. وإذا أمسى قال أمسيت) رواه النسائي (6/ 147) وهو في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين للشيخ مقبل رحمه الله.
قلت: (سيف): (وبعضهم ضعفه بأبي المحياة) ولعله توهمه أنه يحيى بن يعلى الأسلمي الضعيف والصواب أنه يحيى بن يعلى التيمي الثقة.
8 – “سبحان الله وبحمد” (مائة مرة) من قالها حين يصبح وحين يمسي لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه) رواه مسلم عن أبي هريرة (2691).
9 – “لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٌ” (مائة مرةٍ) من قالها في يوم كانت له عدل عشر رقابٍ وكتبت له مائة حسنةٍ ومحيت عنه مائة سيئةٍ وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا أحدٌ عمل أكثر من ذلك ” رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة (2691).
10 – “أو يقولها عشرًا”رواه أبو داود (5070).عن أبي عياش. ورواه أحمد (5/ 420). عن أبي أيوب الأنصاري.
11 – ” أصبحنا على فطرة الإسلام وعلى كلمة الإخلاص وعلى ودين نبينا محمدٍ وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً “. وإذا أمسى قال أمسينا … الخ. عن عبدالرحمن بن أبزى. رواه أحمد (3/ 306).
قلت (سيف) قال بعض الباحثين يرجى التأكد من سماع سلمة بن كهيل من عبدالله بن عبدالرحمن بن أبزى إنما ثبت سماعه من سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى. لكن الألباني فصل تفصيل طيب في تصحيحه كما في الصحيحة 6/ 1230، وكذلك محققو المسند 24/ 79.
12 – المعوذات (قل هو الله أحد * قل أعوذ برب الفلق * قل أعوذ برب الناس) ثلاثً. رواه أحمد (37/ 335) والنسائي بسند حسن وحسنه العلامة الألباني رحمه الله.
قلت: (سيف): فصلنا القول فيه تحت حديث 910 من الصحيح المسند.
13 – “سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته “ثلاثًا. في الصباح عن جويرية. رواه مسلم (6268).
14 – “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك” (مرةً واحدةً) في المساء. رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه (2709).
15 – “الآيتان من آخر سورة البقرة، من قالها في ليلة كفتاه. رواه البخاري ومسلم عن أبي مسعود الأنصاري.
16 – آية الكرسي، رواه الحاكم في المستدرك بسند صحيح (2064) عن أبي بن كعب رضي الله عنه: أنه كان له جرين تمر فكان يجده ينقص فحرسه ليلة فإذا هو بمثل الغلام المحتلم فسلم عليه فرد عليه السلام فقال: أجني أم إنسي؟ فقال: بل جني فقال أرني يدك فأراه فإذا يد كلب و شعر كلب فقال: هكذا خلق الجن فقال: لقد علمت الجن إنه ليس فيهم رجل أشد مني قال: ما جاء بك قال: أنبئنا أنك تحب الصدقة فجئنا نصيب من طعامك قال: ما يجيرنا منكم قال: تقرأ آية الكرسي من سورة البقرة {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} قال نعم قال: إذا قرأتها غدوة أجرت منا حتى تمسي و إذا قرأتها حين تمسي أجرت منا حتى تصبح قال أبي فغدوت إلى رسول الله ? فأخبرته بذلك فقال: صدق الخبيث. أخرجه الحاكم 1/ 562 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه. وهو كما قال. وصححه الألباني.
* وللأذكار فوائد كثيرة؛ ذكر ابن القيم في الوابل الصيب أنها تزيد على مائة فائدة، ثم ذكر قريباً من سبعين فائدة لخصها بعضهم فيما يأتي:
إحداها: يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره.
الثانية: أنه يرضي الرحمن عز وجل.
الثالثة: يزيل الهم والغم عن القلب.
الرابعة: يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط.
الخامسة: أنه يقوي القلب والبدن.
السادسة: أنه ينور الوجه والقلب.
السابعة: أنه يجلب الرزق.
الثامنة: أن يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة.
التاسعة: أنه يورثه المحبة.
العاشرة: أنه يورثه المراقبة.
الحادية عشرة: أن يورثه الإنابة. (وهي الرجوع إلى الله عز وجل).
الثانية عشرة: أن يورثه القرب منه.
الثالثة عشرة: أنه يفتح له باباً عظيماً من أبواب المعرفة.
الرابعة عشرة: أنه يورثه الهيبة لربه عز وجل.
الخامسة عشرة: أنه يورثه ذكر الله تعالى له.
السادسة عشرة: أنه يورث حياة القلب.
السابعة عشرة: أنه قوت القلب والروح.
الثامنة عشرة: أنه يورث جلاء القلب من صداه.
التاسعة عشرة: أنه يحط الخطايا ويذهبها.
العشرون: أنه يزيل الوحشة بين العبد وربه.
الحادية والعشرون: أنه يذكر بصاحبه عند الشدة.
الثانية والعشرون: أن العبد إذا تعرف إلى الله فذ الرخاء عرفه في الشدة.
الثالثة والعشرون: أنه منجاة من عذاب الله.
الرابعة والعشرون: سبب نزول السكينة، وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة بالذاكر.
الخامسة والعشرون: أنه سبب اشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة.
السادسة والعشرون: أن مجالس الذكر هي مجالس الملائكة.
السابعة والعشرون: أنه يسعدُ الذاكر بذكره، ويسعد به جليسه.
الثامنة والعشرون: أنه يومن العبد من الحسرة يوم القيامة.
التاسعة والعشرون: أنه مع البكاء والخلوة سبب لإظلال الله تعالى العبد يوم القيامة.
الثلاثون: أن الاشتغال به سبب لعطاء الله الذاكرَ أفضل ما يعطي السائلين.
الحادية والثلاثون: أنه أيسر العبادات، ومن أجلها.
الثانية والثلاثون: أنه غراس الجنة.
الثالثة والثلاثون: أن العطاء والفضل الذي رتب عليه لم يرتب على غيره من الأعمال.
الرابعة والثلاثون: أن دوام الذكر لله يوجب الأمان من نسيانه الذي هو شقاء العبد في معاشه ومعاده.
الخامسة والثلاثون: أن الذكر يسير على العبد وهو قاعد في فراشه، وفي سوقه وغيره في وقت ومكان.
السادسة والثلاثون: أن الذكر نور للذاكر في الدنيا ونور له في قبره ونور له في معاده
السابعة والثلاثون: أن الذكر رأس الأمور، وطريق الطائفة، ومنشور الولاية.
الثامنة والثلاثون: أن في القلب خلة وفاقة لا يسدها شيء البتة إلا ذكر الله عز وجل.
التاسعة والثلاثون: أن الذكر يجمع المتفرق، ويفرق المجتمع، ويقرب البعيد، ويبعد القريب.
الأربعون: أن الذكر ينبه القلب من نومه، ويوقظه من سنته.
الحادية والأربعون: أن الذكر شجرة المعارف والأحوال التي شمر إليها السالكون، فلا سبيل إلى نيل ثمارها إلى من شجرة الذكر.
الثانية والأربعون: أن الذاكر قريب من مذكوره، ومذكوره معه، وهذه المعية معية خاصة.
الثالثة والأربعون: أن الذكر يعدل عتق الرقاب، ونفقة الأموال، والحمل على الخيل في سبيل الله، ويعدل الضرب بالسيف في سبيل الله.
الرابعة والأربعون: أن الذكر رأس الشكر، فما شكر الله تعالى من لم يذكره.
الخامسة والأربعون: أن أكرم الخلق على الله من المتقين من لا يزال لسانه رطباً بذكره.
السادسة والأربعون: أن في القلب قسوة، لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى.
السابعة والأربعون: أن الذكر شفاء القلب، ودواؤه، والغفلة مرضه.
الثامنة والأربعون: أن الذكر أصل موالاة الله عز وجل ورأسها، والغفلة أصل معاداته وأسها.
التاسعة والأربعون: أنه ما استجلبت نعم الله عز وجل واستدفعت نقمه بمثل ذاكر الله.
الخمسون: أن الذكر يوجب صلاة الله عز وجل وملائكته على الذاكر.
الحادية والخمسون: أن من شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا فليستوطن مجالس الذكر؛ فإنها رياض الجنة.
الثانية والخمسون: أن مجالس الذكر مجالس الملائكة.
الثالثة والخمسون: أن الله عز وجل يباهي بالذاكرين ملائكته.
الرابعة والخمسون: أن مدمن الذكر يدخل الجنة وهو يضحك. (كما رواه ابن أبي الدنيا بإسناد حسن).
الخامسة والخمسون: أن جميع الأعمال إنما شرعت لإقامة ذكر الله تعالى، والمقصود بها تحصيل ذكر الله تعالى.
السادسة والخمسون: أن أفضل أهل كل عمل أكثرهم فيه ذكراً لله عز وجل، فأفضل الصوام أكثرهم ذكراً لله عز وجل.
السابعة والخمسون: أن إدامة الذكر تنوب عن التطوعات، وتقوم مقامها، سواء كانت بدنية، أو مالية، أو بدنية مالية كحج التطوع.
وفيه حديث ذهب أهل الدثور بالأجور.
الثامنة والخمسون: أن ذكر الله عز وجل من أكبر العون على طاعته.
التاسعة والخمسون أن ذكر الله عز وجل يسهل الصعب، وييسر العسير، ويخفف المشاق.
الستون: أن ذكر الله عز وجل يذهب عن القلب مخاوفه كلها، وله تأثير عجيب في حصول الأمن.
الحادية والستون: أن الذكر يعطي الذاكر قوة، حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لا يطيق فعله بدونه.
وفيه حديث فاطمة رضي الله عنها لما سألت النبي صلى الله عليه وسلم الخادم.
الثانية والستون: أن عمال الآخرة في مضمار السباق، والذاكرون هم أسبقهم في ذلك المضمار.
الثالثة والستون: أن الذكر سبب لتصديق الرب عز وجل عبدَه.
الرابعة والستون: أن دور الجنة تبنى بالذكر، فإذا أمسك الذاكر عن الذكر أمسكت الملائكة عن البناء، فإذا أخذ في الذكر أخذوا في البناء.
الخامسة والستون: أن الذكر سد بين العبد وبين جهنم.
السادسة والستون: أن الملائكة تستغفر للذاكر كما تستغفر للتائب.
السابعة والستون: أن الجبال والقفار تتباهى، وتستبشر بمن يذكر الله عز وجل عليها.
الثامنة والستون: أن كثرة ذكر الله عز وجل أمان من النفاق؛ فإن المنافقين قليلو الذكر لله عز وجل.
التاسعة والستون: إن للذكر من بين الأعمال لذة لا يشبهها شيء
السبعون: أنه يكسو الوجه نضرة في الدنيا، ونوراً في الآخرة، فالذاكرون أنظر الناس وجوهاً في الدنيا، وأنورهم في الآخرة.
الحادية والسبعون: أن في دوام الذكر في الطريق، والبيت، والحضر، والسفر، والبقاع، تكثير الشهود للعبد يوم القيامة؛ فإن البقعة، والدار، والجبل، والأرض تشهد للذاكر يوم القيامة.
الثانية والسبعون: أن في الاشتغال بالذكر اشتغالاً عن الكلام الباطل من الغيبة وغيرها.
الثالثة والسبعون: أن الشياطين قد احتوشت العبد، ولا سبيل لتفريق جمعهم عنه إلا بذكر الله عز وجل.
* ذكر ابن القيم في مدارج السالكين (2/ 424 – 427) أن الذكر ورد في القرآن الكريم على عشرة أوجه:
الأوّل: الأمرُ به مطلقاً ومقيّداً.
الثاني: النّهي عن ضدّه من الغفلة والنسيان.
الثالث: تعليق الفلاح باستدامته وكثرته.
الرّابع: الثناء على أهله، والإخبار بما أعدّ الله لهم من الجنّة والمغفرة.
الخامس: الإخبار عن خسران من لها عنه بغيره.
السادس: أنّه سبحانه جعل ذكره لهم جزاءً لذكرهم له.
السابع: الإخبار بأنّه أكبرُ من كلِّ شيء.
الثامن: أنّه جعله خاتمة الأعمال الصالحة، كما كان مفتاحها.
التاسع: الإخبار عن أهله بأنّهم هم أهل الانتفاع بآياته، وأنّهم أولو الألباب دون غيرهم.
العاشر: أنّه جعله قرين جميع الأعمال الصالحة وروحها، فمتى عدمته كانت كالجسد بلا روح.
ثم ذكر ابن القيم أدلة الأوجه العشرة وتفصيلها فليراجع.
* أما آداب الذكر فقد قال الله تعالى (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ)، ذكر الشيخ عبدالرزاق العباد في كتابه: ” فقه الأدعية والأذكار ” أن هذه الآية اشتملت على جملة طيبة من الآداب الكريمة التي ينبغي أن يتحلى بها الذاكر، ثم ذكر سبعة آداب من هذه الآية الكريمة؛ واختصارها كالتالي:
1 – أن يكون الذكر في نفسه.
2 – أن يكون على سبيل التضرع وهو التذلل والخضوع والاعتراف بالتقصير.
3 – أن يكون على وجه الخيفة أي: الخوف من المؤاخذة على التقصير في العمل والخشية من الرد وعدم القبول.
4 – أن يكون دون الجهر؛ لأنه أقرب إلى حسن التفكر.
5 – أن يكون باللسان لا بالقلب وحده.
6 – أن يكون بالغدو والآصال أي: في البكرة والعشي.
7 – النهي عن الغفلة عن ذكره.