13 عون الصمد شرح الذيل على الصحيح المسند
جمع وتأليف نورس الهاشمي
وشارك أبوصالح وحسين البلوشي
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
الذيل على الصحيح المسند
مسند أحمد 967 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، مَوْلَى أُمِّ صُبَيَّةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ، وَلَأَخَّرْتُ عِشَاءَ الْآخِرَةِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ، فَإِنَّهُ إِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ هَبَطَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَلَمْ يَزَلْ هُنَاكَ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ، فَيَقُولَ قَائِلٌ: أَلا سَائِلٌ يُعْطَى، أَلا دَاعٍ يُجَابُ، أَلا سَقِيمٌ يَسْتَشْفِي فَيُشْفَى، أَلا مُذْنِبٌ يَسْتَغْفِرُ فَيُغْفَرَ لَهُ؟ “،
___________
قلت سيف:
قال الأصحاب:
فيه رحمة النبي لأمته.
فيه إستحباب السواك عند كل صلاة.
فيه السنة في تأخير العشاء إلا إذا شق على الناس, لكن هذا في حال إذا كانو جماعة, أما إذا كان لوحده فليس له ذلك مادام يسمع نداء الجماعة.
رواية “ثلث الليل الآخر” قال الترمذي: هذه أصح الروايات. وقال الشيخ الألباني في الإرواء (2/ 196):وقد أطال الحافظ في الفتح الإستدلال على ترجيح ما رجحه الترمذي (3/ 31). .وقال النووي: ويحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم علم بأحد الأمرين: في وقتٍ فأخبر به, ثم أعلم بالآخر في وقتٍ آخر فأعلم به. وسمع أبو هريرة الخبرين فنقلهما جميعاً, وسمع أبو سعيد الخدري خبد الثلث الأول فقط فأخبر به مع أبي هريرة, كما ذكره مسلم في الرواية الأخيرة, وهذا ظاهر.
فيه إثبات نزول الله عز وجل كما يليق به.
فيه سعة رحمة الله.
قال صاحبنا نورس الهاشمي:
اثبات نزول يليق بالله:
ومذهب سلف الأمة وأئمتها: أنهم يصفونه بما وصف به نفسه، ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم في النفي والإثبات.
والله ـ سبحانه وتعالى ـ قد نفي عن نفسه مماثلة المخلوقين، فقال الله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [سورة الإخلاص]، فبين أنه لم يكن أحد كفوًا له، وقال تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65]، فأنكر أن يكون له سميّ، وقال تعالى: {فَلاَ تَجْعَلُوا لِلّهِ أَندَاداً} [البقرة: 22]، وقال تعالى: {فَلاَ تَضْرِبُوا لِلّهِ الأَمْثَالَ} [النحل: 74]، وقال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11].
ففيما أخبر به عن نفسه، من تنزيهه عن الكفء، والسَّمِيّ، والمثل، والنِّدّ، وضرب الأمثال له؛ بيان أن لا مثل له في صفاته، ولا أفعاله، فإن التماثل في الصفات والأفعال يتضمن التماثل في الذات. فإن الذاتين المختلفتين يمتنع تماثل صفاتهما وأفعالهما؛ إذ تماثل الصفات والأفعال يستلزم تماثل الذوات، فإن الصفة تابعة للموصوف بها، والفعل ـ أيضًا ـ تابع للفاعل، بل هو مما يوصف به الفاعل. فإذا كانت الصفتان متماثلتين كان الموصوفان متماثلين، حتى إنه يكون بين الصفات من التشابه والاختلاف بحسب ما بين الموصوفين، كالإنسانين كما كانا من نوع واحد، فتختلف مقاديرهما وصفاتهما بحسب اختلاف ذاتيهما، ويتشابه ذلك بحسب تشابه ذلك. شرح حديث النزول لابن تيمية (ص7).
والنزول صفة فعلية خبرية ثابتة لله عز وجل بالسنة الصحيحة.
“وقد ألفت أحاديث النزول في جزء، وذلك متواتر أقطع به”
ومن هذه الأحاديث المشار إليها:
1 حديث أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام: ” ينزل ربنا عز وجل كل ليلة إذا مضى ثلث الليل الأول “. وفي رواية: “حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول: أنا الملك من ذا الذي يسألني فأعطيه؟ من ذا الذي يدعوني فأستجيب له؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ فلا يزال كذلك”.
قال الذهبي: رواه أحمد، وإسناده قوي اهـ.
2 حديث أبي هريرة أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: “ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له”.
قال الحافظ ابن عبد البر في التمهيد: “هذا حديث ثابت من جهة النقل، صحيح الإسناد، لا يختلف أهل الحديث في صحته، رواه أكثر الرواة عن مالك … إلى أن قال: وفيه دليل على أن الله في السماء على عرشه، من فوق سبع سموات، كما قالت الجماعة، وهو حجتهم على المعتزلة. الصفات الالهية للشيخ محمد الجامي رحمه الله.
وفي لفظ: (إذا بقي من الليل ثلثاه يهبط الرب إلى سماء الدنيا) وفي لفظ: ” حتى ينشق الفجر ثم يرتفع “، وفي رواية يقول: “لا أسأل عن عبادي غيري , من ذا الذي يسألني فأعطيه “، وفي رواية عمرو بن عبسة: “أن الرب يتدلى في جوف الليل إلى السماء الدنيا “، وفي لفظ: ” حتى ينشق الفجر، ثم يرتفع ” وذكر نزوله عشية عرفة من عدة طرق، وكذلك ليلة النصف من شعبان ,، وذكر نزوله يوم القيامة في ظلل من الغمام.
ممن قال بتواتر حديث النزول من أهل العلم؛ ابن القيم في تهذيب السنن 7/ 108؛ والذهبي في كتاب العلو ص73 79؛ وابن عبد الهادي في الصارم المنكي ص304؛ وأبو زرعة الرازي كما في عمدة القاري 7/ 199؛ والكتاني في النظم المتناثر ص191؛ وعبد الرحمن بن سعدي في توضيح الكافية الشافية ص147.
وقد أجمع أهل السنة والجماعة على إثبات صفة النزول على الوجه الذي يليق بالله سبحانه لا يشابه خلقه في شيء من صفاته. مجموع فتاوى ابن باز (4/ 420).
وقال ابن عبد البر رحمه الله : ” والذي عليه جمهور أئمة أهل السنة أنهم يقولون: ينزل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويصدقون بهذا الحديث ولا يكيفون، والقول في كيفية النزول كالقول في كيفية الاستواء والمجيء، والحجة في ذلك واحدة” التمهيد (7/ 143).
قال الصابوني: (صفة النزول) (ويصدِّقون بالأحاديث التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله سبحانه ينزل إلى السماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر». . .؟ ” كما جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. [اعتقاد السلف أصحاب الحديث].
قال الشيخ الحافظ أبو بكر الإسماعيلي رحمه الله تعالى في بيان اعتقاد أهل السنة: وإنه عز وجل ينزل إلى السماء على ما صح به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا اعتقاد كيف فيه.
الفسوى قال: حدثنا أبو زيد عبد الرحمن بن أبي الغمر، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: خطب عمر بن عبد العزيز هذه الخطبة وكانت آخر خطبة خطبها فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إنكم لم تخلقوا عبثا ولن تتركوا سدى وأن لكم معادا ينزل الله ليحكم فيكم ويفصل بينكم … ” المعرفة والتاريخ 1/ 611 612
قال ابن قدامة: وتواترت الأخبار، وصحت الآثار بأن الله عز وجل ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا فيجب الإيمان به، والتسليم له، وترك الإعتراض عليه، وإمراره من غير تكييف ولا تمثيل، ولا تأويل، ولا تنزيه ينفي حقيقة النزول1. [الاقتصاد، ص 100].
قال ابن تيمية في الحموية: قال: (ونسلم بالرواية الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي رواها الثقات عدلاً عن عدل حتى ينتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم) إلى أن قال: (ونصدق بجميع الروايات التي أثبتها أهل النقل في النزول إلى السماء الدنيا).
قال ابو داود في حائيته:
11 (وقل بنزل الجبار في كل ليلةٍ … بلا كيف جل الواحد المتمدح)
12 (إلى طبق الدنيا يمن بفضله … فتفرج أبواب السماء وتفتح)
13 (يقول ألا مستغفرٌ يلق غافراً … ومستمنح خيراً ورزقاً فيمنح)
14 (روى ذاك قومٌ لا يرد حديثهم … ألا خاب قومٌ كذبوهم وقبحوا)
قال الالباني: فنزوله نزول حقيقي يليق بجلاله لا يشبه نزول المخلوقين، وكذلك دنوه عز وجل دنو حقيقي يليق بعظمته، وخاص بعباده المتقربين إليه بطاعته، ووقوفهم بعرفة تلبية لدعوته عز وجل، فهذا هو مذهب السلف في النزول والدنو، فكن على علم بذلك حتى لا تنحرف مع المنحرفين عن مذهبهم، وتجد تفصيل هذا الإجمال وتحقيق القول فيه في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وبخاصة منها ” مجموعة الفتاوى “، فراجع مثلاً (ج 5/ 464 478).وقد أورد الحديث على الصواب. السلسلة الصحيحة.
الرد على أهل البدع
من أقوى الردود على من ينفي أو يأول صفة النزول لله جل و علا
قال محمد آمان الجامي: وهذا التأويل الذي يتوارثه النفاة فيما بينهم في معنى النزول قد ناقشه الإمام ابن تيمية في كتابه الفريد في بابه “شرح حديث النزول” وأبطله من عدة وجوه، ومن ذلك أن سياق الحديث يأبى ذلك التأويل، فإن قوله تعالى: “أنا الملك” إلى آخر الحديث صريح في أن الله هو الذي ينزل كيف يشاء، ومما ذكره شيخ الإسلام حول هذا المعنى أنه قال: “وقد سئل بعض نفاة العلو عن النزول فقال: ينزل أمره فقال له السائل: فممن ينزل؟!! إن عندك فوق العالم شيء فممن ينزل الأمر؟ من العدم المحض؟ فبهت” اهـ.
ويكون معنى الكلام إذا كنت لا تؤمن بأن الله في العلو، فكيف تزعم بأن الأمر ينزل. فممن ينزل الأمر، فإن الله ليس فوق العالم في زعمك؟ وهو سؤال مفحم كما ترى، ولذلك بهت الذي نفى العلو، ثم زعم نزول الأمر، لأن النزول لا يكون في اللغة إلا من فوق، وهذا السؤال يمكن أن يوجه أيضاً إلى القائلين بأنه تعالى ليس فوق العرش، ولا تحت العرش، ولا يمين العرش، ولا يساره، وهذا الوصف لا ينطبق إلا على العدم، فيكون وجود الرب تعالى عند هؤلاء وجوداً ذهنياً ولا وجود له في الخارج كما لا يخفى، فإذاً ممن ينزل الأمر أو ممن تنزل الرحمة، والحالة ما ذكر؟!! ….
قال الحافظ ابن القيم: اختلف أهل السنة في نزول الرب تعالى على ثلاثة أقوال:
1 أحدها: أنه ينزل بذاته، قال شيخنا: وهذا قول طوائف من أهل الحديث والسنة والصوفية والمتكلمين.
2 وقالت طائفة منهم: لا ينزل بذاته.
3 وقالت طائفة أخرى: نقول: ينزل، ولا نقول بذاته، ولا بغير ذاته، بل نطلق اللفظ كما أطلقه الرسول صلى الله عليه وسلم ونسكت عما سكت عنه اهـ.
وهذا ما يفهم من قول الإمام الأوزاعي وحماد بن زيد وإسحاق بن راهويه، وقد سبق نقل أقوالهم، وقد سئل الإمام أحمد فقال السائل: يا أبا عبد الله أينزل إلى السماء الدنيا؟ قال: نعم، ثم قال السائل: نزوله بعلمه أم ماذا؟!! فقال الإمام: “اسكت عن هذا” فغضب غضباً شديداًَ ثم قال: امض الحديث على ما روي اهـ.
الصفات الالهية (254 – 256).
قال ابو سعيد الدارمي: فالذي يقدر على النزول يوم القيامة من السموات كلها ليفصل بين عباده قادر أن ينزل كل ليلة من سماء إلى سماء فإن ردوا قول رسول الله في النزول فماذا يصنعون بقول الله عز و جل تبارك وتعالى. الرد على الجهمية (74).
أخبرنا أبو بكر، أنا والدي، أنا أبو بكر بن زكريا الشيباني قال: سمعت أبا حامد بن الشرقي يقول: سمعت حمدان السلمي، وأبا داود الخفاف، … يقولان: سمعنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: قال لي الأمير عبد الله ابن طاهر: يا أبا يعقوب هذا الحديث الذي ترويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
73 ‘ ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا ‘. كيف ينزل؟ قال: قلت أعز الله الأمير، لا يقال لأمر الرب كيف؟ إنما ينزل بلا كيف. قال: وحدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم العدل، نا محبوب ابن عبد الرحمن القاضي، حدثني جدي أبو بكر محمد بن أحمد بن محبوب، نا أحمد بن حيوية، نا أبو عبد الرحمن العتكي، نا محمد بن سلام قال: سألت عبد الله بن المبارك عن نزوله ليلة النصف من شعبان، فقال عبد الله: يا ضعيف ليلة النصف ينزل!؟. في كل ليلة ينزل، فقال الرجل: يا أبا عبد الرحمن كيف ينزل؟ أليس يخلو ذلك المكان منه؟ فقال عبد الله بن المبارك: (كذ حذائي خويس كن)، ينزل كيف يشاء. قال: وسمعت الحاكم أبا عبد الله الحافظ يقول: سمعت أبا زكريا يحيى ابن محمد العنبري يقول: سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول: سمعت أحمد ابن سعيد بن إبراهيم أبا عبد الله الرباطي يقول: حضرت مجلس الأمير عبد الله ابن طاهر ذات يوم، وحضر إسحاق بن إبراهيم يعني ابن راهوية، فسئل عن حديث النزول أصحيح هو؟ قال: نعم. فقال: له بعض قواد عبد الله: يا أبا يعقوب أتزعم أن الله تعالى ينزل كل ليلة؟ قال: نعم. قال: كيف ينزل؟ فقال له إسحاق: أثبته فوق حتى أصف لك النزول. فقال الرجل: أثبته فوق. فقال إسحاق: قال الله عز وجل: (وجاء ربك والملك صفا صفا) فقال الأمير عبد الله: يا أبا يعقوب هذا يوم القيامة. فقال إسحاق:، عما يقول المشبهة والمعطلة علواً كبيراً، ولعنهم لعناً كثيراً.
[الحجة في بيان المحجة، 2/ 129 – 130].
تنبيه: ومن اراد الزيادة كثيرا والاطلاع فليرجع الى كتب السلف ومنها:
كتاب النزول للدارقطني بتحقيق الشيخ علي ناصر الفقهي
الرد على الجهمية للدارمي
شرح حديث النزول لابن تيمية
مختصر العلو للذهبي
الصواعق المرسلة لابن القيم.
قال صاحبنا حسين:
تنبيه 1:
النقل الذي فيه:
قال عبد الله بن المبارك: (كذ حذائي خويس كن)، ينزل كيف يشاء.
قال محقق المحجة
بالفارسية ومعنى ذلك بالعربية: ينزل كيف شاء، فأكد أن المعنى المنقول (ينزل كيف يشاء) هو تفسير لما قبلها من الكلام باللغة الفارسية.
تنبيه 2: قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ونزوله واستواؤه على العرش
وهذا مذهب أئمة السلف وأئمة الاسلام المشهورين واهل الحديث (الفتاوى 5/ 322 466)
قال الامام الاجري في الشريعة 30:
واما اهل الحق فيقولون الايمان به واجب بلا كيف
وممن نقل الاجماع ابن عبد الهادي في الصارم المنكي 229
والكرماني في اجماع السلف 61:
وينزل كل ليلة الى السماء الدنيا كيف شاء وكما شاء
وابو عثمان الصابوني نقل الاجماع في كتابه عقيدة السلف: 191
وابو عمرو الداني في الرسالة الوافية 23 24
اما بخصوص كلام ابن القيم الاخير فانبه لامرين:
ان كلامه هذا في كتاب مختصر الصواعق (401) وفي طبعة اخرى (385)
وهنا في البحث اختصر كلام ابن القيم اختصار يسير بدون تنبيه.
الامر الثاني: قول طائفة من اهل السنة: لا ينزل بذاته)
يريدون نفي اطلاق لفظ الذات هنا لا ان الله لا ينزل حقيقة
وهذا لامرين:
للاجماعات المتقدمة في اثبات النزول على الحقيقة ولا شك ان نزوله بذاته لكن الاطلاق لم يرد فنتوقف في اللفظ
سياق كلام ابن القيم يبين المراد فالقسم الاول
اثبتوا النزول باطلاقهم لفظ الذات
والقسم الثالث اثبتوا النزول لكن لا باطلاق لفظ ذاته ولا بنفي لفظ بذاته بل التوقف في هذه اللفظة
بقي القسم الثاني وهم يقولون باثبات النزول حقيقة لكن بنفي لفظ بذاته
وهم مع هذا مجمعون على ان الله ينزل حقيقة لا ان النازل هو الامر او الرحمة او القدرة او رسول
للاجماعات المتقدمة عن اهل السنة والله اعلم
قال ابن القيم في مختصر الصواعق عند الكلام في صفة النزول:
الحادي عشر: أن الخبر وقع عن نفس ذات الله تعالى لا عن غيره فإنه قال: ” إن الله ينزل إلى السماء الدنيا” فهذا خبر عن معنى لا عن لفظ، والمخبر عنه هو مسمى هذا الاسم العظيم، فإن الخبر يكون عن اللفظ تارة وهو قليل ويكون_عن _مسماه ومعناه وهو الأكثر. فإذا قلت: زيد عندك وعمرو قائم فإنما أخبرت عن الذات لا عن الاسم فقوله تعالى: {الله خالق كل شيء} هو خبر عن ذات الرب تعالى فلا يحتاج المخبر أن يقول: خالق كل شيء بذاته، وقوله: {الله ربكم} قد علم أن الخبر عن نفس ذاته وقوله: {الله أعلم حيث يجعل رسالته} وكذلك جميع ما أخبر الله به عن نفسه إنما هو خبر عن ذاته لا يجوز أن يخص من ذلك إخبار واحد البتة، فالسامع قد أحاط علمًا بأن الخبر إنما هو عن ذات المخبر عنه ويعلم المتكلم بذلك لم يحتج أن يقول: إنه بذاته فعل وخلق واستوى، فإن الخبر عن مسمى اسمه وذاته وهذا حقيقة الكلام ولا ينصرف إلى غير ذلك إلا بقرينة ظاهرة تزيل اللبس وتعين المراد، فلا حاجة بنا أن نقول: استوى على العرش بذاته وينزل إلى السماء بذاته، كما لا يحتاج أن نقول: خلق بذاته وقدر بذاته وسمع وتكلم بذاته، وإنما قال ائمة السنة ذلك إبطالًا لقول المعطلة. أهـ
قال شيخ الاسلام كما فى”مجموع الفتاوىشرح حديث النزوج5ص393و394″: … وقال عبد الرحمن بن منده: إياك أن تكون فيمن يقول: أنا أومن برب يفعل ما يشاء، ثم تنفي ما في الكتاب والسنة مما شاء اللَّه وأوجب على خلقه الإيمان به: أفاعيله كل ليلة أن ينزل بذاته من العرش إلى السماء الدنيا، والزنادقة ينكرونه بزعمهم أن اللَّهَ لا يخلو منه مكان؛ وروى حديث مرفوع من طريق نعيم بن حماد، عن جرير , عن ليث , عن بشر , عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أراد اللّه أن ينزل عن عرشه نزل بذاته) قلت: ضعف أبو القاسم إسماعيل التميمي _لعله التيمي _ وغيره من الحفاظ هذا اللفظ مرفوعًا، ورواه ابن الجوزي في الموضوعات , وقال أبو القاسم التميمي _لعله التيمي _: (ينزل) معناه صحيح أنا أقر به , لكن لم يثبت مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم , وقد يكون المعنى صحيحًا وإن كان اللفظ نفسه ليس بمأثور , كما لو قيل: إن اللّه هو بنفسه وبذاته خلق السموات والأرض، وهو بنفسه وذاته كلم موسى تكليما، وهو بنفسه وذاته استوى على العرش؛ ونحو ذلك من أفعاله التي فعلها هو بنفسه، وهو نفسه فعلها؛ فالمعنى صحيح، وليس كل ما بين به معنى القرآن والحديث من اللفظ يكون من القرآن ومرفوعًا ….. أهـ
قال الشيخ ابن عثيمين في شرح الواسطية (306):
بهذا يتبين لكل إنسان قرأ هذا الحديث أن المراد هنا نزول الله نفسه، ولا نحتاج أن نقول: بذاته، مادام الفعل أُضيف إليه، فهو له، لكن بعض العلماء قالوا: ينزل بذاته، لأنهم لجؤوا إلى ذلك، واضطروا إليه، لأن هناك من حرّفوا الحديث وقالوا: الذي ينزل أمر الله. وقال آخرون: بل الذي ينزل رحمة الله! وقال آخرون: بل الذي ينزل ملكٌ من ملائكة الله!.
هذا باطل!
قال صاحبنا أبوصالح:
فأقول النزول اللهي حق على حقيقته وليس المراد نزول أمره أو رحمته والقائلون بذلك إنما يريدون نفي النزول
ثم نتقيد بنص كلام المتقدمين كي لا يوقعنا أهل التحريف في باطلهم