1299 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بإشراف سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2، والمدارسة، والاستفادة
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
(جمع وتأليف عبد الله الديني)
_._._. _._._. _._._. _._._. _.
1299 – قال أبو داود رحمه الله: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب حدثنا هشام عن محمد عن أبي هريرة:
أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وكان رجلا جميلا فقال يا رسول الله إني رجل حبب إلي الجمال وأعطيت منه ما ترى حتى ما أحب أن يفوقني أحد إما قال بشراك نعلي وإما قال بشسع نعلي أفمن الكبر ذلك قال لا ولكن الكبر من بطر الحق وغمط الناس.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
الحديث أخرجه البخاري في “الأدب المفرد” ص196 بهذا السند نفسه.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الشراك: أحد سيور النعل التي على وجهها. ” لسان العرب ” (3/ 373)
الشسع: هي قبال النعل الذي يشد إلى زمامها، والزمام هو السير الذي يعقد فيه الشسع. ” لسان العرب ” (8/ 180)
الكبر بسكون الباء العظمة، أما الكبر بفتح الباء الهرم. “معجم المقاييس ” لابن فارس.
بطر الحق: دفعه وإنكاره ترفعا وتجبرا.
غمط الناس: بفتح الغين المعجمة وإسكان الميم وبالطاء المهملة أي احتقارهم. ” شرح مسلم ” للنووي.
قال الألباني رحمه الله في الصحيحة (1626): صححه الحاكم ووافقه الذهبي وهو كما قالا.
قال الدارقطني في علله 8/ 106: المحفوظ عن بن سيرين أن سوار بن عمرو أتى النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
ذكر الحافظ في ” لسان الميزان ” في ترجمة سوار بن عمرو عن البخاري: حديثه مرسل يعني أن ابن سيرين أرسله عنه لأنه لم يدركه.
وجاء بمعناه في صحيح مسلم (91) عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر» قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة، قال: «إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس»
وفي الصحيح المسند (801) من حديث عبد الله بن عمرو بلفظ: ” فما الكبر؟ قال أن يكون لأحدنا نعلان حسنتان لهما شراكان حسنان قال لا قال هو أن يكون لأحدنا حلة يلبسها قال لا قال الكبر هو ان يكون لأحدنا دابة يركبها قال لا قال أفهو ان يكون لأحدنا أصحاب يجلسون إليه قال لا قيل يا رسول الله فما الكبر قال سفه الحق وغمص الناس.
فوائد الحديث:
– فيه أن التجمل ليس من الكبر ولا ينافي التواضع ولكن بلا إسراف.
– التجمل من الأمور التي يحبها الله.
– من أنعم الله عليه بنعمة فإنه يظهرها.
– وهذا نظير حديث ” قاتل لتكون كلمة الله هي العيا فهو في سبيل الله ” من حيث الجواب الجامع قال ابن بطال ” الفتح ”
(8/ 405): إنما عدل النبي صلى الله عليه وسلم عن لفظ جواب السائل لأن الغضب والحمية قد يكونان لله فعدل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك إلى لفظ جامع فأفاد دفع الإلباس وزيادة الإفهام.
– فيه ذم الكبر.