1296 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بإشراف سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2، والمدارسة، والاستفادة
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
(جمع وتأليف عبد الله الديني)
_._._. _._._. _._._. _._._. _.
1296 – قال الإمام الترمذي رحمه الله: حدثنا الجراح بن مخلد البصري حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن خيثمة بن أبي سبرة قال: أتيت المدينة فسألت الله أن ييسر لي جليسا صالحا فيسر لي أبا هريرة فجلست إليه فقلت له إني سألت الله أن ييسر لي جليسا صالحا فوفقت لي فقال لي ممن أنت قلت من أهل الكوفة جئت ألتمس الخير وأطلبه قال أليس فيكم سعد بن مالك مجاب الدعوة وابن مسعود صاحب طهور رسول الله صلى الله عليه وسلم ونعليه وحذيفة صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمار الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه وسلمان صاحب الكتابين
قال قتادة والكتابان الإنجيل والفرقان.
هذا حديث حسن صحيح غريب وخيثمة هو ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة إنما نسب إلى جده.
’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’
وصححه الألباني في سنن الترمذي (3811).
جاء في البخاري 3742 عن علقمة، قال: قدمت الشأم فصليت ركعتين، ثم قلت: اللهم يسر لي جليسا صالحا، فأتيت قوما فجلست إليهم، فإذا شيخ قد جاء حتى جلس إلى جنبي، قلت: من هذا؟ قالوا: أبو الدرداء، فقلت: إني دعوت الله أن ييسر لي جليسا صالحا، فيسرك لي، قال: ممن أنت؟ قلت من أهل الكوفة، قال: أوليس عندكم ابن أم عبد صاحب النعلين والوساد، والمطهرة، وفيكم الذي أجاره الله من الشيطان، – يعني على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم – أوليس فيكم صاحب سر النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يعلمه أحد غيره، ثم قال: كيف يقرأ عبد الله: والليل إذا يغشى؟ فقرأت عليه: والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى قال: «والله لقد أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيه إلى في»
في الحديث مناقب لعدة من الصحابة:
1) سعد بن مالك هو ابن ابي وقاص عن قيس قال: سمعت سعداً يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(اللهم استجبْ له إذا دعاك – يعني سعداً -) رواه ابن حبان وأعله الدارقطني بالإرسال 4/ 377 ولعل يشهد لذلك قصة سعد عندما شكى اهل الكوفة الى عمر من سعد والحديث في البخاري 755
2) وعبد الله بن مسعود (صاحب طهور) فتح الطاء أي ما يطهر به فإنه كان صاحب مطهرته صلى الله عليه وسلم ونعليه وكذا صاحب وسادته ونحوها مما يدل على كمال خدمته وقربه من النبي صلى الله عليه وسلم حتى أن الصحابة يظنون ابن مسعود وأمه من أهل بيت النبي صلى الله وسلم لكثرة ترداده إليه.
3) حذيفة بن اليمان صاحب السر، والمراد بالسر ما أعلمه به النبي صلى الله عليه وسلم أمورا من أحوال المنافقين وأمورا من الذي يجري بين هذه الأمة فيما بعده وجعل ذلك سرا بينه وبينه.
4) عمار بن ياسر قال ابن التين: المراد بقوله على لسان نبيه قول النبي صلى الله عليه وسلم ” ويح عمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ” قال الحافظ: وهو محتمل، ويحتمل أن يكون المراد بذلك حديث عائشة مرفوعا: ” ما خير عمار بين أمرين إلا اختار أرشدهما “. أخرجه الترمذي (الصحيحة 835)، ولأحمد من حديث ابن مسعود مثله أخرجهما الحاكم فكونه يختار أرشد الأمرين دائما يقتضي أنه قد أجير من الشيطان الذي من شأنه الأمر بالغي.
ولابن سعد في الطبقات 3/ 251من طريق الحسن قال: قال عمار نزلنا منزلا فأخذت قربتي ودلوي لأستقي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ” سيأتيك من يمنعك من الماء ” فلما كنت على رأس الماء؛ إذا رجل أسود كأنه عرس فصرعته فذكر الحديث وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: ” ذاك الشيطان “، فلعل ابن مسعود أشار إلى هذه القصة، ويحتمل أن تكون الإشارة بالإجارة المذكورة إلى ثباته على الإيمان لما أكرهه المشركون على النطق بكلمة الكفر فنزلت فيه {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان}.
5) سلمان الفارسي ويقال سلمان الخير، والمراد بالكتابين الإنجيل والقرآن فإنه آمن بالإنجيل قبل نزول القرآن وعمل به ثم آمن بالقرآن أيضا.
وفيه من الفوائد:
– فيه فضيلة الصحبة الصالحة.
– فيه دعاء الله أن ييسر الجليس الصالح.
– فيه مناقب للصحابة المذكورين.
– فيه تواضع العلماء وثنائهم على بعضهم البعض.
تنبيه (سيف): قصة قتال عمار رضي الله عنه للشيطان ذكرها من طريقين عن الحسن ابن عساكر في تاريخ دمشق 43/ 383، والحسن البصري لم يسمع من عمار قاله المزي في تحفة الأشراف، وتهذيب الكمال، وقاله المنذري كما في عون المعبود. نقله الشيخ مقبل.
قلت: وكذلك نص ابن رجب على عدم سماعه من عمار (الفتح 1/ 359)، ومحقق السير 1/ 412 ضعف القصة بعنعنة الحسن